تحول الفكر العالمي نحو المعرفة الحقيقية للاسلام ودراسته بعمق وموضوعية بعيدا عن التعصب والأهواء الشخصية، مما جعل العديد من رجال الثقافة والفكر بالغرب تقر بحقيقة الاسلام ودوره في انقاذ البشرية مما كانت عليه من ضلالة وفساد وتأخر يكتبون عن الاسلام بموضوعية، باعتباره الدين الإلهي الخاتم للرسالات السماوية، مما جعل رجال العلم والفكر والدين الاسلامي يلتقون بنظرائهم الغربيين ممن اطلعوا على حقيقة الاسلام، حول هذا الموضوع وبقطع النظر عن الاتهامات الموجهة من طرف بعض الكتاب الغربيين ورجال السياسية المتعصبين ممن لا يزالون يكيدون للاسلام والمسلمين ويعيشون أسرى ثقافة وعقلية القرون الوسطى التي تقف موقف العداوة والتعصب من الاسلام.
فإن عالمية الاسلام فقد ترددت في كتاب الله المنزل القرآن الكريم أن كل رسول من رسل الله أرسل إلى قومه وحدهم ما عدا سيدنا ورسولنا محمد ابن عبد الله الهاشمي أرسله الله جل شأنه إلى جميع الناس. يقول الله تعالى في سورة (الأعراف) مخاطبا رسوله "قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا) 158 ـ ويقول تعالى "وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا" سبا 28.
فالله تعالى لم يرسل رسولنا عليه الصلاة والسلام إلى قريش وإلى العرب خاصة بل أرسله إلى الناس كافة من مشارقها ومغاربها.
ويقول تعالى في وصف القرآن المجيد في سورة (القلم) "وما هو إلا ذكرى للعالمين" القلم 52 أي أن القرآن الكريم ذكر للعالم كله بأجناسه المختلفة، وفي حديث جابر بن عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كان النبي يبعث إلى قومه وبعثت للناس عامة).
وهذه العالمية في الدين الاسلامي جعلت الله سبحانه وتعالى يفرض على النبي والمسلمين أن يتعايشوا في ديارهم مع جميع من بها منهم أصحاب الديانات الأخرى إلهية وغير إلهية تعايشا طيبا. وفي القرآن الكريم قانون عام التزم به الرسول والمسلمون في جميع العصور وهو (لا إكراه في الدين) البقرة 256. وبذلك فإن الاسلام يكفل في دياره لجميع الناس على اختلاف مللهم ونحلهم الحرية الدينية ويتركهم وما اختاروه لأنفسهم من الدين، وكفل لهم المحافظة على معابدهم وأن يؤدوا شعائرهم بكل حرية.
هذا وان من عالمية الاسلام دعوته القوية إلى طلب العلم والتعلم حتى اصبح ذلك شعارا له منذ فجره الأول وطول عصوره.
أشاد الله تعالى بالقلم والعلم والتعليم في أول آيات نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم حثا لأمته على تحصيل العلم (اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق ،اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم).
وأقسم الله تعالى في أول سورة (ن) بالقلم وما يسطرون ارهاصا بأن الأمة الاسلامية ستكون امة علم وفكرة وكتابة، وقد أشار المولى جل جلاله في القرآن اشارات مختلفة إلى كل العلوم.
أمد العرب الغرب بعلم هو أساس الجانب الأكبر من الحضارة الغربية ألا وهو علم الرياضيات بمختلف أنواعها، ففتحوا بذلك لأوروبا طريق التقدم العلمي الذي كان ولا زال المفتاح الرئيسي لفتح مغاليق العلوم الطبيعية والجغرافية والهندسية وظل الأوروبيون يستعملون النظريات والأقيسة الرياضية حتى استطاعوا صنع كل التجهيزات الألكترونية المتطورة.
ابتدع العالم العربي القدير (جابر بن حيان) علم الجبر الذي سمي باسمه وابتدع (الخوارزمي) (اللوغارتم) والأوروبيون يعرفونه باسم (الجورتمي) وتعريبه (الخوارزمي).
وبفضل (البوصلة) وهي انتاج عربي تمكن (فسكودي داما) من الاهتداء إلى الطريق البحري الموصل إلى جزر الهند الشرقية بعد أن توقف حائرا في رأس الرجاء الصالح حتى ارشده ملاحو العرب إلى الطريق.
إن الحضارة الاسلامية وما تحمل من الفكر ومختلف العلوم قادت العالم وحدها طوال قرون عديدة على نقل علوم المسلمين من الأندلس وبغداد ودمشق والقيروان وصقلية إلى الغرب، وبذلك ظل الاسلام دافعا للحركة العلمية والحضارية ومعانقا لها، ولم تحدث أية معارضة بين الاسلام والعلم.
بقلم: البشير الشريف
تحول الفكر العالمي نحو المعرفة الحقيقية للاسلام ودراسته بعمق وموضوعية بعيدا عن التعصب والأهواء الشخصية، مما جعل العديد من رجال الثقافة والفكر بالغرب تقر بحقيقة الاسلام ودوره في انقاذ البشرية مما كانت عليه من ضلالة وفساد وتأخر يكتبون عن الاسلام بموضوعية، باعتباره الدين الإلهي الخاتم للرسالات السماوية، مما جعل رجال العلم والفكر والدين الاسلامي يلتقون بنظرائهم الغربيين ممن اطلعوا على حقيقة الاسلام، حول هذا الموضوع وبقطع النظر عن الاتهامات الموجهة من طرف بعض الكتاب الغربيين ورجال السياسية المتعصبين ممن لا يزالون يكيدون للاسلام والمسلمين ويعيشون أسرى ثقافة وعقلية القرون الوسطى التي تقف موقف العداوة والتعصب من الاسلام.
فإن عالمية الاسلام فقد ترددت في كتاب الله المنزل القرآن الكريم أن كل رسول من رسل الله أرسل إلى قومه وحدهم ما عدا سيدنا ورسولنا محمد ابن عبد الله الهاشمي أرسله الله جل شأنه إلى جميع الناس. يقول الله تعالى في سورة (الأعراف) مخاطبا رسوله "قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا) 158 ـ ويقول تعالى "وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا" سبا 28.
فالله تعالى لم يرسل رسولنا عليه الصلاة والسلام إلى قريش وإلى العرب خاصة بل أرسله إلى الناس كافة من مشارقها ومغاربها.
ويقول تعالى في وصف القرآن المجيد في سورة (القلم) "وما هو إلا ذكرى للعالمين" القلم 52 أي أن القرآن الكريم ذكر للعالم كله بأجناسه المختلفة، وفي حديث جابر بن عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كان النبي يبعث إلى قومه وبعثت للناس عامة).
وهذه العالمية في الدين الاسلامي جعلت الله سبحانه وتعالى يفرض على النبي والمسلمين أن يتعايشوا في ديارهم مع جميع من بها منهم أصحاب الديانات الأخرى إلهية وغير إلهية تعايشا طيبا. وفي القرآن الكريم قانون عام التزم به الرسول والمسلمون في جميع العصور وهو (لا إكراه في الدين) البقرة 256. وبذلك فإن الاسلام يكفل في دياره لجميع الناس على اختلاف مللهم ونحلهم الحرية الدينية ويتركهم وما اختاروه لأنفسهم من الدين، وكفل لهم المحافظة على معابدهم وأن يؤدوا شعائرهم بكل حرية.
هذا وان من عالمية الاسلام دعوته القوية إلى طلب العلم والتعلم حتى اصبح ذلك شعارا له منذ فجره الأول وطول عصوره.
أشاد الله تعالى بالقلم والعلم والتعليم في أول آيات نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم حثا لأمته على تحصيل العلم (اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق ،اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم).
وأقسم الله تعالى في أول سورة (ن) بالقلم وما يسطرون ارهاصا بأن الأمة الاسلامية ستكون امة علم وفكرة وكتابة، وقد أشار المولى جل جلاله في القرآن اشارات مختلفة إلى كل العلوم.
أمد العرب الغرب بعلم هو أساس الجانب الأكبر من الحضارة الغربية ألا وهو علم الرياضيات بمختلف أنواعها، ففتحوا بذلك لأوروبا طريق التقدم العلمي الذي كان ولا زال المفتاح الرئيسي لفتح مغاليق العلوم الطبيعية والجغرافية والهندسية وظل الأوروبيون يستعملون النظريات والأقيسة الرياضية حتى استطاعوا صنع كل التجهيزات الألكترونية المتطورة.
ابتدع العالم العربي القدير (جابر بن حيان) علم الجبر الذي سمي باسمه وابتدع (الخوارزمي) (اللوغارتم) والأوروبيون يعرفونه باسم (الجورتمي) وتعريبه (الخوارزمي).
وبفضل (البوصلة) وهي انتاج عربي تمكن (فسكودي داما) من الاهتداء إلى الطريق البحري الموصل إلى جزر الهند الشرقية بعد أن توقف حائرا في رأس الرجاء الصالح حتى ارشده ملاحو العرب إلى الطريق.
إن الحضارة الاسلامية وما تحمل من الفكر ومختلف العلوم قادت العالم وحدها طوال قرون عديدة على نقل علوم المسلمين من الأندلس وبغداد ودمشق والقيروان وصقلية إلى الغرب، وبذلك ظل الاسلام دافعا للحركة العلمية والحضارية ومعانقا لها، ولم تحدث أية معارضة بين الاسلام والعلم.