ماذا يمنع تونس من تصنيع لقاحات كورونا؟
وطنية
لماذا لا تنطلق تونس في تصنيع لقاحات ضدّ كورونا؟ سؤال يفرض نفسه بقوة خاصة مع النسق البطيء لعملية التطعيم في البلاد، بما انه ،في اليوم 75 من الحملة الوطنية للتلقيح ضدّ فيروس كورونا بلغ العدد الإجمالي للتلاقيح : 853432، وهو عدد ضئيل يحيل الى أنه في صورة بقاء الوضع على ما هو عليه نحتاج الى سنوات من أجل تطعيم جميع المواطنين، بالمقابل فان دولا نامية بادرت بالمضي قدما في مشروع تصنيع اللقاحات اذ أمر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، بالإسراع في وتيرة التلقيح وطنيا والمضي فورا وبسرعة قصوى في تنفيذ مشروع تصنيع لقاح سبوتنيكV الروسي، كما أعلنت هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان بمصر، إنه من المقرر بدء إجراءات تصنيع لقاح «سينوفاك» الصيني المضاد لفيروس كورونا، في مصر خلال فترة قريبة خاصة وأنه قد وصلت الى مصر فعليا، يوم الجمعة 21 ماي الدفعة الأولى من المواد الخام لتصنيع حوالي مليوني جرعة من لقاح «سينوفاك « لفيروس كورونا، وكشفت أنها تقوم بالتنسيق مع مختلف المسؤولين المعنيين، سعيا لتصنيع لقاح «أسترازينيكا».
«الصباح» بحثت في سبل وآفاق وعوائق تصنيع اللقاحات في تونس
رئيسة غرفة صناعة الأدوية لـ«الصباح»: شركات تونسية قادرة على صنع تلاقيح كورونا لكن...
أكدت رئيسة الغرفة الوطنية لصناعة الأدوية سارة مصمودي في تصريح لـ»الصباح» أنه من أجل إنقاذ نسق التلاقيح، لا يتعلّق الموضوع بقدرة الشركات التونسية على التصنيع بل ان السؤال الأبرز هل أن الشركات العالمية لديها الاستعداد للموافقة على ذلك، خاصة اذا ما أرادت أن تُصنّعه بنفسها وتُسوّقه لوحدها دون اللجوء الى أي دولة أخرى وهي من تملك المواد الخام الخاصة به، مُبيّنة أن اعلان عدد من الدول النامية تصنيع لقاحات وجلب مواد أولية هو اعلان على أن التنفيذ الرسمي لم يقع بعد.
تصنيع لقاحات كورونا بتونس ليس سهلا
وأفادت مصمودي أن ما يجعل الأمر ليس سهلا في تونس هو أن مصر مثلا مجموع سكانها عشرة أضعاف سكان تونس وهو ما يجعل امكانية تفضيلها من قبل مصنعي اللقاح في العالم على تونس واردة.
ولفتت الى أن تونس لا تنقصها الكفاءات وأنه على الأقل 3 شركات تونسية مختصة في صنع الأدوية قادرة على ذلك فعليا وعبّرت عن استعدادها لذلك بل انها قدّمت طلبها الى وزارة الصحة، لكنها حاليا لا تستطيع صناعة المادة الخام لأنه لا يتعلّق بمواد عادية بل بمواد بيولوجية، على أنه لا اشكال في تونس في صورة توفّر المواد الخام، ويجب ابرام اتفاقيات في الغرض للبدء في التصنيع.
أولويات للدول المُصنّعة للقاحات
وأبرزت رئيسة الغرفة الوطنية لصناعة الأدوية أن وزارة الصحة بإمكانها السعي إلى ذلك ووقع التطرّق الى الموضوع معها في عديد المناسبات، لكن المسألة تتعلّق على الأرجح بالأولويات بالنسبة للدول المُصنّعة للقاح وهي البدء بالبلدان الأكثر كثافة سكانية.
وذكرت مصمودي أنه تم عقد اجتماعات في الغرض مع بعض مُصنّعي المادة الخام الخاصة باللقاح، وبيّنت أن قوة الضغط التي تملكها وزارة الصحة غير كبيرة فلشركات تصنيع الأدوية العالمية حساباتها وبرنامجها.
دخول السوق الإفريقية
وبخصوص قدرة تونس على اقتحام الأسواق الافريقية في مجال تصنيع لقاحات ضدّ كورونا أوضحت مصمودي أن تونس ستكون سوقا واعدة ومربحة ومُصدّرة للقارة الافريقية، ومن العوامل التي ستساعد على ذلك أن منظومة الهبات التي كانت تتمتع بها عديد الدول الإفريقية في مجال التلاقيح ستُلغى قريبا بما أن 95 بالمائة من التلاقيح في إفريقيا للعديد من الأمراض والأوبئة هي هبات، مما يعني أنه سيكون هناك طلب وعرض ومنافسة على السعر وتونس ستكون من الدول السبّاقة في هذا المجال، وطرفا بارزا ووجهة، وهو ما يُعدّ فرصة هامة لرفع عائدات تصدير الأدوية اجمالا، وهذا وفق مع ورد في العديد من المبادرات والاجتماعات.
سعر اللقاحات المصنّعة في تونس
وبيّنت مصمودي أن سعر التلاقيح في صورة تصنيعها في تونس سيكون بين 5 و10 دولارات، وأن تونس بإمكانها صنع تلاقيح تغطي كافة حاجياتها وأكثر شرط توفّر اتفاقيات المواد الخام، ومن العادي أن يتم تصنع بين 6 و10 ملايين تلاقيح وأن تتجاوز حتى هذا الرقم الذي يكفي لعدد سكانها، مُشيرة الى أنه مثلا روسيا نسبة التطيعم فيها غير مرتفعة رغم أنها بلد مُصنّع، ورغم أن الصناعة المتطورة ضرورية وتأخذ بعين الحسبان.
اتفاقيات لتصنيع اللقاحات
وتوقّعت مصمودي اجراء اتفاقيات في الغرض خلال النصف الثاني من العام الحالي لأن هناك مُصنّعين وافقوا رسميا لدول أخرى كالهند وهي من الدول ذات كثافة سكانية كبيرة، وأن الاتصالات جارية مع عدد كبير من المُصنّعين منذ شهر سبتمبر.
درصاف اللموشي
جريدة الصباح
لماذا لا تنطلق تونس في تصنيع لقاحات ضدّ كورونا؟ سؤال يفرض نفسه بقوة خاصة مع النسق البطيء لعملية التطعيم في البلاد، بما انه ،في اليوم 75 من الحملة الوطنية للتلقيح ضدّ فيروس كورونا بلغ العدد الإجمالي للتلاقيح : 853432، وهو عدد ضئيل يحيل الى أنه في صورة بقاء الوضع على ما هو عليه نحتاج الى سنوات من أجل تطعيم جميع المواطنين، بالمقابل فان دولا نامية بادرت بالمضي قدما في مشروع تصنيع اللقاحات اذ أمر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، بالإسراع في وتيرة التلقيح وطنيا والمضي فورا وبسرعة قصوى في تنفيذ مشروع تصنيع لقاح سبوتنيكV الروسي، كما أعلنت هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان بمصر، إنه من المقرر بدء إجراءات تصنيع لقاح «سينوفاك» الصيني المضاد لفيروس كورونا، في مصر خلال فترة قريبة خاصة وأنه قد وصلت الى مصر فعليا، يوم الجمعة 21 ماي الدفعة الأولى من المواد الخام لتصنيع حوالي مليوني جرعة من لقاح «سينوفاك « لفيروس كورونا، وكشفت أنها تقوم بالتنسيق مع مختلف المسؤولين المعنيين، سعيا لتصنيع لقاح «أسترازينيكا».
«الصباح» بحثت في سبل وآفاق وعوائق تصنيع اللقاحات في تونس
رئيسة غرفة صناعة الأدوية لـ«الصباح»: شركات تونسية قادرة على صنع تلاقيح كورونا لكن...
أكدت رئيسة الغرفة الوطنية لصناعة الأدوية سارة مصمودي في تصريح لـ»الصباح» أنه من أجل إنقاذ نسق التلاقيح، لا يتعلّق الموضوع بقدرة الشركات التونسية على التصنيع بل ان السؤال الأبرز هل أن الشركات العالمية لديها الاستعداد للموافقة على ذلك، خاصة اذا ما أرادت أن تُصنّعه بنفسها وتُسوّقه لوحدها دون اللجوء الى أي دولة أخرى وهي من تملك المواد الخام الخاصة به، مُبيّنة أن اعلان عدد من الدول النامية تصنيع لقاحات وجلب مواد أولية هو اعلان على أن التنفيذ الرسمي لم يقع بعد.
تصنيع لقاحات كورونا بتونس ليس سهلا
وأفادت مصمودي أن ما يجعل الأمر ليس سهلا في تونس هو أن مصر مثلا مجموع سكانها عشرة أضعاف سكان تونس وهو ما يجعل امكانية تفضيلها من قبل مصنعي اللقاح في العالم على تونس واردة.
ولفتت الى أن تونس لا تنقصها الكفاءات وأنه على الأقل 3 شركات تونسية مختصة في صنع الأدوية قادرة على ذلك فعليا وعبّرت عن استعدادها لذلك بل انها قدّمت طلبها الى وزارة الصحة، لكنها حاليا لا تستطيع صناعة المادة الخام لأنه لا يتعلّق بمواد عادية بل بمواد بيولوجية، على أنه لا اشكال في تونس في صورة توفّر المواد الخام، ويجب ابرام اتفاقيات في الغرض للبدء في التصنيع.
أولويات للدول المُصنّعة للقاحات
وأبرزت رئيسة الغرفة الوطنية لصناعة الأدوية أن وزارة الصحة بإمكانها السعي إلى ذلك ووقع التطرّق الى الموضوع معها في عديد المناسبات، لكن المسألة تتعلّق على الأرجح بالأولويات بالنسبة للدول المُصنّعة للقاح وهي البدء بالبلدان الأكثر كثافة سكانية.
وذكرت مصمودي أنه تم عقد اجتماعات في الغرض مع بعض مُصنّعي المادة الخام الخاصة باللقاح، وبيّنت أن قوة الضغط التي تملكها وزارة الصحة غير كبيرة فلشركات تصنيع الأدوية العالمية حساباتها وبرنامجها.
دخول السوق الإفريقية
وبخصوص قدرة تونس على اقتحام الأسواق الافريقية في مجال تصنيع لقاحات ضدّ كورونا أوضحت مصمودي أن تونس ستكون سوقا واعدة ومربحة ومُصدّرة للقارة الافريقية، ومن العوامل التي ستساعد على ذلك أن منظومة الهبات التي كانت تتمتع بها عديد الدول الإفريقية في مجال التلاقيح ستُلغى قريبا بما أن 95 بالمائة من التلاقيح في إفريقيا للعديد من الأمراض والأوبئة هي هبات، مما يعني أنه سيكون هناك طلب وعرض ومنافسة على السعر وتونس ستكون من الدول السبّاقة في هذا المجال، وطرفا بارزا ووجهة، وهو ما يُعدّ فرصة هامة لرفع عائدات تصدير الأدوية اجمالا، وهذا وفق مع ورد في العديد من المبادرات والاجتماعات.
سعر اللقاحات المصنّعة في تونس
وبيّنت مصمودي أن سعر التلاقيح في صورة تصنيعها في تونس سيكون بين 5 و10 دولارات، وأن تونس بإمكانها صنع تلاقيح تغطي كافة حاجياتها وأكثر شرط توفّر اتفاقيات المواد الخام، ومن العادي أن يتم تصنع بين 6 و10 ملايين تلاقيح وأن تتجاوز حتى هذا الرقم الذي يكفي لعدد سكانها، مُشيرة الى أنه مثلا روسيا نسبة التطيعم فيها غير مرتفعة رغم أنها بلد مُصنّع، ورغم أن الصناعة المتطورة ضرورية وتأخذ بعين الحسبان.
اتفاقيات لتصنيع اللقاحات
وتوقّعت مصمودي اجراء اتفاقيات في الغرض خلال النصف الثاني من العام الحالي لأن هناك مُصنّعين وافقوا رسميا لدول أخرى كالهند وهي من الدول ذات كثافة سكانية كبيرة، وأن الاتصالات جارية مع عدد كبير من المُصنّعين منذ شهر سبتمبر.
درصاف اللموشي
جريدة الصباح