سجلت تونس إصابات بالمتحورات الأربع التي تعتبر منظمة الصحة العالمية أنها المتحورات المثيرة للقلق اليوم في العالم وهي 6 حالات بالمتحور دلتا (ظهر في الهند) وحالة واحدة من المتحور غاما (ظهر في البرازيل) وحالات متفرقة بالمتحور "بيتا" (ظهر في جنوب إفريقيا) والمتحور "ألفا" (ظهر في بريطانيا) وهو أول متحور خطير يسجل حضوره في تونس. وقد أعلنت وزارة الصحة تسجيل ست إصابات إلى حد الآن بالمتحور "دلتا". متحور تحذر من خطورته الأستاذة الجامعية الاستشفائية المبرّزة في المناعة بمعهد باستور تونس، سمر صمود. كما أن سرعة انتشار هذه المتحورات قد تكون وراء ارتفاع حالات الإصابة مؤخرا في تونس وهو ارتفاع دفع عضو اللجنة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا أمان الله المسعدي إلى الحديث عن أن تونس مهددة بـ " تسونامي كوفيد -19"، سنحاول في هذا المقال التفسيري أن نقدم أهم المعلومات العلمية المعروفة عن متحور "دلتا" الذي يتخوف الخبراء من خطورته وما تقوله الدراسات العلمية عنه إلى حد اليوم.
كيف هو الوضع في تونس؟
وفق التقطيع الجيني الجزئي لعينة من التحاليل الإيجابية تم تسجيل 6 حالات إصابة بالمتحور "دلتا" ولا يتم الجزم إلا بالتقطيع الجيني الكامل. وبحسب مديرة مرصد الأمراض الجديدة والمستجدة نصاف بن علية في الندوة الصحفية التي تم فيها أمس إعلان الإجراءات الأخيرة الخاصة بمجابهة فيروس كورونا فإنه إلى حد الآن عمليات التقطيع الجيني تشير إلى أن المتحور "ألفا" هو الذي يسجل حضوره أكثر من المتحورات الأخرى. وقد صرح عضو اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا الهاشمي الوزير لـ"موزاييك إف إم" أن "علامات تواجد سلالة خطيرة متغيرة متوقع منذ الانتشار الكبير للفيروس وارتفاع نسبة الحالات الخطيرة".
لماذا يصنف المتحور "دلتا" خطيرا؟
يعتبر هذا المتحور خطيرا نتيجة لسرعة انتشاره وحاجة أكبر للبقاء في المستشفى جراء الإصابة به. تشير الدراسات العلمية إلى أن المتحور "دلتا" لديه قدرة على الانتشار بـ60%أكثر من المتحور "ألفا" (الذي يعرف بسرعة انتشاره مقارنة بالفيروس الأصلي). وتشير الدلائل الأولية في بريطانيا مثلا -بحسب الخبراء- إلى أن الأشخاص المصابين بدلتا من المرجح أن ينتهي بهم المطاف في المستشفى بمقدار الضعف مقارنة بالمصابين بفيروس "ألفا".
ما هي أعراض المتحور "دلتا"؟
الصداع والتهاب الحلق وسيلان الأنف هي أهم أعراض الإصابة بالمتحور دلتا، إذ هناك بعض الأدلة العلمية التي تشير إلى أن أعراض المتغير الجديد تختلف قليلا عن أعراض فيروس كورونا "الكلاسيكية" مثل الحمى والسعال وفقدان حاسة الشم أو التذوق وفقا لهيئة صحية بريطانية. وقد صرحت الأستاذة صمود لوكالة تونس إفريقيا للأنباء أن أعراض المتحور دلتا تتمثل في أوجاع في الرأس والعضلات والإسهال ويمكن الشعور أيضا بفقدان حاستي الشم والتذوق. وهي أعراض شبيهة بنزلة البرد، ولذلك أوصت في أكثر من مداخلة إعلامية كل من يشعر بأعراض نزلة البرد أن يتحسبوا لاحتمال الإصابة بكورونا وأن يلتزموا بالعزل الذاتي.
وكانت السلطات الهندية قد أكدت أن الأطفال والمراهقين وأولئك في الفئات العمرية 30-39 يمكن أن يصابوا به.
هل اللقاحات ناجعة ضد هذا المتحور؟
يتسم المتحور دلتا بمقاومة معتدلة للقاحات، خاصة عند الأشخاص الذين تلقوا جرعة واحدة فقط. فقد توصلت دراسة بريطانية نشرت في 22 ماي الفارط، أن جرعة واحدة من لقاح أستراتزينيكا أو لقاح فايزر قللت من خطر إصابة الشخص بالأعراض الناتجة عن متغير دلتا بنسبة 33%، وتبقى الحماية أكبر بالنسبة إلى المتحور ألفا حيث تصل النسبة إلى 50%. عززت جرعة ثانية من لقاح أسترازينيكا الحماية ضد دلتا إلى 60% (مقارنة بـ 66% ضد ألفا) ، بينما كانت جرعتان من لقاح فايزر فعالين بنسبة 88% (مقارنة بـ 93% ضد ألفا).
وتشير هيئة الصحة البريطانية إلى أن التلقيح بجرعتين ناجع بشكل كبير في الحد من الحاجة إلى البقاء في المستشفى في حالة الإصابة بهذا المتحور.
وبالرغم من أن اللقاحات تبدو أكثر نجاعة نسبيا ضد متغير ألفا مقارنة بدلتا، فإن منظمة الصحة العالمية توصي بضرورة التطعيم حتى وإن لم يكن هنالك جزم حول مدى نجاعتها بالنسبة إلى المتغيرات الحالية الخطيرة أو التي يمكن أن تظهر وتقول "يجب أن نواصل التطعيم حتى لو كانت اللقاحات أقل فعالية إلى حد ما ضد بعض متغيرات فيروس كوفيد-19."
كيف هو الوضع في البلدان التي سجلت إصابات به؟
الوضع كان خطيرا جدا في الهند حيث ظهر هذا المتغير. في بريطانيا غيّر هذا المتحور من مخططات العودة إلى الحياة الطبيعية بعد الغلق. فقد أدت إجراءات الحجر إلى تراجع أعداد حالات الإصابة بفيروس كوفيد -19 ودخول المستشفيات والوفيات بشكل حاد، وأيضا سياسة تطعيم توصف بالسريعة. ولكن هذه المخططات تغيرت بعد أن تسبب هذا المتحور في موجة ثالثة في البلاد، تأخير إعادة الانفتاح الكامل للمجتمع الذي كان من المقرر في 21 جوان الحالي إلى شهر جويلية. وهنالك بلدان سجلت أيضا إصابات بهذا المتحور في صفوف المطعمين.
أين يوجد حاليا؟
بحسب التحديث الوبائي الأسبوعي لـ كوفيد-19 الذي أصدرته منظمة الصحة العالمية في 22 جوان الحالي أنه على مستوى العالم، تم الإبلاغ عن المتحور ألفا في 170 دولة أو إقليم أو منطقة، وبيتا في 119 دولة، وغاما في 71 دولة ودلتا في 85 الدول. ولكن يتوقع العلماء أن يصبح المتحور "دلتا" هو الأكثر انتشارا في العالم.
أروى الكعلي
تونس-الصباح
سجلت تونس إصابات بالمتحورات الأربع التي تعتبر منظمة الصحة العالمية أنها المتحورات المثيرة للقلق اليوم في العالم وهي 6 حالات بالمتحور دلتا (ظهر في الهند) وحالة واحدة من المتحور غاما (ظهر في البرازيل) وحالات متفرقة بالمتحور "بيتا" (ظهر في جنوب إفريقيا) والمتحور "ألفا" (ظهر في بريطانيا) وهو أول متحور خطير يسجل حضوره في تونس. وقد أعلنت وزارة الصحة تسجيل ست إصابات إلى حد الآن بالمتحور "دلتا". متحور تحذر من خطورته الأستاذة الجامعية الاستشفائية المبرّزة في المناعة بمعهد باستور تونس، سمر صمود. كما أن سرعة انتشار هذه المتحورات قد تكون وراء ارتفاع حالات الإصابة مؤخرا في تونس وهو ارتفاع دفع عضو اللجنة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا أمان الله المسعدي إلى الحديث عن أن تونس مهددة بـ " تسونامي كوفيد -19"، سنحاول في هذا المقال التفسيري أن نقدم أهم المعلومات العلمية المعروفة عن متحور "دلتا" الذي يتخوف الخبراء من خطورته وما تقوله الدراسات العلمية عنه إلى حد اليوم.
كيف هو الوضع في تونس؟
وفق التقطيع الجيني الجزئي لعينة من التحاليل الإيجابية تم تسجيل 6 حالات إصابة بالمتحور "دلتا" ولا يتم الجزم إلا بالتقطيع الجيني الكامل. وبحسب مديرة مرصد الأمراض الجديدة والمستجدة نصاف بن علية في الندوة الصحفية التي تم فيها أمس إعلان الإجراءات الأخيرة الخاصة بمجابهة فيروس كورونا فإنه إلى حد الآن عمليات التقطيع الجيني تشير إلى أن المتحور "ألفا" هو الذي يسجل حضوره أكثر من المتحورات الأخرى. وقد صرح عضو اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا الهاشمي الوزير لـ"موزاييك إف إم" أن "علامات تواجد سلالة خطيرة متغيرة متوقع منذ الانتشار الكبير للفيروس وارتفاع نسبة الحالات الخطيرة".
لماذا يصنف المتحور "دلتا" خطيرا؟
يعتبر هذا المتحور خطيرا نتيجة لسرعة انتشاره وحاجة أكبر للبقاء في المستشفى جراء الإصابة به. تشير الدراسات العلمية إلى أن المتحور "دلتا" لديه قدرة على الانتشار بـ60%أكثر من المتحور "ألفا" (الذي يعرف بسرعة انتشاره مقارنة بالفيروس الأصلي). وتشير الدلائل الأولية في بريطانيا مثلا -بحسب الخبراء- إلى أن الأشخاص المصابين بدلتا من المرجح أن ينتهي بهم المطاف في المستشفى بمقدار الضعف مقارنة بالمصابين بفيروس "ألفا".
ما هي أعراض المتحور "دلتا"؟
الصداع والتهاب الحلق وسيلان الأنف هي أهم أعراض الإصابة بالمتحور دلتا، إذ هناك بعض الأدلة العلمية التي تشير إلى أن أعراض المتغير الجديد تختلف قليلا عن أعراض فيروس كورونا "الكلاسيكية" مثل الحمى والسعال وفقدان حاسة الشم أو التذوق وفقا لهيئة صحية بريطانية. وقد صرحت الأستاذة صمود لوكالة تونس إفريقيا للأنباء أن أعراض المتحور دلتا تتمثل في أوجاع في الرأس والعضلات والإسهال ويمكن الشعور أيضا بفقدان حاستي الشم والتذوق. وهي أعراض شبيهة بنزلة البرد، ولذلك أوصت في أكثر من مداخلة إعلامية كل من يشعر بأعراض نزلة البرد أن يتحسبوا لاحتمال الإصابة بكورونا وأن يلتزموا بالعزل الذاتي.
وكانت السلطات الهندية قد أكدت أن الأطفال والمراهقين وأولئك في الفئات العمرية 30-39 يمكن أن يصابوا به.
هل اللقاحات ناجعة ضد هذا المتحور؟
يتسم المتحور دلتا بمقاومة معتدلة للقاحات، خاصة عند الأشخاص الذين تلقوا جرعة واحدة فقط. فقد توصلت دراسة بريطانية نشرت في 22 ماي الفارط، أن جرعة واحدة من لقاح أستراتزينيكا أو لقاح فايزر قللت من خطر إصابة الشخص بالأعراض الناتجة عن متغير دلتا بنسبة 33%، وتبقى الحماية أكبر بالنسبة إلى المتحور ألفا حيث تصل النسبة إلى 50%. عززت جرعة ثانية من لقاح أسترازينيكا الحماية ضد دلتا إلى 60% (مقارنة بـ 66% ضد ألفا) ، بينما كانت جرعتان من لقاح فايزر فعالين بنسبة 88% (مقارنة بـ 93% ضد ألفا).
وتشير هيئة الصحة البريطانية إلى أن التلقيح بجرعتين ناجع بشكل كبير في الحد من الحاجة إلى البقاء في المستشفى في حالة الإصابة بهذا المتحور.
وبالرغم من أن اللقاحات تبدو أكثر نجاعة نسبيا ضد متغير ألفا مقارنة بدلتا، فإن منظمة الصحة العالمية توصي بضرورة التطعيم حتى وإن لم يكن هنالك جزم حول مدى نجاعتها بالنسبة إلى المتغيرات الحالية الخطيرة أو التي يمكن أن تظهر وتقول "يجب أن نواصل التطعيم حتى لو كانت اللقاحات أقل فعالية إلى حد ما ضد بعض متغيرات فيروس كوفيد-19."
كيف هو الوضع في البلدان التي سجلت إصابات به؟
الوضع كان خطيرا جدا في الهند حيث ظهر هذا المتغير. في بريطانيا غيّر هذا المتحور من مخططات العودة إلى الحياة الطبيعية بعد الغلق. فقد أدت إجراءات الحجر إلى تراجع أعداد حالات الإصابة بفيروس كوفيد -19 ودخول المستشفيات والوفيات بشكل حاد، وأيضا سياسة تطعيم توصف بالسريعة. ولكن هذه المخططات تغيرت بعد أن تسبب هذا المتحور في موجة ثالثة في البلاد، تأخير إعادة الانفتاح الكامل للمجتمع الذي كان من المقرر في 21 جوان الحالي إلى شهر جويلية. وهنالك بلدان سجلت أيضا إصابات بهذا المتحور في صفوف المطعمين.
أين يوجد حاليا؟
بحسب التحديث الوبائي الأسبوعي لـ كوفيد-19 الذي أصدرته منظمة الصحة العالمية في 22 جوان الحالي أنه على مستوى العالم، تم الإبلاغ عن المتحور ألفا في 170 دولة أو إقليم أو منطقة، وبيتا في 119 دولة، وغاما في 71 دولة ودلتا في 85 الدول. ولكن يتوقع العلماء أن يصبح المتحور "دلتا" هو الأكثر انتشارا في العالم.