تعيش تونس منذ أشهر على وقع أزمة سياسية خانقة زادت البلاد غرقا جراء ما تمر به بسبب الوضع الصحي المتدهور .
ويبدو وفقا للمؤشرات السياسية والصحية فان الاشهر القادمة ستكون ساخنة على جميع الاصعدة وحتى ان اللقاء الأخير الذي جمع رئيس الجمهورية قيس سعيد برئيس حركة النهضة ورئيس مجلس نواب الشعب راشد الغنوشي لم يساهم في حلّ الازمة .
وحول موقفه من الوضع بالساحة السياسية وردا على اتهام محمد عبو للنهضة بانها كارثة رد سمير ديلو في الحوار التالي مع "الصباح نيوز" على جملة هذه النقاط:
يبدو أن لقاء رئيس الجمهورية برئيس حركة النهضة لم يساهم في حلحلة الأزمة ولم تظهر اي بوادر انفراج. ماهو تقييمكم للقاء؟ وهل ترى ان هناك إمكانية لحل الأزمة؟
ما بلغته الأزمة من تعقيد كان نتيجة مراكمة لأخطاء وتصعيد ورفض للحوار ، ولا يمكن أن يكون الحلّ وليد مقابلةٍ ما كان لها - في ظروف أخرى - أن تشكّل حدثا يُتَوقّف عنده بالتّحليل وتوقّع المفاجآت السّارّة ..
شخصيّا ، كنت أنتظر بعض التّصريحات التّصعيديّة بعد المقابلة ولم يخيّب أصحابها ظنّي ..!
الواقع - للأسف الشّديد - بصدد تخييب آمال المتفائلين ..!
رئيس الجمهورية أكد انه خارج الحسابات السياسية المفتعلة وثابت على المبادئ التي انطلق منها. ماهو رايكم؟
هذا خطابه المستقرّ والمنتظر ، ويجب احترامه ، ولكن ..
موقعه يجعلنا ننتظر منه مقترحات حلول ومساعي للبدء - على الأقلّ - في الخطوات الأولى لتجاوز الجمود ..
هل يمكن لحكومة سياسية جديدة بقيادة هشام المشيشي ان تحل الأزمة خاصة في ظل التوتر بينه وبين سعيد؟
أهمّ سؤال في تقديري ليس : ماذا ؟ ، بل : كيف ؟
الصّيغ النّظريّة المغرية لبعض الفاعلين لا معنى لها دون تصوّر لآليّة تنزيلها في الواقع ، خاصّة أنّ خياري المغالبة والمرور بقوّة لا معنى لهما.. ولو كانا ممكنين لتمّ اللًجوء لهما منذ أشهر طويلة ..!
ماهو موقفكم من تغيير النظام السياسي والانتخابي بالبلاد والاستغناء عن دستور ما بعد الثورة؟
ليس هناك نظام سياسي مقدّس ، وفعاليّة الأنظمة السّياسيّة نسبيّة وتخضع لمؤثّرات عديدة ويجب أن تكون الإختيارات محلّ مراجعة كلّما اقتضى الأمر ذلك .. ولكن يجب أن يكون ذلك وفق شروط ثلاث :
أن يكون التّقييم موضوعيّا لا يُبنى على مصادرات تستبطن رفضا لواقع وسعيا لفرض واقع جديد بناء على تقدير غير محكوم بما يُفترض أن يكون المصلحة الوطنيّة ..
أن تكون آليّة المراجعة محكومة بالآليّات الدّيمقراطيّة وفي إطار احترام أحكام الدّستور .
أن يكون ذلك نابعا من حوار جادّ وممثّل لأهمّ القوى السياسيّة والإجتماعيّة دون إقصاء ..
أمّا عن القانون الإنتخابي فهو يحتاج حتما لتعديلات جوهريّة تضفي مزيد الشّفافيّة والنّزاهة على كامل مراحل الفترة الإنتخابيّة تمويلا وترشّحا ورقابة وتغطية إعلاميّة وتقسيما للدّوائر ..
محمد عبو أعلن امس ان حركة النهضة كارثة وهي الاكثر قُدرة على تجميع الأموال وتبييضها وأخذت مكان بن علي. ماهو ردكم؟
محمد عبّو رجل جدير بالإحترام مهما كانت قسوة أحكامه ومهما كان جنوحه - أحيانا - للمبالغة والتّعميم ..
هو حرّ في تقييمه لحركة النّهضة في تموقعها وأدائها وأطروحاتها .. ولكنّ اتّهاماته الخطيرة تحتاج إثباتا أو - على الأقلّ - قرائن قويّة وإلاّ كانت من قبيل ما تعجّ به الساحة من تقاذف بالتّهم بين الفرقاء السّياسيّين .. وقد سبق لي أن وعدته إن قدّم لي - هو أو أحد أصدقائه أو من يوافقه في ما يوجّهه من تهم - ما يُثبت صلابة هذه الإتّهامات ضدّ أيّ شخص في حركة النّهضة - مهما كان موقعه - فلن أتردّد لحظة واحدة في التّشهير به والمطالبة بتتبّعه ..
اميرة الدريدي