لا حل غير التلقيح المكثف في المقابل التلاقيح غير متوفرة بالكميات الكافية وفي الوقت اللازم هذه هي حقيقة المعادلة المفقودة اليوم في تونس لمواجهة تسونامي كورونا مع تفشي المتحور دلتا وقرب انتشاره وسيطرته على الوضع الوبائي في تونس نظرا لسرعة وسهولة انتشار هذا المتحور بشهادة جميع الأطباء.
وتظل القنوات الطبيعية البيروقراطية وطنا وعالميا غير قادرة على توفير حاجياتنا من التلاقيح رغم ناقوس الخطر الذي تدقه اليوم حتى منظمة الصحة العالمية في علاقة بالوضع في تونس وتحذيرها من خطورة التطور الوبائي في تونس مقابل منظومة صحية ضعيفة غير قادرة على مواجهة هذا الضغط المتنامي من طلب الإسعافات والإنعاش.
وقد أقر أكد إيف سوتيران ممثل منظمة الصحة العالمية بتونس بضعف حصول تونس على التلاقيح عبر القنوات المتوفرة حيث ذكّر بأن تونس تحصلت إلى حدود اليوم على 604 آلاف جرعة من التلقيح ضمن مبادرة “كوفاكس” لافتا إلى أن هذه الكمية أقل من الكمية التي كان من المنتظر أن تتحصل عليها إلى حدود شهر جوان والمحددة بـ 750 ألف جرعة مؤكدا أنها ستتحصل خلال الفترة القادمة على الكمية الباقية والتي تفوق 140 ألف جرعة. مضيفا خلال حضوره مؤخرا في لجنة الصحة بالبرلمان أن تونس ستتحصل على كميات إضافية أخرى من التلاقيح ضمن مبادرة كوفاكس تقدر بـ 324 ألف جرعة. لكن قطعا لن يكون ذلك الآن أو في القريب العاجل بل قد تتطلب المسألة شهرا إضافيا أو أكثر.
والسؤال الملح هنا هل يتحمل الوضع الوبائي الانتظار وهل ستصمد أكثر منظومتنا الصحية أم ستنهار مما يفتح البلاد على مخاطر لا حد لها؟
والسؤال الأهم ماذا تنتظر الدولة التونسية للمضي في خيارات أخرى وبدائل عاجلة لتوفير التلاقيح بالسرعة والكميات الكافية؟ ولماذا هذا التردد والتراخي في طلب الإغاثة الدولية وتجنيد كل القنوات الدبلوماسية للحشد لمساعدة تونس في هذه المحنة ؟ والسؤال الأشمل أين هم أصدقاء تونس؟
دعم تونس
يتذكر الجميع أنه بإذن من رئيس الجمهورية قيس سعيد القائد الأعلى للقوات المسلحة تم يوم 11 أفريل 2020 إرسال بعثة طبية تونسية إلى ايطاليا لمعاضدة مجهودات الأطباء الإيطاليين في مقاومة تفشى فيروس كورونا إبان ذروة الأزمة حينها في إيطاليا.
وذكرت حينها رئاسة الجمهورية في بلاغ لها أن "المبادرة جاءت على إثر الاتصال الهاتفي الذي قام به رئيس الجمهورية بالرئيس الايطالي سارجيو ماتاريلا Sergio Mattarella وتناول فيه الوضع الصحي في إيطاليا وفي تونس والوضع الصحي في العالم كله.
وقد أعرب رئيس الجمهورية خلال هذا الاتصال عن استعداد تونس لإرسال وفد طبي لمعاضدة جهود السلطات الإيطالية على الرغم من تواضع الإمكانيات المتوفرة في تونس، لأن الوضع اليوم في العالم يتعلق بالأمم كلها لا بدولة واحدة".
وضم حينها الوفد أطباء متطوعين مختصين في التخدير والإنعاش وفي الأمن البيولوجي وأيضا ممرضين متطوعين مختصين في الإنعاش الطبي وفي التخدير والإنعاش.
اليوم يبدو الوضع في تونس أكثر دقة من إيطاليا حينها في ظل تحذيرات الأطباء والمخاوف من سيناريوهات مرعبة وفوضى في صورة انهيار المنظومة الصحية، في المقابل لا مبادرات تذكر في سياق بحث تونس عن حث المجتمع الدولي على مساعدة تونس خاصة في توفير التلاقيح وأيضا في دعم الإطار الطبي لا سيما في اختصاص الإنعاش لأن المعضلة في بعض الجهات اليوم هو الافتقاد للكفاءات الطبية المختصة للإشراف على الأسرة التي يمكن توفيرها بمجهودات استثنائية.
دعوات متكررة
تكررت في الآونة الأخيرة الدعوات لتوجه الدولة التونسية إلى طلب الإغاثة العالمية كما فعلت سابقا إيطاليا والهند دون أن تتحرك السلطات الرسيمة إلى حد الآن. وجاءت هذه النداءات من جهات طبية على غرار دعوة الدكتورة سمر صمود بمعهد باستور، يوم الأحد الفارط للرئاسات الثلاث.
حيث دونت الدكتورة صمود على صفحتها الرسمية بموقع “فايسبوك”: “حان الوقت بالنسبة للثلاثي الماسك بالحكم باش يأخذ الأمور بغاية الجدية عبر إعلان حالة الطوارئ الصحّية، يطلب النجدة الدولية ويفتح كل المسالك الديبلوماسية لجلب التلاقيح في الإبان نشريوها بفلوسنا أما تستعمل كل الوسائل الديبلوماسية لجلبها”.
وأكدت على أن الوضع لا يحتمل انتظار وصول شحنات في أوقات متفرقة مشددة على انه لو قبل العالم بمساعدة تونس لانتهت حملة التلاقيح في غضون 3 أشهر.
قبل ذلك صدرت الدعوة من رئيس حزب مشروع تونس محسن مرزوق الذي دون أيضا "أدعو حكام تونس أن يوجهوا فورا نداء للتضامن الدولي لطلب الدعم والمساعدة في مواجهة الموجة الحالية للوباء.. الهند دولة أقوى منا بما لا يقاس، ووجهت نداء استغاثة في عزّ الأزمة لحماية شعبها..الدولة عادي تطلب المساعدة وقت الجوائح والكوارث. ماهوش عيب".
مضيفا "من جهة أخرى وبعد أكثر من سنة من طلبي الأول، أكرّر: يجب أن تذهب كل إمكانياتنا لدعم معركتنا الصحية والاقتصادية ضد الوباء. لهذا بعد إطلاق نداء الاستغاثة الدولي، يجب التفاوض فورا على تأجيل سداد الديون أو على الأقل فوائدها...فنحن قد نحتاج لحجر صحي شامل قريبا. والحجر تلزمه أموال..".
تسخير كل الطاقات
تبدو اليوم مشاركة تونس في بعض المناسبات الدولة فرصة سانحة للضغط في اتجاه طلب مساعدة المجتمع الدولي لتمكين تونس من اقتناء التلاقيح فعلي سبيل المثال مشاركة وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج عثمان الجرندي أمس واليوم في الاجتماع الوزاري حول التحالف الدولي ضدّ داعش وفي اجتماعات وزراء الشؤون الخارجية والتعاون من أجل التنمية لمجموعة العشرين G20. تعد فرصة هامة لطلب الوقوف إلى جانب تونس لتكون قادرة في مرحلة موالية على المشاركة في مجهود مكافحة الإرهاب وغيرها من المسائل التي تؤرق المجتمع الدولي وتتطلب تضامنا بين الدول وتنسيقا إقليميا ودوليا.
المطلوب أيضا استغلال أمثل لبعض الأطر الأخرى لاستحثاث مساعدة تونس على غرار لجان الصداقة البرلمانية مع عديد الدول والعمل على دعم بعض المبادرات الخاصة التي يطلقها التونسيون بالخارج لجلب المعدات والمساعدات الطبية.
ولتعبئة المتطوعين من داخل تونس ومن خارجها يتعين على ممثلي تونس بالخارج من جميع الهياكل التحرك للتنسيق مع الراغبين في مساعدة تونس لتوفير الدعم والتسهيلات والتجند لهذه المهمة.
يذكر في هذا الصدد أن الدكتورة سميّة دوار وهي طبيبة مقيمة بإيطاليا أطلقت مؤخرا حملة "أصدقاء الدكتورة سمية" من خلال دار التونسي بإيطاليا لجمع إعانات طبية وأيضا لمحاولة جلب أطباء تونسيين وإيطاليين من أصدقاء تونس للمساعدة في الإحاطة بمرضى كورونا ومعاضدة مجهودات الإطار الطبي وشبه الطبي.
وكانت الدكتورة سمية قد أكدت في تصريح إذاعي أمس أن تحرك الدولة التونسية لإرسال طلبات إغاثة سيسهل العملية أكثر لتتحرك القنوات الدبلوماسية للتسريع في تذليل الصعوبات التي تعترض مثل هذه المبادرات الخاصة.
م.ي
تونس-الصباح
لا حل غير التلقيح المكثف في المقابل التلاقيح غير متوفرة بالكميات الكافية وفي الوقت اللازم هذه هي حقيقة المعادلة المفقودة اليوم في تونس لمواجهة تسونامي كورونا مع تفشي المتحور دلتا وقرب انتشاره وسيطرته على الوضع الوبائي في تونس نظرا لسرعة وسهولة انتشار هذا المتحور بشهادة جميع الأطباء.
وتظل القنوات الطبيعية البيروقراطية وطنا وعالميا غير قادرة على توفير حاجياتنا من التلاقيح رغم ناقوس الخطر الذي تدقه اليوم حتى منظمة الصحة العالمية في علاقة بالوضع في تونس وتحذيرها من خطورة التطور الوبائي في تونس مقابل منظومة صحية ضعيفة غير قادرة على مواجهة هذا الضغط المتنامي من طلب الإسعافات والإنعاش.
وقد أقر أكد إيف سوتيران ممثل منظمة الصحة العالمية بتونس بضعف حصول تونس على التلاقيح عبر القنوات المتوفرة حيث ذكّر بأن تونس تحصلت إلى حدود اليوم على 604 آلاف جرعة من التلقيح ضمن مبادرة “كوفاكس” لافتا إلى أن هذه الكمية أقل من الكمية التي كان من المنتظر أن تتحصل عليها إلى حدود شهر جوان والمحددة بـ 750 ألف جرعة مؤكدا أنها ستتحصل خلال الفترة القادمة على الكمية الباقية والتي تفوق 140 ألف جرعة. مضيفا خلال حضوره مؤخرا في لجنة الصحة بالبرلمان أن تونس ستتحصل على كميات إضافية أخرى من التلاقيح ضمن مبادرة كوفاكس تقدر بـ 324 ألف جرعة. لكن قطعا لن يكون ذلك الآن أو في القريب العاجل بل قد تتطلب المسألة شهرا إضافيا أو أكثر.
والسؤال الملح هنا هل يتحمل الوضع الوبائي الانتظار وهل ستصمد أكثر منظومتنا الصحية أم ستنهار مما يفتح البلاد على مخاطر لا حد لها؟
والسؤال الأهم ماذا تنتظر الدولة التونسية للمضي في خيارات أخرى وبدائل عاجلة لتوفير التلاقيح بالسرعة والكميات الكافية؟ ولماذا هذا التردد والتراخي في طلب الإغاثة الدولية وتجنيد كل القنوات الدبلوماسية للحشد لمساعدة تونس في هذه المحنة ؟ والسؤال الأشمل أين هم أصدقاء تونس؟
دعم تونس
يتذكر الجميع أنه بإذن من رئيس الجمهورية قيس سعيد القائد الأعلى للقوات المسلحة تم يوم 11 أفريل 2020 إرسال بعثة طبية تونسية إلى ايطاليا لمعاضدة مجهودات الأطباء الإيطاليين في مقاومة تفشى فيروس كورونا إبان ذروة الأزمة حينها في إيطاليا.
وذكرت حينها رئاسة الجمهورية في بلاغ لها أن "المبادرة جاءت على إثر الاتصال الهاتفي الذي قام به رئيس الجمهورية بالرئيس الايطالي سارجيو ماتاريلا Sergio Mattarella وتناول فيه الوضع الصحي في إيطاليا وفي تونس والوضع الصحي في العالم كله.
وقد أعرب رئيس الجمهورية خلال هذا الاتصال عن استعداد تونس لإرسال وفد طبي لمعاضدة جهود السلطات الإيطالية على الرغم من تواضع الإمكانيات المتوفرة في تونس، لأن الوضع اليوم في العالم يتعلق بالأمم كلها لا بدولة واحدة".
وضم حينها الوفد أطباء متطوعين مختصين في التخدير والإنعاش وفي الأمن البيولوجي وأيضا ممرضين متطوعين مختصين في الإنعاش الطبي وفي التخدير والإنعاش.
اليوم يبدو الوضع في تونس أكثر دقة من إيطاليا حينها في ظل تحذيرات الأطباء والمخاوف من سيناريوهات مرعبة وفوضى في صورة انهيار المنظومة الصحية، في المقابل لا مبادرات تذكر في سياق بحث تونس عن حث المجتمع الدولي على مساعدة تونس خاصة في توفير التلاقيح وأيضا في دعم الإطار الطبي لا سيما في اختصاص الإنعاش لأن المعضلة في بعض الجهات اليوم هو الافتقاد للكفاءات الطبية المختصة للإشراف على الأسرة التي يمكن توفيرها بمجهودات استثنائية.
دعوات متكررة
تكررت في الآونة الأخيرة الدعوات لتوجه الدولة التونسية إلى طلب الإغاثة العالمية كما فعلت سابقا إيطاليا والهند دون أن تتحرك السلطات الرسيمة إلى حد الآن. وجاءت هذه النداءات من جهات طبية على غرار دعوة الدكتورة سمر صمود بمعهد باستور، يوم الأحد الفارط للرئاسات الثلاث.
حيث دونت الدكتورة صمود على صفحتها الرسمية بموقع “فايسبوك”: “حان الوقت بالنسبة للثلاثي الماسك بالحكم باش يأخذ الأمور بغاية الجدية عبر إعلان حالة الطوارئ الصحّية، يطلب النجدة الدولية ويفتح كل المسالك الديبلوماسية لجلب التلاقيح في الإبان نشريوها بفلوسنا أما تستعمل كل الوسائل الديبلوماسية لجلبها”.
وأكدت على أن الوضع لا يحتمل انتظار وصول شحنات في أوقات متفرقة مشددة على انه لو قبل العالم بمساعدة تونس لانتهت حملة التلاقيح في غضون 3 أشهر.
قبل ذلك صدرت الدعوة من رئيس حزب مشروع تونس محسن مرزوق الذي دون أيضا "أدعو حكام تونس أن يوجهوا فورا نداء للتضامن الدولي لطلب الدعم والمساعدة في مواجهة الموجة الحالية للوباء.. الهند دولة أقوى منا بما لا يقاس، ووجهت نداء استغاثة في عزّ الأزمة لحماية شعبها..الدولة عادي تطلب المساعدة وقت الجوائح والكوارث. ماهوش عيب".
مضيفا "من جهة أخرى وبعد أكثر من سنة من طلبي الأول، أكرّر: يجب أن تذهب كل إمكانياتنا لدعم معركتنا الصحية والاقتصادية ضد الوباء. لهذا بعد إطلاق نداء الاستغاثة الدولي، يجب التفاوض فورا على تأجيل سداد الديون أو على الأقل فوائدها...فنحن قد نحتاج لحجر صحي شامل قريبا. والحجر تلزمه أموال..".
تسخير كل الطاقات
تبدو اليوم مشاركة تونس في بعض المناسبات الدولة فرصة سانحة للضغط في اتجاه طلب مساعدة المجتمع الدولي لتمكين تونس من اقتناء التلاقيح فعلي سبيل المثال مشاركة وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج عثمان الجرندي أمس واليوم في الاجتماع الوزاري حول التحالف الدولي ضدّ داعش وفي اجتماعات وزراء الشؤون الخارجية والتعاون من أجل التنمية لمجموعة العشرين G20. تعد فرصة هامة لطلب الوقوف إلى جانب تونس لتكون قادرة في مرحلة موالية على المشاركة في مجهود مكافحة الإرهاب وغيرها من المسائل التي تؤرق المجتمع الدولي وتتطلب تضامنا بين الدول وتنسيقا إقليميا ودوليا.
المطلوب أيضا استغلال أمثل لبعض الأطر الأخرى لاستحثاث مساعدة تونس على غرار لجان الصداقة البرلمانية مع عديد الدول والعمل على دعم بعض المبادرات الخاصة التي يطلقها التونسيون بالخارج لجلب المعدات والمساعدات الطبية.
ولتعبئة المتطوعين من داخل تونس ومن خارجها يتعين على ممثلي تونس بالخارج من جميع الهياكل التحرك للتنسيق مع الراغبين في مساعدة تونس لتوفير الدعم والتسهيلات والتجند لهذه المهمة.
يذكر في هذا الصدد أن الدكتورة سميّة دوار وهي طبيبة مقيمة بإيطاليا أطلقت مؤخرا حملة "أصدقاء الدكتورة سمية" من خلال دار التونسي بإيطاليا لجمع إعانات طبية وأيضا لمحاولة جلب أطباء تونسيين وإيطاليين من أصدقاء تونس للمساعدة في الإحاطة بمرضى كورونا ومعاضدة مجهودات الإطار الطبي وشبه الطبي.
وكانت الدكتورة سمية قد أكدت في تصريح إذاعي أمس أن تحرك الدولة التونسية لإرسال طلبات إغاثة سيسهل العملية أكثر لتتحرك القنوات الدبلوماسية للتسريع في تذليل الصعوبات التي تعترض مثل هذه المبادرات الخاصة.