افتتح سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، صباح اليوم الأربعاء، بحضور سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد، نائب حاكم الشارقة، وسلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، فعاليات الدورة الـ 42 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي يقام تحت شعار "نتحدث كتباً"، في الفترة من 1-12 نوفمبر الجاري، في مركز إكسبو الشارقة.
وكان في الاستقبال كل من نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، وبدور بنت سلطان القاسمي رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، وسالم بن عبدالرحمن القاسمي رئيس مكتب الحاكم، و خالد بن عصام القاسمي رئيس دائرة الطيران المدني، و فاهم بن سلطان القاسمي رئيس دائرة العلاقات الحكومية، و محمد بن حميد القاسمي رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، و ماجد بن سلطان القاسمي رئيس دائرة شؤون الضواحي، و سالم بن خالد القاسمي وزير الثقافة والشباب.
كما كان في الاستقبال ايضا، سعود بن سلطان بن محمد القاسمي مدير مكتب الشارقة الرقمية، و فيصل بن سعود القاسمي مدير هيئة مطار الشارقة الدولي، و سالم بن محمد بن سالم القاسمي مدير هيئة الإنماء السياحي والتجاري، و عبدالله بن محمد القاسمي مدير الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بالشارقة، و عبدالرحمن بن محمد العويس وزير الصحة وتنمية المجتمع، و أحمد بالهول الفلاسي وزير التربية والتعليم وعدد من كبار المسؤولين وأعضاء السلك الدبلوماسي، وممثلي المنظمات والمؤسسات الثقافية، وجمع من الأدباء والكتاب والمثقفين.
وأكد سلطان بن محمد القاسمي، خلال كلمة ألقاها في حفل افتتاح المعرض أن اللغة العربية هي اللغة الأصل لكافة لغات العالم، لأنها لغة سيدنا آدم عليه السلام التي اختصه بها الله سبحانه وتعالى، وأن هناك أمور غير صحيحة تاريخياً في دراسة اللغات واللسانيات في العالم يجب أن يتم تصحيحها، وهو ما سيشتمل عليه (قاموس لغات العالم) الذي سيصدر لاحقاً، وذلك ضمن جهوده وبحوثه العلمية في تاريخ اللغة العربية لحمايتها ونشرها، متناولاً أهمية المعجم التاريخي للغة العربية.
وتحدث حاكم الشارقة عن أبرز ما جاء في المعجم التاريخي للغة العربية، قائلاً :" أُطلق عليه اسم "المعجم التاريخي للغة العربية"، وهو متعةٌ للقارئ ويعرض تاريخ هذه اللغة منذ بداياتها، حيث تمرّ بك الأحداث والوصف في كل شيء، في الشعر، والأدب وغيرها. وهذا المعجم لا يكشف فقط عن الكلمة ومعناها وإنما يقدم وصفاً شاملاً ".
ولفت إلى الجهد الكبير الذي يُبذل لتنفيذ المعجم التاريخي مستعرضاً مقارنة حول القاموس اللغوي لمملكة السويد الذي عمل عليه 137 شخص لمدة 140 سنة وكان نتاجه 39 مجلد و33 ألف صفحة، بينما المعجم التاريخي للغة العربية يعمل عليه 500 من العلماء والمدققين والمحررين وعلى مدى 6 سنوات سينهون 110 مجلداً عدد صفحاته 81 ألف صفحة.
وأضاف:" نتساءل هل هي لغة عربية؟ هل ما نتحدث به نطلق عليه اللغة العربية؟ كلمة (عرب) من أين أتت؟ ومن أطلقها؟ وفي أيّ مكان؟ الله سبحانه وتعالى جمع كثير من الناس الساكنين في منطقة مكة المكرمة وما حولها في مكانٍ واحد، فقالوا: الناسُ قَرشتْ، وهؤلاء قَرشُوا، أي تجمعوا، وأُطلق عليهم (قُريش) إذاً نحن أُسمنا قريش من أصل التسمية، ولكن قريش لديها بئر زمزم، وهو بئرُ نعرفُ أنه نَبَعَ في وقت سيدنا إسماعيل عليه السلام، فيقال بئرُ إسماعيل ولكن لا يقال الماء، ويقولون عَرَب إسماعيل وهو الماء وليس البئر، وفي التعميد يقولون (العرّاب) أي الشخص الذي يغطّس الطفل في الماء. إذاً كلمة عرب معناها الماء. وتأتي كذلك دواليب الماء يقال لها عربة ويقال عربي أي طلع الماء. ومن هذا الدولاب أخذوا كلمة (العرّاب). هذه مشتقات في العمق التفسيري لكلمة (عرب) وهي صفة أعطيناها للعرب ولكن نسبت إلى اللغة التي تتحدث بها العرب".
وتناول حاكم الشارقة المسميات التي يطلقها الباحثين على اللغات المختلفة، قائلاً: "كثير من الباحثين الأجانب يقولون (اللغات الساميّة) منها الحبشية والبابلية والعِبرية .. الخ، لماذا قالوا (ساميّة)؟ ومن أين استنبطوا هذه الكلمة؟
هذه اللغة هي لغة رب العالمين لآدم عليه السلام الآية الكريمة ((وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ)) ولكن الملائكة لم يستطيعوا أن يحصروا أو يتحدثوا بها، وبكمّ العلم الذي أودعه الله في آدم الذي نزل بقدر الله سبحانه وتعالى إلى شرق إفريقيا وبالتحديد في هضبة الحبشة، ومن هناك انتقلت الأجناس البشرية، بعضها نزح إلى الشمال، وبعضها سكنَ الأرض نفسها والبعض الآخر نزح إلى الشرق والغرب، وبحسب نظرية العالم (مندل) أن آدم وحواء كانت ألوان بشرتهم تميل إلى الرماد وهي سحنة أهل شرق أفريقيا، وهؤلاء إذا تزاوجوا وتوالدوا يخرج منهم ابن أبيض اللون وواحد داكن اللون وهكذا. الأبيض انتقل إلى الشمال، إلى أن وصل إلى أوروبا. أما ذو اللون الداكن فقد بقى في الأرض نفسها وهكذا صارت إفريقيا، أما البقية الأخرى فعبروا ما يسمى البحر الأحمر وأتوا إلى هذه الجهة (الجزيرة العربية)، ونتساءل: هل كل هؤلاء نقلوا اللغة معهم؟ وإذا استعرضنا هذه اللغات، نجد الذين انتقلوا إلى الشمال وصلوا إلى البحر الأبيض المتوسط إلى إيطاليا وهناك اللغة اللاتينية، وهي أمّ اللغات الأوروبية، ولو أخذنا مقارنة بين أبناء الذين ذهبوا إلى الشمال وأبناء الذين أتوا إلى الجزيرة العربية عبر بعض الكلمات سنجد أن اللغات اللاتينية هي نفسها عربية وذلك يعني أنها لغة آدم"، وقدم مثالاً لبعض الكلمات اللاتينية مثل كلمة (road) وتعني طريق وفي اللغة العربية رود، يرتاد، مشيراً سموه إلى أنه يؤدي إلى نفس المعنى.
وأشار حاكم الشارقة إلى أنه يعمل في الوقت الحالي على مشروع جديد يستفيد منه العالم أجمع، قائلاً: "أنا الآن أقوم على قاموس جديد اسمه (لغة العالم) وهي كلها مصدرها واحد، ونعطي اسم لهذه اللغة التي وضعناها في 110 مجلدات ونقول من أين أتت هذه التسمية لها؟ قيل أن هذه اللغات متشابهة، منها الحبشية والبابلية والعبرية، ولو أخذنا هذه اللغات وقارناها نجد أن الكلمات مشتركة، وأن الفعل هو الأساس في الجملة لأنه مركز الجملة، وقالوا تسميتها اللغات السّامية. من أين أتوا بهذه التسمية؟ فتسميتها الصحيحة لغة آدم"، مشيراً إلى تناوله قصة هذه التسمية بشكل كامل في كتابه تاريخ عمان من الاستيطان البشري وداعياً العلماء إلى عدم تداول هذه التسمية.
وأضاف: "كيف اشتبه الأمر على العلماء الغربيون؟ لأنهم لم يجدوا ما يفسرون به ما حدث في تلك الفترة عندما كتبوا عن هذه اللغات وجمعوها فيما سمي باللغات السامية، في سنة 1500 ق. م كان قوم (عاد) في الأحقاف، وخرج (هود عليه السلام) من بينهم إلى عُمان، وهربَ منهم من خاف من الطوفان الذي غطى الأرض بالعاصفة فأخذوا طريقهم، وكل المؤرخين كتبوا عن هذا الطريق الذي مر بالقطيف ومنها إلى الحناكية مروراً بالمدينة إلى طريق الشام إلى أن وصلوا قرب دمشق، وفي هذه المنطقة وجدوا أرض مليئة بالأحجار الجيرية يقال لها (إرم) وهي كلمة عربية فصيحة فأخذوا ينحتون من هذه الصخور ويبنون منها مدينتهم".
وتابع: "الله سبحانه وتعالى ذكر في القرآن الكريم قوم (عاد) ثم قال (عاد الأولى) إذاً هناك (عاد الثانية)، الذين خرجوا من الأحقاف هم قوم (عاد) ووصلوا إلى هناك وعمروا مدينتهم وسموها على الأرض التي سكنوها (إرم) ومعناها الأرض التي وضعوا عليها الأعمدة. العلماء الغربيون عندما سموعا بذلك لم يذكروا (إرم ذات العماد) وإنما ذكروا (آرام بن سام بن نوح) وهو ليس له علاقة بهذا الموضوع. وهنا نحن أمام تصحيحٌ خطير يلغي كل ما كُتب وبُحث فيه. وكل حاضرٌ بيننا الآن أرجو أن يصحح هذا المفهوم بأن هذه اللغة هي لغة آدم عليه السلام. ولذلك أنا لا أقول اللغات متشابهة بل سأثبت ذلك في كتابي (قاموس لغات العالم)".
كما قال: "بدأت في كتابة المعجم اللاتيني منه في 5 مجلدات، وكلما أمرّ على هذا القاموس ألاحظ الكلمات وكأني أتكلم العربية، وهذا ما سيوضع في قاموس يثبت أن اللغة اللاتينية واللغات الأخرى كلها من مصدر واحد وهو التعليمات الإلهية لأدم والتي نحن كلنا من أبنائها"، متمنياً أن يوفق في حماية هذه اللغة، ومشيراً إلى أن محبته لها ليس لأنه ناطق بها، بل لأنها لغة تحدث بها رب العالمين، والأنبياء والرسل وتحدث بها الملائكة، وهي لغة الإيمان والدين والبشرية.
وكان حاكم الشارقة قد رحب في مستهل الحفل بوفد جمهورية كوريا الجنوبية، ضيف شرف المعرض، كما رحب بوفد جامعة كويمبرا البرتغالية، التي تعرض المخطوطات النفيسة من مكتبة الجامعة في المعرض، بالإضافة إلى ترحيبه بالمشاركين في مؤتمر الشارقة الدولي الأول لدراسات اللغة العربية في أوروبا من غير العرب، وبوفد جامعة ياجيلونسكي بكراكوف البولندية، وبالكاتب الروائي الليبي العربي إبراهيم الكوني، شخصية العام للمعرض.
وتفضل حاكم الشارقة بتكريم الكاتب والروائي الليبي إبراهيم الكوني، شخصية العام الثقافية في المعرض لهذه الدورة، كما كرّم الفائزين بـ "جائزة الشارقة للترجمة" (ترجمان) في دورتها السابعة، والتي تمنحها "هيئة الشارقة للكتاب" للإصدارات المترجمة من اللغة العربية إلى أي لغة أخرى، حيث نال الجائزة دار النشر السويسرية (Unionsverlag) عن ترجمة رواية "طوق الحمام" لرجاء عالم الصادرة في طبعتها العربية الأولى عن دار النشر المغربية (المركز الثقافي العربي).
ووقع خلال حفل الافتتاح النسخ الأولى من الأجزاء الجديدة للمعجم التاريخي للغة العربية، والنسخة الأولى من موسوعة سلطان التواريخ.
وألقى أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب كلمة تناول فيها التطورات والمنجزات التي حققها معرض الشارقة الدولي للكتاب بتوجيهات ورؤى حاكم الشارقة، قائلاً: "إن معرض الكتاب واحات نور وفيها يتنافس المتنافسون، ونحصد اليوم ثمار توجيهات سموكم ورؤيتكم، إن الشارقة حصدت ثمار هذه الرؤية إجماعاً عالمياً إنسانياً على مشروع الشارقة الحضاري والثقافي".
وأشار الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، في كلمته إلى الإنجاز الجديد الذي حصده معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ 42، حيث يستضيف أكثر من نصف بلدان العالم، من خلال الناشرين والعارضين الذين يمثلون 109 دول عالمية، ما يؤكد على أن المعرض انتقل خلال السنوات الماضية من حاضر في المشهد، إلى صانع وقائد يمتلك رؤية ويعرف في أي الاتجاهات يمضي بالثقافة العربية والعالمية.
وأضاف العامري: "هذه الرسالة وهذا الحجم من المسؤولية، ليس شهادة للمعرض بقدر ما هو شهادة بأن الشارقة بيت لكل ناشري ومبدعي العالم يلتقون فيها، ويكبرون بتطلعاتها...".
من جانبه، ألقى الكاتب والروائي إبراهيم الكوني كلمة بمناسبة تكريمه بشخصية العام الثقافية، توجه فيها بالشكر والتقدير إلى سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على اختياره شخصية العام الثقافية.
وتحدث الكوني في كلمته، التي مثلت منهجاً فلسفياً فريداً لقيمة الصحراء في هذا الوجود، وجاءت تحت عنوان "الصحراء هي اللقية الضائعة في حفريات التكوين"، مؤكداً أن السعادة لا تعتمد على نوع العمل الذي يقوم به الإنسان، ولكن على مدى إتقانه وحبه للعمل، "لأن الرهان ليس على جنس العمل، ولكن في مدى القدرة على إتقاننا فيه، بحيث يستعير هذا العمل مؤهّلاً رساليّاً، يجعله جديراً بلقب ما نسمّيه (الواجب)".
وأكد الكوني في كلمته على قيمة الصحراء التي تتجاوز كونها مكاناً للرمال اللامتناهية، إلى كونها مدرسة الحكمة، إلا أن الناس لم يتعلموا منها إلا القليل، لأنهم لم يبذلوا جهداً كافياً لاستكشافها، مشبهاً الصحراء بجزيرة جليدية ضخمة، جزء صغير منها فقط يظهر على الأرض، والجزء الأكبر منها مخفي عن أعيننا، واصفاً إياها بأنها أعطت الإنسانية كل ما تحتاجه من ثروات مادية ومعنوية، ومع ذلك فهي الهدية المفقودة في هذا الكون.
من جانبه ألقى يون شون هون، رئيس جمعية الناشرين الكوريين، كلمة شكر فيها حاكم الشارقة على دعوة جمهورية كوريا الجنوبية كضيف شرف على هذه الدورة المميزة، مشيداً بالجهود التي تبذلها الشارقة والمؤسسات الثقافية في الإمارات في نشر الثقافة والمعرفة بين الشعوب، وقال إن "كوريا الجنوبية سعيدة بالمشاركة في هذا المعرض العريق، الذي يعد من أهم المحافل الثقافية في العالم، وإنها تفخر بتقديم رسائل ثقافية جميلة ومعارف غنية وثقافة متنوعة للقراء والجمهور في الشارقة والإمارات، وبالتعرف على الثقافة العربية الغنية والتاريخية".
وأضاف : "شاركت الشارقة كضيف شرفٍ في معرض سيؤول للكتاب، وكانت مشاركتها إيجابية من خلال تعرف الشعب الكوري الجنوبي على الشارقة بشكل أكبر في الجانب السياحي والعلمي وما تقدمه على المستوى الثقافي، إن كوريا الجنوبية تشارك في هذا المعرض بكل سرور وامتنان، فهو يمثل فرصة رائعة للتبادل الثقافي والحوار بين الشعوب، وإن كوريا الجنوبية تستلهم من رؤية الإمارات التي جعلت من المستحيل ممكناً، وتشارك الإمارات رؤية صنع مستقبل عظيم للبشرية من خلال التطور والابتكار".
وقال:" اختارت كوريا شعار (خيال بلا حدود) لتعبر عن رسالتها وروحها الثقافية التي تسعى إلى تحويل المستحيل إلى شيء ممكن وإلى عالم من الابتكار والسلام، ومن خلال جناحها هنا في الشارقة، ترغب في مشاركة خيالها الغني والمتنوع مع قراء الشارقة والإمارات، وتحفزهم على استخدام خيالهم لخلق واقع أفضل".
في كلمته التي ألقاها في حفل افتتاح معرض الشارقة الدولي للكتاب 2023، أشاد جون يون كونغ النائب الأول في وزارة الثقافة والسياحة في كوريا الجنوبية، بالإمارات كدولة قوية تنموياً وذات موارد ثقافية غنية، وقال " إن الإمارات افتتحت أول مركز ثقافي كوري في الشرق الأوسط، وهو ما يعكس التقارب بين البلدين، وهذا المركز يهدف إلى تعزيز التبادل الثقافي والفني والسياحي بين شعبي الإمارات وكوريا الجنوبية، وإلى نشر الثقافة الكورية المتميزة في المنطقة".
وأكد النائب الأول في وزارة الثقافة والسياحة الكورية أهمية مشاركة كوريا ضيف شرف في الشارقة، قائلاً "إن الشارقة تعد مركزاً ثقافياً مهماً، يحظى باحترام وتقدير دولي، وإن معرض الشارقة الدولي للكتاب يعد من أهم المعارض التي تشجع جيل الشباب على القراءة والمعرفة، ومن هنا فإن كوريا تفخر بأن تكون جزءاً من هذا المعرض، وتسعى إلى تقديم أفضل ما لديها من ثروات ثقافية للجمهور".
وتطرق كونغ إلى تطور علاقات الشراكة المهمة بين البلدين في مختلف المجالات، خاصة بعد احتفالهما في عام 2020 بمرور 40 عاماً على تأسيس العلاقات الدبلوماسية والثقافية، وأضاف: "إن هذه المناسبة كانت فرصة لتأكيد التزام البلدين بتعميق التعاون والصداقة بينهما، ولإطلاق مشاريع مشتركة في مجالات الثقافة والفن والسياحة، والتي تسهم في تحقيق رؤية البلدين لبناء مستقبل أفضل للجيل الجديد".
وكان الحفل قد استهل بعرض شعري مرئي من روح شعار المعرض "نتحدث كتباً" أبرز دور الكتاب في تطور الأمم والشعوب، ومكانة الشارقة في رفعة الثقافة والمعرفة، وعن معرضها الدولي للكتاب الذي يجمع بين الأدباء والقراء والناشرين والموزعين، وينشر العلوم والفنون والأفكار بين الأجيال، مستعرضاً رسالة سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وجهوده في خدمة الثقافة العربية والإنسانية، وتشجيع المبادرات والابتكارات التي تسهم في تنوير العقول وتحافظ على التاريخ الإنساني والتراث والهوية العربية، وأبرز العرض الشعري أن التقنيات المتطورة والذكاء الاصطناعي لا تهدد الثقافة بل تدعمها ولا يستعاض بها عن روح الإنسان وإبداعه بل تزيد من قدراته، ولا تغير جوهر الكتاب أو تحجب دوره بل تجعله أكثر إشراقاً في الحياة والواقع.
كما شهد حفل افتتاح معرض الشارقة الدولي للكتاب عرضاً مرئياً حول مشروع "المعجم التاريخي للغة العربية"، والذي مثل رحلة عبر تاريخ الفكرة والجهود التي بذلها حاكم الشارقة، في تحقيق هذا الإنجاز الثقافي، مبرزاً القيمة الثقافية واللغوية الكبيرة التي يمثلها المشروع للغة العربية والتراث الثقافي للأمة العربية، وأهميته الكبيرة كأداة للحفاظ على التراث وتوثيقه للأجيال القادمة.
وتجول حاكم الشارقة، عقب حفل الافتتاح في أروقة المعرض، متعرفاً من الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب على عدد الأجنحة والمؤسسات والهيئات ودور النشر المشاركة، وما يقدمه المعرض في دورته الحالية التي تستمر على مدار 12 يوم.
واستهل جولته في المعرض بزيارة جناح كوريا الجنوبية، ضيف شرف المعرض لهذا العام، واستمع إلى شرح مفصل عما يقدمه الجناح في مشاركته المتميزة لهذه الدورة، كما تعرف على أبرز الأنشطة والفعاليات التي سيقيمها جناح كوريا الجنوبية بمناسبة اختيارها ضيف شرف المعرض.
وتوقف حاكم الشارقة في أجنحة العديد من المؤسسات الثقافية في إمارة الشارقة مطلعاً على أبرز الجهود المبذولة في دعم الحركة الثقافية وتعزيز الإنتاج الأدبي والثقافي والعلمي للكتاب والمثقفين الإماراتيين والعرب، كما زار أجنحة دور النشر المحلية والخليجية والعربية واطلع على أحدث إصداراتها في مختلف القطاعات المعرفية والثقافية والعلمية.
وعرج على أجنحة عدد من المبادرات والأنشطة التي تواكب مسيرة الشارقة الثقافية بعددٍ من الجوائز والبرامج التي تقدم على مستوى الدولة والمشاركات العالمية التي تعزز حركة النشر وغرس القراءة والكتابة لدى الأطفال وتنمية المهارات.
وتلقى حاكم الشارقة خلال جولته عدداً من الإهداءات والإصدارات الثقافية والعلمية والأدبية من الأجنحة المشاركة ومن الكتاب والمثقفين.
ويستضيف معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ 42 هذا العام 2,033 ناشراً من 109 دول، منها 1043 دار نشر عربية، و990 دار نشر أجنبية، تعرض أكثر من 1.5 مليون عنوان، منها 800 ألف عنوان عربي، و700 عنوان من اللغات الأخرى.
ويشارك في المعرض أكثر من 215 ضيفاً من كبار الكُتَّاب والمفكرين والمبدعين والفنانين العرب والأجانب يقدمون 1700 فعالية وجلسة حوارية متنوعة، منها 460 فعالية ثقافية تضم جلسات وقراءات وورش عمل، وخطابات حول تجاربهم الإبداعية في مختلف أنواع المعارف والتأليف، و900 ورشة عمل، إلى جانب العروض المسرحية والفنية وفعاليات الطهي العالمي.