أكد الاستاذ مختار الجماعي محامي رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي المودع بالسجن المدني بالمرناقية في تصريح لـ"الصباح نيوز" أنه بوصفه عضو لسان الدفاع عنه فانه يؤكد وجود ملف تحقيقي يخص ما سمي بـ"ملف الجهاز السري" لحركة النهضة والشاكي فيه هو حزب الديمقراطيين الموحد "الوطد" الى جانب هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي.
وأضاف الاستاذ الجماعي أن قضية "الجهاز السري" هي ملف قديم وهو لا يعرف سبب تحركه الان، فضلا عن أنه لم يقع اعلامهم رسميا بصدور بطاقة الايداع ضد منوبه وانما اطلعوا عليها كغيرهم من عموم المواطنين من خلال انتشارها عبر وسائل الاعلام.
وشدد الاستاذ الجماعي على أنه من الناحية القانونية الصرفة فانه لا يستطيع تأكيد أو نفي هاته البطاقة، مضيفا بالقول "لو صح صدورها فإنها ستكون ثالث البطاقات الصادرة ضد رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي".
وذكّر الاستاذ الجماعي بالبطاقات الصادرة ضد راشد الغنوشي حيث كانت أول بطاقة صدرت عن قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس بناء على الملف المسمى بـ"المسامرة" أو المعروف بـ"التآمر على أمن الدولة" وذلك في 20 أفريل الماضي والثانية صدرت عن مكتب التحقيق بابتدائية سوسة2 بتاريخ 9 ماي الفارط في قضية ما يسمى بـ"انستالينغو" وتأتي البطاقة الثالثة في ملف الجهاز السري لتأكد الابقاء عليه موقوفا –وفق تعبيره-.
وشدد محدثنا على أنه لا يعتقد أنه في كل الملفات سابقة الذكر ما يمكن أن يبرر من الناحية القانونية ولا من الناحية الواقعية اصدار هاته البطاقة سوى أنها ردة فعل غير محسوبة على موقف منوبه الاستاذ راشد الغنوشي في خصوص اختياره مقاطعة جلسات الاستنطاق والتحقيق والمحاكمة بخصوص البطاقتين الاخيرتين.
وكشف محدثنا أن موقف الغنوشي موقف مبرر –وفق تعبيره- باعتباره يؤكد أنه لم تتوفر الضمانات الكافية للمثول أمام القضاء وكان ذلك خياره فضلا عن أن هناك سعي محموم لإبقاء الاستاذ راشد الغنوشي قيد الايقاف لأطول مدة ممكنة ذلك أنه كلما استبان ضعف أحد البطاقات الا وعوضت ببطاقة أخرى على حد قوله.
وعن الحالة الصحية لرئيس حركة النهضة، قال محدثنا " نفرق بين جانبين اثنين الحالة الصحية والحالة النفسية، بالنسبة للحالة الصحية فانه تقريبا على غاية من التعب بما أنه تجاوز سن 80 وهو يعاني من كثير من الامراض وسنه لا تسمح بإقامته مطولا بالمؤسسة السجنية الى جانب ضعف الخدمات فيها ولكن مع ذلك ومن الناحية النفسية فان منوبه لا يزال مرابطا ومتمسكا بمواقفه وهو يظهر قوة عجيبة عند زيارته وفق محدثنا.
جدير بالتذكير أن التحقيق في ما يعرف بقضية "الجهاز السري" متواصل منذ سنوات حيث تم اتهام حركة النهضة بتكوينها لجهاز سري عمل على اختراق أجهزة الدولة وقام بعمليات تنصت ومتابعة لعدد من الخصوم السياسيين.
وكانت هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي أثارت الدعوى ضد حركة النهضة مشيرة الى وجود علاقة محتملة بين هذا التنظيم والاغتيالات السياسية في تونس.
سعيدة الميساوي