كشف المخرج الشاب محمد خليل البحري أن فيلمه "حجر الواد" هو خطوة جديدة تدعم طموحه في إرساء سينما خارج المنظومة العمومية وبعيدا عن لوبيات القطاع، التي تجاوزت "كعكة الدعم" إلى لوبيات التوزيع السينمائي، صفحات السوشيال ميديا حتى الممثلين أًصبحوا محسوبين على مخرجين دون غيرهم.
وأكد المخرج التونسي أنه يسعى منذ عمله الروائي الطويل الأول "لآخر نفس" لتقديم نوع جديد من السينما الموجهة لكل الجمهور بمختلف فئاته قائلا في هذا السياق : "أنتمي لسينما المؤلف بحكم تكويني ولكن خلق صناعة سينمائية في بلادنا يحتاج لإنتاج أفلام خارج هذا التوجه، تقدم كل الأنماط الفنية ومنها السينما التجارية التي أطمح لأكون أحد صناع أفلامها".
وأضاف محدثنا أن المخرج عبد الحميد بوشناق قدم تجربة "دشرة" دون دعم وزارة الشؤون الثقافية وهو بدوره قادر على ذلك وقد أثبت إمكانية نجاح هذا الخيار في فيلم "آخر نفس" ومؤخرا في "حجر الواد" الممولين ذاتيا.
على صعيد متصل، أفاد محمد خليل البحري "الصباح" أنه ورغم قطعه مع منظومة الدعم إلا أنه مستاء من تعامل بعض من الفاعلين في القطاع السينمائي مع أعماله والإساءة لفيلمه الأخير "حجر الواد" بانتقاده فنيا دون مشاهدته موضحا في الإطار أن أسباب شخصية وراء المسألة وموقف معادي لخياراته، التي تبقى حسب رأيه وجهة نظر فنية لا يمكن محاسبته عليها.
وأشار المخرج الشاب أن قلة الانتاج السينمائي واللوبي المسيطر على القطاع وغياب حركة نقدية في المشهد الثقافي، عوامل قتلت معنويا الكثير من الأفلام والمواهب معلنا تمرده على هذه المنظومة المحدودة في رؤيتها للفنون قائلا : "أعمل في مجال السمعي البصري منذ سنوات ولي تكوين سينمائي في أفضل الجامعات المتخصصة ومعرفة بالمجال وأؤمن بحرفية التقني والفنان التونسيين لذلك لا سقف لطموحاتي وهدفي تقديم خمس أفلام سنويا".
وعن الانتقادات التي طالت فيلم "حجر الواد" على عدد من المستويات منها المعلقة (الأفيش)، الكاستينغ والسيناريو أوضح محمد خليل البحري أنه استشار الفنان روؤف بن عمر، الذي كان له شرف التعاون معه في هذا العمل الفني وذلك قبل الاعلان عن المعلقة الرسمية للفيلم وأن الفنان القدير دعم تصور الأفيش باعتباره يشارك في دور داعم للبطل وعلى غرار كل الأفلام، أصحاب الأدوار الرئيسية من يتصدرون الملصقات الدعائية وهذا معمول به في كل سينماءات العالم.
أمّا عن كاستينغ الفيلم فكشف محمد خليل البحري أن اختياره للأبطال مر بعدد من المراحل وقام بالاستغناء عن بعض الممثلين قبل الحفاظ على الفريق الفني النهائي لفيلم "حجر الواد" وأنه راضي وبنسبة كبيرة على أداء أبطال الفيلم.
واعتبر البحري أن سيناريو الفيلم، الذي يتعاون في كتابته مع محمد علي العربي يحتاج للكثير من التركيز لمتابعة أحداث العمل القائم على التشويق وبعيدا عن التوقعات المنتظرة وهو أسلوب يعتمده في أعماله لشد الجمهور وجعله جزء من الفيلم عبر تفاعله مع القضايا المطروحة.
وعن عرض فيلمه "حجر الواد" بالتوازي مع فعاليات أيام قرطاج السينمائية، بين محمد خليل البحري أن الجمهور مقياسه الوحيد وهو الفيصل لذلك واصل عرض أفلامه في نفس الفترة مع أهم مهرجان للسينما في بلادنا مضيفا في ذات السياق أنه على ثقة بأنه بفضل متابعة الجمهور لأعماله فقط تمكن من استرجاع أموال انتاج فيلم "لاخر نفس" وخلاص كامل فريق العمل من مداخيل الفيلم رغم عرضه في فترة الجائحة وأنجز عمله الحالي "حجر الواد" بعد تسعة أشهر فقط من خروج فيلمه الأول "لآخر نفس".
ويرفض محمد خليل البحري التصنيفات العمرية للأفلام بحكم غزو شبكات التواصل الاجتماعي لحياة العائلات التونسية حتى الأطفال منهم يشاهدون كل ما يريدون عبر شاشة الهواتف دون رقابة لذلك يعتقد أن كثافة الانتاج السينمائي وتقديم كل الرؤى والأشكال الفنية ومنح مساحة للأفلام العائلية التي تغيب عنها المشاهد الجنسية والكلام البذيءقد يخلق نوع جديد من الجمهور للسينما التونسية مستدركا قوله بأنه لا يصادر حرية الفن وإنما يدعم فكرة الجرأة الموظفة لا المجانية ولغاية المتاجرة.
وأقر محمد خليل البحري بأن حادثة أحلام الفقيه خلال العرض الأول للفيلم وضحكها في دقيقة الصمت على روح مهندس الصوت حلمي بالفقيه نال حيزا كبيرا في الاعلام على حساب الفيلم رغم أن الممثلة لم تكن على علم عند اعتلائها الركح أن الصمت في القاعة ترحما على صديقي الراحل حلمي.
وشدد محمد خليل البحري في حديثه مع "الصباح" على إيمانه بخياراته الفنية القائمة على خلق نوع جديد من الأفلام والجمهور ومنح فرصة لممثلي التلفزيون في السينما بعيدا عن التصنيفات، التي تضع قواعد تقيد من منظوره تطلعات المخرجين الشباب ممن يبحثون عن سينما مختلفة، مستقلة وخارج المنظومة.
محمد خليل البحري المتأثر بسينما ألفرد هيتشكوك والذي يتطلع لتقديم مسيرة ناجحة تشابه مسار مجدي السميري في بلادنا وخارجها اعتمادا على امكانيات ذاتية وبدعم صناع الصورة والتقنيين التونسيين يستعد قريبا لفيلمه الروائي الطويل الثالث وذلك بعد مشوار قدم خلاله سبعة أفلام قصيرة وتجارب تلفزيونية على قنوات الحوار التونسي والتاسعة ومؤسسة التلفزة الوطنية.
للتذكير فإن فيلم "حجر الواد"، الذي سيقدم عرض للصحافيين يوم الاربعاء السابعة مساء بقاعة "باتي" بالمركب التجاري "جيون" تتواصل عروضه بقاعات السينما التونسية ويصور الفيلم قصة اختفاء صحفي استقصائي والغموض، الذي يلف هذه القضية ويعكس هذا العمل المستوحى من معايشة المخرج للكثير من الكواليس المشهد الاعلامي التونسي غير أن أحداث الفيلم لا تمت لهذا الواقع بقدر ما تستلهم من تفاصيله وقد أرجع محمد خليل البحري هذا الخيار لرغبته في تقديم عمل سينمائي تشويقي عن قطاع حيوي ومؤثر في بلادنا لا المتاجرة بقصص شخصية.
ويجسد أدوار "حجر الواد" كل من الفنان القدير رؤوف بن عمر، أحمد الأندلسي، مجد بلغيث، مروى العقربي، مالك العوني الأمين خوجة وعزيز باي.
نجلاء قموع
تونس - الصباح
كشف المخرج الشاب محمد خليل البحري أن فيلمه "حجر الواد" هو خطوة جديدة تدعم طموحه في إرساء سينما خارج المنظومة العمومية وبعيدا عن لوبيات القطاع، التي تجاوزت "كعكة الدعم" إلى لوبيات التوزيع السينمائي، صفحات السوشيال ميديا حتى الممثلين أًصبحوا محسوبين على مخرجين دون غيرهم.
وأكد المخرج التونسي أنه يسعى منذ عمله الروائي الطويل الأول "لآخر نفس" لتقديم نوع جديد من السينما الموجهة لكل الجمهور بمختلف فئاته قائلا في هذا السياق : "أنتمي لسينما المؤلف بحكم تكويني ولكن خلق صناعة سينمائية في بلادنا يحتاج لإنتاج أفلام خارج هذا التوجه، تقدم كل الأنماط الفنية ومنها السينما التجارية التي أطمح لأكون أحد صناع أفلامها".
وأضاف محدثنا أن المخرج عبد الحميد بوشناق قدم تجربة "دشرة" دون دعم وزارة الشؤون الثقافية وهو بدوره قادر على ذلك وقد أثبت إمكانية نجاح هذا الخيار في فيلم "آخر نفس" ومؤخرا في "حجر الواد" الممولين ذاتيا.
على صعيد متصل، أفاد محمد خليل البحري "الصباح" أنه ورغم قطعه مع منظومة الدعم إلا أنه مستاء من تعامل بعض من الفاعلين في القطاع السينمائي مع أعماله والإساءة لفيلمه الأخير "حجر الواد" بانتقاده فنيا دون مشاهدته موضحا في الإطار أن أسباب شخصية وراء المسألة وموقف معادي لخياراته، التي تبقى حسب رأيه وجهة نظر فنية لا يمكن محاسبته عليها.
وأشار المخرج الشاب أن قلة الانتاج السينمائي واللوبي المسيطر على القطاع وغياب حركة نقدية في المشهد الثقافي، عوامل قتلت معنويا الكثير من الأفلام والمواهب معلنا تمرده على هذه المنظومة المحدودة في رؤيتها للفنون قائلا : "أعمل في مجال السمعي البصري منذ سنوات ولي تكوين سينمائي في أفضل الجامعات المتخصصة ومعرفة بالمجال وأؤمن بحرفية التقني والفنان التونسيين لذلك لا سقف لطموحاتي وهدفي تقديم خمس أفلام سنويا".
وعن الانتقادات التي طالت فيلم "حجر الواد" على عدد من المستويات منها المعلقة (الأفيش)، الكاستينغ والسيناريو أوضح محمد خليل البحري أنه استشار الفنان روؤف بن عمر، الذي كان له شرف التعاون معه في هذا العمل الفني وذلك قبل الاعلان عن المعلقة الرسمية للفيلم وأن الفنان القدير دعم تصور الأفيش باعتباره يشارك في دور داعم للبطل وعلى غرار كل الأفلام، أصحاب الأدوار الرئيسية من يتصدرون الملصقات الدعائية وهذا معمول به في كل سينماءات العالم.
أمّا عن كاستينغ الفيلم فكشف محمد خليل البحري أن اختياره للأبطال مر بعدد من المراحل وقام بالاستغناء عن بعض الممثلين قبل الحفاظ على الفريق الفني النهائي لفيلم "حجر الواد" وأنه راضي وبنسبة كبيرة على أداء أبطال الفيلم.
واعتبر البحري أن سيناريو الفيلم، الذي يتعاون في كتابته مع محمد علي العربي يحتاج للكثير من التركيز لمتابعة أحداث العمل القائم على التشويق وبعيدا عن التوقعات المنتظرة وهو أسلوب يعتمده في أعماله لشد الجمهور وجعله جزء من الفيلم عبر تفاعله مع القضايا المطروحة.
وعن عرض فيلمه "حجر الواد" بالتوازي مع فعاليات أيام قرطاج السينمائية، بين محمد خليل البحري أن الجمهور مقياسه الوحيد وهو الفيصل لذلك واصل عرض أفلامه في نفس الفترة مع أهم مهرجان للسينما في بلادنا مضيفا في ذات السياق أنه على ثقة بأنه بفضل متابعة الجمهور لأعماله فقط تمكن من استرجاع أموال انتاج فيلم "لاخر نفس" وخلاص كامل فريق العمل من مداخيل الفيلم رغم عرضه في فترة الجائحة وأنجز عمله الحالي "حجر الواد" بعد تسعة أشهر فقط من خروج فيلمه الأول "لآخر نفس".
ويرفض محمد خليل البحري التصنيفات العمرية للأفلام بحكم غزو شبكات التواصل الاجتماعي لحياة العائلات التونسية حتى الأطفال منهم يشاهدون كل ما يريدون عبر شاشة الهواتف دون رقابة لذلك يعتقد أن كثافة الانتاج السينمائي وتقديم كل الرؤى والأشكال الفنية ومنح مساحة للأفلام العائلية التي تغيب عنها المشاهد الجنسية والكلام البذيءقد يخلق نوع جديد من الجمهور للسينما التونسية مستدركا قوله بأنه لا يصادر حرية الفن وإنما يدعم فكرة الجرأة الموظفة لا المجانية ولغاية المتاجرة.
وأقر محمد خليل البحري بأن حادثة أحلام الفقيه خلال العرض الأول للفيلم وضحكها في دقيقة الصمت على روح مهندس الصوت حلمي بالفقيه نال حيزا كبيرا في الاعلام على حساب الفيلم رغم أن الممثلة لم تكن على علم عند اعتلائها الركح أن الصمت في القاعة ترحما على صديقي الراحل حلمي.
وشدد محمد خليل البحري في حديثه مع "الصباح" على إيمانه بخياراته الفنية القائمة على خلق نوع جديد من الأفلام والجمهور ومنح فرصة لممثلي التلفزيون في السينما بعيدا عن التصنيفات، التي تضع قواعد تقيد من منظوره تطلعات المخرجين الشباب ممن يبحثون عن سينما مختلفة، مستقلة وخارج المنظومة.
محمد خليل البحري المتأثر بسينما ألفرد هيتشكوك والذي يتطلع لتقديم مسيرة ناجحة تشابه مسار مجدي السميري في بلادنا وخارجها اعتمادا على امكانيات ذاتية وبدعم صناع الصورة والتقنيين التونسيين يستعد قريبا لفيلمه الروائي الطويل الثالث وذلك بعد مشوار قدم خلاله سبعة أفلام قصيرة وتجارب تلفزيونية على قنوات الحوار التونسي والتاسعة ومؤسسة التلفزة الوطنية.
للتذكير فإن فيلم "حجر الواد"، الذي سيقدم عرض للصحافيين يوم الاربعاء السابعة مساء بقاعة "باتي" بالمركب التجاري "جيون" تتواصل عروضه بقاعات السينما التونسية ويصور الفيلم قصة اختفاء صحفي استقصائي والغموض، الذي يلف هذه القضية ويعكس هذا العمل المستوحى من معايشة المخرج للكثير من الكواليس المشهد الاعلامي التونسي غير أن أحداث الفيلم لا تمت لهذا الواقع بقدر ما تستلهم من تفاصيله وقد أرجع محمد خليل البحري هذا الخيار لرغبته في تقديم عمل سينمائي تشويقي عن قطاع حيوي ومؤثر في بلادنا لا المتاجرة بقصص شخصية.
ويجسد أدوار "حجر الواد" كل من الفنان القدير رؤوف بن عمر، أحمد الأندلسي، مجد بلغيث، مروى العقربي، مالك العوني الأمين خوجة وعزيز باي.