إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

عرض "تفاعل"في فضاء "عين" بصالمبو / "توليفة" متفردة بين ستة تشكيليين.. رغم اختلاف المواضيع والتقنيات

تضمن عرض "تفاعل " بفضاء "عين" بصالامبو للفنون التشكيلية أعمالا فنية لستة رسامين من أجيال مختلفة وهم عبد المالك العلاني، عبد المجيد عياد، عبد الحميد الصكلي، فاطمة الصامت، سعيدة الدريدي وعلياء الكسوري .. وقد دُشن المعرض يوم 1افريل 2022 ليختتم يوم 21 من نفس الشهر.. 
متابعو أنشطة "عين" يدركون جيدا أن صاحب الفضاء محمد العايب غالبا ما كان حريصا  ولا يزال على مشاركة تشكيلين قادرين على تقديم الإضافة والمساهمة في تنشيط وثراء الساحة الثقافية.. وما عنوان العرض "تفاعل" الا دليل على ذلك الحرص والالتزام الفني والمهني -منذ عقود- حيث تعمد هذه المرة جمع ثلة من التشكيليين من مختلف المدارس، كانت أعمالهم بمثابة الجدل الفني والحلقات المرتبطة ببعضها من حيث المضامين والرسائل الفنية..
أما الرباعي (عبد الملك العلاني وعبد المجيد عياد وعبد الحميد الصكلي وفاطمة الصامت) فهم من جيل الثمانينات في حين أن الثنائي سعيدة الدريدي وعلياء الكسوري من بين تلاميذ العلاني.. أعمالهم انقسمت بين peintre و tapisserie.. فالنسيج كان حاضرا في أعمال الفنانة فاطمة على وجه الخصوص حيث استلهمت أفكارها من التراث (الكليم والبطانية القفصية) لتبرز في شكل متفرد على البطانية module اسمه "العسكري" أو "القْومي" والتي اصبحت علامة من علامات النسيج..فضلا عن اعتماد التكعيب والتجريد في أعمالها لتستحضر من خلال الأشكال بعض رموز الادبيات على غرار جماعة السور في زمن قل فيه الإبداع .. 
من جهة أخرى تقحم سعيدة(أستاذة تربية تشكيلية بقمرت) "الكروشي" في الفن التشكيلي المعاصر لتتلاعب بتركيبة الألوان من خلال "un jeu d'optic " وتجسد حالات نفسية معينة .."موندو" ابتكرته أيام الحجر الصحي حيث استعملت البعض من ملابسها الشتوية واستغلتها في رسم لوحات فنية وبأحجام مختلفة.. 
أما الصكلي فقد تقارب مع فاطمة الصامت من خلال الأشكال وles modules فكان تقاربا بمثابة التواصل على مستوى الطرح والمضمون.. في حين أن لوحات عبد المالك العلاني تضمنت مشاهد من المدينة العتيقة وهي مشاهد تتردد وتعاد لكن في كل مرة يتغير اللون كما هو موجود في أعمال Andy Wahrol وهو رسام امريكي يرسم اليومي في معلقات جدارية وصور للهمبورغر وعلب المصبرات والمشروبات الغازية والشخصيات الفنية والسياسية البارزة..على غرار لوحة مارلين مورو الشهيرة..حيث غلبت على لوحات العلاني النزعة التلوينية الغنائية واستخدامها في تقنيات ومواضيع مختلفة..كما اعتماد الألوان الصارخة أكثر من غيرها.. الوان يكون فيها الظل الأكثر تلوينا (أحمر،أزرق،أخضر..) دون الاعتماد على ماهو موجود في الواقع..
الأعمال الزيتية التي تتضمن مشاهد واقعية هي الأخرى كانت حاضرة في "تفاعل" بل تضمنت ادبيات وجاءت في شكل تكريم لعلي الدوعاجي من خلال رسوم عياد..إضافة إلى لوحات جسدت عوالم روحانية و"التخميرة التيجانية" في ارجاء المدن العتيقة بالقيروان .. كما جسدت الفنانة علياء من خلال الألوان المائية مشاهد طبيعية من جبال وبحار وحضور المرأة الريفية بقوة في موسم الحصاد وغيره..
هكذا كانت إذن أعمال "تفاعل".. رسوم بمثابة استنطاق التراث المادي واللامادي وهمزة وصل بين التشكيليين رغم  اختلاف وتنوع مشاربهم الفنية ..
وليد عبداللاوي
عرض "تفاعل"في فضاء "عين" بصالمبو / "توليفة" متفردة بين ستة تشكيليين.. رغم اختلاف المواضيع والتقنيات
تضمن عرض "تفاعل " بفضاء "عين" بصالامبو للفنون التشكيلية أعمالا فنية لستة رسامين من أجيال مختلفة وهم عبد المالك العلاني، عبد المجيد عياد، عبد الحميد الصكلي، فاطمة الصامت، سعيدة الدريدي وعلياء الكسوري .. وقد دُشن المعرض يوم 1افريل 2022 ليختتم يوم 21 من نفس الشهر.. 
متابعو أنشطة "عين" يدركون جيدا أن صاحب الفضاء محمد العايب غالبا ما كان حريصا  ولا يزال على مشاركة تشكيلين قادرين على تقديم الإضافة والمساهمة في تنشيط وثراء الساحة الثقافية.. وما عنوان العرض "تفاعل" الا دليل على ذلك الحرص والالتزام الفني والمهني -منذ عقود- حيث تعمد هذه المرة جمع ثلة من التشكيليين من مختلف المدارس، كانت أعمالهم بمثابة الجدل الفني والحلقات المرتبطة ببعضها من حيث المضامين والرسائل الفنية..
أما الرباعي (عبد الملك العلاني وعبد المجيد عياد وعبد الحميد الصكلي وفاطمة الصامت) فهم من جيل الثمانينات في حين أن الثنائي سعيدة الدريدي وعلياء الكسوري من بين تلاميذ العلاني.. أعمالهم انقسمت بين peintre و tapisserie.. فالنسيج كان حاضرا في أعمال الفنانة فاطمة على وجه الخصوص حيث استلهمت أفكارها من التراث (الكليم والبطانية القفصية) لتبرز في شكل متفرد على البطانية module اسمه "العسكري" أو "القْومي" والتي اصبحت علامة من علامات النسيج..فضلا عن اعتماد التكعيب والتجريد في أعمالها لتستحضر من خلال الأشكال بعض رموز الادبيات على غرار جماعة السور في زمن قل فيه الإبداع .. 
من جهة أخرى تقحم سعيدة(أستاذة تربية تشكيلية بقمرت) "الكروشي" في الفن التشكيلي المعاصر لتتلاعب بتركيبة الألوان من خلال "un jeu d'optic " وتجسد حالات نفسية معينة .."موندو" ابتكرته أيام الحجر الصحي حيث استعملت البعض من ملابسها الشتوية واستغلتها في رسم لوحات فنية وبأحجام مختلفة.. 
أما الصكلي فقد تقارب مع فاطمة الصامت من خلال الأشكال وles modules فكان تقاربا بمثابة التواصل على مستوى الطرح والمضمون.. في حين أن لوحات عبد المالك العلاني تضمنت مشاهد من المدينة العتيقة وهي مشاهد تتردد وتعاد لكن في كل مرة يتغير اللون كما هو موجود في أعمال Andy Wahrol وهو رسام امريكي يرسم اليومي في معلقات جدارية وصور للهمبورغر وعلب المصبرات والمشروبات الغازية والشخصيات الفنية والسياسية البارزة..على غرار لوحة مارلين مورو الشهيرة..حيث غلبت على لوحات العلاني النزعة التلوينية الغنائية واستخدامها في تقنيات ومواضيع مختلفة..كما اعتماد الألوان الصارخة أكثر من غيرها.. الوان يكون فيها الظل الأكثر تلوينا (أحمر،أزرق،أخضر..) دون الاعتماد على ماهو موجود في الواقع..
الأعمال الزيتية التي تتضمن مشاهد واقعية هي الأخرى كانت حاضرة في "تفاعل" بل تضمنت ادبيات وجاءت في شكل تكريم لعلي الدوعاجي من خلال رسوم عياد..إضافة إلى لوحات جسدت عوالم روحانية و"التخميرة التيجانية" في ارجاء المدن العتيقة بالقيروان .. كما جسدت الفنانة علياء من خلال الألوان المائية مشاهد طبيعية من جبال وبحار وحضور المرأة الريفية بقوة في موسم الحصاد وغيره..
هكذا كانت إذن أعمال "تفاعل".. رسوم بمثابة استنطاق التراث المادي واللامادي وهمزة وصل بين التشكيليين رغم  اختلاف وتنوع مشاربهم الفنية ..
وليد عبداللاوي

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews