بدعوة من مجموعة من الباحثين التونسيين والأجانب وعلى رأسهم الأستاذ عبد الحميد لرقش ، الأستاذ المُبرّز في التاريخ في جامعة منوبة، تم بعث مبادرة لتسجيل "مقدمة ابن خلدون" على لائحة ذاكرة العالم لليونسكو.
تكمن أهمية هذا الحدث في إعادة وضع هذا الأثر العبقري في العلوم الإجتماعية في قلب الاهتمام العالمي من خلال إدراجه ضمن المراجع التي أثرت ولا تزال على التراث الإنساني.
كتب ابن خلدون "المقدمة" سنة 1377 كمقدمة لمؤلفه الضخم "كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في في أيام العرب والعجم والبربر" وقد تميزت بطابعها الموضوعي الذي شمل جميع ميادين المعرفة من شريعة وتاريخ وجغرافيا واقتصاد وعمران وعلم اجتماع وسياسة وطب.
لا أحد قبل العلامة ابن خلدون قد بلغ الحد الذي ذهب إليه في مقدمته في الربط بين السياسية بما فيها الدولة وتنظيم المدينة والمهن وازدهار العمران أو ما يُعبّر عنه اليوم بعلم الإجتماع وبعلمالإقتصاد، بما في ذلك المؤسسون الاغريق لعلم التاريخ. ولا أحد قد ماثله في عمق النظر وقوة البيان وتحليل شكل الدولة وتنظيمها بكونها المحتكرة الوحيدة للعنف الذي هو ضرورة لتنظيم حياة البشر داخلها. من هذا المنطلق، فيمكن اعتبار أن المقدمة هي الرديف الروحي لأعمال فرويد عندما حللت مفارقات العنف والرغبة.
وللتذكير فإنه في أوجّ السيطرة الأوروبية على العالم، اعترف المؤرخ البريطاني، أرنولد توينبي، بأن ابن خلدون هو من أكبر المنظرين للتاريخ وأكثرهم جرأة، إلى جانب الشخصيات الأساسية للحداثة على غرار مونتسكيو وماركس.
وقد تُرجمت "المقدمة" على دفعات إلى العديد من اللغات الأوروبية خلال القرن التاسع العشر، كما أنها ألهمت الكثير من الأبحاث حول الإسلام والمغرب الكبير والهند خلال الفترة الإستعمارية.
في إطار إعادة الاهتمام ب"مقدمة ابن خلدون" كأثر إنساني خالد، تتنزل هذه المبادرة التي أطلقها مجموعة من الباحثين، في محاولة لجلب الدعم لها من طرف باحثين آخرين، خاصة في البلدان التي عاش فيها العلامة مثل المغرب والجزائر وإسبانيا ومصر.
تضم قائمة المنتمين لهيئة مساندة هذه المبادرة حاليا أكثر من 40 شخصية من المجال البحثي في تونس وخارجها مثل الأساتذة عبد المجيد الشرفي، عياض بن عاشور، لطفي عيسى، دلندة لرقش، لطيفة لخضر، سليم اللغماني وميكاييل كوك وانطونيو قونزاليس وغيرهم. وهي مرشحة للارتفاع بانضمام مساندين آخرين.
وتعتزم هذه الهيئة تنظيم مجموعة من الأنشطة خلال شهر ماي لكسب المزيد من الدعم ومنها تنظيم ملتقى في بيت الحكمة بعنوان "ابن خلدون: البعد الكوني لكتابه "المقدمة" وذلك يوم 24 ماي ومعرض وثائقي بعنوان "المقدمة: مترجموها وقراؤها" يوم 27 ماي، بالإضافة إلى إطلاق موقع إلكترونيAl-muqaddima.net مخصص للتعريف ب"مقدمة ابن خلدون" مع نشر صور لمخطوطات منها في معرض افتراضي.
وكانت هيئة المساندة بقيادة الأستاذ عبد الحميد لرقش الذي كان وراء إطلاق الفكرة منذ 2017 عندما كان مسؤولا عن التراث في وزارة الثقافة، قد نظّمت ندوة صحفية يوم الجمعة 26 أفريل للتعريف بالمبادرة وبالتظاهرات المبرمجة في إطارها، أعقبتها زيارة داخل مدينة تونس العتيقة للأماكن التي ارتبطت باسم ابن خلدون مثل الجمعية الخلدونية والبيت الذي ولد فيه العلاّمة والكُّتاب الذي درس فيه، قدّم خلالها الأستاذ عبد الستار عمامو تفسيرات تاريخية ضافية حول مسيرته.
حنان زبيس
بدعوة من مجموعة من الباحثين التونسيين والأجانب وعلى رأسهم الأستاذ عبد الحميد لرقش ، الأستاذ المُبرّز في التاريخ في جامعة منوبة، تم بعث مبادرة لتسجيل "مقدمة ابن خلدون" على لائحة ذاكرة العالم لليونسكو.
تكمن أهمية هذا الحدث في إعادة وضع هذا الأثر العبقري في العلوم الإجتماعية في قلب الاهتمام العالمي من خلال إدراجه ضمن المراجع التي أثرت ولا تزال على التراث الإنساني.
كتب ابن خلدون "المقدمة" سنة 1377 كمقدمة لمؤلفه الضخم "كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في في أيام العرب والعجم والبربر" وقد تميزت بطابعها الموضوعي الذي شمل جميع ميادين المعرفة من شريعة وتاريخ وجغرافيا واقتصاد وعمران وعلم اجتماع وسياسة وطب.
لا أحد قبل العلامة ابن خلدون قد بلغ الحد الذي ذهب إليه في مقدمته في الربط بين السياسية بما فيها الدولة وتنظيم المدينة والمهن وازدهار العمران أو ما يُعبّر عنه اليوم بعلم الإجتماع وبعلمالإقتصاد، بما في ذلك المؤسسون الاغريق لعلم التاريخ. ولا أحد قد ماثله في عمق النظر وقوة البيان وتحليل شكل الدولة وتنظيمها بكونها المحتكرة الوحيدة للعنف الذي هو ضرورة لتنظيم حياة البشر داخلها. من هذا المنطلق، فيمكن اعتبار أن المقدمة هي الرديف الروحي لأعمال فرويد عندما حللت مفارقات العنف والرغبة.
وللتذكير فإنه في أوجّ السيطرة الأوروبية على العالم، اعترف المؤرخ البريطاني، أرنولد توينبي، بأن ابن خلدون هو من أكبر المنظرين للتاريخ وأكثرهم جرأة، إلى جانب الشخصيات الأساسية للحداثة على غرار مونتسكيو وماركس.
وقد تُرجمت "المقدمة" على دفعات إلى العديد من اللغات الأوروبية خلال القرن التاسع العشر، كما أنها ألهمت الكثير من الأبحاث حول الإسلام والمغرب الكبير والهند خلال الفترة الإستعمارية.
في إطار إعادة الاهتمام ب"مقدمة ابن خلدون" كأثر إنساني خالد، تتنزل هذه المبادرة التي أطلقها مجموعة من الباحثين، في محاولة لجلب الدعم لها من طرف باحثين آخرين، خاصة في البلدان التي عاش فيها العلامة مثل المغرب والجزائر وإسبانيا ومصر.
تضم قائمة المنتمين لهيئة مساندة هذه المبادرة حاليا أكثر من 40 شخصية من المجال البحثي في تونس وخارجها مثل الأساتذة عبد المجيد الشرفي، عياض بن عاشور، لطفي عيسى، دلندة لرقش، لطيفة لخضر، سليم اللغماني وميكاييل كوك وانطونيو قونزاليس وغيرهم. وهي مرشحة للارتفاع بانضمام مساندين آخرين.
وتعتزم هذه الهيئة تنظيم مجموعة من الأنشطة خلال شهر ماي لكسب المزيد من الدعم ومنها تنظيم ملتقى في بيت الحكمة بعنوان "ابن خلدون: البعد الكوني لكتابه "المقدمة" وذلك يوم 24 ماي ومعرض وثائقي بعنوان "المقدمة: مترجموها وقراؤها" يوم 27 ماي، بالإضافة إلى إطلاق موقع إلكترونيAl-muqaddima.net مخصص للتعريف ب"مقدمة ابن خلدون" مع نشر صور لمخطوطات منها في معرض افتراضي.
وكانت هيئة المساندة بقيادة الأستاذ عبد الحميد لرقش الذي كان وراء إطلاق الفكرة منذ 2017 عندما كان مسؤولا عن التراث في وزارة الثقافة، قد نظّمت ندوة صحفية يوم الجمعة 26 أفريل للتعريف بالمبادرة وبالتظاهرات المبرمجة في إطارها، أعقبتها زيارة داخل مدينة تونس العتيقة للأماكن التي ارتبطت باسم ابن خلدون مثل الجمعية الخلدونية والبيت الذي ولد فيه العلاّمة والكُّتاب الذي درس فيه، قدّم خلالها الأستاذ عبد الستار عمامو تفسيرات تاريخية ضافية حول مسيرته.