وصلت في الساعات الأولى من فجر اليوم السبت، إلى مطار تونس قرطاج الدولي، أولى رحلات الاجلاء التي برمجتها القنصلية العامة للجمهورية التونسية باسطنبول لفائدة 11 مواطنا تونسيا يقيمون بالمناطق التي تضررت من الزلزال بجنوب تركيا.
نظرات هائمة ووجوه خائفة تبحث عن الأمان والإحساس بالطمأنينة، هنا في أرض الوطن في تونس، بعد أن شهدوا أهوال الزلزال المدمر الذي ضرب مؤخرا جنوب تركيا وشمال سوريا مخلفا آلاف القتلى والجرحى والضحايا الذين لا تزال فرق الإنقاذ والنجدة المحلية والدولية تبحث عنهم تحت الأنقاض.
"كنا ننظر إلى البنايات العالية وهي تسقط أمامنا، بعد أن انقسمت الأرض إلى شطرين في محافظة هاتاي بجنوب تركيا، وكأنها لم تكن يوما شامخة في السماء.. الجثث هنا وهناك ومشاهد الأمعاء المبعثرة ورؤوس القتلى كانت مرعبة لا يمكن وصفها بالإضافة إلى أصوات نسمعها تهمس من تحت الأنقاض دون أن نراها"، هكذا عبر المواطن التونسي طيب بن حامد الذي أقام بتركيا لمدة 4 سنوات، عن أهوال الزلزال واللحظات المؤلمة والمؤثرة التي عاشها الشعب التركي المنكوب بصفة عامة والجالية التونسية بالخصوص.
وتابع: "لا زال يُخيل لنا أن الأرض مازالت تتحرك والهزات الأرضية مستمرة حتى بعد مغادرتنا لتركيا"، مؤكدا إحساسه بالفخر لانتمائه إلى تونس التي لم تتوان في تقديم يد المساعدة وإجلاء مواطنيها من تركيا بعد المجهودات الحثيثة للقنصلية العامة من أجل ضمان تنقلهم إلى اسطنبول ومتابعتها المتواصلة للجالية التونسية عن كثب منذ اللحظات الأولى التي قام فيها الزلزال.
وعبرت المواطنة التونسية رانية خليفي المقيمة أيضا بنفس محافظة هاتاي الجنوبية التي كانت من بين أكثر المناطق المتضررة من هذه الكارثة الطبيعية، عن ألمها الشديد عند محاولة تذكرها للحظات الأولى التي وقع فيها الزلزال فضلا عن الأصوات المعزولة التي لازلت تتردد على آذانها، وهي تستغيث وتطلب النجدة تحت ركام يمنع عنهم رؤية ولو بصيص من الضوء، مشيرة إلى مغادرتها مع عائلتها منزلهم الآيل للسقوط وخروجهم إلى العراء من دون وجهة واضحة أو مأوى.
ويقول الرياضي الشاب رامي مصدق الذي ذهب إلى تركيا قصد تطوير مسيرته الرياضية في كرة القدم، أنه لم يغمض عينيه لأكثر من يومين ونام في الشارع في الظلام وفي البرد القارص، كما لجأ إلى الجبال للمكوث فيها خوفا من سقوط البنايات بالقرب منه.
ولم يخف الأطفال القادمون من رحلة الإجلاء رفقة عائلاتهم، مشاعر الرهبة والفزع متشبثين بأثواب أمهاتهم بأياديهم الصغيرة والبريئة، وذلك بعد أن عاشوا لحظات مريرة ستظل محفورة في أذهانهم وستكون صعبة النسيان عليهم، وربما ستكون في يوما ما إحدى الروايات التي سينقلونها لأبنائهم.
ومن جهته، بين مدير الدبلوماسية العامة والإعلام بوزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، محمد الطرابلسي في تصريح إعلامي، أن تونس تمكنت في رحلة الإجلاء الأولى من تأمين وصول 11 مواطنا تونسيا مقيما بالمناطق المتضررة إلى الأراضي التونسية من بينهم عائلتين، مشيرا إلى أن عمليات الإجلاء مازالت متواصلة لفائدة التونسيين الراغبين في ذلك حتى في صورة فقدانهم لوثائق وجوائز السفر، إذ ستوفر لهم تونس تصريح للمرور.
وأبرز الطرابلسي أن الخطوط الجوية التونسية ساهمت في تأمين هذه الرحلة في أفضل الظروف وستتكفل كذلك بإيواء الأشخاص الذين يقطنون في مناطق بعيدة بالجمهورية التونسية.
وأضاف أن القنصلية العامة للجمهورية التونسية باسطنبول أرسلت اليوم السبت حافلة لمحافظة أضنا لجلب 50 تونسيا، مؤكدا أن كل تونسي يتصل بالقنصلية العامة سيتم التجاوب معه وإجلاؤه في القريب العاجل.
وأكد أنه إلى حد الآن لم يتم تسجيل أي إصابة أو حالة وفاة لأي مواطن تونسي، مبينا أن العدد الجملي للتونسيين المقيمين بالمناطق المنكوبة يقارب 500 شخص.
(وات)
وصلت في الساعات الأولى من فجر اليوم السبت، إلى مطار تونس قرطاج الدولي، أولى رحلات الاجلاء التي برمجتها القنصلية العامة للجمهورية التونسية باسطنبول لفائدة 11 مواطنا تونسيا يقيمون بالمناطق التي تضررت من الزلزال بجنوب تركيا.
نظرات هائمة ووجوه خائفة تبحث عن الأمان والإحساس بالطمأنينة، هنا في أرض الوطن في تونس، بعد أن شهدوا أهوال الزلزال المدمر الذي ضرب مؤخرا جنوب تركيا وشمال سوريا مخلفا آلاف القتلى والجرحى والضحايا الذين لا تزال فرق الإنقاذ والنجدة المحلية والدولية تبحث عنهم تحت الأنقاض.
"كنا ننظر إلى البنايات العالية وهي تسقط أمامنا، بعد أن انقسمت الأرض إلى شطرين في محافظة هاتاي بجنوب تركيا، وكأنها لم تكن يوما شامخة في السماء.. الجثث هنا وهناك ومشاهد الأمعاء المبعثرة ورؤوس القتلى كانت مرعبة لا يمكن وصفها بالإضافة إلى أصوات نسمعها تهمس من تحت الأنقاض دون أن نراها"، هكذا عبر المواطن التونسي طيب بن حامد الذي أقام بتركيا لمدة 4 سنوات، عن أهوال الزلزال واللحظات المؤلمة والمؤثرة التي عاشها الشعب التركي المنكوب بصفة عامة والجالية التونسية بالخصوص.
وتابع: "لا زال يُخيل لنا أن الأرض مازالت تتحرك والهزات الأرضية مستمرة حتى بعد مغادرتنا لتركيا"، مؤكدا إحساسه بالفخر لانتمائه إلى تونس التي لم تتوان في تقديم يد المساعدة وإجلاء مواطنيها من تركيا بعد المجهودات الحثيثة للقنصلية العامة من أجل ضمان تنقلهم إلى اسطنبول ومتابعتها المتواصلة للجالية التونسية عن كثب منذ اللحظات الأولى التي قام فيها الزلزال.
وعبرت المواطنة التونسية رانية خليفي المقيمة أيضا بنفس محافظة هاتاي الجنوبية التي كانت من بين أكثر المناطق المتضررة من هذه الكارثة الطبيعية، عن ألمها الشديد عند محاولة تذكرها للحظات الأولى التي وقع فيها الزلزال فضلا عن الأصوات المعزولة التي لازلت تتردد على آذانها، وهي تستغيث وتطلب النجدة تحت ركام يمنع عنهم رؤية ولو بصيص من الضوء، مشيرة إلى مغادرتها مع عائلتها منزلهم الآيل للسقوط وخروجهم إلى العراء من دون وجهة واضحة أو مأوى.
ويقول الرياضي الشاب رامي مصدق الذي ذهب إلى تركيا قصد تطوير مسيرته الرياضية في كرة القدم، أنه لم يغمض عينيه لأكثر من يومين ونام في الشارع في الظلام وفي البرد القارص، كما لجأ إلى الجبال للمكوث فيها خوفا من سقوط البنايات بالقرب منه.
ولم يخف الأطفال القادمون من رحلة الإجلاء رفقة عائلاتهم، مشاعر الرهبة والفزع متشبثين بأثواب أمهاتهم بأياديهم الصغيرة والبريئة، وذلك بعد أن عاشوا لحظات مريرة ستظل محفورة في أذهانهم وستكون صعبة النسيان عليهم، وربما ستكون في يوما ما إحدى الروايات التي سينقلونها لأبنائهم.
ومن جهته، بين مدير الدبلوماسية العامة والإعلام بوزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، محمد الطرابلسي في تصريح إعلامي، أن تونس تمكنت في رحلة الإجلاء الأولى من تأمين وصول 11 مواطنا تونسيا مقيما بالمناطق المتضررة إلى الأراضي التونسية من بينهم عائلتين، مشيرا إلى أن عمليات الإجلاء مازالت متواصلة لفائدة التونسيين الراغبين في ذلك حتى في صورة فقدانهم لوثائق وجوائز السفر، إذ ستوفر لهم تونس تصريح للمرور.
وأبرز الطرابلسي أن الخطوط الجوية التونسية ساهمت في تأمين هذه الرحلة في أفضل الظروف وستتكفل كذلك بإيواء الأشخاص الذين يقطنون في مناطق بعيدة بالجمهورية التونسية.
وأضاف أن القنصلية العامة للجمهورية التونسية باسطنبول أرسلت اليوم السبت حافلة لمحافظة أضنا لجلب 50 تونسيا، مؤكدا أن كل تونسي يتصل بالقنصلية العامة سيتم التجاوب معه وإجلاؤه في القريب العاجل.
وأكد أنه إلى حد الآن لم يتم تسجيل أي إصابة أو حالة وفاة لأي مواطن تونسي، مبينا أن العدد الجملي للتونسيين المقيمين بالمناطق المنكوبة يقارب 500 شخص.