كسر القواعد .. البحث فيها وإعادة تشكيل الواقع عبر حكايات تأخذ الكثير من ذاتها ومن مجتمع متحول يحكمه التناقض هي حكاية "الفوندو" لسوسن الجمني .. فهذا العمل ليس مجرد مسلسل درامي رمضاني في حياة مخرجة الجزء الخامس من "أولاد مفيدة" .. الحكاية تعود لأكثر من 20 سنة حين شاهدت سوسن وهي فتاة صغيرة جارها الشاب العشريني يقاد إلى السجن بسبب حادث غير مجرى حياته.. تقول ضيفة "الصباح" أن فكرة المسلسل تراودها كثيرا ومنذ سنوات وحين طالب منها سامي الفهري تقديم عمل درامي لرمضان 2021 من إخراجها كان "الفوندو" خيارها وقرارها الأول.
سوسن الجمني، التي تعتقد أن قراءة الصحف مع فنجان القهوة صباحا عادة لا تفقد سحرها عبر الزمن، وأن الصحافة المكتوبة تعنيها كثيرا وتعتبرها محرارا للمجتمع ومشاغله تحدثت لـ"الصباح" في أول حوار صحفي لها عن تفاصيل مسلسل "الفوندو" انطلاقا من الورقات الأولى للسيناريو مرورا بالكاستينغ وتنفيذ الانتاج إلى أصداء العمل وردود الأفعال حول خياراتها، الانتقادات ومشاريعها القادمة.
حاورتها : نجلاء قموع
*التخلي عن جزء سادس من "أولاد مفيدة" والتفكير في مشروع جديد هل كان قرار القناة أو رغبة منك؟
- أحب تقديم مشاريع جديدة وشخصيا لا أفضل مسلسلات الأجزاء غير أن قرار تقديم عمل درامي جديد كان رغبة سامي الفهري وقد شجعني على البداية في عمل فني جديد بعيدا عن "أولاد مفيدة" ففكرت في قصة كنت شاهدة على جزء من أحداثها ليكون "الفوندو" مسلسل قناة الحوار في رمضان 2021.
*وكيف تم تطويع هذه الأحداث الحقيقية دراميا؟
- تشاء الظروف أحيانا أن يفقد الانسان الكثير من أحلامه وآماله ويتغير مستقبله كليا بسبب حادث واحد في حياته خاصة حين يكون طفل مراهق أو شاب في العشرين فيجد نفسه في السجن وفي هذا السياق اخترت أن يكون بطل الفوندو هذا الشاب الحالم المجتهد في دراسته والذي يتعرض للظلم ويفقد دعم عائلته وأصدقائه وبعد كتابتي للحلقات الثلاث الأولى قررت الاستعانة بوجهة نظر ذكورية على مستوى السيناريو فكان التواصل مع عزيز الجبالي، الذي فكرت في ذات الوقت أن يكون في دور "جوزيف" لنكتب معا غير أن ارتباط عزيز بمشروع ثان مانعه من استكمال المشوار مع "الفوندو" وشخصيا سعيدة بلمسته الخاصة في العمل وبدور سندس عبد الرحمان في ورشة الكتابة كذلك فهي صاحبة المشاهد الأقوى على مستوى السيناريو وأعتقد شخصيا أن ورشات الكتابة لها أهمية كبيرة في الرفع من جودة الأعمال الدرامية.
*إشادة من عدد الفنانين بسوسن الجمني على مستوى إدارة الممثل فهل كسرك للقواعد نوع من التحدي للصورة النمطية للممثل التونسي؟
- أعتقد أن نقص الانتاج وغياب الصناعة الدرامية وراء حصر الممثل التونسي في أدوار معينة وسعيدة بدور نعيمة الجاني وتفاعل الجمهور مع شخصيتها في "الفوندو" ومع كل من القدير رؤوف بن عمر وأدوار سهير بن عمارة، أميرة شبلي ونوردو كما أعتبر كمال التواتي التحدي الأكبر بالنسبة لي خلال العمل على دوره في المسلسل فمن الصعب أن تشد الجمهور التونسي بعيدا عن "سليمان الأبيض" فمعظم العائلات التونسية تعيش منذ سنوات مع أحداث "شوفلي الحل" حتى في أدق التفاصيل لذلك كانت سعادتي بنجاح دور "الماروكي" مضاعفة وأشكر كل الممثلين على الثقة الكبيرة والاحترام لرؤيتي وإحساسي منذ بداية تعاوني معهم في "أولاد مفيدة" و"تاج الحاضرة".
*وهل كان نضال السعدي خيارك الأول في كاستينغ "الفوندو" خاصة وأن أدائه شهد بعض النقد؟
- الخيار الأول كان ظافر العابدين ولكن ارتباطاته المهنية لم تناسب مواعيد تصوير "الفوندو" ثم جاء خيار نضال السعدي على غرار عديد الأدوار في العمل كان لها أكثر من ترشيح وشخصيا راضية كثيرا على أدائه لشخصية "يحيا" وهناك فرق كبير بين أداء نضال السعدي في "أولاد مفيدة" و"الفوندو" على عكس ما يقال .. بحثنا في العمق في شخصية الشاب المسجون لعشرين سنة من خلال مراجعة آراء المختصين في علم النفس، المراجع والشهادات وهذا العمل انعكس على سلوك الشخصية في توترها، نظرتها، حركاتها المتثاقلة بحكم بقائها لسنوات طويلة في السجن.. فـ"يحيا" منبوذ يعيش انكسار وظلم.
*الفوندو الأكثر مشاهدة على اليوتيوب تلاحقه بيانات تنديد من أكثر من قطاع واتهامات بالتشجيع على العنف فما تعليقك؟
- بلغتني بعض ردود الفعل من قطاعات معينة منها وضع "سوق الذهب" وأعتقد أن القانون صارم وعلى السلط المعنية مراجعة وضع هذا القطاع ونحن في العمل اعتمدنا على شهادات ومصطلحات معتمدة في هذا المجال وذلك بالتعاون مع حاتم بن يوسف أمّا بالنسبة لمسألة "التشليط" أو السلوك العنيف للبطل "يحيا" فهذه التفاصيل موجودة في حياة معظم السجناء ولم يكن الهدف الاثارة وجذب نسب المشاهدة وإنما تسليط الضوء على وضع السجون في تونس وعملي في "الفوندو" ارتكز على تصوير الواقع الاجتماعي المسكوت عنه على غرار اغتصاب "بية" من قبل خطيبها ودفع المتفرج للتفكير والتفاعل وأعتقد أن هناك جمهورا واعيا أدرك الغاية من رسائل "الفوندو" فالمرأة لا يجب أن تصمت على اغتصابها والظلم يمكن أن يقضي على حياة مراهق والسجن يمكن أن يغير فنان إلى ارهابي على غرار ما حدث مع مغني الراب "ايمينو".
*على ذكر "ايمينو" وسامي الفهري في الحلقة الأولى هل كانت هناك رسالة خاصة من سوسن الجمني عبر مشاهد دخول يحيا للسجن؟
- صحيح رسالتي للسلط المعنية هي الاهتمام بالشباب أكثر فسجن شاب في بداية حياته ظلما أو بسبب خطأ هو الأول في حياته يمكن أن يدمر مستقبله ويحوله لمجرم في ظل وضع السجون التونسية الأكيد أني لا أشجع على الارهاب لكن ايمينو ظلمته المنظومة بعد سجنه وبالنسبة لسامي الفهري وعبارة "ربي يفرج عليك" في مشاهد الحلقة الأولى كانت رسالة لصديق وصاحب فضل على مسيرتي المهنية وقد شاهد العمل وهنأني عبر رسائل من أقاربه.
* قتل مريم لم يكن هدف العمل هل كانت الجريمة مجرد عامل جذب للجمهور؟ وماردك على مسألة تقليد عمل أجنبي على نتفليكس؟
- قتل مريم هو أكيد عامل جذب المشاهد خاصة في الحلقة الأولى التي عملت كثيرا لتكون في مستوى يشد التونسيين ولكن الموضوع الرئيسي للعمل هو الظلم وانهيار حياة شاب دون أي ذنب وهذا السيناريو عملت عليه طيلة سبعة أشهر ولا يمكن أن يكون مقلد عن عمل عرض في أثناء تصويرنا لمسلسل "الفوندو" ومع فريقي نعمل لأجل صورة ذات جودة ومضمون يرتقي بالدراما التونسية ويجعلها منافسة لأعمال "نتفليكس" ولا نحتاج لتقليد مواضيع هي في الأساس إنسانية يمكن أن تحدث في أي مجتمع انطلاقا من خصوصيته.
*تحدث عيسى حراث مؤخرا عن أدائه في "الفوندو" بتواضع كبير فكيف كان التعامل مع هذه القامة الفنية؟
- تأثرت كثيرا برأيه في رؤيتي الاخراجية وفي العمل عموما وأبطاله وعيسى حراث كان مذهلا كعادته وهو فنان قدير ومتواضع وحين رغبت في انهاء المسلسل فكرت في أدائه لدور الحارس وفكرة التعاون معه كانت تراودني منذ خطوتي الأولى في المجال السمعي البصري حين قابلته لأول مرة وأنا متربصة في مسلسل "قمرة سيدي محروس".
*الدراما الاجتماعية في رمضان 2021 طرحت برؤى فنية مختلفة العلاقات العائلية فهل شاهدت "حرقة" و"أولاد الغول"؟
- للأسف أنهيت المونتاج قبل يوم من الحلقة الأخيرة (الحلقة 21) ولم أبدأ بعد في مشاهدة بقية الأعمال ولكن تكلمت مع الأسعد الوسلاتي وهو صديق دراسة وأثق في رؤيته كما هنأني على "الفوندو" وسعيدة بنجاح عبد الحميد بوشناق وأحيي مراد بن الشيخ على "أولا الغول" ولكل مخرج منا رؤيته الفنية الخاصة وطرحه لمضامين الاجتماعية وهذا التنوع يثري الدراما التونسية.
*يتساءل الكثيرون عن إمكانية تصوير جزء ثان من الفوندو فهل ستواصلين التجربة وماذا عن مشاريعك القادمة وهل سنشاهد بين أبطالها الوجوه الشابة في الفوندو؟
- أفكر في خوض تجربة سينمائية قريبا وحاليا في مرحلة الكتابة أما الجزء الثاني من 'الفوندو" فهو قرار الانتاج وأعتقد أن الوجوه الجديدة هذا العام ستكون برفقتي في أعمال قادمة وسعيدة لنجاح الكاستينغ وفي الحقيقة كنت أفكر في تقديم عمل عن الشباب والمراهقين ثم خيرت تأجيله بعد "الفوندو".
كسر القواعد .. البحث فيها وإعادة تشكيل الواقع عبر حكايات تأخذ الكثير من ذاتها ومن مجتمع متحول يحكمه التناقض هي حكاية "الفوندو" لسوسن الجمني .. فهذا العمل ليس مجرد مسلسل درامي رمضاني في حياة مخرجة الجزء الخامس من "أولاد مفيدة" .. الحكاية تعود لأكثر من 20 سنة حين شاهدت سوسن وهي فتاة صغيرة جارها الشاب العشريني يقاد إلى السجن بسبب حادث غير مجرى حياته.. تقول ضيفة "الصباح" أن فكرة المسلسل تراودها كثيرا ومنذ سنوات وحين طالب منها سامي الفهري تقديم عمل درامي لرمضان 2021 من إخراجها كان "الفوندو" خيارها وقرارها الأول.
سوسن الجمني، التي تعتقد أن قراءة الصحف مع فنجان القهوة صباحا عادة لا تفقد سحرها عبر الزمن، وأن الصحافة المكتوبة تعنيها كثيرا وتعتبرها محرارا للمجتمع ومشاغله تحدثت لـ"الصباح" في أول حوار صحفي لها عن تفاصيل مسلسل "الفوندو" انطلاقا من الورقات الأولى للسيناريو مرورا بالكاستينغ وتنفيذ الانتاج إلى أصداء العمل وردود الأفعال حول خياراتها، الانتقادات ومشاريعها القادمة.
حاورتها : نجلاء قموع
*التخلي عن جزء سادس من "أولاد مفيدة" والتفكير في مشروع جديد هل كان قرار القناة أو رغبة منك؟
- أحب تقديم مشاريع جديدة وشخصيا لا أفضل مسلسلات الأجزاء غير أن قرار تقديم عمل درامي جديد كان رغبة سامي الفهري وقد شجعني على البداية في عمل فني جديد بعيدا عن "أولاد مفيدة" ففكرت في قصة كنت شاهدة على جزء من أحداثها ليكون "الفوندو" مسلسل قناة الحوار في رمضان 2021.
*وكيف تم تطويع هذه الأحداث الحقيقية دراميا؟
- تشاء الظروف أحيانا أن يفقد الانسان الكثير من أحلامه وآماله ويتغير مستقبله كليا بسبب حادث واحد في حياته خاصة حين يكون طفل مراهق أو شاب في العشرين فيجد نفسه في السجن وفي هذا السياق اخترت أن يكون بطل الفوندو هذا الشاب الحالم المجتهد في دراسته والذي يتعرض للظلم ويفقد دعم عائلته وأصدقائه وبعد كتابتي للحلقات الثلاث الأولى قررت الاستعانة بوجهة نظر ذكورية على مستوى السيناريو فكان التواصل مع عزيز الجبالي، الذي فكرت في ذات الوقت أن يكون في دور "جوزيف" لنكتب معا غير أن ارتباط عزيز بمشروع ثان مانعه من استكمال المشوار مع "الفوندو" وشخصيا سعيدة بلمسته الخاصة في العمل وبدور سندس عبد الرحمان في ورشة الكتابة كذلك فهي صاحبة المشاهد الأقوى على مستوى السيناريو وأعتقد شخصيا أن ورشات الكتابة لها أهمية كبيرة في الرفع من جودة الأعمال الدرامية.
*إشادة من عدد الفنانين بسوسن الجمني على مستوى إدارة الممثل فهل كسرك للقواعد نوع من التحدي للصورة النمطية للممثل التونسي؟
- أعتقد أن نقص الانتاج وغياب الصناعة الدرامية وراء حصر الممثل التونسي في أدوار معينة وسعيدة بدور نعيمة الجاني وتفاعل الجمهور مع شخصيتها في "الفوندو" ومع كل من القدير رؤوف بن عمر وأدوار سهير بن عمارة، أميرة شبلي ونوردو كما أعتبر كمال التواتي التحدي الأكبر بالنسبة لي خلال العمل على دوره في المسلسل فمن الصعب أن تشد الجمهور التونسي بعيدا عن "سليمان الأبيض" فمعظم العائلات التونسية تعيش منذ سنوات مع أحداث "شوفلي الحل" حتى في أدق التفاصيل لذلك كانت سعادتي بنجاح دور "الماروكي" مضاعفة وأشكر كل الممثلين على الثقة الكبيرة والاحترام لرؤيتي وإحساسي منذ بداية تعاوني معهم في "أولاد مفيدة" و"تاج الحاضرة".
*وهل كان نضال السعدي خيارك الأول في كاستينغ "الفوندو" خاصة وأن أدائه شهد بعض النقد؟
- الخيار الأول كان ظافر العابدين ولكن ارتباطاته المهنية لم تناسب مواعيد تصوير "الفوندو" ثم جاء خيار نضال السعدي على غرار عديد الأدوار في العمل كان لها أكثر من ترشيح وشخصيا راضية كثيرا على أدائه لشخصية "يحيا" وهناك فرق كبير بين أداء نضال السعدي في "أولاد مفيدة" و"الفوندو" على عكس ما يقال .. بحثنا في العمق في شخصية الشاب المسجون لعشرين سنة من خلال مراجعة آراء المختصين في علم النفس، المراجع والشهادات وهذا العمل انعكس على سلوك الشخصية في توترها، نظرتها، حركاتها المتثاقلة بحكم بقائها لسنوات طويلة في السجن.. فـ"يحيا" منبوذ يعيش انكسار وظلم.
*الفوندو الأكثر مشاهدة على اليوتيوب تلاحقه بيانات تنديد من أكثر من قطاع واتهامات بالتشجيع على العنف فما تعليقك؟
- بلغتني بعض ردود الفعل من قطاعات معينة منها وضع "سوق الذهب" وأعتقد أن القانون صارم وعلى السلط المعنية مراجعة وضع هذا القطاع ونحن في العمل اعتمدنا على شهادات ومصطلحات معتمدة في هذا المجال وذلك بالتعاون مع حاتم بن يوسف أمّا بالنسبة لمسألة "التشليط" أو السلوك العنيف للبطل "يحيا" فهذه التفاصيل موجودة في حياة معظم السجناء ولم يكن الهدف الاثارة وجذب نسب المشاهدة وإنما تسليط الضوء على وضع السجون في تونس وعملي في "الفوندو" ارتكز على تصوير الواقع الاجتماعي المسكوت عنه على غرار اغتصاب "بية" من قبل خطيبها ودفع المتفرج للتفكير والتفاعل وأعتقد أن هناك جمهورا واعيا أدرك الغاية من رسائل "الفوندو" فالمرأة لا يجب أن تصمت على اغتصابها والظلم يمكن أن يقضي على حياة مراهق والسجن يمكن أن يغير فنان إلى ارهابي على غرار ما حدث مع مغني الراب "ايمينو".
*على ذكر "ايمينو" وسامي الفهري في الحلقة الأولى هل كانت هناك رسالة خاصة من سوسن الجمني عبر مشاهد دخول يحيا للسجن؟
- صحيح رسالتي للسلط المعنية هي الاهتمام بالشباب أكثر فسجن شاب في بداية حياته ظلما أو بسبب خطأ هو الأول في حياته يمكن أن يدمر مستقبله ويحوله لمجرم في ظل وضع السجون التونسية الأكيد أني لا أشجع على الارهاب لكن ايمينو ظلمته المنظومة بعد سجنه وبالنسبة لسامي الفهري وعبارة "ربي يفرج عليك" في مشاهد الحلقة الأولى كانت رسالة لصديق وصاحب فضل على مسيرتي المهنية وقد شاهد العمل وهنأني عبر رسائل من أقاربه.
* قتل مريم لم يكن هدف العمل هل كانت الجريمة مجرد عامل جذب للجمهور؟ وماردك على مسألة تقليد عمل أجنبي على نتفليكس؟
- قتل مريم هو أكيد عامل جذب المشاهد خاصة في الحلقة الأولى التي عملت كثيرا لتكون في مستوى يشد التونسيين ولكن الموضوع الرئيسي للعمل هو الظلم وانهيار حياة شاب دون أي ذنب وهذا السيناريو عملت عليه طيلة سبعة أشهر ولا يمكن أن يكون مقلد عن عمل عرض في أثناء تصويرنا لمسلسل "الفوندو" ومع فريقي نعمل لأجل صورة ذات جودة ومضمون يرتقي بالدراما التونسية ويجعلها منافسة لأعمال "نتفليكس" ولا نحتاج لتقليد مواضيع هي في الأساس إنسانية يمكن أن تحدث في أي مجتمع انطلاقا من خصوصيته.
*تحدث عيسى حراث مؤخرا عن أدائه في "الفوندو" بتواضع كبير فكيف كان التعامل مع هذه القامة الفنية؟
- تأثرت كثيرا برأيه في رؤيتي الاخراجية وفي العمل عموما وأبطاله وعيسى حراث كان مذهلا كعادته وهو فنان قدير ومتواضع وحين رغبت في انهاء المسلسل فكرت في أدائه لدور الحارس وفكرة التعاون معه كانت تراودني منذ خطوتي الأولى في المجال السمعي البصري حين قابلته لأول مرة وأنا متربصة في مسلسل "قمرة سيدي محروس".
*الدراما الاجتماعية في رمضان 2021 طرحت برؤى فنية مختلفة العلاقات العائلية فهل شاهدت "حرقة" و"أولاد الغول"؟
- للأسف أنهيت المونتاج قبل يوم من الحلقة الأخيرة (الحلقة 21) ولم أبدأ بعد في مشاهدة بقية الأعمال ولكن تكلمت مع الأسعد الوسلاتي وهو صديق دراسة وأثق في رؤيته كما هنأني على "الفوندو" وسعيدة بنجاح عبد الحميد بوشناق وأحيي مراد بن الشيخ على "أولا الغول" ولكل مخرج منا رؤيته الفنية الخاصة وطرحه لمضامين الاجتماعية وهذا التنوع يثري الدراما التونسية.
*يتساءل الكثيرون عن إمكانية تصوير جزء ثان من الفوندو فهل ستواصلين التجربة وماذا عن مشاريعك القادمة وهل سنشاهد بين أبطالها الوجوه الشابة في الفوندو؟
- أفكر في خوض تجربة سينمائية قريبا وحاليا في مرحلة الكتابة أما الجزء الثاني من 'الفوندو" فهو قرار الانتاج وأعتقد أن الوجوه الجديدة هذا العام ستكون برفقتي في أعمال قادمة وسعيدة لنجاح الكاستينغ وفي الحقيقة كنت أفكر في تقديم عمل عن الشباب والمراهقين ثم خيرت تأجيله بعد "الفوندو".