يكشف فيلم "مجنون فرح" أو "قصة حب ورغبة" (في عنونته الفرنسية) عبر تناغم تفاصيله من سيناريو، رؤية جمالية وكاستينغ عن النضج الفني لمخرجته ليلى بوزيد في تجربتها الروائية الثانية بعد فيلم "على حلة عيني" المتوج بالتانيت البرونزي لأيام قرطاج السينمائية 2015.
"مجنون فرح" يعود من خلال قصة حب بين شابين من أصول مغاربية يلتقيان على مقاعد الجامعة بباريس إلى القرن الثاني عشر وزمن نهضة الشعر العربي وتسحب ليلى بوزيد بطليها إلى عوالم الغزل والرغبة في دواوين شعر الحب العذري كاشفة مع تطور العلاقة بين الشابين عن جوانب الإباحية والشهوة في ورقات من الأدب العربي ..
وتنقل ليلى بوزيد في رؤيتها الجمالية تفاصيل هذه العوالم عبر حركات الجسد، نظرات بطليها، كلمات الحب والعتاب في جرأة راقية على مستوى الطرح والصورة فلا يكمن أن نصف المشاهد الحميمية بين بطلي "مجنون فرح" بالمبتذلة إذ وفقت المخرجة التونسية في توظيف مشاعر كل من أحمد الشاب الفرنسي من أصول جزائرية الخجول والمنغلق في مجتمعه التقليدي بضواحي باريس وتجسيد الروح الثائرة والمنفتحة لفرح الطالبة التونسية القادمة من بلد يشهد تغيرات اجتماعية عميقة بعد 2011 للدراسة بجامعة السوربون .. فأحمد وفرح نقيضان فكريا واجتماعيا يقعان في الحب ويعودان معا كل من زاويته الخاصة لجذورهما العربية، كاشفان عن الشرخ العميق للشباب المغربي والعربي بفرنسا في علاقته بهويته الأولى والفهم الخاطئ والمغلوط للتراث العربي.
ولعبت الموسيقى، الألوان الدافئة، أشعار "مجنون ليلى" (قيس ابن الملوح)، عمر الخيام وأبو نواس في تشكيل هوية هذا الفيلم السينمائي ونظرة مخرجته لقضية الهوية العربية ونظرة الشباب العربي لهذا التراث فالبعض يعتبره فخر ومصدر الهام وآخرون يرفضون الاعتراف بهذا الجانب من الثقافة لإباحيتها.
الفيلم الروائي الطويل الثاني في مشوار ليلى بوزيد "مجنون فرح" طرح بسلاسة أكثر من مسألة شائكة تهم المغاربة بالمهجر فعاد على قضية الاندماج في المجتمع الفرنسي، علاقة الشباب بالجسد بين الانطلاق والكبت الرغبات، عذرية الفتاة المغاربية في مجتمع غربي و جهل الكثيرين من الجيل الثاني والثالث للغتهم الأولى وتراثها الأدبي.
يجسد بطولة "مجنون فرح" الممثل الفرنسي من أصل مغربي سامي عوطالبالي والممثلة الشابة التونسية زبيدة بالحاج عمر وذلك إلى جانب عدد من الممثلين من أصول مغاربية، افريقية وفرنسية.
"مجنون فرح" الذي ينطلق عرضه اليوم في قاعات السينما التونسية سيكون حاضرا في المسابقة الرسمية لأيام قرطاج السينمائية في دورتها 32 المنتظر انتظامها من 30 أكتوبر إلى 5 نوفمبر المقبل.
للتذكير فإن العرض العالمي الأول لفيلم ليلى بوزيد "مجنون فرح" كان في المسابقة الرسمية أسبوع النقاد بمهرجان كان السينمائي الدولي2021
نجلاء قموع
تونس- الصباح
يكشف فيلم "مجنون فرح" أو "قصة حب ورغبة" (في عنونته الفرنسية) عبر تناغم تفاصيله من سيناريو، رؤية جمالية وكاستينغ عن النضج الفني لمخرجته ليلى بوزيد في تجربتها الروائية الثانية بعد فيلم "على حلة عيني" المتوج بالتانيت البرونزي لأيام قرطاج السينمائية 2015.
"مجنون فرح" يعود من خلال قصة حب بين شابين من أصول مغاربية يلتقيان على مقاعد الجامعة بباريس إلى القرن الثاني عشر وزمن نهضة الشعر العربي وتسحب ليلى بوزيد بطليها إلى عوالم الغزل والرغبة في دواوين شعر الحب العذري كاشفة مع تطور العلاقة بين الشابين عن جوانب الإباحية والشهوة في ورقات من الأدب العربي ..
وتنقل ليلى بوزيد في رؤيتها الجمالية تفاصيل هذه العوالم عبر حركات الجسد، نظرات بطليها، كلمات الحب والعتاب في جرأة راقية على مستوى الطرح والصورة فلا يكمن أن نصف المشاهد الحميمية بين بطلي "مجنون فرح" بالمبتذلة إذ وفقت المخرجة التونسية في توظيف مشاعر كل من أحمد الشاب الفرنسي من أصول جزائرية الخجول والمنغلق في مجتمعه التقليدي بضواحي باريس وتجسيد الروح الثائرة والمنفتحة لفرح الطالبة التونسية القادمة من بلد يشهد تغيرات اجتماعية عميقة بعد 2011 للدراسة بجامعة السوربون .. فأحمد وفرح نقيضان فكريا واجتماعيا يقعان في الحب ويعودان معا كل من زاويته الخاصة لجذورهما العربية، كاشفان عن الشرخ العميق للشباب المغربي والعربي بفرنسا في علاقته بهويته الأولى والفهم الخاطئ والمغلوط للتراث العربي.
ولعبت الموسيقى، الألوان الدافئة، أشعار "مجنون ليلى" (قيس ابن الملوح)، عمر الخيام وأبو نواس في تشكيل هوية هذا الفيلم السينمائي ونظرة مخرجته لقضية الهوية العربية ونظرة الشباب العربي لهذا التراث فالبعض يعتبره فخر ومصدر الهام وآخرون يرفضون الاعتراف بهذا الجانب من الثقافة لإباحيتها.
الفيلم الروائي الطويل الثاني في مشوار ليلى بوزيد "مجنون فرح" طرح بسلاسة أكثر من مسألة شائكة تهم المغاربة بالمهجر فعاد على قضية الاندماج في المجتمع الفرنسي، علاقة الشباب بالجسد بين الانطلاق والكبت الرغبات، عذرية الفتاة المغاربية في مجتمع غربي و جهل الكثيرين من الجيل الثاني والثالث للغتهم الأولى وتراثها الأدبي.
يجسد بطولة "مجنون فرح" الممثل الفرنسي من أصل مغربي سامي عوطالبالي والممثلة الشابة التونسية زبيدة بالحاج عمر وذلك إلى جانب عدد من الممثلين من أصول مغاربية، افريقية وفرنسية.
"مجنون فرح" الذي ينطلق عرضه اليوم في قاعات السينما التونسية سيكون حاضرا في المسابقة الرسمية لأيام قرطاج السينمائية في دورتها 32 المنتظر انتظامها من 30 أكتوبر إلى 5 نوفمبر المقبل.
للتذكير فإن العرض العالمي الأول لفيلم ليلى بوزيد "مجنون فرح" كان في المسابقة الرسمية أسبوع النقاد بمهرجان كان السينمائي الدولي2021