بتنظيم من جمعية مهرجان جربة للجزر المتوسطية تم مساء امس الثلاثاء بفضاء الاقورا بمدينة جربة ميدون من ولاية مدنين تقديم كتاب الاستاذ منصف بربو : العمران بجزيرة جربة في العصر الوسيط. وقام بتنشيط هذا اللقاء :الاستاذ زهير تغلات ليتولي الاستاذ رياض المرابط تقديم الكتاب . الحضور بحسب د.نجاة امباركي الفورتي رئيسة الجمعية كان متميزا على مستوي العدد و النوع مع حضور محترم للعنصر النسائي و الشباب كان حاضرا والذي سبق ان شارك في ورشة لصنع انموذج maquette من العمران في جزيرة جربة . وتجدر الاشارة ان هذا الكتاب صدر حديثا خلال شهر نوفمبر 2023 عن مركز الدراسات والبحوث حول الاباضية _اياديكا _باريس . والكتاب في الاصل رسالة بحث لنيل شهادة الدكتورا في علوم التراث عنوانها تنظيم المجال والتوطين والتعمير بجزيرة جربة في العهد الوسبط نوقشت يوم 14مارس 2018 بكلية العلوم الانسانية بتونس وتوج بملاحظة مشرف جدا حسب ما صرح به صاحب الكتاب للصباح نيوز . ذات المصدر اضاف انه قسم عمله الي جزاين رئيسيين المدونة والتحليل ،تعتبر المدونة القسم الاساسي في هذا الكتاب . وانطلاقا من جذاذة نموذجية تناول بالدراسة 78 موقعا ريسيا / 76حومة و2حارتين يهوديتين /حدد موضعها داخل الخريطة الطوبوغرافية . تضمنت كل جذاذة 8 فقرات تناولت على التوالي اسم المكان والمعطيات الطوبوغرافية والاداربة والمعطيات الطبيعية ووصف الموقع والمكونات البشرية والانسطة الاقتصادية والتعليق العام والوثايق . اما قسم التحليل وهو الجزء الرئيسي الثاني من هذا الكتاب تم فيه عرض اهم الاستنتاجات بعد دراسة ما جاء في المدونة من معطيات متنوعة . وهي استنتاجات صيغت ضمن اشكالية تفرعت الي 3 عناصر كبري شملت المحل الجربي وتوطينه وتعميره خلال العصر الوسيط في الفترة المتراوحة بين القرنين الاول للهجرة والعاشر هجريا وتديدا منذ دخول الاسلام ربوع الجزيرة الي نهاية العهد الحفصي دون ان يغفل عن تناول الحقب السابقة وخاصة الفترة البيزنطية وكذلك اللاحقة واهمها المرحلة العثمانية . واخذا بعين الاعتبار خصوصية جزيرة جربة ابرز الكاتب الباحث مدي ا رتباطها بالطرقات البحرية والبرية في الان نفسه واتجاهها ،مما يفسر كيفية توطن القبايل والوافدين على الجزيرة في التجمعات السكنية داخلها ماسكا بخيوط الهجرات الطارية علي الجزيرة من البحر والبر وخصوصا من سهل الجفارة ومن جبلي دمر ونفوسة متخلصا الي التناسب بين الاستيطان القبلي زواغة بالجهة الشرقية ونفوسة بالجهة الغربية ،والتقسيم المذهبي الى نكار شرقا وهبية غربا . والذي غلب على التوطين السكن المشتت في علاقة بعوامل عديدة من ابرزها النشاط الزراعي ،فقد اصبحت الحومة الوحدة السكنية السايدة في اخر العصر الوسيط . وتجدر الإشارة أن الكاتب تناول في مقدمة عمله دواعي اختيار موضوع البحث وإشكالاته ومنهجه إلى جانب قراءة في مصادره. كما بين في خاتمته العامة أبرز ماحققه هذا العمل من أهداف وما قدمه من إضافات وما يفتحه من آفاق اعتمادا على مبحث الجغرافيا التاريخية. وقد عقب الخاتمة العامة جدول ثري تضمن عشرات الصفحات شمل معطيات دقيقة حول أسماء القبائل والعائلات والأعلام والمعالم بجزيرة جربة خلال العصر الوسيط، إضافة إلى بيبليوغرافيا متنوعة وفهارس عديدة. والحقيقة أن هذه الدراسة خاضت في عديد القضايا اللغوية والطوبونومية المتعلقة بالتوطين الجديرة بالإهتمام والعناية، منتهية إلى إعادة تركيب المجال. فهي تتميز بتعدد المقاربات الجغرافية واللغوية والأثرية والتاريخية، ساعية إلى الربط بين المعطى الطبيعي والأثري تارة،وبين الخزف وتعمير الموقع، أو بين التفسير اللغوي واسم المكان طورا. جاء الكتاب، الذي اشتمل على 584 صفحة، في حجم كبير وشكل أنيق،متضمنا لصور ملونة جميلة ولخرائط وجداول دقيقة موضحة ومدعمة لما ورد داخله من معطيات نرجو أن تكون مفيدة لكل من يتناوله بالقراءة والدراسة.
ميمون التونسي
بتنظيم من جمعية مهرجان جربة للجزر المتوسطية تم مساء امس الثلاثاء بفضاء الاقورا بمدينة جربة ميدون من ولاية مدنين تقديم كتاب الاستاذ منصف بربو : العمران بجزيرة جربة في العصر الوسيط. وقام بتنشيط هذا اللقاء :الاستاذ زهير تغلات ليتولي الاستاذ رياض المرابط تقديم الكتاب . الحضور بحسب د.نجاة امباركي الفورتي رئيسة الجمعية كان متميزا على مستوي العدد و النوع مع حضور محترم للعنصر النسائي و الشباب كان حاضرا والذي سبق ان شارك في ورشة لصنع انموذج maquette من العمران في جزيرة جربة . وتجدر الاشارة ان هذا الكتاب صدر حديثا خلال شهر نوفمبر 2023 عن مركز الدراسات والبحوث حول الاباضية _اياديكا _باريس . والكتاب في الاصل رسالة بحث لنيل شهادة الدكتورا في علوم التراث عنوانها تنظيم المجال والتوطين والتعمير بجزيرة جربة في العهد الوسبط نوقشت يوم 14مارس 2018 بكلية العلوم الانسانية بتونس وتوج بملاحظة مشرف جدا حسب ما صرح به صاحب الكتاب للصباح نيوز . ذات المصدر اضاف انه قسم عمله الي جزاين رئيسيين المدونة والتحليل ،تعتبر المدونة القسم الاساسي في هذا الكتاب . وانطلاقا من جذاذة نموذجية تناول بالدراسة 78 موقعا ريسيا / 76حومة و2حارتين يهوديتين /حدد موضعها داخل الخريطة الطوبوغرافية . تضمنت كل جذاذة 8 فقرات تناولت على التوالي اسم المكان والمعطيات الطوبوغرافية والاداربة والمعطيات الطبيعية ووصف الموقع والمكونات البشرية والانسطة الاقتصادية والتعليق العام والوثايق . اما قسم التحليل وهو الجزء الرئيسي الثاني من هذا الكتاب تم فيه عرض اهم الاستنتاجات بعد دراسة ما جاء في المدونة من معطيات متنوعة . وهي استنتاجات صيغت ضمن اشكالية تفرعت الي 3 عناصر كبري شملت المحل الجربي وتوطينه وتعميره خلال العصر الوسيط في الفترة المتراوحة بين القرنين الاول للهجرة والعاشر هجريا وتديدا منذ دخول الاسلام ربوع الجزيرة الي نهاية العهد الحفصي دون ان يغفل عن تناول الحقب السابقة وخاصة الفترة البيزنطية وكذلك اللاحقة واهمها المرحلة العثمانية . واخذا بعين الاعتبار خصوصية جزيرة جربة ابرز الكاتب الباحث مدي ا رتباطها بالطرقات البحرية والبرية في الان نفسه واتجاهها ،مما يفسر كيفية توطن القبايل والوافدين على الجزيرة في التجمعات السكنية داخلها ماسكا بخيوط الهجرات الطارية علي الجزيرة من البحر والبر وخصوصا من سهل الجفارة ومن جبلي دمر ونفوسة متخلصا الي التناسب بين الاستيطان القبلي زواغة بالجهة الشرقية ونفوسة بالجهة الغربية ،والتقسيم المذهبي الى نكار شرقا وهبية غربا . والذي غلب على التوطين السكن المشتت في علاقة بعوامل عديدة من ابرزها النشاط الزراعي ،فقد اصبحت الحومة الوحدة السكنية السايدة في اخر العصر الوسيط . وتجدر الإشارة أن الكاتب تناول في مقدمة عمله دواعي اختيار موضوع البحث وإشكالاته ومنهجه إلى جانب قراءة في مصادره. كما بين في خاتمته العامة أبرز ماحققه هذا العمل من أهداف وما قدمه من إضافات وما يفتحه من آفاق اعتمادا على مبحث الجغرافيا التاريخية. وقد عقب الخاتمة العامة جدول ثري تضمن عشرات الصفحات شمل معطيات دقيقة حول أسماء القبائل والعائلات والأعلام والمعالم بجزيرة جربة خلال العصر الوسيط، إضافة إلى بيبليوغرافيا متنوعة وفهارس عديدة. والحقيقة أن هذه الدراسة خاضت في عديد القضايا اللغوية والطوبونومية المتعلقة بالتوطين الجديرة بالإهتمام والعناية، منتهية إلى إعادة تركيب المجال. فهي تتميز بتعدد المقاربات الجغرافية واللغوية والأثرية والتاريخية، ساعية إلى الربط بين المعطى الطبيعي والأثري تارة،وبين الخزف وتعمير الموقع، أو بين التفسير اللغوي واسم المكان طورا. جاء الكتاب، الذي اشتمل على 584 صفحة، في حجم كبير وشكل أنيق،متضمنا لصور ملونة جميلة ولخرائط وجداول دقيقة موضحة ومدعمة لما ورد داخله من معطيات نرجو أن تكون مفيدة لكل من يتناوله بالقراءة والدراسة.