بقيادة المايسترو راسم دمق وبعد أن انبعث النشيد الوطني التونسي ورددته الجماهير الغفيرة ليملأ ارجاء الفضاء المتسع لآلاف المتفرجين من مختلف الفئات.. اٌستهل عرض نور مهنا امس بمسرح قرطاج الدولي في دورته 56 بوصلة موسيقة تضمنت ألحانا شرقية متنوعة و"صولوات" بآلة القانون وآلة الكمنجة.. اعتلى على إثرها الفنان السوري نور مهنا المسرح ليثني على وزيرة الثقافة حرصها على نجاح مهرجان قرطاج رغم الظرف العام والوضع الاقتصادي ويحيي جمهوره الذي استقبله بحفاوة كبيرة: مساء الخير يا أوفياء، يا سميعين.. كأن لسان حاله يقول- وهو القاطن بتونس لسنوات طوال- : أعلم جيدا ما يعاني الشعب التونسي من ضغوط نفسية وعدم الاستقرار لذا أعدكم بسهرة طربية راقية أتمنى أن تشفي غليلكم وتزيح البعض من آلامكم..
وصف الجمهور بالوفي وكان وفيا لشخصيته الطربية بإمكانات صوتية متميزة فأمتع ب"ابعثلي جواب" و"شادي الألحان " و"رق الزمان" و"يا مال الشام" و"مر الزمان" و"يا مسهر العشاق" و"يا وحشني" .. وصلات شرقية غالبا ما اقترنت بالموشحات والقدود الحلبية والمواويل التي جعلت الجمهور في كل مناسبة يلتقي بها الفنان الحلبي يصر على الاستماع على أهم ما جاء في التراث العربي بصوته العذب الشجي..دون ملل، بل ردد معه جميع الاغاني "المجمرة" لأنه استطاع في جميع اللقاءات شد الحاضرين بحضوره الراقي وادائه المتميز.. كأنك تسمعه لأول مرة!
كيف لا وقد نٌحت اسمه بين جيل كبار المؤلفين الموسيقيين والمؤدين على غرار أديب الدايخ وصباح فخري وحسن الحفار.. وغيرهم من المبدعين السوريين..
في ذات السياق وفي إطار الحديث عن أسباب نجاح الحفل على جميع المستويات لم يخف على متتبعي سهرة أمس بمسرح قرطاج الأثري أن الجمهور التونسي كان متميزا فريدا في تناغمه مع الفنان السوري نور مهنا من وصلة الى اخرى سواء من خلال الزغاريد أو ترديد جميع الأغاني بما في ذلك القدود التي اشتهرت بها مدينة حلب من خلال الأجواء الصوفية الهائمة بالعشق الإلاهي قبل أن تنتقل إلى الغناء والمواويل .. ذلك أن الجانب الروحاني كان له الأثر البليغ فيما بعد من حيث اللحن وانتقاء الكلمات..
كما لا يخفى على أحد ومنذ افتتاح مهرجان قرطاج في دورته 56 مدى تعطش الجماهير إلى الفن الراقي و"تنفيسة تنحي خمجة على القْلب" وهو في حالة بحث عن الاستعلاء sublimation في ظل الوضع الاجتماعي القاتم وضبابية المشهد السياسي وانسداد الآفاق في شتى المجالات..فترى الطفل الصغير كما ترى الكهل والمسن.. والكل قابع إلى آخر السهرة التي دامت حوالي ثلاث ساعات..
من حيث التنظيم وما ادراك مالتنظيم يبدو ان الخلل الوحيد في جميع الحفلات منذ انطلاق المهرجان هو وجود أشخاص في الصفوف الأمامية، ليسوا صحفيين ولا أمنيين، مهمتهم تقتصر على التصوير أو السماح لأشخاص بالمرور والقرب من الركح.. ما يعطل سير عمل المصورين الصحفيين وإرباكهم..
نرجو أن تنتبه لجنة التنظيم إلى هذا الأمر الذي أصبح مقلقا وملفتا للاانتباه..
وليد عبداللاوي
تصوير: منير بن إبراهيم
بقيادة المايسترو راسم دمق وبعد أن انبعث النشيد الوطني التونسي ورددته الجماهير الغفيرة ليملأ ارجاء الفضاء المتسع لآلاف المتفرجين من مختلف الفئات.. اٌستهل عرض نور مهنا امس بمسرح قرطاج الدولي في دورته 56 بوصلة موسيقة تضمنت ألحانا شرقية متنوعة و"صولوات" بآلة القانون وآلة الكمنجة.. اعتلى على إثرها الفنان السوري نور مهنا المسرح ليثني على وزيرة الثقافة حرصها على نجاح مهرجان قرطاج رغم الظرف العام والوضع الاقتصادي ويحيي جمهوره الذي استقبله بحفاوة كبيرة: مساء الخير يا أوفياء، يا سميعين.. كأن لسان حاله يقول- وهو القاطن بتونس لسنوات طوال- : أعلم جيدا ما يعاني الشعب التونسي من ضغوط نفسية وعدم الاستقرار لذا أعدكم بسهرة طربية راقية أتمنى أن تشفي غليلكم وتزيح البعض من آلامكم..
وصف الجمهور بالوفي وكان وفيا لشخصيته الطربية بإمكانات صوتية متميزة فأمتع ب"ابعثلي جواب" و"شادي الألحان " و"رق الزمان" و"يا مال الشام" و"مر الزمان" و"يا مسهر العشاق" و"يا وحشني" .. وصلات شرقية غالبا ما اقترنت بالموشحات والقدود الحلبية والمواويل التي جعلت الجمهور في كل مناسبة يلتقي بها الفنان الحلبي يصر على الاستماع على أهم ما جاء في التراث العربي بصوته العذب الشجي..دون ملل، بل ردد معه جميع الاغاني "المجمرة" لأنه استطاع في جميع اللقاءات شد الحاضرين بحضوره الراقي وادائه المتميز.. كأنك تسمعه لأول مرة!
كيف لا وقد نٌحت اسمه بين جيل كبار المؤلفين الموسيقيين والمؤدين على غرار أديب الدايخ وصباح فخري وحسن الحفار.. وغيرهم من المبدعين السوريين..
في ذات السياق وفي إطار الحديث عن أسباب نجاح الحفل على جميع المستويات لم يخف على متتبعي سهرة أمس بمسرح قرطاج الأثري أن الجمهور التونسي كان متميزا فريدا في تناغمه مع الفنان السوري نور مهنا من وصلة الى اخرى سواء من خلال الزغاريد أو ترديد جميع الأغاني بما في ذلك القدود التي اشتهرت بها مدينة حلب من خلال الأجواء الصوفية الهائمة بالعشق الإلاهي قبل أن تنتقل إلى الغناء والمواويل .. ذلك أن الجانب الروحاني كان له الأثر البليغ فيما بعد من حيث اللحن وانتقاء الكلمات..
كما لا يخفى على أحد ومنذ افتتاح مهرجان قرطاج في دورته 56 مدى تعطش الجماهير إلى الفن الراقي و"تنفيسة تنحي خمجة على القْلب" وهو في حالة بحث عن الاستعلاء sublimation في ظل الوضع الاجتماعي القاتم وضبابية المشهد السياسي وانسداد الآفاق في شتى المجالات..فترى الطفل الصغير كما ترى الكهل والمسن.. والكل قابع إلى آخر السهرة التي دامت حوالي ثلاث ساعات..
من حيث التنظيم وما ادراك مالتنظيم يبدو ان الخلل الوحيد في جميع الحفلات منذ انطلاق المهرجان هو وجود أشخاص في الصفوف الأمامية، ليسوا صحفيين ولا أمنيين، مهمتهم تقتصر على التصوير أو السماح لأشخاص بالمرور والقرب من الركح.. ما يعطل سير عمل المصورين الصحفيين وإرباكهم..
نرجو أن تنتبه لجنة التنظيم إلى هذا الأمر الذي أصبح مقلقا وملفتا للاانتباه..