إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

بلطي.. رحلة الأنا الجادة

 

تونس- الصباح
"الدوام ينقب الرخام".. مثل شعبي غالبا ما ردده فنان "الراب" بلطي في العديد من المناسبات واللقاءات الإعلامية.. مؤكدا أن المثابرة والإصرار على بلوغ الهدف مآلهما النجاح مهما كانت الهنات والعقبات.. 
صاحب "يا ليلي" التي اكتسحت العديد من الدول العربية والاوروبية وحطمت كل الأرقام القياسية على اليوتيوب من حيث نسب المشاهدة (750مليون)، كان ثابتا في تبنيه ذلك المنهج..واضعا نصب عينيه مزيد التقدم والتميز .. في "موندو"  ليس من السهل الإبداع فيه وتخطي مرحلة التهميش إلى مرحلة الريادة.. 
خاصة وأن هذا النمط الموسيقي لم يجد ضالته إلا بعد 14 جانفي نظرا للتضييقات وهرسلة كل الأعمال الفنية التي عمدت الى فضح النظام وعرض مظاهر الاستبداد..إذ من الصعب أن ينسى متتبعو الراب "فريد Extranjero" وأعماله المعادية للنظام الناقلة لنمط الحياة المثقل بالهموم ومآسي الاحياء الشعبية والعداء المتواصل مع أعوان الأمن.. 
حتما لم ينسوا أغنية "العباد في تركينة" والتي تسببت له في الملاحقة الأمنية وإجباره في نهاية المطاف على اللجوء إلى اسبانيا أين احترف غناء الراب مع فرقة "Delahaju" ...
مسيرة فريدExtranjero هي نبذة من مآل التجارب الثائرة التي لم يتسن لها أن تكون حاضرة في الوسط الفني.. كان عنوانها الفشل والاحباط بل كادت أن تكون بداية اضمحلال ملامح ومميزات فن الراب لو لا إصرار البعض على مواصلة مشوارهم.. ليكون نصيب الأسد لمحمد صالح  شهر "بلطي"..
من "اولاد بلاد" (في التسعينات) ومشاركة غنائية لأول مرة في فيلم "الأمير " للمخرج التونسي محمد الزرن إلى صدارة الترتيب.. الاكثر شعبية والأكثر مشاهدة في المغرب العربي فمنافسة لسعد المجرد وثامر حسنى على "افريما" (أفضل صوت عن شمال افريقيا) ..
يبدو أن "طول النفس" والذكاء في رسم الكلمات واختيار المواضيع التي تدغدغ مشاعر المستمع وتجسد "نوستالجيا" ..كانت عناصر كفيلة بأن تجعله "نابر وان" في الراب على المستوى المحلي والعربي رغم صعوبة اللهجة التونسية في العديد من الدول.. 
فالممعن في الكم الهائل للتعليقات على اليوتيوب عند كل أغنية يدرك جيدا مدى إعجاب الليبيين والجزائريين والمغربيين.. وحتى جماهير من أمريكا الجنوبية بما يقدمه بلطي في "كليباته" رغم بساطة التصوير والاخراج.. عكس الاعمال الغربية التي غالبا ما تتطلب الملايين من الدولارات.. 
فحين تتأمل مثلا في تفاصيل كليب "يتيم" و"متوحش الماضي" و"بوهالي" -على سبيل المثال لا الحصر- تستشعر مدى صدق الفنان في نقل الواقع ومشاغل المجتمع التونسي المرهق..فضلا عن "تامبو" مغاير لبقية الاعمال جعلت الكليبات متميزة عن البقية في كل جزئياتها..
ما يحسب لبلطي كذلك أنه لم يسقط في مستنقع الابتذال والعبارات السوقية و"الكلاشيات" المسترسلة آخذا بعين الاعتبار ضرورة احترام كل الأذواق وجل الفئات العمرية، فلم يتجاوز في أغلب أعماله الخطوط الحمراء..فضلا عن حسن اختيار الممثلين على غرار الممثل المسرحي محمد قريع في أغنية "بوهالي" والذي أضفى على العمل بعدا فنيا معمقا مشحونا بالكوميديا السوداء ليترجم المعاناة اليومية لأغلب التونسيين..
وإن تمثل الفضاء في حانة فإنّ رمزية المكان كانت مدروسة بدقة لايصال العديد من الرسائل الاجتماعية والسياسية.. ذلك أن قوارير المشروبات الكحولية جسدت "السيستام" المسيطر على سلوك المواطنين..
تتالى النجاحات مع "والله ولعبت يا زهر" مع الفنانة الاستعراضية "زازا" .."يا بابا" مع الطفل الموهوب حمودة .."أنا" ولحن متميز غلب على جزء كبير منه "سولو" لآلة "الاكورديون" والعشرات من الأعمال الاخرى التي ستظل راسخة في الساحة الفنية التونسية والعربية..
الأهم من ذلك أن بلطي بصدد خوض تجارب فنية جديدة والدخول الى عالم الانتاج والكتابة والتلحين لثلة من فناني "الراب" الصاعدين على غرار " blingos" ..فضلا عن التعامل مع صاحب "يا للا وينك" عازف الكمنجة المتميز محمد لسود والاستعداد لإطلاق برنامج فني كبير.. عمل ثنائي وإن دل على شيء فهو يدل على حرفية فناننا الشاب ومدى حرصه على الثبات في الساحة الفنية..
 
وليد عبداللاوي
  
 
 
  بلطي.. رحلة الأنا الجادة
 

تونس- الصباح
"الدوام ينقب الرخام".. مثل شعبي غالبا ما ردده فنان "الراب" بلطي في العديد من المناسبات واللقاءات الإعلامية.. مؤكدا أن المثابرة والإصرار على بلوغ الهدف مآلهما النجاح مهما كانت الهنات والعقبات.. 
صاحب "يا ليلي" التي اكتسحت العديد من الدول العربية والاوروبية وحطمت كل الأرقام القياسية على اليوتيوب من حيث نسب المشاهدة (750مليون)، كان ثابتا في تبنيه ذلك المنهج..واضعا نصب عينيه مزيد التقدم والتميز .. في "موندو"  ليس من السهل الإبداع فيه وتخطي مرحلة التهميش إلى مرحلة الريادة.. 
خاصة وأن هذا النمط الموسيقي لم يجد ضالته إلا بعد 14 جانفي نظرا للتضييقات وهرسلة كل الأعمال الفنية التي عمدت الى فضح النظام وعرض مظاهر الاستبداد..إذ من الصعب أن ينسى متتبعو الراب "فريد Extranjero" وأعماله المعادية للنظام الناقلة لنمط الحياة المثقل بالهموم ومآسي الاحياء الشعبية والعداء المتواصل مع أعوان الأمن.. 
حتما لم ينسوا أغنية "العباد في تركينة" والتي تسببت له في الملاحقة الأمنية وإجباره في نهاية المطاف على اللجوء إلى اسبانيا أين احترف غناء الراب مع فرقة "Delahaju" ...
مسيرة فريدExtranjero هي نبذة من مآل التجارب الثائرة التي لم يتسن لها أن تكون حاضرة في الوسط الفني.. كان عنوانها الفشل والاحباط بل كادت أن تكون بداية اضمحلال ملامح ومميزات فن الراب لو لا إصرار البعض على مواصلة مشوارهم.. ليكون نصيب الأسد لمحمد صالح  شهر "بلطي"..
من "اولاد بلاد" (في التسعينات) ومشاركة غنائية لأول مرة في فيلم "الأمير " للمخرج التونسي محمد الزرن إلى صدارة الترتيب.. الاكثر شعبية والأكثر مشاهدة في المغرب العربي فمنافسة لسعد المجرد وثامر حسنى على "افريما" (أفضل صوت عن شمال افريقيا) ..
يبدو أن "طول النفس" والذكاء في رسم الكلمات واختيار المواضيع التي تدغدغ مشاعر المستمع وتجسد "نوستالجيا" ..كانت عناصر كفيلة بأن تجعله "نابر وان" في الراب على المستوى المحلي والعربي رغم صعوبة اللهجة التونسية في العديد من الدول.. 
فالممعن في الكم الهائل للتعليقات على اليوتيوب عند كل أغنية يدرك جيدا مدى إعجاب الليبيين والجزائريين والمغربيين.. وحتى جماهير من أمريكا الجنوبية بما يقدمه بلطي في "كليباته" رغم بساطة التصوير والاخراج.. عكس الاعمال الغربية التي غالبا ما تتطلب الملايين من الدولارات.. 
فحين تتأمل مثلا في تفاصيل كليب "يتيم" و"متوحش الماضي" و"بوهالي" -على سبيل المثال لا الحصر- تستشعر مدى صدق الفنان في نقل الواقع ومشاغل المجتمع التونسي المرهق..فضلا عن "تامبو" مغاير لبقية الاعمال جعلت الكليبات متميزة عن البقية في كل جزئياتها..
ما يحسب لبلطي كذلك أنه لم يسقط في مستنقع الابتذال والعبارات السوقية و"الكلاشيات" المسترسلة آخذا بعين الاعتبار ضرورة احترام كل الأذواق وجل الفئات العمرية، فلم يتجاوز في أغلب أعماله الخطوط الحمراء..فضلا عن حسن اختيار الممثلين على غرار الممثل المسرحي محمد قريع في أغنية "بوهالي" والذي أضفى على العمل بعدا فنيا معمقا مشحونا بالكوميديا السوداء ليترجم المعاناة اليومية لأغلب التونسيين..
وإن تمثل الفضاء في حانة فإنّ رمزية المكان كانت مدروسة بدقة لايصال العديد من الرسائل الاجتماعية والسياسية.. ذلك أن قوارير المشروبات الكحولية جسدت "السيستام" المسيطر على سلوك المواطنين..
تتالى النجاحات مع "والله ولعبت يا زهر" مع الفنانة الاستعراضية "زازا" .."يا بابا" مع الطفل الموهوب حمودة .."أنا" ولحن متميز غلب على جزء كبير منه "سولو" لآلة "الاكورديون" والعشرات من الأعمال الاخرى التي ستظل راسخة في الساحة الفنية التونسية والعربية..
الأهم من ذلك أن بلطي بصدد خوض تجارب فنية جديدة والدخول الى عالم الانتاج والكتابة والتلحين لثلة من فناني "الراب" الصاعدين على غرار " blingos" ..فضلا عن التعامل مع صاحب "يا للا وينك" عازف الكمنجة المتميز محمد لسود والاستعداد لإطلاق برنامج فني كبير.. عمل ثنائي وإن دل على شيء فهو يدل على حرفية فناننا الشاب ومدى حرصه على الثبات في الساحة الفنية..
 
وليد عبداللاوي
  
 
 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews