* لم أعد أرغب في كتابة السيناريو للتلفزة، وقد ابتعدت منذ سنوات ولم أعد أسمح لنفسي بالاصطدام بضرورات الإنتاج
* المحاكم أماكن موحشة لمن يرتادها دون دفاع ودون مال معطول الآجال
* الرواية بشخصياتها أحدثت تفاعلا واسعا لدى القراء، الذين يعتبرون أن شخصية مناف يمكن ان تسند للممثل ظافر العابدين
تونس الصباح
حاورتها : ريم سوودي
"شيء من البحر فينا" هي الرواية الأولى للكاتبة درة الفازع، صدرت منذ نحو السنة، ووصلت إلى طبعتها الرابعة. وفي مسار عكسي انتقلت بها كاتبتها من كتابة السيناريو الى كتابة الرواية.
اسندت لها مؤسسة عبد الوهاب بن عياد جائزة "الفابا" للعمل الروائي الأول المكتوب باللغة العربية أو الفرنسية في دورتها الأولى. وهي مسابقة احدثت مؤخرا تتوج الرواية والمقالة الطويلة والكتاب الفني الأنيق والكتاب المجسد الموجه للطفل والعمل الروائي الأول وكلها تمنح لهذه الأعمال باللغتين العربية أوالفرنسية.
وحول الكتاب المتوج كان لنا اللقاء التالي مع صاحبته درة الفازع الروائية والمحامية وكاتبة السيناريو.
كيف تلقيت جائزة العمل الروائي الأول لمؤسسة عبد الوهاب بن عياد ؟
فرحت كثيرا بالجائزة، خاصة ان روايتي شيء من البحر فينا لم يتم تناولها بالنقد كثيرا منذ صدورها ، فباستثناء مقال صدر في جريدة الشعب كان الحديث حولها بالنقد قليل. كنت في حاجة لتقييم نقدي من ذوي الاختصاص، وكان مهم بالنسبة لي هذا التقييم، فقد كان بمثابة الدفع لمزيد الكتابة والإنتاج، فالشك شعور يرافق جميع الأدباء ومثل هذه القراءات والجوائز تدعم الثقة في النفس.
هل شجعتك الجائزة على المشاركة في مسابقات أدبية اخرى؟
وصلت روايتي إلى الطبعة الرابعة بعد توزيع 5000 نسخة منها في سنتها الأولى، ورسميا قمت بإرسال مشاركتي في مسابقة الجائزة العالمية للرواية العربية، البوكر، للدورة القادمة.
وشخصيا اعتبر ان تقييم الجمهور ورصيد الكتاب من المبيعات مهم جدا جدا، ولكن راي النقاد يعنيني كثيرا. وما أتأسف له واستغربه في نفس الوقت انه اصبح يتملكني شعور بغياب للنقد الادبي في تونس فأي كاتب يريد ان يجد تقييم موضوعي نقدي لانتاجاته خاصة امام الحركة الأدبية الموجودة في تونس اليوم..
فلا وجود لبرامج تلفزيونية تتناول الشأن الادبي، والكتاب غائب بصفة عامة. وارى انه من المهم اليوم التفكير في ثقافة تصل الى المشاهد بمضمون دسم لكن في شكل مغرٍ وخفيف..
تعد "شيء من البحر فينا"، الرواية الأولى لدرة الفازع ما الأثر الذي كان لتكوينك الأكاديمي ولطبيعة النشأة وللمرجعيات الفكرية والأدبية والتخصص المهني على مضمون الرواية ا؟
أعتقد أنّ المرجعيّات الفكريّة والأدبيّة تتسرّب إلى نصوصنا دون أن ندري وبطريقة لا شعوريّة، ما قرأناه وأثّر فينا نجده حاضرا في جملة أو كلمة أو رؤية وأعتقد أنّه من المستحيل التحرّر تماما من التّأثيرات الأدبيّة، كنت أطالع كثيرا في طفولتي، وكانت تلك فسحتي والمجال الذي نمّى الخيال لديّ فالكتاب مساحة للتفكير وفهم الآخر، فيما يتعلّق بالتّكوين الأكاديمي لا يمكن لي أن أنكر انّ مهنة المحاماة وما تقتضيه من تردد على المحاكم وفّرتا لي زخما كان له أثره في الرّواية. فبطء العدالة ومواجهة الافلات من العقاب وظروف العمل الصعبة في المحاكم بالنسبة للمحامين الكتبة القضاة المتقاضين المحكمة قاس على جميع المتعاملين فيه.
ما هي المصادر الملهمة في بناء شخصيات الرواية، وهل من عمق تاريخي لذلك؟
كنت كتبت سيناريو باللغة العربيّة يتناول فنطازيا تاريخيّة حول قرطاج، وفي إطار بحثي التاريخي عن قرطاج قمت ببحوث عن روما أيضا واستوقفتني الشّخصيّات المرضيّة والمهووسة للعديد من الأباطرة الرومانيين خاصّة في علاقاتهم بأمّهاتهم، وكانت لعلاقة شخصيات الرواية مثل بشر وعلياء امتدادا رومانيّا خياليّا وامتدادا محليّا معاصرا عن صورة الأم في مخيال الابن الشرقيّ شديد التعلّق بوالدته ينفي في الكثير من الأحيان الأنوثة عنها، عن الأمّ التي تتلاعب بابنها أيضا وعن تواتر نمط علاقة غير سويّ فيه الحبّ والتلاعب والنفور والابتزاز العاطفيّ.
في نقد او قراءات رواية شيء من البحر فينا تم التوقف أكثر من مرة على التجربة السينمائية والتلفزية للكاتبة، حتى ان البعض اعتبر أنها أقرب الى السيناريو، فهل اخترت إخراجها في هذا السياق المحدد ؟
أعتقد أن رواية تحتوي 482 صفحة من الظّلم نعتها بالسيناريو، فالسيناريو عمل لا يستقيم لوحده ويحتاج الصّورة ليحيا،وكتابة السيناريو تقنيّة جدّا وجافّة لا تحتمل شاعريّة الرّوايّة ولكن أعتقد أنّ هذا "الاتّهام" ربّما كان نابعا من النّسق المرتفع للرّواية المبني على التشويق وعلى تسارع الأحداث أكثر من طريقة الكتابة في حدّ ذاتها.
والكتابات السينمائية هي كتابات مبنية أساسا على الفعل، لا تحتمل الوصف والصورة التي في الكتابات الأدبية. واعتقد ان من شبه كتاب "شيء من البحر فينا" بالسيناريو قد قام بذلك على خلفية انطلاقتي بكتابة السيناريو. وهو طريق عكسي اخترت ان أكون فيه فالروائيون في العموم ينطلقون بالرواية وينتهون الى السيناريو ام انا فاخذت الطريق المختلف.
هناك نوايا لتحويل الرواية الى السينما ؟
ليست لديّ نوايا لتحويلها إلى سينما في الوقت الرّاهن وأفضّل لها في المطلق ان تبقى رواية، ولكن إن توفّرت لها شروط إخراج وإمكانيّات محترمة فإنّني لا أرفض التعاطي مع الأمر.
علما وان الرواية بشخصياتها أحدثت تفاعلا واسعا لدى القراء، والكثير منهم كان، في تواصله معي عبر مواقع التواصل الاجتماعي او بطريقة مباشرة، يقدم مقترحات لـ "كاستينغ" لأبطال الرواية مثل علياء وبشر ( وبابتسامة تقول) وكان هناك إجماع مثلا على ان شخصية مناف يمكن ان تسند للممثل التونسي ظافر العابدين.
أي رسالة أردت تمريرها من خلال الحضور الموسيقي الكبير في الرواية؟
الموسيقى الموجودة في الراوية تعبر عن ذائقتي الفنية بالأساس، كنت استمع لها عند كتابتي للرواية. واعتبر ان هناك علاقة بين الموسيقى وروح الكتاب.. موسيقى حزينة ذات ايقاع بنسق عال يرافق الاحداث الأليمة التي وردت في الرواية.
كما ان الموسيقى كانت موجودة لإعطاء نسق للرّواية أحيانا، والاقتراب من الشخصيّة أحيانا أخرى، وما تسمعه كلّ شخصيّة معلومة تضيء بعض النّقاط المظلمة فيها وأحيانا تكون استباقا لحدث ما من خلال كلمات الأغنية، كما هو الحال بالنّسبة لأغنية " بوهيميانرابسودي" لفرقة الروك "كوين".
تناول رواية شيء من البحر فينا لسنوات التي تلت ثورة 17 ديسمبر 14 جانفي، جعلها تلامس بقوة موضوع الإرهاب والتطرف والعمليات الإرهابية والاغتيال السياسي، ما الشكل والتصور الذي أرادت درة ان تقدمه لإرهابي في الرواية؟ وهل للمحامي الذي في درة الفازع دور في ذلك؟ ألم تكن لك تخوفات من الوقوع في نمطية الصورة الذهنية، الجمعية لملامح الإرهابي التونسي؟
أردت أن أقترب أكثر من الجانب النّفسيّ لشخصيّة الإرهابي في علاقته العائليّة أساسا والإنسانية عموما.
وأردت كذلك إبراز حالة التفاهة وانعدام أي اعتراف أو تقدير للفرد وكيف تساهم تلك الحالة في تكوين الشخصية الإرهابية هذه الشخصية التي يرميها الفراغ والجفاء المجتمعي والمعرفي للانخراط في مشروع إعادة تشكيل العالم والهيمنة وإعلاء راية الإسلام والتمكين من السلطة وقوة السلاح. فتتحول الشخصية الإرهابية من السكون من اللاشيء إلى قيادة الغزوات وإلقاء دروس التوحش والتكفير.
وقد حاولت بالإضافة إلى ذلك أن أرسم شخصيّة عادل من خلال عيون الذين يحيطون به، وأن أتحدّث عن علاقته المتوتّرة بالمرأة عموما، تحدّثت عن الشكّ الذي سكنه ومواطن الضّعف فيه أيضا وهو الباب الذي أردت أن أتفادى من خلاله الصّورة النّمطيّة للإرهابي.
عبر قصة ليتيسيا، تم الوقوف على الهجرة غير النظامية وهجرة الأفارقة جنوب الصحراء وطريق الوصول عبر الصحراء الى تونس، ومسالة الانتماء الى افريقيا وعلاقة الأفارقة بالدولة التونسية والمؤسسات العمومية، فهل تعتبر الكاتبة تونس أرض لجوء وهجرة ؟
لا أعتبر أنّ تونس أرض لجوء نظرا للوضعيّة الهشّة التي يعاني منها اللاجئون الأفارقة ومشاكل العنصريّة والعمل في ظروف مجحفة ، ربّما تكون أرض هجرة مؤقّتة، فالكثير من الأفارقة يعتبرون تونس محطّة نحو أوروبا يستقرّون بها مؤقّتا للعمل و جمع ما يمكّنهم من الرّحيل.
تناولت أيضا مسالة الاستغلال الجنسي للأفريقيات المهاجرات العالقات في تونس لكن لماذا الاعتماد على مقاربة لا مباشاراتية في طرح الموضوع؟
أردت أن يكون الاستغلال خاصّا، وغير نمطيّ، طرحت فيه مسألة أساسية وهي العنف المعنويّ البارد، عنف غير مباشر ولكنّه مهين يصعب تكييفه ولا تعرف فيه الضحيّة مكانها وتشعر بالذنب وهو يطرح مسألة أخرى هي مسألة الرّضا(le consentement) وانا اعتبر ان مسالة "الرضا" في العلاقة بين الرجل والمرأة لا ترتبط بليتيسيا في شخصها، بل أردت منها ان اطرح مسالة الرضا في الاستغلال الجنسي. فهي مسالة يحيطها الكثير من الغموض، فالسكوت مثلا لا يعني الرضاء دائما فهو قد يعني، الخوف والإكراه والعنف المعنوي المسلط على الضحية ووضعية الهشاشة التي تتواجد فيها.. وهي الوضعية التي كانت ليتيسا داخلها.. ويوجد فيها الكثير من النساء المعنفات اليوم.
اغلب قصص الراوية وتفاصيلها كانت تدور حول محور أساسي هو مفهوم العدالة، فهل من سطوة للمحامية على حساب الروائية؟ وهل لدرة ان توضح أكثر الموقف النقدي الذي كان لها في الرواية من دور المجتمع المدني في ملف العدالة، ودور المحاماة وعدم مساواة المواطنين أمام العدالة؟
بعيدا عن تقييم علميّ لوضعيّة العدالة، بعيدا عن الأرقام وعدد المحاكم والمحاضر والملفّات التي فصلت، أردت أن أتحدّث عن شعور متداول بغياب العدل، أو بالعجز عن تحقيق العدل، المحاكم أماكن موحشة لمن يرتادها دون دفاع ودون مال وطول الآجال يجعل الكثير يشعرون بالإحباط وانعدام الجدوى.
ومثلا فقدان عادل للشعور بالعدل كان احد العناصر التي اثرت على مسيرة طالب عادي في الحقوق، عاش الظلم والجور فانقلب متطرفا لان الشعور بالظلم يمكن ان يدفع الانسان الى اقصى الحلول. ومنظومة العدالة بالمحامين والقضاة وباحث البداية واجال التقاضي.. ،الذي يكون عادة الملاذ الاخير للإنسان ، يعجز أحيانا عن تحقيق ذلك الشعور بتحقيق العدالة.
ماذا عن ملف الشهيدين في بحر نقدك ونقلك لمسارات العدالة خلال سنوات ما بعد الثورة ؟
تحدّثت أساسا عن الشّهيد شكري بلعيد الذي كان حاضرا في الرواية كالطّيف، وقد كان لي غرض شخصيّ من التعرّض لجنازته والحديث عن تفاصيل الميليشيات التي أحاطت بالمقبرة وأحرقت السيارات يومها، فكنت حاضرة، وشعرت بالمرارة، أردت أن أقدّم شهادة تدوم لأجيال، فآثارنا تبقى بعدنا، وبعد أن أرحل عن هذا العالم سوف يبقى بشر وعلياء ونور وهند ومناف بعدي...وتفاصيل تلك الجنازة إدانة لمن حكموا في تلك الفترة وإثارة لمسؤوليّتهم المباشرة أو غير المباشرة. واخترت ان تكون خاتمة الرواية لتبقى في الأذهان راسخة وشهادة على ما وقع. وبان كل ذلك المد البشري الذي كان حاضرا يومها لم يستطع التقدميون ان يبني منه شيئا يذكر.
رؤية الراوية لعلاقات الحب كانت بالأساس قائمة على بناء غير تقليدي وكأنها أرادت ان تخرج بتلك العلاقة عن الاعتيادي والثقافة العامة.، لماذا كل هذا التوتر والفشل في العلاقات؟
صحيح أنّ أغلب العلاقات العاطفيّة في الرواية كانت سامّة ومرضيّة، وأعتقد أنّ لديّ شعورا غير مؤيّد بمعطيات موضوعيّة ولكنّه شعور ذاتي بأنّ الحبّ المتبادل أو العلاقات المتّزنة صارت نادرة، وربّما كانت شخصيّات الرّواية تبحث عن نوع بذاته من العلاقات، التي ربّما تؤدّي إلى الدّمار لكنّها في نفس الوقت تحمل في طيّاتها الكثير من الشغف، في آخر الأمر كلّ الشّخصيّات عاشت حبّا ما، شغفا ما لوقت محدّد، وليس ذلك بالفشل في المطلق .
في ما عدا ذلك أعتقد انّ للوضعيات الاجتماعيّة والصّعوبات الاقتصاديّة حتما اثرا على العلاقات العاطفيّة، فمن لا يملك استقلاليّته الماديّة يصعب عليه الانتهاء إلى علاقة مريحة أو متوازنة.
وحسب اعتقادي لا وجود لضحية وجلاد في العلاقات العاطفية، ففي الكثير من الحالات تكون العلاقات السامة اختيار يبحث عنها الطرفان ويجدان فيها توازنا ما، شحنة من الأدرينالين هم في حاجة لها في فترة معينة.
من خلال الأماكن التي اختارتها الراوية، المدن والأحياء وتفاصيل الأمكنة والأزمنة، جعلت الرواية اقرب إلى حقيقة وسرد لأحداث تاريخية، فهل أردت ان تكون قصتك شيء من واقع عاشه التونسيون مع كل ما حملته تلك الفترة من أبعاد سياسية واجتماعية واقتصادية؟
عندما كنت مراهقة أقرأ لنجيب محفوظ ، وكان يصف القاهرة وأحياءها بتلك الدقّة والجماليّة كنت أتمنّى أن أطالع كتابا يحملني إلى أحشاء تونس، أن أتعرّف على أماكن في روايات لي معها ذكريات خاصّة، أن يكون المكان مكاني وأتعرّف فيه على نفسي، وهو ما حاولت أن افعله من خلال شيء من البحر فينا حين جعلت المدينة بتفاصيلها جزءا من الرّواية.
أين ترى درة الفازع نفسها من شخصيات الرواية؟
شخصيّات الرواية مركّبة فيها الخيالي وفيها مزيج من شخصيّات اعترضت سبيلي يوما ما وألهمتني، وقد حاولت أن أنسّبها وأن أحفر في ماضيها لنفهم حاضرها، كل شخصيّة كانت حمّالة لقيم ما، فيها من تطوّر إلى الأحسن في مواجهة ما اعترض سبيله من صعاب وفيها من استسلم وفيها من قاوم.
عشت تقريبا كل الشخصيات بتحدياتها وصعابها واردتها ان تكون قريبة من الواقع في جانبها الإنساني، لا ان تكون شجاعة بصفة مسترسلة ولا ان تصاب بالخذلان، ليست خارقة للعادة.. جميعها تحتكم الى ردات فعل بشرية إنسانية.
ما هي الروايات التي طالعتها ، خلال فترة تأليف روايتك وتركت أثرها في نفسك؟
قليلا ما أقرأ كتبا، ولكنّي في تلك الفترة أتذكّر أنّني قرأت "نادي السيّارات" لعلاء الأسواني وأعجبت بها كثيرا وقرأت كذلك رواية "فردقان" اعتقال الشيخ الرئيس ليوسف زيدان الذي أعشق قلمه وأعتبر رواية "عزازيل" من أهمّ الروايات العربيّة ، في الأدب الفرنسي اعشق قلم ليلى سليماني وقد قرأت chanson douce عندما كنت اكتب وأعتبرها من أجمل الروايات الفرنسيّة المعاصرة.
ماذا بعد رواية "شيء من البحر فينا"؟
أنا بصدد كتابة رواية جديدة تجاوزت فيها النّصف وربّما تكون جاهزة النصف الثاني من سنة 2022.
هل هناك امكانية لأن تستأنفي تجربة كتابة السيناريو؟
لم أعد أرغب في كتابة السيناريو للتلفزة، وقد ابتعدت منذ سنوات ولم أعد أسمح لنفسي بالاصطدام بضرورات الإنتاج أو بنزوات المخرج أو الممثلين لكي أغير النص الأصلي لما كتبت وهو ما جعلني في الحقيقة ألجأ إلى الرواية أين أكون مسؤولة عن العمل برمته وبالتالي حرّة لا أخشى سطوة على قلمي ولكن مع ذلك تستهويني تجربة كتابة سيناريو للسينما أين يكون مجال الحرية أرحب.
* لم أعد أرغب في كتابة السيناريو للتلفزة، وقد ابتعدت منذ سنوات ولم أعد أسمح لنفسي بالاصطدام بضرورات الإنتاج
* المحاكم أماكن موحشة لمن يرتادها دون دفاع ودون مال معطول الآجال
* الرواية بشخصياتها أحدثت تفاعلا واسعا لدى القراء، الذين يعتبرون أن شخصية مناف يمكن ان تسند للممثل ظافر العابدين
تونس الصباح
حاورتها : ريم سوودي
"شيء من البحر فينا" هي الرواية الأولى للكاتبة درة الفازع، صدرت منذ نحو السنة، ووصلت إلى طبعتها الرابعة. وفي مسار عكسي انتقلت بها كاتبتها من كتابة السيناريو الى كتابة الرواية.
اسندت لها مؤسسة عبد الوهاب بن عياد جائزة "الفابا" للعمل الروائي الأول المكتوب باللغة العربية أو الفرنسية في دورتها الأولى. وهي مسابقة احدثت مؤخرا تتوج الرواية والمقالة الطويلة والكتاب الفني الأنيق والكتاب المجسد الموجه للطفل والعمل الروائي الأول وكلها تمنح لهذه الأعمال باللغتين العربية أوالفرنسية.
وحول الكتاب المتوج كان لنا اللقاء التالي مع صاحبته درة الفازع الروائية والمحامية وكاتبة السيناريو.
كيف تلقيت جائزة العمل الروائي الأول لمؤسسة عبد الوهاب بن عياد ؟
فرحت كثيرا بالجائزة، خاصة ان روايتي شيء من البحر فينا لم يتم تناولها بالنقد كثيرا منذ صدورها ، فباستثناء مقال صدر في جريدة الشعب كان الحديث حولها بالنقد قليل. كنت في حاجة لتقييم نقدي من ذوي الاختصاص، وكان مهم بالنسبة لي هذا التقييم، فقد كان بمثابة الدفع لمزيد الكتابة والإنتاج، فالشك شعور يرافق جميع الأدباء ومثل هذه القراءات والجوائز تدعم الثقة في النفس.
هل شجعتك الجائزة على المشاركة في مسابقات أدبية اخرى؟
وصلت روايتي إلى الطبعة الرابعة بعد توزيع 5000 نسخة منها في سنتها الأولى، ورسميا قمت بإرسال مشاركتي في مسابقة الجائزة العالمية للرواية العربية، البوكر، للدورة القادمة.
وشخصيا اعتبر ان تقييم الجمهور ورصيد الكتاب من المبيعات مهم جدا جدا، ولكن راي النقاد يعنيني كثيرا. وما أتأسف له واستغربه في نفس الوقت انه اصبح يتملكني شعور بغياب للنقد الادبي في تونس فأي كاتب يريد ان يجد تقييم موضوعي نقدي لانتاجاته خاصة امام الحركة الأدبية الموجودة في تونس اليوم..
فلا وجود لبرامج تلفزيونية تتناول الشأن الادبي، والكتاب غائب بصفة عامة. وارى انه من المهم اليوم التفكير في ثقافة تصل الى المشاهد بمضمون دسم لكن في شكل مغرٍ وخفيف..
تعد "شيء من البحر فينا"، الرواية الأولى لدرة الفازع ما الأثر الذي كان لتكوينك الأكاديمي ولطبيعة النشأة وللمرجعيات الفكرية والأدبية والتخصص المهني على مضمون الرواية ا؟
أعتقد أنّ المرجعيّات الفكريّة والأدبيّة تتسرّب إلى نصوصنا دون أن ندري وبطريقة لا شعوريّة، ما قرأناه وأثّر فينا نجده حاضرا في جملة أو كلمة أو رؤية وأعتقد أنّه من المستحيل التحرّر تماما من التّأثيرات الأدبيّة، كنت أطالع كثيرا في طفولتي، وكانت تلك فسحتي والمجال الذي نمّى الخيال لديّ فالكتاب مساحة للتفكير وفهم الآخر، فيما يتعلّق بالتّكوين الأكاديمي لا يمكن لي أن أنكر انّ مهنة المحاماة وما تقتضيه من تردد على المحاكم وفّرتا لي زخما كان له أثره في الرّواية. فبطء العدالة ومواجهة الافلات من العقاب وظروف العمل الصعبة في المحاكم بالنسبة للمحامين الكتبة القضاة المتقاضين المحكمة قاس على جميع المتعاملين فيه.
ما هي المصادر الملهمة في بناء شخصيات الرواية، وهل من عمق تاريخي لذلك؟
كنت كتبت سيناريو باللغة العربيّة يتناول فنطازيا تاريخيّة حول قرطاج، وفي إطار بحثي التاريخي عن قرطاج قمت ببحوث عن روما أيضا واستوقفتني الشّخصيّات المرضيّة والمهووسة للعديد من الأباطرة الرومانيين خاصّة في علاقاتهم بأمّهاتهم، وكانت لعلاقة شخصيات الرواية مثل بشر وعلياء امتدادا رومانيّا خياليّا وامتدادا محليّا معاصرا عن صورة الأم في مخيال الابن الشرقيّ شديد التعلّق بوالدته ينفي في الكثير من الأحيان الأنوثة عنها، عن الأمّ التي تتلاعب بابنها أيضا وعن تواتر نمط علاقة غير سويّ فيه الحبّ والتلاعب والنفور والابتزاز العاطفيّ.
في نقد او قراءات رواية شيء من البحر فينا تم التوقف أكثر من مرة على التجربة السينمائية والتلفزية للكاتبة، حتى ان البعض اعتبر أنها أقرب الى السيناريو، فهل اخترت إخراجها في هذا السياق المحدد ؟
أعتقد أن رواية تحتوي 482 صفحة من الظّلم نعتها بالسيناريو، فالسيناريو عمل لا يستقيم لوحده ويحتاج الصّورة ليحيا،وكتابة السيناريو تقنيّة جدّا وجافّة لا تحتمل شاعريّة الرّوايّة ولكن أعتقد أنّ هذا "الاتّهام" ربّما كان نابعا من النّسق المرتفع للرّواية المبني على التشويق وعلى تسارع الأحداث أكثر من طريقة الكتابة في حدّ ذاتها.
والكتابات السينمائية هي كتابات مبنية أساسا على الفعل، لا تحتمل الوصف والصورة التي في الكتابات الأدبية. واعتقد ان من شبه كتاب "شيء من البحر فينا" بالسيناريو قد قام بذلك على خلفية انطلاقتي بكتابة السيناريو. وهو طريق عكسي اخترت ان أكون فيه فالروائيون في العموم ينطلقون بالرواية وينتهون الى السيناريو ام انا فاخذت الطريق المختلف.
هناك نوايا لتحويل الرواية الى السينما ؟
ليست لديّ نوايا لتحويلها إلى سينما في الوقت الرّاهن وأفضّل لها في المطلق ان تبقى رواية، ولكن إن توفّرت لها شروط إخراج وإمكانيّات محترمة فإنّني لا أرفض التعاطي مع الأمر.
علما وان الرواية بشخصياتها أحدثت تفاعلا واسعا لدى القراء، والكثير منهم كان، في تواصله معي عبر مواقع التواصل الاجتماعي او بطريقة مباشرة، يقدم مقترحات لـ "كاستينغ" لأبطال الرواية مثل علياء وبشر ( وبابتسامة تقول) وكان هناك إجماع مثلا على ان شخصية مناف يمكن ان تسند للممثل التونسي ظافر العابدين.
أي رسالة أردت تمريرها من خلال الحضور الموسيقي الكبير في الرواية؟
الموسيقى الموجودة في الراوية تعبر عن ذائقتي الفنية بالأساس، كنت استمع لها عند كتابتي للرواية. واعتبر ان هناك علاقة بين الموسيقى وروح الكتاب.. موسيقى حزينة ذات ايقاع بنسق عال يرافق الاحداث الأليمة التي وردت في الرواية.
كما ان الموسيقى كانت موجودة لإعطاء نسق للرّواية أحيانا، والاقتراب من الشخصيّة أحيانا أخرى، وما تسمعه كلّ شخصيّة معلومة تضيء بعض النّقاط المظلمة فيها وأحيانا تكون استباقا لحدث ما من خلال كلمات الأغنية، كما هو الحال بالنّسبة لأغنية " بوهيميانرابسودي" لفرقة الروك "كوين".
تناول رواية شيء من البحر فينا لسنوات التي تلت ثورة 17 ديسمبر 14 جانفي، جعلها تلامس بقوة موضوع الإرهاب والتطرف والعمليات الإرهابية والاغتيال السياسي، ما الشكل والتصور الذي أرادت درة ان تقدمه لإرهابي في الرواية؟ وهل للمحامي الذي في درة الفازع دور في ذلك؟ ألم تكن لك تخوفات من الوقوع في نمطية الصورة الذهنية، الجمعية لملامح الإرهابي التونسي؟
أردت أن أقترب أكثر من الجانب النّفسيّ لشخصيّة الإرهابي في علاقته العائليّة أساسا والإنسانية عموما.
وأردت كذلك إبراز حالة التفاهة وانعدام أي اعتراف أو تقدير للفرد وكيف تساهم تلك الحالة في تكوين الشخصية الإرهابية هذه الشخصية التي يرميها الفراغ والجفاء المجتمعي والمعرفي للانخراط في مشروع إعادة تشكيل العالم والهيمنة وإعلاء راية الإسلام والتمكين من السلطة وقوة السلاح. فتتحول الشخصية الإرهابية من السكون من اللاشيء إلى قيادة الغزوات وإلقاء دروس التوحش والتكفير.
وقد حاولت بالإضافة إلى ذلك أن أرسم شخصيّة عادل من خلال عيون الذين يحيطون به، وأن أتحدّث عن علاقته المتوتّرة بالمرأة عموما، تحدّثت عن الشكّ الذي سكنه ومواطن الضّعف فيه أيضا وهو الباب الذي أردت أن أتفادى من خلاله الصّورة النّمطيّة للإرهابي.
عبر قصة ليتيسيا، تم الوقوف على الهجرة غير النظامية وهجرة الأفارقة جنوب الصحراء وطريق الوصول عبر الصحراء الى تونس، ومسالة الانتماء الى افريقيا وعلاقة الأفارقة بالدولة التونسية والمؤسسات العمومية، فهل تعتبر الكاتبة تونس أرض لجوء وهجرة ؟
لا أعتبر أنّ تونس أرض لجوء نظرا للوضعيّة الهشّة التي يعاني منها اللاجئون الأفارقة ومشاكل العنصريّة والعمل في ظروف مجحفة ، ربّما تكون أرض هجرة مؤقّتة، فالكثير من الأفارقة يعتبرون تونس محطّة نحو أوروبا يستقرّون بها مؤقّتا للعمل و جمع ما يمكّنهم من الرّحيل.
تناولت أيضا مسالة الاستغلال الجنسي للأفريقيات المهاجرات العالقات في تونس لكن لماذا الاعتماد على مقاربة لا مباشاراتية في طرح الموضوع؟
أردت أن يكون الاستغلال خاصّا، وغير نمطيّ، طرحت فيه مسألة أساسية وهي العنف المعنويّ البارد، عنف غير مباشر ولكنّه مهين يصعب تكييفه ولا تعرف فيه الضحيّة مكانها وتشعر بالذنب وهو يطرح مسألة أخرى هي مسألة الرّضا(le consentement) وانا اعتبر ان مسالة "الرضا" في العلاقة بين الرجل والمرأة لا ترتبط بليتيسيا في شخصها، بل أردت منها ان اطرح مسالة الرضا في الاستغلال الجنسي. فهي مسالة يحيطها الكثير من الغموض، فالسكوت مثلا لا يعني الرضاء دائما فهو قد يعني، الخوف والإكراه والعنف المعنوي المسلط على الضحية ووضعية الهشاشة التي تتواجد فيها.. وهي الوضعية التي كانت ليتيسا داخلها.. ويوجد فيها الكثير من النساء المعنفات اليوم.
اغلب قصص الراوية وتفاصيلها كانت تدور حول محور أساسي هو مفهوم العدالة، فهل من سطوة للمحامية على حساب الروائية؟ وهل لدرة ان توضح أكثر الموقف النقدي الذي كان لها في الرواية من دور المجتمع المدني في ملف العدالة، ودور المحاماة وعدم مساواة المواطنين أمام العدالة؟
بعيدا عن تقييم علميّ لوضعيّة العدالة، بعيدا عن الأرقام وعدد المحاكم والمحاضر والملفّات التي فصلت، أردت أن أتحدّث عن شعور متداول بغياب العدل، أو بالعجز عن تحقيق العدل، المحاكم أماكن موحشة لمن يرتادها دون دفاع ودون مال وطول الآجال يجعل الكثير يشعرون بالإحباط وانعدام الجدوى.
ومثلا فقدان عادل للشعور بالعدل كان احد العناصر التي اثرت على مسيرة طالب عادي في الحقوق، عاش الظلم والجور فانقلب متطرفا لان الشعور بالظلم يمكن ان يدفع الانسان الى اقصى الحلول. ومنظومة العدالة بالمحامين والقضاة وباحث البداية واجال التقاضي.. ،الذي يكون عادة الملاذ الاخير للإنسان ، يعجز أحيانا عن تحقيق ذلك الشعور بتحقيق العدالة.
ماذا عن ملف الشهيدين في بحر نقدك ونقلك لمسارات العدالة خلال سنوات ما بعد الثورة ؟
تحدّثت أساسا عن الشّهيد شكري بلعيد الذي كان حاضرا في الرواية كالطّيف، وقد كان لي غرض شخصيّ من التعرّض لجنازته والحديث عن تفاصيل الميليشيات التي أحاطت بالمقبرة وأحرقت السيارات يومها، فكنت حاضرة، وشعرت بالمرارة، أردت أن أقدّم شهادة تدوم لأجيال، فآثارنا تبقى بعدنا، وبعد أن أرحل عن هذا العالم سوف يبقى بشر وعلياء ونور وهند ومناف بعدي...وتفاصيل تلك الجنازة إدانة لمن حكموا في تلك الفترة وإثارة لمسؤوليّتهم المباشرة أو غير المباشرة. واخترت ان تكون خاتمة الرواية لتبقى في الأذهان راسخة وشهادة على ما وقع. وبان كل ذلك المد البشري الذي كان حاضرا يومها لم يستطع التقدميون ان يبني منه شيئا يذكر.
رؤية الراوية لعلاقات الحب كانت بالأساس قائمة على بناء غير تقليدي وكأنها أرادت ان تخرج بتلك العلاقة عن الاعتيادي والثقافة العامة.، لماذا كل هذا التوتر والفشل في العلاقات؟
صحيح أنّ أغلب العلاقات العاطفيّة في الرواية كانت سامّة ومرضيّة، وأعتقد أنّ لديّ شعورا غير مؤيّد بمعطيات موضوعيّة ولكنّه شعور ذاتي بأنّ الحبّ المتبادل أو العلاقات المتّزنة صارت نادرة، وربّما كانت شخصيّات الرّواية تبحث عن نوع بذاته من العلاقات، التي ربّما تؤدّي إلى الدّمار لكنّها في نفس الوقت تحمل في طيّاتها الكثير من الشغف، في آخر الأمر كلّ الشّخصيّات عاشت حبّا ما، شغفا ما لوقت محدّد، وليس ذلك بالفشل في المطلق .
في ما عدا ذلك أعتقد انّ للوضعيات الاجتماعيّة والصّعوبات الاقتصاديّة حتما اثرا على العلاقات العاطفيّة، فمن لا يملك استقلاليّته الماديّة يصعب عليه الانتهاء إلى علاقة مريحة أو متوازنة.
وحسب اعتقادي لا وجود لضحية وجلاد في العلاقات العاطفية، ففي الكثير من الحالات تكون العلاقات السامة اختيار يبحث عنها الطرفان ويجدان فيها توازنا ما، شحنة من الأدرينالين هم في حاجة لها في فترة معينة.
من خلال الأماكن التي اختارتها الراوية، المدن والأحياء وتفاصيل الأمكنة والأزمنة، جعلت الرواية اقرب إلى حقيقة وسرد لأحداث تاريخية، فهل أردت ان تكون قصتك شيء من واقع عاشه التونسيون مع كل ما حملته تلك الفترة من أبعاد سياسية واجتماعية واقتصادية؟
عندما كنت مراهقة أقرأ لنجيب محفوظ ، وكان يصف القاهرة وأحياءها بتلك الدقّة والجماليّة كنت أتمنّى أن أطالع كتابا يحملني إلى أحشاء تونس، أن أتعرّف على أماكن في روايات لي معها ذكريات خاصّة، أن يكون المكان مكاني وأتعرّف فيه على نفسي، وهو ما حاولت أن افعله من خلال شيء من البحر فينا حين جعلت المدينة بتفاصيلها جزءا من الرّواية.
أين ترى درة الفازع نفسها من شخصيات الرواية؟
شخصيّات الرواية مركّبة فيها الخيالي وفيها مزيج من شخصيّات اعترضت سبيلي يوما ما وألهمتني، وقد حاولت أن أنسّبها وأن أحفر في ماضيها لنفهم حاضرها، كل شخصيّة كانت حمّالة لقيم ما، فيها من تطوّر إلى الأحسن في مواجهة ما اعترض سبيله من صعاب وفيها من استسلم وفيها من قاوم.
عشت تقريبا كل الشخصيات بتحدياتها وصعابها واردتها ان تكون قريبة من الواقع في جانبها الإنساني، لا ان تكون شجاعة بصفة مسترسلة ولا ان تصاب بالخذلان، ليست خارقة للعادة.. جميعها تحتكم الى ردات فعل بشرية إنسانية.
ما هي الروايات التي طالعتها ، خلال فترة تأليف روايتك وتركت أثرها في نفسك؟
قليلا ما أقرأ كتبا، ولكنّي في تلك الفترة أتذكّر أنّني قرأت "نادي السيّارات" لعلاء الأسواني وأعجبت بها كثيرا وقرأت كذلك رواية "فردقان" اعتقال الشيخ الرئيس ليوسف زيدان الذي أعشق قلمه وأعتبر رواية "عزازيل" من أهمّ الروايات العربيّة ، في الأدب الفرنسي اعشق قلم ليلى سليماني وقد قرأت chanson douce عندما كنت اكتب وأعتبرها من أجمل الروايات الفرنسيّة المعاصرة.
ماذا بعد رواية "شيء من البحر فينا"؟
أنا بصدد كتابة رواية جديدة تجاوزت فيها النّصف وربّما تكون جاهزة النصف الثاني من سنة 2022.
هل هناك امكانية لأن تستأنفي تجربة كتابة السيناريو؟
لم أعد أرغب في كتابة السيناريو للتلفزة، وقد ابتعدت منذ سنوات ولم أعد أسمح لنفسي بالاصطدام بضرورات الإنتاج أو بنزوات المخرج أو الممثلين لكي أغير النص الأصلي لما كتبت وهو ما جعلني في الحقيقة ألجأ إلى الرواية أين أكون مسؤولة عن العمل برمته وبالتالي حرّة لا أخشى سطوة على قلمي ولكن مع ذلك تستهويني تجربة كتابة سيناريو للسينما أين يكون مجال الحرية أرحب.