استقبل مالك الزاهي وزير الشؤون الاجتماعية صباح اليوم الثلاثاء 2 ماي الجاري بمقر الوزارة، جوي هود Joey Hood سفير الولايات المتحدة الأمريكية بتونس والوفد المرافق له وذلك بحضور ياسين عزازة مستشار الوزير و إبراهيم بن إدريس رئيس الهيئة العامة للنهوض الاجتماعي و فريال غراب المديرة العامة لمكتب التعاون الدولي والعلاقات الخارجية.
وفي هذا الإطار أكد الوزير على متانة العلاقة التي تربط البلدين في كنف الاستقلالية والاحترام المتبادل، مستعرضا أهم برامج التعاون في المجال الاجتماعي والاستثمار في الرأسمال البشري من خلال الخدمة الاجتماعية المتكاملة والممولة من قبل الوكالة الامريكية للتنمية الدولية.
وأشار الزاهي خلال الّلقاء إلى ضرورة مزيد التنسيق المشترك في مجال الدعم الاجتماعي ضمن برنامج متكامل، واستعرض بالمناسبة أهم القطاعات التي يمكن الاستثمار فيها كالقطاع الفلاحي والقطاع السياحي وقطاع المناجم والطاقات المتجددة لا سيما وأن ثروات بلادنا قادرة على تأمين النهوض الاقتصادي والاجتماعي وأن تونس الجديدة التي تمضي في طريق تحقيق إرادة الشعب تسعى إلى تجاوز الإرث الاقتصادي الثقيل نحو مقاربة جديدة تحفظ كرامة المواطن بتحقيق الدولة الاجتماعية الراعية التي تحمي الحريات.
كما أكد الوزير على أن تونس مستعدة للقيام بإصلاحات شاملة وفقا لمقاربة تحفظ حقوق الطبقة الفقيرة ومحدودة الدخل والحفاظ على العدالة الاجتماعية وفقا للتوجه الذي أقره رئيس الجمهورية.
وبيّن وزير الشؤون الاجتماعية في سياق آخر أن الوزارة تسعى إلى تحقيق استراتيجية شاملة للهجرة بالتعاون مع المرصد الوطني للهجرة وكل الأطراف الفاعلة لوضع حد للظاهرة وفق مقاربة إنسانية مع الحفاظ على السلم الاجتماعي في تونس، ودعا ضيفه إلى ضرورة تنسيق الجهود الدولية لإيجاد حلول جذرية قوامها الاستثمار وخلق مواطن شغل بالبلدان الإفريقية التي يدفع شبابها حياتهم ثمنا للحلم بالظفر بفرصة عمل وعيش كريم.
وفي نفس التوجّه بيّن سفير الولايات المتحدة الامريكية بتونس متانة العلاقات التاريخية بين البلدين، مذكّرا أن تونس شريك فاعل للولايات المتحدة الأمريكية وتحتل مكانة مرموقة، مبرزا شعوره بالإعجاب والفخر ببرنامج "الأمان الاجتماعي" بتونس، كما أوضح أن تونس تحتوي على إمكانيات هائلة للاستثمار في كل المجالات ولها مكانة استراتيجية بين الدول وأن التفكير في خلق مصادر دعم تمويل اقتصادي جديدة مهم وناجع لتحقيق التوازنات المالية المرجوّة.
وأبدى استعداد الولايات المتحدة الأمريكية لتقديم الدعم والمرافقة لبلادنا والعمل على إعادة النظر في شروط الموافقة على ملف تونس بصندوق النقد الدولي والابتعاد عن المقاربة التي تعتبر "الذوات البشرية مجرّد أرقام" مضيفا أن تصريح رئيس الجمهورية قيس سعيد واضح في هذا السياق، ومبديا احترامه للرؤية التي تعوّل على المقدرات الذاتية لتونس وفق مشروع اقتصادي وطني مستقل يحترم الشركاء الدوليين.