-معاذ بن نصير مختص في علم الاجتماع: الخوف كل الخوف من "تشكيل" الرأي العام بأيادي الدخلاء على الإعلام
حضور باهت.. خطاب أعرج ونقاش لا يغني ولا يسمن من جوع..تنمر.. إيحاءات جنسية.. "كلاشات" .. توظيف فنانين ومغنين وإقصاء الصحفيين اهل الميدان وأصحاب الاختصاص.. كلها -للأسف- مظاهر اكتسحت المنابر الإعلامية خلال العشرية الأخيرة بعد الثورة لتصبح ثقافة الإثارة و"البوز" العنوان الأبرز لمحتوى البرامج والمنوعات و"يحتل" مشاهير السوشيال ميديا البلاتوهات والبرامج التلفزية والإذاعية..
الغريب في الأمر بل الخطير هو تواصل اقتحام الدخلاء على قطاع الإعلام والحال أن الأغلبية الساحقة تعتبر رمزا من رموز الابتذال والسطحية..
إذ كيف لمنشط تلفزي-على سبيل المثال لا الحصر- أن يعمد إلى استفزاز ضيفه بعرض صور شخصيات قد تنتمي إلى نفس مجال تخصصه ثم الإصرار على الخوض في مسائل شخصية تهم الغائب (محور الحديث) ، إن كان مغنيا أو ممثلا أو رباضيا..دون مراعاة الجانب الأخلاقي أو المهني.. وكأننا بصدد متابعة "طرح تقطيع وترييش"..
هؤلاء "المنشطون" مديرو الحوار مكتسبو النجومية الزائفة عبر الفيسبوك أو الانستغرام تحولوا الى مؤثرين في الرأي العام على حساب العشرات من اهل القطاع.. رغم أن العديد من الدخلاء لا يتمتعون بالمؤهل العلمي والمستوى الثقافي اللذين من شأنهما أن يضمنا المحتوى والاثر الجيدين على المتفرج..لا العكس..
"الصباح نيوز" اتصلت بمعاذ بن نصير المختص في علم الاجتماع وسلطت الضوء على خطورة تكرار هذه الظاهرة على المجتمع التونسي وl' impact على سلوك المتفرج ليبين محدثنا أن "من أسباب تواتر تلك البرامج هي كثرة القنوات الخاصة وغياب المحتوى الجيد مع مرافقة les sponsors المسؤولين عن البرمجة.. همهم الوحيد تحقيق أعلى نسب مشاهدة والتسويق لصور معينة.. صور دخيلة على المجتمع التونسي (خاصة تلك تروج في المنابر الإعلامية الخاصة)..عكس الإعلام العمومي-وإن لنا بعض المؤاخذات عن مضمون البرامج- فإنه بقي محافظا على أبجديات العمل الصحفي والحضور الصحفي.. مقابل حضور لا يخضع إلى المعايير الأخلاقية أو معايير العرف الاجتماعي في جل القنوات الخاصة..بل كثيرا ما نلاحظ خطابات التحريض على العنف.. "التقزيم".. طرح تافه لأغلب الحصص.. مصطلحات عنصرية.. إثارة النعرات الجهوية.. فيما بلادنا بأمس الحاجة إلى خطابات التجميع لا التفرقة.. ما يستدعي إلى الانتباه والحذر.. فالخوف كل الخوف من تشكيل الراي العام بأيادي هؤلاء..مقابل تدحرج النخبة في الصفوف الأولى في المنابر الإعلامية.."
في ذات السياق نوه محدثنا معاذ بن نصير إلى مسألة من الأهمية بمكان ألا وهي الاختصاص في المشهد الإعلامي ليستحضر مثال ضرورة الظفر باختصاص "الكرونيك" في المعهد العالي للصحافة بفرنسا وهو " اختصاص من شأنه أن يضمن تكوينا عاليا للصحفي ويساهم في تحقيق برامج تلفزية راقية à long-terme.. "مش سود وجهك تولي فحام" كما هو سائد في المشهد الإعلامي بتونس.. يكفي انك تتهجم على هذا أو ذاك، او أن تكون سليط اللسان من أجل التموقع لا غير.. للأسف هذا واقعنا وواقع الاعلام الخاص عموما والذي أصبح يتطلب نوعا من العنف اللفظي والكثير من الابتذال.. واقع بلا شك يستدعي إلى الكثير من المراجعات الجذرية والمعمقة"..
وليد عبداللاوي
-معاذ بن نصير مختص في علم الاجتماع: الخوف كل الخوف من "تشكيل" الرأي العام بأيادي الدخلاء على الإعلام
حضور باهت.. خطاب أعرج ونقاش لا يغني ولا يسمن من جوع..تنمر.. إيحاءات جنسية.. "كلاشات" .. توظيف فنانين ومغنين وإقصاء الصحفيين اهل الميدان وأصحاب الاختصاص.. كلها -للأسف- مظاهر اكتسحت المنابر الإعلامية خلال العشرية الأخيرة بعد الثورة لتصبح ثقافة الإثارة و"البوز" العنوان الأبرز لمحتوى البرامج والمنوعات و"يحتل" مشاهير السوشيال ميديا البلاتوهات والبرامج التلفزية والإذاعية..
الغريب في الأمر بل الخطير هو تواصل اقتحام الدخلاء على قطاع الإعلام والحال أن الأغلبية الساحقة تعتبر رمزا من رموز الابتذال والسطحية..
إذ كيف لمنشط تلفزي-على سبيل المثال لا الحصر- أن يعمد إلى استفزاز ضيفه بعرض صور شخصيات قد تنتمي إلى نفس مجال تخصصه ثم الإصرار على الخوض في مسائل شخصية تهم الغائب (محور الحديث) ، إن كان مغنيا أو ممثلا أو رباضيا..دون مراعاة الجانب الأخلاقي أو المهني.. وكأننا بصدد متابعة "طرح تقطيع وترييش"..
هؤلاء "المنشطون" مديرو الحوار مكتسبو النجومية الزائفة عبر الفيسبوك أو الانستغرام تحولوا الى مؤثرين في الرأي العام على حساب العشرات من اهل القطاع.. رغم أن العديد من الدخلاء لا يتمتعون بالمؤهل العلمي والمستوى الثقافي اللذين من شأنهما أن يضمنا المحتوى والاثر الجيدين على المتفرج..لا العكس..
"الصباح نيوز" اتصلت بمعاذ بن نصير المختص في علم الاجتماع وسلطت الضوء على خطورة تكرار هذه الظاهرة على المجتمع التونسي وl' impact على سلوك المتفرج ليبين محدثنا أن "من أسباب تواتر تلك البرامج هي كثرة القنوات الخاصة وغياب المحتوى الجيد مع مرافقة les sponsors المسؤولين عن البرمجة.. همهم الوحيد تحقيق أعلى نسب مشاهدة والتسويق لصور معينة.. صور دخيلة على المجتمع التونسي (خاصة تلك تروج في المنابر الإعلامية الخاصة)..عكس الإعلام العمومي-وإن لنا بعض المؤاخذات عن مضمون البرامج- فإنه بقي محافظا على أبجديات العمل الصحفي والحضور الصحفي.. مقابل حضور لا يخضع إلى المعايير الأخلاقية أو معايير العرف الاجتماعي في جل القنوات الخاصة..بل كثيرا ما نلاحظ خطابات التحريض على العنف.. "التقزيم".. طرح تافه لأغلب الحصص.. مصطلحات عنصرية.. إثارة النعرات الجهوية.. فيما بلادنا بأمس الحاجة إلى خطابات التجميع لا التفرقة.. ما يستدعي إلى الانتباه والحذر.. فالخوف كل الخوف من تشكيل الراي العام بأيادي هؤلاء..مقابل تدحرج النخبة في الصفوف الأولى في المنابر الإعلامية.."
في ذات السياق نوه محدثنا معاذ بن نصير إلى مسألة من الأهمية بمكان ألا وهي الاختصاص في المشهد الإعلامي ليستحضر مثال ضرورة الظفر باختصاص "الكرونيك" في المعهد العالي للصحافة بفرنسا وهو " اختصاص من شأنه أن يضمن تكوينا عاليا للصحفي ويساهم في تحقيق برامج تلفزية راقية à long-terme.. "مش سود وجهك تولي فحام" كما هو سائد في المشهد الإعلامي بتونس.. يكفي انك تتهجم على هذا أو ذاك، او أن تكون سليط اللسان من أجل التموقع لا غير.. للأسف هذا واقعنا وواقع الاعلام الخاص عموما والذي أصبح يتطلب نوعا من العنف اللفظي والكثير من الابتذال.. واقع بلا شك يستدعي إلى الكثير من المراجعات الجذرية والمعمقة"..