إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

بين مهرجاني قرطاج والحمامات.. نجلا الفنانين الكبيرين لطفي بوشناق وصلاح مصباح يبدعان ويفندان كل الانتقادات

 

 

 

ليس من باب الصدف ان يحظى عرضا كل من عبد الحميد وصبري، نجلي الفنانين الكبيرين لطفي بوشناق وصلاح مصباح، في مهرجان قرطاج الدولي ومهرجان الحمامات في دورتهما 56 بإقبال كبير من الجماهير وأن تنفد التذاكر في وقت قياسي رغم صغر سنهما وقصر تجربتهما الفنية..إنما كان نتيجة إيمان بمشروع فني والتوغل بثبات في عالمين خاصين بطموحاتهما وأهدافهما..

ولئن نسب الكثيرون نجاحهما إلى أسماء آبائهما المتلألئة في سماء العالم العربي، فالعكس هو الصحيح..ناهيك أن عبد الحميد بوشناق قبل عرض "عشاق الدنيا" وأثناء بداية خوضه تجربة الاخراج في اول فيلم رعب تونسي "دشرة" كانت ردة فعل الاب -حسب ما صرح به في إحدى الإذاعات الخاصة- عنيفة ولم يقبل الفكرة ولا تلك المشاهد الدموية لكن المخرج الشاب أصر على المضي قدما نحو رغباته وميولاته الفنية ليتعرض إلى العديد من الضغوطات المادية والنفسية في البداية ولم تكن الانطلاقة بالأمر الهين.. ضغوطات وصعوبات التحدي ساهمت بلا شك في نحت شخصية فنان موهوب "يعشق" المختلف ويمقت السائد ..فكان مسلسل "النوبة" نتاج ثورة مشاكس لا يعترف بالأفكار "المجمرة".. وفيّ لقناعاته..مؤمن بنفسه "وما زال يتعلم" -كما صرح بذلك في الندوة الصحفية إثر عرض "عشاق الدنيا"- 

لسان حاله -في العديد من المناسبات- كأنه يقول مجيبا كل من استنقص مجهوداته وتفانيه في أعماله:انا من سلكت طريق النجاح لا اقتران اسمي باسم الفنان لطفي بوشناق.. ومن الطاف الله اني لست مغنيا..

نفس الشيء تقريبا بالنسبة لصبري مصباح نجل صلاح مصباح وإن كانا يمارسان نفس "الغرام" الا وهو الغناء..

فإن هذا الأخير اختار أنماطا موسيقية مغايرة لما سلكه ابوه.. وها أنه بعد ست سنوات من اعتلائه مهرجان الحمامات الدولي مع مجموعة "برقو" يعتلي المسرح من جديد يوم السبت الماضي حيث صافح بمدارج ممتلئة الجمهور الذي تفاعل تفاعلا كبيرا مع أغنية "مش مني ..يا بلاد يا وهاني خارج، غير افتحي وتهني واصلحي كان فسادك مني ومش مني..في إشارة إلى التهميش الذي يعانيه الشعب التونسي وحال البلد غير المستقر..

اما ما شد الجماهير فهو التناغم الحاصل بينه وبين الفرقة، مجموعة أيتما، هادي فاهم والإخوان مروان ويوسف سلطانة فضلا عن عازف العود ندى محمود وعازف الناي محمد بن صالحة وعازف الإيقاع نصر الدين الشبلي ليرقص الجمهور على ايقاعات الروك والالكترو والباب والافرو..

هذا إلى جانب الطابع التونسي على غرار "دلوني" و"أم السواعد سمر" التي لم ترق إلى الفنان صلاح مصباح الذي كان حاضرا خلال العرض.. وأكد -في العديد من المناسبات- على أن ابنه "كسرلها كرايمها" .. ليفند الحاضرون الذين غصت بهم المدارج ما ذهب اليه واستحسنوا التوزيع الجديد للاغنية والأداء الرائع والصوت الهادئ لصبري مصباح..

من الواضح جدا أن صبري سلك هو الآخر طريقا مغايرا لأبيه و"عارف فاش قاعد يعمل" خاصة وأن انتاجاته الأخيرة كانت عصارة مجهود سنوات وقد تمرس على العزف وسمع شتى الأنماط الموسيقية وتاثر بها..

"مخ الهدرة" إذن .."ابن الوز عوام" .. هذا صحيح.. لكن أن تنحت شخصية فنية فريدة.. هو أكبر إنجاز وسبيل كل نجاح..

وليد عبداللاوي

 

 

 بين مهرجاني قرطاج والحمامات.. نجلا الفنانين الكبيرين لطفي بوشناق وصلاح مصباح يبدعان ويفندان كل الانتقادات

 

 

 

ليس من باب الصدف ان يحظى عرضا كل من عبد الحميد وصبري، نجلي الفنانين الكبيرين لطفي بوشناق وصلاح مصباح، في مهرجان قرطاج الدولي ومهرجان الحمامات في دورتهما 56 بإقبال كبير من الجماهير وأن تنفد التذاكر في وقت قياسي رغم صغر سنهما وقصر تجربتهما الفنية..إنما كان نتيجة إيمان بمشروع فني والتوغل بثبات في عالمين خاصين بطموحاتهما وأهدافهما..

ولئن نسب الكثيرون نجاحهما إلى أسماء آبائهما المتلألئة في سماء العالم العربي، فالعكس هو الصحيح..ناهيك أن عبد الحميد بوشناق قبل عرض "عشاق الدنيا" وأثناء بداية خوضه تجربة الاخراج في اول فيلم رعب تونسي "دشرة" كانت ردة فعل الاب -حسب ما صرح به في إحدى الإذاعات الخاصة- عنيفة ولم يقبل الفكرة ولا تلك المشاهد الدموية لكن المخرج الشاب أصر على المضي قدما نحو رغباته وميولاته الفنية ليتعرض إلى العديد من الضغوطات المادية والنفسية في البداية ولم تكن الانطلاقة بالأمر الهين.. ضغوطات وصعوبات التحدي ساهمت بلا شك في نحت شخصية فنان موهوب "يعشق" المختلف ويمقت السائد ..فكان مسلسل "النوبة" نتاج ثورة مشاكس لا يعترف بالأفكار "المجمرة".. وفيّ لقناعاته..مؤمن بنفسه "وما زال يتعلم" -كما صرح بذلك في الندوة الصحفية إثر عرض "عشاق الدنيا"- 

لسان حاله -في العديد من المناسبات- كأنه يقول مجيبا كل من استنقص مجهوداته وتفانيه في أعماله:انا من سلكت طريق النجاح لا اقتران اسمي باسم الفنان لطفي بوشناق.. ومن الطاف الله اني لست مغنيا..

نفس الشيء تقريبا بالنسبة لصبري مصباح نجل صلاح مصباح وإن كانا يمارسان نفس "الغرام" الا وهو الغناء..

فإن هذا الأخير اختار أنماطا موسيقية مغايرة لما سلكه ابوه.. وها أنه بعد ست سنوات من اعتلائه مهرجان الحمامات الدولي مع مجموعة "برقو" يعتلي المسرح من جديد يوم السبت الماضي حيث صافح بمدارج ممتلئة الجمهور الذي تفاعل تفاعلا كبيرا مع أغنية "مش مني ..يا بلاد يا وهاني خارج، غير افتحي وتهني واصلحي كان فسادك مني ومش مني..في إشارة إلى التهميش الذي يعانيه الشعب التونسي وحال البلد غير المستقر..

اما ما شد الجماهير فهو التناغم الحاصل بينه وبين الفرقة، مجموعة أيتما، هادي فاهم والإخوان مروان ويوسف سلطانة فضلا عن عازف العود ندى محمود وعازف الناي محمد بن صالحة وعازف الإيقاع نصر الدين الشبلي ليرقص الجمهور على ايقاعات الروك والالكترو والباب والافرو..

هذا إلى جانب الطابع التونسي على غرار "دلوني" و"أم السواعد سمر" التي لم ترق إلى الفنان صلاح مصباح الذي كان حاضرا خلال العرض.. وأكد -في العديد من المناسبات- على أن ابنه "كسرلها كرايمها" .. ليفند الحاضرون الذين غصت بهم المدارج ما ذهب اليه واستحسنوا التوزيع الجديد للاغنية والأداء الرائع والصوت الهادئ لصبري مصباح..

من الواضح جدا أن صبري سلك هو الآخر طريقا مغايرا لأبيه و"عارف فاش قاعد يعمل" خاصة وأن انتاجاته الأخيرة كانت عصارة مجهود سنوات وقد تمرس على العزف وسمع شتى الأنماط الموسيقية وتاثر بها..

"مخ الهدرة" إذن .."ابن الوز عوام" .. هذا صحيح.. لكن أن تنحت شخصية فنية فريدة.. هو أكبر إنجاز وسبيل كل نجاح..

وليد عبداللاوي

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews