*العقلية الذكورية للمجتمع لا تفصل بين الشخصية الروائية والكاتبة
*"نازلة دار الأكابر" طبعت 8 طباعات في أقل من سنة والكتاب الجيد يجد طريقه للقارئ
تونس- الصباح
كشفت الكاتبة أميرة غنيم خلال مشاركتها في ندوة "النسوية الروائية وسؤال الهوية" ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الثالثة والخمسين عن دوافعها للتحول من الكتابة الأكاديمية إلى الكتابة الابداعية موضحة أن أحداث الثورة التونسية كانت وراء هذا التغيير.
وقالت أميرة غنيم في ذات السياق: "حين بدأت الكتابة لا أتذكر الدافع تحديدا ولكن صدمة "ما بعد 2011" وظهور تيارات فكرية لم نكن ندرك وجودها بين أفراد مجتمعنا دفعتني لكتابة روايتي الأولى."
وأشارت صاحبة رواية "نازلة دار الأكابر" إلى أن باكورة أعمالها الملف الأصفر" الفائزة بجائزة الشيخ راشد بن حمد لسنة 2020 لم تصدر بعد مطالبة القائمين على طبعتها بإطلاق سراح هذا الأثر الأدبي.
وعن دعوتها لحضور معرض القاهرة الدولي للكتاب نوهت أميرة غنيم بدور ترشحها للقائمة القصيرة لجوائز البوكر 2021 عبر رواية "نازلة دار الأكابر" في اختيارها ضيفة على هذا الحدث الثقافي الدولي متوجهة بالشكر لوزارة الشؤون الثقافية، سفارة تونس بمصر والإعلام الوطني المواكب للمعرض.
وأكدت الكاتبة التونسية في نقاشها حول "النسوية الروائية وسؤال الهوية" أن الكتابة بالنسبة إليها لا علاقة لها بالجندرة ولا تؤمن بالتصنيفات الموجودة فقد تجاوزها الزمن - من منظورها- وأن الحديث عن أدب نسوي وأدب غير نسوي محتاج لمراجعة.
الكتابة النسوية ..
وتساءلت أميرة غنيم عن معاني الرواية النسوية وهل هي المنجز الإبداعي، الذي تكتبه النساء وهل له سمات خاصة تبرر هذا التصنيف على مستوى القيم والمضامين الجمالية مشيرة في نفس الاطار إلى أنها تفضل الحديث عن الرواية باعتبارها الجنس الأفسح للتعبير.
وعن القيود، التي تكبل عملها في الكتابة أٌقرت صاحبة "نازلة دار الآكابر" أنها متحررة من القيود ولكن تعتقد أن الكتابةحين تخضع لقواعد ولا تمارس من باب الشغف تصبح وظيفة في مؤسسة حتى لو كان الكاتب نفسه هو مديرها العام قائلة : "الكتابة لا يمكن أن تحترف فهي شغف بالنسبة لي وكل ما اردت الكتابة ولا يسمح لي الفضاء الاجتماعي والأكاديمي ألجأ للرواية لأنها الجنس الأدبي الأكثر قدرة على الاستيعاب".
ونفت أميرة غنيم وجود رقابة على نصوص في تونس بعد سنة 2011 مشددة في الآن نفسه ومن خلال تجربتها الخاصة على مسألة "الصنصرة" الذاتية للمرأة المبدعة والتي يمكن أن تكون زوجة، أم، ابنة وأستاذة جامعية مضيفة: "الرواية والكتابة بشكل عام تساعد على التغلب على الضغوط وتغير الواقع ولو بطريقة جزئية والكاتب مخير بين أمرين هما أن يضع القارئ في اعتباره أو أن لا يضعه في اعتباره".
وانتقدت الكاتبة التونسية العقلية الذكورية للمجتمع وتأثيرها على حضور المرأة الكاتبة في المجال الأدبي مشددة على أن عديد الكتابات مازالت في الأدراج لأن صاحباتها يحاسبن من منطلق أنهن نساء عشنا ما يكتبن فإن كتبت إحداهن على الاغتصاب أو المثلية تصنف كتاباتها كتجارب شخصية فالمجتمعات العربية لا تميز بين الشخصية الروائية والكاتبة. والمجتمع الذكوري مقياسه الأخلاقي، عفة النساء لذلك الكثير من الكاتبات لا ينشرن كل انتاجاتهن الأدبية تقية من المجتمع.
جوائز البوكر
وعرجت أميرة غنيم في ذات السياق على الجوائز ولماذا يكون نصيب الأسد منها للكتاب الرجال مشيرة على سبيل المثال لجائزة البوكر وقالت في الصدد: "من 13 جائزة منذ إنشائها توجت كاتبتين فقط، الأولى بالتناصف والثانية أحدثت ضجة وفضيحة فهل ينبغي أن نضع نقطة تساؤل على اللجان أم نراجع عدد الروايات التي كتبها الرجال والنساء ورشحت للتنافس بالنسبة لي هده المسألة أيضا مرتبطة بالعقلية الذكورية".
وفي إجاباتها على أسئلة الحاضرين في ندوة "النسوية الروائية وسؤال الهوية" ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الثالثة والخمسين عبّرت أميرة غنيم عن تفاجئها من عدد قراء روايتها "نازلة دار الاكابر" في تونس خاصة وأنها كانت تعتقد أن التونسي لا يقرأ إلا أن روايتها وصلت للطبعة الثامنة في أقل من سنة من إصدارها ودون أن تكون قد اعتمدت التسويق الاعلامي لمنتوجها الأدبي لذلك تقر الكاتبة التونسية بأن الكتاب الجيد يجد طريقه بنفسه للقارئ.
واعتبرت أميرة غنيم الكتب المعتمدة بصيغة "PDF" دون ترخيص من أصحابها اعتداء على حقوق الكاتب والناشر وتحرم الكاتب من عائدات كتبه فيما نوهت باعتماد القراء على تقنية الكتاب المسموع إذ تسمح لهم بمتابعة أعمالهم والتنقل بسياراتهم أو انجاز مهام تتطلب الحركة وفي الوقت نفسه الاستماع للكتاب وهو ما يتيح للأثر المكتوب آفاق جديدة في عالم الحديث.
للتذكير تشارك تونس في معرض القاهرة الدولي للكتاب من 26 جانفي إلى 6 فيفري الحالي وشعاره "هوية مصر .. الثقافة وسؤال المستقبل"، من خلال عدد من الكتاب الضيوف ودور النشر وذلك ضمن قائمة تضم 52 دولة منها ضيف شرف الدورة الحالية للمعرض اليونان ومشاركة 879 جناحا و1067 دار نشر منهم 289 ناشرا عربيا.
ومن المنتظر أن يكون للكاتب محمد عيسى المؤدب مشاركة في الندوة الفكرية "صورة المجتمع العربي في الرواية" ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب وذلك يوم 6 فيفري الحالي.
نجلاء قموع
*لا رقابة على النصوص في تونس والصنصرة ذاتية
*العقلية الذكورية للمجتمع لا تفصل بين الشخصية الروائية والكاتبة
*"نازلة دار الأكابر" طبعت 8 طباعات في أقل من سنة والكتاب الجيد يجد طريقه للقارئ
تونس- الصباح
كشفت الكاتبة أميرة غنيم خلال مشاركتها في ندوة "النسوية الروائية وسؤال الهوية" ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الثالثة والخمسين عن دوافعها للتحول من الكتابة الأكاديمية إلى الكتابة الابداعية موضحة أن أحداث الثورة التونسية كانت وراء هذا التغيير.
وقالت أميرة غنيم في ذات السياق: "حين بدأت الكتابة لا أتذكر الدافع تحديدا ولكن صدمة "ما بعد 2011" وظهور تيارات فكرية لم نكن ندرك وجودها بين أفراد مجتمعنا دفعتني لكتابة روايتي الأولى."
وأشارت صاحبة رواية "نازلة دار الأكابر" إلى أن باكورة أعمالها الملف الأصفر" الفائزة بجائزة الشيخ راشد بن حمد لسنة 2020 لم تصدر بعد مطالبة القائمين على طبعتها بإطلاق سراح هذا الأثر الأدبي.
وعن دعوتها لحضور معرض القاهرة الدولي للكتاب نوهت أميرة غنيم بدور ترشحها للقائمة القصيرة لجوائز البوكر 2021 عبر رواية "نازلة دار الأكابر" في اختيارها ضيفة على هذا الحدث الثقافي الدولي متوجهة بالشكر لوزارة الشؤون الثقافية، سفارة تونس بمصر والإعلام الوطني المواكب للمعرض.
وأكدت الكاتبة التونسية في نقاشها حول "النسوية الروائية وسؤال الهوية" أن الكتابة بالنسبة إليها لا علاقة لها بالجندرة ولا تؤمن بالتصنيفات الموجودة فقد تجاوزها الزمن - من منظورها- وأن الحديث عن أدب نسوي وأدب غير نسوي محتاج لمراجعة.
الكتابة النسوية ..
وتساءلت أميرة غنيم عن معاني الرواية النسوية وهل هي المنجز الإبداعي، الذي تكتبه النساء وهل له سمات خاصة تبرر هذا التصنيف على مستوى القيم والمضامين الجمالية مشيرة في نفس الاطار إلى أنها تفضل الحديث عن الرواية باعتبارها الجنس الأفسح للتعبير.
وعن القيود، التي تكبل عملها في الكتابة أٌقرت صاحبة "نازلة دار الآكابر" أنها متحررة من القيود ولكن تعتقد أن الكتابةحين تخضع لقواعد ولا تمارس من باب الشغف تصبح وظيفة في مؤسسة حتى لو كان الكاتب نفسه هو مديرها العام قائلة : "الكتابة لا يمكن أن تحترف فهي شغف بالنسبة لي وكل ما اردت الكتابة ولا يسمح لي الفضاء الاجتماعي والأكاديمي ألجأ للرواية لأنها الجنس الأدبي الأكثر قدرة على الاستيعاب".
ونفت أميرة غنيم وجود رقابة على نصوص في تونس بعد سنة 2011 مشددة في الآن نفسه ومن خلال تجربتها الخاصة على مسألة "الصنصرة" الذاتية للمرأة المبدعة والتي يمكن أن تكون زوجة، أم، ابنة وأستاذة جامعية مضيفة: "الرواية والكتابة بشكل عام تساعد على التغلب على الضغوط وتغير الواقع ولو بطريقة جزئية والكاتب مخير بين أمرين هما أن يضع القارئ في اعتباره أو أن لا يضعه في اعتباره".
وانتقدت الكاتبة التونسية العقلية الذكورية للمجتمع وتأثيرها على حضور المرأة الكاتبة في المجال الأدبي مشددة على أن عديد الكتابات مازالت في الأدراج لأن صاحباتها يحاسبن من منطلق أنهن نساء عشنا ما يكتبن فإن كتبت إحداهن على الاغتصاب أو المثلية تصنف كتاباتها كتجارب شخصية فالمجتمعات العربية لا تميز بين الشخصية الروائية والكاتبة. والمجتمع الذكوري مقياسه الأخلاقي، عفة النساء لذلك الكثير من الكاتبات لا ينشرن كل انتاجاتهن الأدبية تقية من المجتمع.
جوائز البوكر
وعرجت أميرة غنيم في ذات السياق على الجوائز ولماذا يكون نصيب الأسد منها للكتاب الرجال مشيرة على سبيل المثال لجائزة البوكر وقالت في الصدد: "من 13 جائزة منذ إنشائها توجت كاتبتين فقط، الأولى بالتناصف والثانية أحدثت ضجة وفضيحة فهل ينبغي أن نضع نقطة تساؤل على اللجان أم نراجع عدد الروايات التي كتبها الرجال والنساء ورشحت للتنافس بالنسبة لي هده المسألة أيضا مرتبطة بالعقلية الذكورية".
وفي إجاباتها على أسئلة الحاضرين في ندوة "النسوية الروائية وسؤال الهوية" ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الثالثة والخمسين عبّرت أميرة غنيم عن تفاجئها من عدد قراء روايتها "نازلة دار الاكابر" في تونس خاصة وأنها كانت تعتقد أن التونسي لا يقرأ إلا أن روايتها وصلت للطبعة الثامنة في أقل من سنة من إصدارها ودون أن تكون قد اعتمدت التسويق الاعلامي لمنتوجها الأدبي لذلك تقر الكاتبة التونسية بأن الكتاب الجيد يجد طريقه بنفسه للقارئ.
واعتبرت أميرة غنيم الكتب المعتمدة بصيغة "PDF" دون ترخيص من أصحابها اعتداء على حقوق الكاتب والناشر وتحرم الكاتب من عائدات كتبه فيما نوهت باعتماد القراء على تقنية الكتاب المسموع إذ تسمح لهم بمتابعة أعمالهم والتنقل بسياراتهم أو انجاز مهام تتطلب الحركة وفي الوقت نفسه الاستماع للكتاب وهو ما يتيح للأثر المكتوب آفاق جديدة في عالم الحديث.
للتذكير تشارك تونس في معرض القاهرة الدولي للكتاب من 26 جانفي إلى 6 فيفري الحالي وشعاره "هوية مصر .. الثقافة وسؤال المستقبل"، من خلال عدد من الكتاب الضيوف ودور النشر وذلك ضمن قائمة تضم 52 دولة منها ضيف شرف الدورة الحالية للمعرض اليونان ومشاركة 879 جناحا و1067 دار نشر منهم 289 ناشرا عربيا.
ومن المنتظر أن يكون للكاتب محمد عيسى المؤدب مشاركة في الندوة الفكرية "صورة المجتمع العربي في الرواية" ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب وذلك يوم 6 فيفري الحالي.