*حضور كبير للقصّة القصيرة وكأنّنا نشهد عودة إلى مجد القصّة
*اسماء تظهر وتنحت سبلا جديدة في التقنيات والتعبير والتّناول
تونس – الصباح
تنظم جمعية الق الثقافية بالتعاون مع المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بولاية اريانة الندوة الوطنية الخامسة حول القصّة القصيرة في تونس وذلك يوم السبت 05 فيفري 2022 بمقر المكتبة الجهوية باريانة بداية من الساعة التاسعة صباحا.. وستهتم بموضوع "من القصّة القصيرة إلى القصّة القصيرة جدا: مسارات التأسيس وتحوّلات التّجريب".
وستتطرق الندوة الى عدة محاور من بينها القصّ والقصّ الوجيز، تاريخ وملامح ،تحوّلات القصّة، القصّة والقصة القصيرة والقصّة القصيرة جدّا: جدل الاصطلاح والمفهوم، الخصائص الفنيّة للقصة القصيرة جدّا، القيم الكونية وحضورها في القصّة القصيرة، مدى انعكاس التطوّرات الحاصلة في العالم وفي حياة الإنسان على مختلف أشكال القصّ، نماذج متميّزة في مختلف أشكال القصّ ، في العلاقة بين الكتابة القصصية الوجيزة والتحوّلات المتسارعة،الكتابة القصصيّة بين التّقعيد والتّجريب،القصّة القصيرة جدّا: تّبشير بالعوالم الجديدة أم مسايرة للاستهلاك السّريع.
فقد تعدّدت -حسب منسق الندوة الدكتور فتحي معمري- أشكال القصّ وتنوّعت على مدى تاريخ هذا الإنسان الحكّاء بطبعه، وتطوّرت من التّلقائي البسيط، إلى المقصود المرتّب، إلى المُجوّد المجرّب بحثا عن الجدّة والطّرافة والإمتاع والإقناع. وقد جاء في الورقة العلمية للندوة انه : " تعدّدت أجناس القصّ والحكي على مدى تاريخ الإنسان، كما اختلفت من حيث الشّكل حجما ولغة وتكثيفا والتصاقا بالواقع وتخييلا ومضامين تجنح بالقارئ في قواربها من اضطرابات صراع الإنسان مع سطوة الطّبيعة والقوى الغيبيّة، إلى اصطراعات الإنسان الذّئب لأخيه الإنسان، إلى اعتلاجات النّفس واصطراخها وهي تكابد حيرتها وحيرة المحيطين بها أو تقف مشدوهة أمام ما لا يُفهم رغم توافر ما به يُفترض أن يصير كلّ شيء مفهوما.
أساتذة .. باحثون ..النقّاد وقصّاصون من رواد القصّ الوجيز
إنّ الحاجة التّلقائية إلى الحكي والنّزعة الطبيعة في الإنسان البكر إلى المحاكاة، والسّعي الفطري فيه إلى صناعة البطولات وتوثيقها لتمجيدها جعله يلجأ إلى الأسطورة والملحمة على صعوبة الجزم بأسبقيّة إحداهما على الأخرى. غير أنّه من الأكيد أنّ نزعة القصّ كانت وما زالت أصيلة فيه. ولذلك فقد تمخضت إلى أشكال معاصرة لعلّ من أكثرها تأثيرا اليوم القصّة، ذلك الجنس الذي ما فتئ يعرف تطوّرات مهولة وتحوّلات من زمن إلى آخر حيث تمتزج التّجارب وتتأثّر، وتتلاقح وتتطوّر حتّى ليصعب على الدّارس حصر الأشكال والتّنويعات. غير أنّ بعض الاّتّجاهات تتّخذ مع الأيّام مكانتها وتفرض نفسها إذ نجد اليوم أنفسنا أمام القصّة والقصّة القصيرة . وسيستضيف منظمو الندوة ثلة من الأساتذة والباحثين والنقّاد والقصّاصين من كتاب القصيرة جدّا والقصّ الوجيز وغيرها من التّسميّات والأنساق والأشكال التي كلّما ظنّ المتحمّسون إليها أنّها نضجت إلاّ وظهر فيها شكل جديد أو تنويع بديع. وأضاف الدكتور فتحي معمري منسق الندوة :"...لعلّ اطّراد الحديث في الأزمنة الأخيرة حول القصة القصيرة جدّا أو القصّ الوجيز يعطينا شرعية طرح هذا الموضوع والتّساؤل حول تاريخ القصّ وتحوّلاته وحول رحلة القصّة وتطوّراتها. ولأنّ هذه الرّحلة فيها من المتع الكثير، كما فيها من المحيّر والباعث على السؤال أكثر رأت اللجنة المشرفة على النّدوة الخامسة للقصة القصيرة في تونس أن يكون موضوع النّدوة: "من القصّة القصيرة إلى القصّة القصيرة جدا مسارات التأسيس وتحوّلات التّجريب"
القصة القصيرة جدا ليست جنسا ساذجا يمكن كتابته بسهولة
وفي اجابة عن سؤال "الصباح" عن اهمية القصة والقصة القصيرة جدا في ايامنا هذه بعد ان اكتسحت الرواية كل الفضاءات افادنا الدكتور فتحي بن معمر انه : " صحيح أن الكثير من الدّارسين والنقّاد اليوم يردّدون مقول أن الرّواية جنس امبريالي يستوعب كلّ الأجناس ويستغل تقنياتها بل يكتسح الفضاءات والمجالات. غير ان الملاحظ في السّاحة التونسية يرى بوضوح الحضور الكبير للقصّة القصيرة وكأنّنا نشهد عودة إلى مجد القصّة. بل الأكثر من ذلك بالإضافة إلى زخم الإنتاج فقد بدأت تظهر أسماء وتنحت لها سبلا وفجاجا خاصة في التقنيات والتعبير والتّناول . وقال : " ...وأيّا كان الأمر، فالقضيّة ليست قضيّة صراع بين جنسين بل هي وفي تقديري ، جذوات إبداع تتّقد وتعطينا القصّة والرّواية وغيرها من الاجناس ، وفي كل الأحوال القارئ هو الرابح. " وأضاف : "وضمن هذا الزّخم في الانتاج القصصي يمكن أن ندرج الحضور اللافت هذه السنوات للقصّة الومضة أو القصّة الوامضة أو ما يصطلح عليه بعضهم بالـ " ق ق ج ". وهي في تقديري جنس اصعب مراسا من القصّة والقصّة القصيرة. وتعتمد على الإيجاز والرّمز وكثافة الدّلالة كما تقوم على فنون المراوغة والانزياح. وهي بقدر ما تضيق من حيث اللّفظ تتسّع من حيث المعنى والدلالات والإيحاءات. وهذا فنّ لا يتقنه إلاّ خبير. فهي إذن ليست وكما يظنّ بعض المستسهلين جنس ساذج يمكن كتابته بسهولة أو الوصول فيه إلى الإتقان والإبداع وهو جنس حاضر بقوة في البلاد العربية نستحضر من تونس إبراهيم الدّرغوثي وفاطمة بن محمود وحسن السالمي ومحمّد بوحوش. ومن المغرب عبد الله المتقي محمد وغيرهم كثير."
علياء بن نحيلة
*حضور كبير للقصّة القصيرة وكأنّنا نشهد عودة إلى مجد القصّة
*اسماء تظهر وتنحت سبلا جديدة في التقنيات والتعبير والتّناول
تونس – الصباح
تنظم جمعية الق الثقافية بالتعاون مع المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بولاية اريانة الندوة الوطنية الخامسة حول القصّة القصيرة في تونس وذلك يوم السبت 05 فيفري 2022 بمقر المكتبة الجهوية باريانة بداية من الساعة التاسعة صباحا.. وستهتم بموضوع "من القصّة القصيرة إلى القصّة القصيرة جدا: مسارات التأسيس وتحوّلات التّجريب".
وستتطرق الندوة الى عدة محاور من بينها القصّ والقصّ الوجيز، تاريخ وملامح ،تحوّلات القصّة، القصّة والقصة القصيرة والقصّة القصيرة جدّا: جدل الاصطلاح والمفهوم، الخصائص الفنيّة للقصة القصيرة جدّا، القيم الكونية وحضورها في القصّة القصيرة، مدى انعكاس التطوّرات الحاصلة في العالم وفي حياة الإنسان على مختلف أشكال القصّ، نماذج متميّزة في مختلف أشكال القصّ ، في العلاقة بين الكتابة القصصية الوجيزة والتحوّلات المتسارعة،الكتابة القصصيّة بين التّقعيد والتّجريب،القصّة القصيرة جدّا: تّبشير بالعوالم الجديدة أم مسايرة للاستهلاك السّريع.
فقد تعدّدت -حسب منسق الندوة الدكتور فتحي معمري- أشكال القصّ وتنوّعت على مدى تاريخ هذا الإنسان الحكّاء بطبعه، وتطوّرت من التّلقائي البسيط، إلى المقصود المرتّب، إلى المُجوّد المجرّب بحثا عن الجدّة والطّرافة والإمتاع والإقناع. وقد جاء في الورقة العلمية للندوة انه : " تعدّدت أجناس القصّ والحكي على مدى تاريخ الإنسان، كما اختلفت من حيث الشّكل حجما ولغة وتكثيفا والتصاقا بالواقع وتخييلا ومضامين تجنح بالقارئ في قواربها من اضطرابات صراع الإنسان مع سطوة الطّبيعة والقوى الغيبيّة، إلى اصطراعات الإنسان الذّئب لأخيه الإنسان، إلى اعتلاجات النّفس واصطراخها وهي تكابد حيرتها وحيرة المحيطين بها أو تقف مشدوهة أمام ما لا يُفهم رغم توافر ما به يُفترض أن يصير كلّ شيء مفهوما.
أساتذة .. باحثون ..النقّاد وقصّاصون من رواد القصّ الوجيز
إنّ الحاجة التّلقائية إلى الحكي والنّزعة الطبيعة في الإنسان البكر إلى المحاكاة، والسّعي الفطري فيه إلى صناعة البطولات وتوثيقها لتمجيدها جعله يلجأ إلى الأسطورة والملحمة على صعوبة الجزم بأسبقيّة إحداهما على الأخرى. غير أنّه من الأكيد أنّ نزعة القصّ كانت وما زالت أصيلة فيه. ولذلك فقد تمخضت إلى أشكال معاصرة لعلّ من أكثرها تأثيرا اليوم القصّة، ذلك الجنس الذي ما فتئ يعرف تطوّرات مهولة وتحوّلات من زمن إلى آخر حيث تمتزج التّجارب وتتأثّر، وتتلاقح وتتطوّر حتّى ليصعب على الدّارس حصر الأشكال والتّنويعات. غير أنّ بعض الاّتّجاهات تتّخذ مع الأيّام مكانتها وتفرض نفسها إذ نجد اليوم أنفسنا أمام القصّة والقصّة القصيرة . وسيستضيف منظمو الندوة ثلة من الأساتذة والباحثين والنقّاد والقصّاصين من كتاب القصيرة جدّا والقصّ الوجيز وغيرها من التّسميّات والأنساق والأشكال التي كلّما ظنّ المتحمّسون إليها أنّها نضجت إلاّ وظهر فيها شكل جديد أو تنويع بديع. وأضاف الدكتور فتحي معمري منسق الندوة :"...لعلّ اطّراد الحديث في الأزمنة الأخيرة حول القصة القصيرة جدّا أو القصّ الوجيز يعطينا شرعية طرح هذا الموضوع والتّساؤل حول تاريخ القصّ وتحوّلاته وحول رحلة القصّة وتطوّراتها. ولأنّ هذه الرّحلة فيها من المتع الكثير، كما فيها من المحيّر والباعث على السؤال أكثر رأت اللجنة المشرفة على النّدوة الخامسة للقصة القصيرة في تونس أن يكون موضوع النّدوة: "من القصّة القصيرة إلى القصّة القصيرة جدا مسارات التأسيس وتحوّلات التّجريب"
القصة القصيرة جدا ليست جنسا ساذجا يمكن كتابته بسهولة
وفي اجابة عن سؤال "الصباح" عن اهمية القصة والقصة القصيرة جدا في ايامنا هذه بعد ان اكتسحت الرواية كل الفضاءات افادنا الدكتور فتحي بن معمر انه : " صحيح أن الكثير من الدّارسين والنقّاد اليوم يردّدون مقول أن الرّواية جنس امبريالي يستوعب كلّ الأجناس ويستغل تقنياتها بل يكتسح الفضاءات والمجالات. غير ان الملاحظ في السّاحة التونسية يرى بوضوح الحضور الكبير للقصّة القصيرة وكأنّنا نشهد عودة إلى مجد القصّة. بل الأكثر من ذلك بالإضافة إلى زخم الإنتاج فقد بدأت تظهر أسماء وتنحت لها سبلا وفجاجا خاصة في التقنيات والتعبير والتّناول . وقال : " ...وأيّا كان الأمر، فالقضيّة ليست قضيّة صراع بين جنسين بل هي وفي تقديري ، جذوات إبداع تتّقد وتعطينا القصّة والرّواية وغيرها من الاجناس ، وفي كل الأحوال القارئ هو الرابح. " وأضاف : "وضمن هذا الزّخم في الانتاج القصصي يمكن أن ندرج الحضور اللافت هذه السنوات للقصّة الومضة أو القصّة الوامضة أو ما يصطلح عليه بعضهم بالـ " ق ق ج ". وهي في تقديري جنس اصعب مراسا من القصّة والقصّة القصيرة. وتعتمد على الإيجاز والرّمز وكثافة الدّلالة كما تقوم على فنون المراوغة والانزياح. وهي بقدر ما تضيق من حيث اللّفظ تتسّع من حيث المعنى والدلالات والإيحاءات. وهذا فنّ لا يتقنه إلاّ خبير. فهي إذن ليست وكما يظنّ بعض المستسهلين جنس ساذج يمكن كتابته بسهولة أو الوصول فيه إلى الإتقان والإبداع وهو جنس حاضر بقوة في البلاد العربية نستحضر من تونس إبراهيم الدّرغوثي وفاطمة بن محمود وحسن السالمي ومحمّد بوحوش. ومن المغرب عبد الله المتقي محمد وغيرهم كثير."