احتضن المقهى الثقافي بنزل مرفه بنزرت صباح اليوم الأحد ، حفل تقديم كتاب " حسيبة رشدي عذابات طفولة ومجد فنانة" للدكتور عبد الرحمان المرساني ، نظمه منتدى مقاصد للثقافة والإعلام ، وتنسيقية الإعلاميين ببنزرت برئاسة الزميل رشيد البكاي وبحضور عدد محترم من المثقفين والأدباء من كتاب وشعراء تونسيين وعرب.
دواعي التأليف
وفي بداية كلمته تحدث المؤلف عن دواعي تأليف هذا الكتاب ، فبين أنه كان متهيبا من الإقدام على هذه المغامرة خوفا من عدم النجاح ، ولكنه لقي تحفيزا وتشجيعا من زميله الدكتور فاخر الرويسي ، فاقدم على الكتابة ، واستلهم كتاب "فن وشجن" لفاخر الرويسي عن الفنانة فتحية خيري ، مؤكدا أنه بصدد إعداد نسخة ثانية للكتاب ستثرى بوثائق ومخطوطات مهمة ومنها ما هو بخط يدها .
ومن دواعي التأليف كذلك أن هذه الفنانة لم تنل حظها من الدعاية والإعلام في حياتها ، ولم تحظ بتأبين من قبل الدولة عند وفاتها ، هذا فضلا عن انتمائه إلى نفس المنطقة التي ولدت بها حسيبة رشدي ، فهو من قرية المراسنة ، وهي من قرية أولاد سعيد المجاورة من معتمدية جومين وعمادة بازينة.
تقديم الكتاب
وأما بالنسبة إلى الكتاب ، فهو يشتمل على 184 صفحة من الحجم المتوسط تتوزع على خمسة فصول ، في طبعة أنيقة ، صادرة عن مجمع الاطرش للكتاب ، وقدم له الدكتور محمد عبيد والأستاذ فتحي المغراوي وأهداه إلى ابنته العازفة الصغيرة رحمة .
طفولة قاسية
وفي تعريفه بالفنانة بين الدكتور المرساني أن موهبة الفن انبثقت مبكرا لدى حسيبة رشدي ، واسمها الحقيقي زهرة عبد النبي ، ولدت في جانفي 2018 بأولاد سعيد ، وتوفيت في 2012 ، وهي منطقة ريفية ، في عائلة محافظة ، وترى في الفن وممارسته عيبا وتجاوزا للقيم والأخلاق والعرف ، لذلك كان تعنيفها من قبل والدها شديدا مما خلف لها جرحا غائرا بأنفها ظلت اثاره بادية حتى إجرائها عملية تجميلية بعد ثلاثة عقود تقريبا ، وذلك بعدما اكتشف تقليدها لبعض الفنانات ، وشراءها حاكي فونوغراف لتستمع من خلاله إلى الأغاني وتحفظها.
الانطلاقة من صفاقس
بعد هروب فاشل إلى بيت عمها ،اضطرت إلى الهروب إلى صفاقس عند إحدى قريباتها حيث انطلقت تجربتها في المسرح وأول دور لها في مسرحية "عبد الرحمان الناصر" ، ثم انتقلت إلى العاصمة في 1940 بعدما تعرفت على فتحية خيري التي قدمتها إلى عدد من الملحنين ومنهم محمد التريكي الذي سيتزوجها لاحقا ، وكانت انطلاقتها الحقيقية في الغناء ،ومن الأغاني اشتهرت بها "العشاقة" ، و" تحت الياسمينة في الليل" و"مع العزابة" و"محلاها تذبيلة عينك " و"بالله يا حمد يا خويا".
ثم تزوجت بعد طلاقها منه ، ضابطا أمريكيا يعمل بسفارة بلاده بتونس غير اسمه إلى حسن ، ورافقته إلى أمريكا في 1944 ، حيث فتحت مطعماً باسمها هناك ، بعدنا تعذرت عودتهما إلى تونس بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية .
طريق الشهرة
وفي 1947 انتقلت صحبة زوجها إلى مصر ، وحظيت عند وصولها باستقبال كبير من الأسرة الفنية هناك، كما استقبلها الملك فاروق حاكم مصر والسودان آنذاك. وخلال فترة إقامتها بمصر، أدت دور البطولة في الافلام الأربعة التي مثلت فيها ، وهي فيلم حب ، وطريق الشوق ، ودماء في الصحراء ، وانتقام الحبيب ، لتمتد مسيرتها الفنية في العقود اللاحقة محققة إضافة كمية ونوعية للغناء والموسيقى والفن التونسي عموما. شهادات حية وقد تلا التقديم نقاش ثري ومفيد ، قدمت خلاله الكثير من الشهادات القيمة وخصوصا من الدكتور فاخر الرويسي والشاعر الهاشمي بلوزة اللذين أكدا أن نشاط حسيبة رشدي في القاهرة لقي معارضة شديدة من أم كلثوم ، ومن أشكالها دعوة بعض الإذاعات إلى عدم التعامل معها ، وهو ما استدعى تدخل نقابة الموسيقيين التونسيين وخصوصا المطرب علي الرياحي والأديب محمد المرزوقي.
وفي إطار مواز، دعا بعض الحاضرين إلى إنجاز فلم عن هذه الفنانة التي تعد أيقونة بحق ، وعبروا عن استعدادهم لكتابة السيناريو الخاص بهذا الفلم . وأما السفير السابق زهير الذوادي فبين أن بنزرت عرفت مناضلين في المجال النقابي مثل محمد علي الحامي والسياسي مثل الحبيب بوقطفة ، وكذلك في الفن مثل حسيبة رشدي لأن مسيرتها كانت نضالا بامتياز فنيا وسياسياً ، وهو دور قامت به العديد من الفنانات في بلدان عربية أخرى على غرار المطربة إسمهان.
منصور غرسلي
احتضن المقهى الثقافي بنزل مرفه بنزرت صباح اليوم الأحد ، حفل تقديم كتاب " حسيبة رشدي عذابات طفولة ومجد فنانة" للدكتور عبد الرحمان المرساني ، نظمه منتدى مقاصد للثقافة والإعلام ، وتنسيقية الإعلاميين ببنزرت برئاسة الزميل رشيد البكاي وبحضور عدد محترم من المثقفين والأدباء من كتاب وشعراء تونسيين وعرب.
دواعي التأليف
وفي بداية كلمته تحدث المؤلف عن دواعي تأليف هذا الكتاب ، فبين أنه كان متهيبا من الإقدام على هذه المغامرة خوفا من عدم النجاح ، ولكنه لقي تحفيزا وتشجيعا من زميله الدكتور فاخر الرويسي ، فاقدم على الكتابة ، واستلهم كتاب "فن وشجن" لفاخر الرويسي عن الفنانة فتحية خيري ، مؤكدا أنه بصدد إعداد نسخة ثانية للكتاب ستثرى بوثائق ومخطوطات مهمة ومنها ما هو بخط يدها .
ومن دواعي التأليف كذلك أن هذه الفنانة لم تنل حظها من الدعاية والإعلام في حياتها ، ولم تحظ بتأبين من قبل الدولة عند وفاتها ، هذا فضلا عن انتمائه إلى نفس المنطقة التي ولدت بها حسيبة رشدي ، فهو من قرية المراسنة ، وهي من قرية أولاد سعيد المجاورة من معتمدية جومين وعمادة بازينة.
تقديم الكتاب
وأما بالنسبة إلى الكتاب ، فهو يشتمل على 184 صفحة من الحجم المتوسط تتوزع على خمسة فصول ، في طبعة أنيقة ، صادرة عن مجمع الاطرش للكتاب ، وقدم له الدكتور محمد عبيد والأستاذ فتحي المغراوي وأهداه إلى ابنته العازفة الصغيرة رحمة .
طفولة قاسية
وفي تعريفه بالفنانة بين الدكتور المرساني أن موهبة الفن انبثقت مبكرا لدى حسيبة رشدي ، واسمها الحقيقي زهرة عبد النبي ، ولدت في جانفي 2018 بأولاد سعيد ، وتوفيت في 2012 ، وهي منطقة ريفية ، في عائلة محافظة ، وترى في الفن وممارسته عيبا وتجاوزا للقيم والأخلاق والعرف ، لذلك كان تعنيفها من قبل والدها شديدا مما خلف لها جرحا غائرا بأنفها ظلت اثاره بادية حتى إجرائها عملية تجميلية بعد ثلاثة عقود تقريبا ، وذلك بعدما اكتشف تقليدها لبعض الفنانات ، وشراءها حاكي فونوغراف لتستمع من خلاله إلى الأغاني وتحفظها.
الانطلاقة من صفاقس
بعد هروب فاشل إلى بيت عمها ،اضطرت إلى الهروب إلى صفاقس عند إحدى قريباتها حيث انطلقت تجربتها في المسرح وأول دور لها في مسرحية "عبد الرحمان الناصر" ، ثم انتقلت إلى العاصمة في 1940 بعدما تعرفت على فتحية خيري التي قدمتها إلى عدد من الملحنين ومنهم محمد التريكي الذي سيتزوجها لاحقا ، وكانت انطلاقتها الحقيقية في الغناء ،ومن الأغاني اشتهرت بها "العشاقة" ، و" تحت الياسمينة في الليل" و"مع العزابة" و"محلاها تذبيلة عينك " و"بالله يا حمد يا خويا".
ثم تزوجت بعد طلاقها منه ، ضابطا أمريكيا يعمل بسفارة بلاده بتونس غير اسمه إلى حسن ، ورافقته إلى أمريكا في 1944 ، حيث فتحت مطعماً باسمها هناك ، بعدنا تعذرت عودتهما إلى تونس بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية .
طريق الشهرة
وفي 1947 انتقلت صحبة زوجها إلى مصر ، وحظيت عند وصولها باستقبال كبير من الأسرة الفنية هناك، كما استقبلها الملك فاروق حاكم مصر والسودان آنذاك. وخلال فترة إقامتها بمصر، أدت دور البطولة في الافلام الأربعة التي مثلت فيها ، وهي فيلم حب ، وطريق الشوق ، ودماء في الصحراء ، وانتقام الحبيب ، لتمتد مسيرتها الفنية في العقود اللاحقة محققة إضافة كمية ونوعية للغناء والموسيقى والفن التونسي عموما. شهادات حية وقد تلا التقديم نقاش ثري ومفيد ، قدمت خلاله الكثير من الشهادات القيمة وخصوصا من الدكتور فاخر الرويسي والشاعر الهاشمي بلوزة اللذين أكدا أن نشاط حسيبة رشدي في القاهرة لقي معارضة شديدة من أم كلثوم ، ومن أشكالها دعوة بعض الإذاعات إلى عدم التعامل معها ، وهو ما استدعى تدخل نقابة الموسيقيين التونسيين وخصوصا المطرب علي الرياحي والأديب محمد المرزوقي.
وفي إطار مواز، دعا بعض الحاضرين إلى إنجاز فلم عن هذه الفنانة التي تعد أيقونة بحق ، وعبروا عن استعدادهم لكتابة السيناريو الخاص بهذا الفلم . وأما السفير السابق زهير الذوادي فبين أن بنزرت عرفت مناضلين في المجال النقابي مثل محمد علي الحامي والسياسي مثل الحبيب بوقطفة ، وكذلك في الفن مثل حسيبة رشدي لأن مسيرتها كانت نضالا بامتياز فنيا وسياسياً ، وهو دور قامت به العديد من الفنانات في بلدان عربية أخرى على غرار المطربة إسمهان.