بورقيبة سحب كتب الاخوان.. وبن علي سحب كل ما يهم بورقيبة
تعد مكتبة الديوان من اعرق المكتبات العمومية في تونس وأثراها على الإطلاق.. هي ملتقى المبدعين وعشاق الكتاب وابزر الداعمين للتلاميذ والطلبة الباحثين عن الدراسات وتدعيم تحقيقات..
وتقع مكتبة الديوان في موقع هام له دلالاته التاريخية إذ تتوسط المدينة العتيقة..
كانت في الأصل مستشفى حسب ما ورد في كتاب الطبيب حمدة بن ميلاد "تاريخ الطب العربي في تونس" والذي قال فيه ان المبنى كان مستشفى قبل أن تقع توسعة مستشفى عزيزة عثمانة ليصبح فيما بعد "ديوان الترك" أي قيادة أركان الجيوش العثمانية.. في القرن التاسع عشر حولها الباي إلى محكمة شرعية حتى عام 56 وقد أشار إليها البعض على أنها كانت "دار جواد" ولكن هذا الكلام يجانب الصواب فقد كانت بمحاذاة "دار جواد" التي تقع بنهج الجبل..
المحكمة بعد الاستقلال أغلقت أبوابها الى غاية 1980 حيث تم ترميمها وتحويلها الى مكتبة عمومية .. يقول سي رشيد سعيدان ورفيقه سي التيجاني اللذان عهدت اليهما ادارة المكتبة في تواريخ مختلفة ان مكتبة الديوان كان مقرر تحويلها الى مكتبة مركزية ولكن بعض الإشكاليات حالت دون ذلك على غرار موقعها فقد كنا نتعب كثيرا في إيصال الكتب إليها بما أن الأنهج المؤدية اليها ضيقة للغاية.. وان اول من عهدت اليه ادارة المكتبة هو عبد السلام العجيلي وكان رجلا عصامي مستواه التعليمي ابتدائي ولكن طريقة عمله كانت جد محترفة وظل مثالا يحتذى به لكل من اخذ عليه المشعل..
طبعات مرت عليها 100 سنة
تضم مكتبة الديوان ما يقارب 20 ألف نسخة أي قرابة 6 آلاف عنوان.. منها كتب فرنسية قديمة طبعت في عشرينات القرن الماضي وأخرى في الثلاثينات والاربعينات..
وقد استقبلت جزء كبيرا من عناوين مكتب الخلدونية التي أغلقت ابوابها..
حذف عناوين السيد قطب
في فترة رئاسة الحبيب بورقيبة تم حذف بعض العناوين ليس من مكتبة الديوان فقط بل من كل المكتبات العمومية التي تهم مجموعة من المؤلفين على غرار السيد قطب وابن تيمية.. وفي فترة الرئيس زين العابدين بن علي تم سحب كل ما يهم الرئيس بورقيبة تمثاله ومجموعة من الإصدارات أنجزها محمد الصياح الذي قام بمجهود كبير في جمع خطبه ومراسلاته وكانت توزع في طبعات أنيقة على المكتبات..
كما امر بسحب كتيب للمنصف المرزوقي وهي حركة مضحكة اذ كان الكتاب عبارة عن دليل طبي باللغة العربية لتدعيم المعرفة الصحية للمتلقي وناطق باللغة العربية في وقت كنا نفتقد فيه لمثل هذه الإصدارات..
اما الكتب السياسية فانها تدخل بعد موافقة ادارة المطالعة العمومية التي تعد قائمة في العناوين المختارة بالنسبة للكتاب غير التونسيين..
مكتب الديوان شهدت تخصيص اول قسم سمعي بصري عام 82 لتوثيق كل الإصدارات..
يقول سي رشيد سعيداني انه عرض عليه العمل كمدرس ولكن شغفه بالكتب وبعالم الإصدارات جعله يخيّر العمل في المكتبات العمومية رغم الفارق الواضح في الراتب..
في هذه الأماكن فقط يلبي الانسان شغفه ويروي عطشه اللامتناهي للمطالعة والمعرفة.. من مر بمكتبة الديوان ولو لفترة محدودة سيظل يلاحقه الحنين للعودة لاكتشاف المزيد لاستعادة ذكريات الشباب ..للحلم أيضا.. في تونس مخزون كبير من الكتب في انتظار قراء يدفعهم الشغف لاكتشاف محتواها في عصر سيطرت فيه الهواتف الذكية على حياتنا وحرمتنا لذة البقاء مع خير جليس..
اسمهان العبيدي
بورقيبة سحب كتب الاخوان.. وبن علي سحب كل ما يهم بورقيبة
تعد مكتبة الديوان من اعرق المكتبات العمومية في تونس وأثراها على الإطلاق.. هي ملتقى المبدعين وعشاق الكتاب وابزر الداعمين للتلاميذ والطلبة الباحثين عن الدراسات وتدعيم تحقيقات..
وتقع مكتبة الديوان في موقع هام له دلالاته التاريخية إذ تتوسط المدينة العتيقة..
كانت في الأصل مستشفى حسب ما ورد في كتاب الطبيب حمدة بن ميلاد "تاريخ الطب العربي في تونس" والذي قال فيه ان المبنى كان مستشفى قبل أن تقع توسعة مستشفى عزيزة عثمانة ليصبح فيما بعد "ديوان الترك" أي قيادة أركان الجيوش العثمانية.. في القرن التاسع عشر حولها الباي إلى محكمة شرعية حتى عام 56 وقد أشار إليها البعض على أنها كانت "دار جواد" ولكن هذا الكلام يجانب الصواب فقد كانت بمحاذاة "دار جواد" التي تقع بنهج الجبل..
المحكمة بعد الاستقلال أغلقت أبوابها الى غاية 1980 حيث تم ترميمها وتحويلها الى مكتبة عمومية .. يقول سي رشيد سعيدان ورفيقه سي التيجاني اللذان عهدت اليهما ادارة المكتبة في تواريخ مختلفة ان مكتبة الديوان كان مقرر تحويلها الى مكتبة مركزية ولكن بعض الإشكاليات حالت دون ذلك على غرار موقعها فقد كنا نتعب كثيرا في إيصال الكتب إليها بما أن الأنهج المؤدية اليها ضيقة للغاية.. وان اول من عهدت اليه ادارة المكتبة هو عبد السلام العجيلي وكان رجلا عصامي مستواه التعليمي ابتدائي ولكن طريقة عمله كانت جد محترفة وظل مثالا يحتذى به لكل من اخذ عليه المشعل..
طبعات مرت عليها 100 سنة
تضم مكتبة الديوان ما يقارب 20 ألف نسخة أي قرابة 6 آلاف عنوان.. منها كتب فرنسية قديمة طبعت في عشرينات القرن الماضي وأخرى في الثلاثينات والاربعينات..
وقد استقبلت جزء كبيرا من عناوين مكتب الخلدونية التي أغلقت ابوابها..
حذف عناوين السيد قطب
في فترة رئاسة الحبيب بورقيبة تم حذف بعض العناوين ليس من مكتبة الديوان فقط بل من كل المكتبات العمومية التي تهم مجموعة من المؤلفين على غرار السيد قطب وابن تيمية.. وفي فترة الرئيس زين العابدين بن علي تم سحب كل ما يهم الرئيس بورقيبة تمثاله ومجموعة من الإصدارات أنجزها محمد الصياح الذي قام بمجهود كبير في جمع خطبه ومراسلاته وكانت توزع في طبعات أنيقة على المكتبات..
كما امر بسحب كتيب للمنصف المرزوقي وهي حركة مضحكة اذ كان الكتاب عبارة عن دليل طبي باللغة العربية لتدعيم المعرفة الصحية للمتلقي وناطق باللغة العربية في وقت كنا نفتقد فيه لمثل هذه الإصدارات..
اما الكتب السياسية فانها تدخل بعد موافقة ادارة المطالعة العمومية التي تعد قائمة في العناوين المختارة بالنسبة للكتاب غير التونسيين..
مكتب الديوان شهدت تخصيص اول قسم سمعي بصري عام 82 لتوثيق كل الإصدارات..
يقول سي رشيد سعيداني انه عرض عليه العمل كمدرس ولكن شغفه بالكتب وبعالم الإصدارات جعله يخيّر العمل في المكتبات العمومية رغم الفارق الواضح في الراتب..
في هذه الأماكن فقط يلبي الانسان شغفه ويروي عطشه اللامتناهي للمطالعة والمعرفة.. من مر بمكتبة الديوان ولو لفترة محدودة سيظل يلاحقه الحنين للعودة لاكتشاف المزيد لاستعادة ذكريات الشباب ..للحلم أيضا.. في تونس مخزون كبير من الكتب في انتظار قراء يدفعهم الشغف لاكتشاف محتواها في عصر سيطرت فيه الهواتف الذكية على حياتنا وحرمتنا لذة البقاء مع خير جليس..