إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

رأي /في بلد العجائب ..20 صينيا يبنون سدا في الكاف ..وآلاف الأجراء في شركات البستنة والحضائر لا إنتاج لهم ..

 

 

بقلم :منجي الحرباوي

 

 

 

كتب النائب الأسبق بمجلس نواب الشعب عن "نداء تونس" ،منجي الحرباوي رأيا حول التواكل في العمل واهدار الرواتب دون انتاج ولا إنتاجية وقدم أمثلة على ذلك ،بناء على قصة حقيقية اعترضته في طريقه في جهة ملاق من ولاية الكاف ..وهذا ما كتبه :

 

 

 

.."وأنت في طريقك متجها من مدينة الكاف إلى معتمدية الطويرف ترى بأم عينك مشروعا ضخما بصدد الانجاز أويشارف على الانتهاء ..مشروع سد وادي ملاق العلوي بتكلفة قدرت ب 277 مليار... سيلفت انتباهك أن الشركة القائمة بالإنجاز شركة صينية والأغرب هو أن عدد الصينيين هناك لا يتجاوز العشرين شخص ينجزون السد بالاستعانة بعدد بسيط جدا من العمال بالجهة الذين يعملون في الحراسة وبعض الاعمال البسيطة الاخرى .

 

والأغرب أن نسق الانجاز سريع ومنظم والتقنيات بسيطة لكن بطريقة متقنة وحرفية جدا .. المشهد أو ما يتحقق يجعلك تندهش ثم تتساءل ، كيف لعشرين صينيا ان ينجزوا سدا بهذه التقنيات المعقدة وبهذا الحجم العظيم وبهذه المواصفات أيضا ... وستطرح السؤال مرات و مرات...

 

 لكن ،وفي الاثناء سيتبادر إلى ذهنك الأغرب من هذا كله وهو انه في المقابل نجد في تونس أكثر من 16000 عامل واطار بشركات البستنة بتونس يتكلفون على الدولة التونسية اكثر من 1000 مليون دينار سنويا دون أن يكون لهم عمل و انجاز يذكر منذ سنة 2008 ولو غراسة شجرة واحدة ..

 

 كذلك نجد أكثر من 84000 عامل حضائر قار و ظرفي بمستوى انتاج هزيل جدا ولا يكاد يذكر ... زد على ذلك أكثر من 21000 عامل واطار تحت عنوان الأليات القارة والظرفية 16 و 20 والتربصات وعقود مهنية ظرفية ( عقد الكرامة ... ) ...

 

 

 

كل ذلك يتكلف على الدولة ودافع الضرائب مئات المليارات من المليمات لكن بدون انتاج يذكر ... فكيف لدولة تريد ان تنهض من كبوتها وهي من تكرس منظومة ترتكز على التواكل و الانتهازية و المكافأة على عدم الانتاج والانتاجية وصناعة التواكل و البخل والبطالة المقننة و المقنعة ...

 

 فهل لنا ان تعلم من الشعوب الاخرى قيم العمل و الانتاج و التفاني ..؟؟ وهل للدولة ان تعيد سياساتها ونظرتها الفاشلة القاصرة المستندة للحلول الفاشلة ؟؟؟ أما آن لهذه الدولة ان تتخلى عن لعب دور الدولة المرضعة ... ؟؟

 

كيف لنا ان ننظر للمستقبل بدون اعلاء قيمة العمل والانتاج .!؟

رأي /في بلد العجائب ..20 صينيا يبنون سدا في الكاف ..وآلاف الأجراء  في شركات البستنة والحضائر لا إنتاج لهم ..

 

 

بقلم :منجي الحرباوي

 

 

 

كتب النائب الأسبق بمجلس نواب الشعب عن "نداء تونس" ،منجي الحرباوي رأيا حول التواكل في العمل واهدار الرواتب دون انتاج ولا إنتاجية وقدم أمثلة على ذلك ،بناء على قصة حقيقية اعترضته في طريقه في جهة ملاق من ولاية الكاف ..وهذا ما كتبه :

 

 

 

.."وأنت في طريقك متجها من مدينة الكاف إلى معتمدية الطويرف ترى بأم عينك مشروعا ضخما بصدد الانجاز أويشارف على الانتهاء ..مشروع سد وادي ملاق العلوي بتكلفة قدرت ب 277 مليار... سيلفت انتباهك أن الشركة القائمة بالإنجاز شركة صينية والأغرب هو أن عدد الصينيين هناك لا يتجاوز العشرين شخص ينجزون السد بالاستعانة بعدد بسيط جدا من العمال بالجهة الذين يعملون في الحراسة وبعض الاعمال البسيطة الاخرى .

 

والأغرب أن نسق الانجاز سريع ومنظم والتقنيات بسيطة لكن بطريقة متقنة وحرفية جدا .. المشهد أو ما يتحقق يجعلك تندهش ثم تتساءل ، كيف لعشرين صينيا ان ينجزوا سدا بهذه التقنيات المعقدة وبهذا الحجم العظيم وبهذه المواصفات أيضا ... وستطرح السؤال مرات و مرات...

 

 لكن ،وفي الاثناء سيتبادر إلى ذهنك الأغرب من هذا كله وهو انه في المقابل نجد في تونس أكثر من 16000 عامل واطار بشركات البستنة بتونس يتكلفون على الدولة التونسية اكثر من 1000 مليون دينار سنويا دون أن يكون لهم عمل و انجاز يذكر منذ سنة 2008 ولو غراسة شجرة واحدة ..

 

 كذلك نجد أكثر من 84000 عامل حضائر قار و ظرفي بمستوى انتاج هزيل جدا ولا يكاد يذكر ... زد على ذلك أكثر من 21000 عامل واطار تحت عنوان الأليات القارة والظرفية 16 و 20 والتربصات وعقود مهنية ظرفية ( عقد الكرامة ... ) ...

 

 

 

كل ذلك يتكلف على الدولة ودافع الضرائب مئات المليارات من المليمات لكن بدون انتاج يذكر ... فكيف لدولة تريد ان تنهض من كبوتها وهي من تكرس منظومة ترتكز على التواكل و الانتهازية و المكافأة على عدم الانتاج والانتاجية وصناعة التواكل و البخل والبطالة المقننة و المقنعة ...

 

 فهل لنا ان تعلم من الشعوب الاخرى قيم العمل و الانتاج و التفاني ..؟؟ وهل للدولة ان تعيد سياساتها ونظرتها الفاشلة القاصرة المستندة للحلول الفاشلة ؟؟؟ أما آن لهذه الدولة ان تتخلى عن لعب دور الدولة المرضعة ... ؟؟

 

كيف لنا ان ننظر للمستقبل بدون اعلاء قيمة العمل والانتاج .!؟

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews