* لو كنت مكان سعيد لاتخذت نفس الإجراءات ولكن بأكثر صرامة
* ما يجمع بين التونسيين أكثر من الذي يفرقهم ويجب تنظيم حوار وطني شامل
* أوروبا ستربح الكثير إذا قدمت المساعدة لتونس
* لو انخرط رئيس الدولة في حزب لما حصل على النسبة التي حصل عليها في انتخابات 2019
*لما كنت نائبا في البرلمان اقترحت مدونة للأخلاقيات البرلمانية وقواعد السلوك البرلمانية
*كان من المفروض أن تقوم المنظومة السياسية القديمة بهدنة وتقيّم تجربتها السابقة
تونس – الصباح
قال رياض جعيدان النائب السابق في برلمان مجلس نواب الشعب ورئيس منتدى التبادل الأوروبي أن الشخصنة أضرت بالمشهد السياسي في تونس داعيا رئيس الجمهورية قيس سعيد إلى تشريك الجميع في إيجاد حل للازمة الحالية وتنظيم حوار وطني شامل.
وأكد جعيدان في حواره مع "الصباح" انه دعم إجراءات 25 جويلية لأنها كانت الحل الوحيد أمام تدني المشهد السياسي ولكن كان على رئيس الدولة أن يكون أكثر صرامة، كما تحدث رئيس منتدى التبادل الأوروبي على الدور الذي يجب أن تلعبه الديبلوماسية التونسية في التفاوض مع الدول الأوروبية لدعم تونس في الخروج من الوضعية الاقتصادية والمالية الصعبة التي تعيشها وهي لازالت متواصلة.
وأضاف جعيدان انه ليس مع طرح موضوع حل الأحزاب لان العملية الديمقراطية تتطلب أحزابا ومجتمعا مدنيا، كما تطرق الى الدور الايجابي الذي يمكن أن تلعبه المعارضة بعيدا عن منطق التشويه.
وفي ما يلي نص الحوار:
أجرت الحوار: جهاد الكلبوسي
*في البداية، الأستاذ رياض جعيدان كنت من الداعمين لإجراءات 25 جويلية، هل أن تونس ماضية فعلا في مسار صحيح؟
مهم جدا طرح سؤال هل نحن ماضون في الطريق الصحيح أم الخطأ؟ لذلك يجب فهم أن هناك صدّا كبيرا من المنظومة القديمة للتغيير وهذا أمر طبيعي وما يحدث في تونس عندما نقارنه بما حصل في عديد دول العالم والتي مرت بنفس الظروف التي عشناها في تونس يعد أمرا عاديا، خاصة الدول التي عاشت انتقالا ديمقراطي في أوروبا الشرقية وغيرها وجدت عقبات وصعوبات من قبيل رفض التغيير.
*الجدل حول لحظة 25 جويلية كان دستوريا بالأساس، كأستاذ قانون هل هناك خرق للدستور التونسي؟
ما حصل في 25 جويلية أنا شخصيا كنت معه وقدمت تفسيرا من الناحية الدستورية في البداية لما حصل واعتبرت أنه من الواجب على رئيس الدولة التدخل ليس على أساس الفصل 80 من الدستور بل على أساس الفصل 72 الذي يجبر الرئيس كضامن لوحدة الدولة التونسية وكساهر على احترام الدستور على التدخل.
لا أحد ينكر أن تونس عاشت في فترة ما حالة غليان ووضعا أمنيا استثنائيا وكان يوجد تخوف حقيقي من تدهور الوضع أكثر وكأن هناك خشية من اندلاع حرب أهلية في فترة ما لذلك أهم مكسب يجب الحفاظ عليه هو السلم الاجتماعي لذلك رأيت في لحظة 25 جويلية بارقة أمل.
*هل في اعتقادك أن التغيير الذي حصل كاف، أي هل أن اتخاذ الإجراءات الاستثنائية سينقذ تونس؟
التغيير الذي حصل هو مطلب شعبي وليس مطلب قيس سعيد واختزال الوضع في شخصي راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة وسعيد رئيس الجمهورية خطأ كبير لان المطالب الشعبية لا تعكس ما يتداوله السياسيون في التلفزات والمنابر الإعلامية بمختلف أنواعها لان المشكل الحقيقي في تونس هو في منظومة قديمة فاسدة الشعب التونسي لفظها.
*هل ترى أنه أصبح ضروريا أخلقة العملية السياسية في تونس بعد تردي صورة البرلمان المنحل؟
سبق لي أن اقترحت، عندما كنت نائبا في مجلس نواب الشعب، مدونة للأخلاقيات البرلمانية وقواعد السلوك البرلمانية وهذه المبادرة تهدف إلى إرساء قواعد تعامل سياسي وبرلماني سليم بين النواب وداخل المجلس بصفة عامة وذلك بناء على الوضع الذي أصبح موجودا في البرلمان خاصة وان الشعب فقد الثقة في هذه المؤسسة بسبب التناحر والشجار والسب والشتم أحيانا بين النواب وتحيزهم لمواقفهم وفئاتهم وجهاتهم.
وكذلك في 2019 قدمت قانونا حول أخلاقيات سياسية وقدمته الى المجلس والمنظومة كانت ضد كل المشاريع التي قدمتها، هذا الى جانب 2017 كنت قدمت مشروعا حول حالة الطوارئ والحال الاستثنائية لو تم تمريره لما تمكن رئيس الدولة من المرور الى تفعيل الإجراءات الاستثنائية لأنه تضمن عديد الشروط والجزئيات التي تحدد الأدوار، لكن تم اتهامي باني أحاول إسقاط تجربة من الخارج على الواقع التونسي في المقابل كانت البلاد في حاجة الى مثل هذه الإجراءات.
*كيف تقيم الوضع في تونس من 25 جويلية الى اليوم؟
لو كنت مكان رئيس الجمهورية لاتخذت نفس الإجراءات ولكن كنت سأتخذ إجراءات أكثر صرامة كما أني دافعت على 25 جويلية وعديد الأصدقاء الأوروبيين فهموا تفسيري خاصة وان البعض من النواب سعوا الى شيطنة ما أقدم عليه الرئيس في الخارج.
*هل أنت مع خيار رئيس الجمهورية في معالجة الوضع دون تشريك أطراف سياسية؟
رئيس الجمهورية من المفروض أن يكون رئيسا جامعا ويستمع الى الجميع، كما أن الاختيار الصائب للمستشارين هو ضمان نجاح رئيس الجمهورية، لكن سعيد نجح في تغيير المشهد فقط لان هناك عملية صد كبيرة من المعارضة الحقيقية.
يوجد في تونس فراغ سياسي واقتصادي وأزمة اجتماعية تعيشها تونس وما حصل كان ضروريا لكن ما بعد ذلك بدا غامضا، ورغم ان تونس لديها كفاءات كبرى لم نشاهد رئيس الجمهوري يستشيرهم باستثناء أسماء قليلة من أساتذة القانون الدستوري.
حسب رأيي ما يجمع بين التونسيين أكثر من الذي يفرق بينهم مهما كان اختلافاتنا السياسية فان تونس تجمعنا وليس هناك طرف سياسي قادر على أن يغير دون تشريك طرف آخر، لذلك يجب الدعوة الى حوار وطني شامل.
*ماذا قصدت عندما تحدثت عن شخصنة المشهد السياسي في تونس، هل يعني أن المعارضة اختزلت دورها في ما يسمى بالشخصنة؟
المنظومة القديمة تعدت على القيم والأخلاقيات السياسية لذلك انعدمت الثقة بينها وبين الشعب التونسي الذي نفر العملية السياسة برمتها وأصبح يطالب فقط بتوفير لقمة العيش.
وأصبحنا نرى العشرات من الشباب التونسي يهاجر بطرق غير نظامية لان الوضع الاقتصادي والاجتماعي متأزم جدا زد على ذلك لا نجد الا الحديث عن مشاكل السياسية ومعارك السياسيين.
ومن غباء الطبقة السياسية في تونس أنها اختزلت دورها في الصراعات والشخصنة رغم أنهم على يقين بأن الشعب التونسي لفظهم ورفضهم رغم انه في فترة ما ساندهم في عديد المحطات الانتخابية لكن خياراتهم الخاطئة هي التي أوصلتنا الى الوضع الحالي.
*حسب رأيك ما هو الدور الذي يجب أن تلعبه المعارضة اليوم؟
أولا، المنظومة السياسية القديمة كان من المفروض أن تقوم بهدنة وتقيّم تجربتها السابقة لأنهم اقتربوا كثيرا من منابع ولوبيات الفساد، كما أن الشعب يقدم المساندة السياسة عندما يرى الطبقة السياسة مهتمة بمشاغله ومشاكله وهذا ما لم نره في تونس فمن من الأطراف المعارضة للسلطة اليوم قدمت أفكارا أو برامج أو ندوات لاقتصاد الأزمة وكيفية الخروج من الوضع الحالي.
*هل أنت مع أو ضد حل الأحزاب في تونس؟
قبل كل شيء تونس ليست النهضة والتجمع والنداء بل توجد مافيا سياسية، تستغل الوضع لمصالحها الاقتصادية وهي تحرك خيوط اللعبة من خلال تقريب وجهات نظر هذه الأحزاب أحيانا وتحريك الصراعات بينها أحيانا أخرى.
وأنا لست مع حل الأحزاب لأنها ضرورية في المشهد السياسي والمشهد المجتمعي كذلك لأنها مكونات وجودها ضروري في العملية الديمقراطية، لكن باستثناء النهضة التي لها هياكل وامتداد، العديد من الأحزاب الأخرى من ورق لا برامج ولا هياكل لها، فبعض الأحزاب ليس في رصيدها سوى شخص أو شخصان لكن نشاهدهم بشكل يومي في وسائل الإعلام وهذا غير طبيعي زد على ذلك لا برامج لديها.
وحسب رأيي لو انخرط رئيس الجمهورية في حزب من الأحزاب لما حصل على تلك النسبة المهمة في انتخابات 2019.
*اليوم، البلاد تعيش وضعا اقتصاديا صعبا، فكيف يمكن حسب رأيك الخروج من ذلك؟
وضع تونس الاقتصادي مترد جدا حسب المؤشرات والأرقام وللأسف تونس ليست محظوظة لان اقتصادها هش بعد جائحة كوفيد التي حطمت مدخول العملة الصعبة وصولا الى الأزمة الروسية الأوكرانية التي دخلت على الخط.
*لو تحدثنا عن أهم ما جاء في الندوة لتي نظمها منتدى التبادل الأوروبي مؤخرا بحضور شخصيات أوروبية؟
نظمنا ندوة حضرها العديد من الاقتصاديين في تونس والخارج للبحث في كيفية استثمار الأزمة في خلق ديناميكية جديدة والتفاوض مع أصدقائنا وخاصة الطرف الأوروبي من أجل دعم تونس.
*كيف يمكن أن تساعد أوروبا تونس؟
الأوروبيون إذا كانت لديهم مصالح مع تونس سيدعمونها للخروج من الأزمة والعكس بالعكس لكن على الديبلوماسية التونسية أن تكون لها إستراتيجية تفاوض لإقناعهم بان خروج تونس من الوضع الراهن مرتبط باستقرار المنطقة الأوروبية لتلافي المشاكل الأمنية والهجرة غير الشرعية.
كما أن أوروبا قادرة على ربح الكثير إذا ساعدت تونس بالقليل ويجب فهم هذا جيدا.
حسب رأيك كيف كان موقف تونس الأخير من الحرب الروسية الأوكرانية؟
ديبلوماسيتنا مبنية على عدم الانحياز وما يميز تونس هو دعم السلم العالمية لذلك كان موقفنا من الحرب الروسية الأوكرانية محترما جدا وصوتت ضد التدخل لكن ليس لدينا إمكانيات فرنسا أو ألمانيا ليكون لنا دور قوي.
لكن منذ تصنيف تونس في القائمة الرمادية والسوداء انقطعت الاستثمارات الأوروبية لذلك على الجانب الأوروبي ان يدعم الاستثمار وتوفير مواطن الشغل في تونس.
*كيف ترى العلاقات التونسية الفرنسية مستقبلا خاصة بعد فوز ماكرون بولاية ثانية؟
بعد فوز ماكرون بولاية ثانية يجب أن نفهم قبل كل شيء أن له علاقات قوية مع تونس وفي أول زيارة له، خلال ولايته الأولى، لتونس توسعت آفاق الشراكة بين البلدين ومن العادي ان تكون العلاقات متميزة.
ماكرون له طموحات وانطلق في إصلاح عديد المنظومات مثل التقاعد وسيواصل الإصلاح وبالنسبة لتونس أصبحت هناك علاقات تونسية فرنسية حتى على مستوى محلي حيث نجد اليوم تونسيين ممثلين في أهم البلديات ولهم مسؤوليات كبرى ويمكن الاستفادة منهم لأنهم سفراء لتونس على مستوى محلي لان الأطر الكلاسيكية تجاوزها قليلا الزمن ويجب دعمها بالتعاون اللامركزي.
* لو كنت مكان سعيد لاتخذت نفس الإجراءات ولكن بأكثر صرامة
* ما يجمع بين التونسيين أكثر من الذي يفرقهم ويجب تنظيم حوار وطني شامل
* أوروبا ستربح الكثير إذا قدمت المساعدة لتونس
* لو انخرط رئيس الدولة في حزب لما حصل على النسبة التي حصل عليها في انتخابات 2019
*لما كنت نائبا في البرلمان اقترحت مدونة للأخلاقيات البرلمانية وقواعد السلوك البرلمانية
*كان من المفروض أن تقوم المنظومة السياسية القديمة بهدنة وتقيّم تجربتها السابقة
تونس – الصباح
قال رياض جعيدان النائب السابق في برلمان مجلس نواب الشعب ورئيس منتدى التبادل الأوروبي أن الشخصنة أضرت بالمشهد السياسي في تونس داعيا رئيس الجمهورية قيس سعيد إلى تشريك الجميع في إيجاد حل للازمة الحالية وتنظيم حوار وطني شامل.
وأكد جعيدان في حواره مع "الصباح" انه دعم إجراءات 25 جويلية لأنها كانت الحل الوحيد أمام تدني المشهد السياسي ولكن كان على رئيس الدولة أن يكون أكثر صرامة، كما تحدث رئيس منتدى التبادل الأوروبي على الدور الذي يجب أن تلعبه الديبلوماسية التونسية في التفاوض مع الدول الأوروبية لدعم تونس في الخروج من الوضعية الاقتصادية والمالية الصعبة التي تعيشها وهي لازالت متواصلة.
وأضاف جعيدان انه ليس مع طرح موضوع حل الأحزاب لان العملية الديمقراطية تتطلب أحزابا ومجتمعا مدنيا، كما تطرق الى الدور الايجابي الذي يمكن أن تلعبه المعارضة بعيدا عن منطق التشويه.
وفي ما يلي نص الحوار:
أجرت الحوار: جهاد الكلبوسي
*في البداية، الأستاذ رياض جعيدان كنت من الداعمين لإجراءات 25 جويلية، هل أن تونس ماضية فعلا في مسار صحيح؟
مهم جدا طرح سؤال هل نحن ماضون في الطريق الصحيح أم الخطأ؟ لذلك يجب فهم أن هناك صدّا كبيرا من المنظومة القديمة للتغيير وهذا أمر طبيعي وما يحدث في تونس عندما نقارنه بما حصل في عديد دول العالم والتي مرت بنفس الظروف التي عشناها في تونس يعد أمرا عاديا، خاصة الدول التي عاشت انتقالا ديمقراطي في أوروبا الشرقية وغيرها وجدت عقبات وصعوبات من قبيل رفض التغيير.
*الجدل حول لحظة 25 جويلية كان دستوريا بالأساس، كأستاذ قانون هل هناك خرق للدستور التونسي؟
ما حصل في 25 جويلية أنا شخصيا كنت معه وقدمت تفسيرا من الناحية الدستورية في البداية لما حصل واعتبرت أنه من الواجب على رئيس الدولة التدخل ليس على أساس الفصل 80 من الدستور بل على أساس الفصل 72 الذي يجبر الرئيس كضامن لوحدة الدولة التونسية وكساهر على احترام الدستور على التدخل.
لا أحد ينكر أن تونس عاشت في فترة ما حالة غليان ووضعا أمنيا استثنائيا وكان يوجد تخوف حقيقي من تدهور الوضع أكثر وكأن هناك خشية من اندلاع حرب أهلية في فترة ما لذلك أهم مكسب يجب الحفاظ عليه هو السلم الاجتماعي لذلك رأيت في لحظة 25 جويلية بارقة أمل.
*هل في اعتقادك أن التغيير الذي حصل كاف، أي هل أن اتخاذ الإجراءات الاستثنائية سينقذ تونس؟
التغيير الذي حصل هو مطلب شعبي وليس مطلب قيس سعيد واختزال الوضع في شخصي راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة وسعيد رئيس الجمهورية خطأ كبير لان المطالب الشعبية لا تعكس ما يتداوله السياسيون في التلفزات والمنابر الإعلامية بمختلف أنواعها لان المشكل الحقيقي في تونس هو في منظومة قديمة فاسدة الشعب التونسي لفظها.
*هل ترى أنه أصبح ضروريا أخلقة العملية السياسية في تونس بعد تردي صورة البرلمان المنحل؟
سبق لي أن اقترحت، عندما كنت نائبا في مجلس نواب الشعب، مدونة للأخلاقيات البرلمانية وقواعد السلوك البرلمانية وهذه المبادرة تهدف إلى إرساء قواعد تعامل سياسي وبرلماني سليم بين النواب وداخل المجلس بصفة عامة وذلك بناء على الوضع الذي أصبح موجودا في البرلمان خاصة وان الشعب فقد الثقة في هذه المؤسسة بسبب التناحر والشجار والسب والشتم أحيانا بين النواب وتحيزهم لمواقفهم وفئاتهم وجهاتهم.
وكذلك في 2019 قدمت قانونا حول أخلاقيات سياسية وقدمته الى المجلس والمنظومة كانت ضد كل المشاريع التي قدمتها، هذا الى جانب 2017 كنت قدمت مشروعا حول حالة الطوارئ والحال الاستثنائية لو تم تمريره لما تمكن رئيس الدولة من المرور الى تفعيل الإجراءات الاستثنائية لأنه تضمن عديد الشروط والجزئيات التي تحدد الأدوار، لكن تم اتهامي باني أحاول إسقاط تجربة من الخارج على الواقع التونسي في المقابل كانت البلاد في حاجة الى مثل هذه الإجراءات.
*كيف تقيم الوضع في تونس من 25 جويلية الى اليوم؟
لو كنت مكان رئيس الجمهورية لاتخذت نفس الإجراءات ولكن كنت سأتخذ إجراءات أكثر صرامة كما أني دافعت على 25 جويلية وعديد الأصدقاء الأوروبيين فهموا تفسيري خاصة وان البعض من النواب سعوا الى شيطنة ما أقدم عليه الرئيس في الخارج.
*هل أنت مع خيار رئيس الجمهورية في معالجة الوضع دون تشريك أطراف سياسية؟
رئيس الجمهورية من المفروض أن يكون رئيسا جامعا ويستمع الى الجميع، كما أن الاختيار الصائب للمستشارين هو ضمان نجاح رئيس الجمهورية، لكن سعيد نجح في تغيير المشهد فقط لان هناك عملية صد كبيرة من المعارضة الحقيقية.
يوجد في تونس فراغ سياسي واقتصادي وأزمة اجتماعية تعيشها تونس وما حصل كان ضروريا لكن ما بعد ذلك بدا غامضا، ورغم ان تونس لديها كفاءات كبرى لم نشاهد رئيس الجمهوري يستشيرهم باستثناء أسماء قليلة من أساتذة القانون الدستوري.
حسب رأيي ما يجمع بين التونسيين أكثر من الذي يفرق بينهم مهما كان اختلافاتنا السياسية فان تونس تجمعنا وليس هناك طرف سياسي قادر على أن يغير دون تشريك طرف آخر، لذلك يجب الدعوة الى حوار وطني شامل.
*ماذا قصدت عندما تحدثت عن شخصنة المشهد السياسي في تونس، هل يعني أن المعارضة اختزلت دورها في ما يسمى بالشخصنة؟
المنظومة القديمة تعدت على القيم والأخلاقيات السياسية لذلك انعدمت الثقة بينها وبين الشعب التونسي الذي نفر العملية السياسة برمتها وأصبح يطالب فقط بتوفير لقمة العيش.
وأصبحنا نرى العشرات من الشباب التونسي يهاجر بطرق غير نظامية لان الوضع الاقتصادي والاجتماعي متأزم جدا زد على ذلك لا نجد الا الحديث عن مشاكل السياسية ومعارك السياسيين.
ومن غباء الطبقة السياسية في تونس أنها اختزلت دورها في الصراعات والشخصنة رغم أنهم على يقين بأن الشعب التونسي لفظهم ورفضهم رغم انه في فترة ما ساندهم في عديد المحطات الانتخابية لكن خياراتهم الخاطئة هي التي أوصلتنا الى الوضع الحالي.
*حسب رأيك ما هو الدور الذي يجب أن تلعبه المعارضة اليوم؟
أولا، المنظومة السياسية القديمة كان من المفروض أن تقوم بهدنة وتقيّم تجربتها السابقة لأنهم اقتربوا كثيرا من منابع ولوبيات الفساد، كما أن الشعب يقدم المساندة السياسة عندما يرى الطبقة السياسة مهتمة بمشاغله ومشاكله وهذا ما لم نره في تونس فمن من الأطراف المعارضة للسلطة اليوم قدمت أفكارا أو برامج أو ندوات لاقتصاد الأزمة وكيفية الخروج من الوضع الحالي.
*هل أنت مع أو ضد حل الأحزاب في تونس؟
قبل كل شيء تونس ليست النهضة والتجمع والنداء بل توجد مافيا سياسية، تستغل الوضع لمصالحها الاقتصادية وهي تحرك خيوط اللعبة من خلال تقريب وجهات نظر هذه الأحزاب أحيانا وتحريك الصراعات بينها أحيانا أخرى.
وأنا لست مع حل الأحزاب لأنها ضرورية في المشهد السياسي والمشهد المجتمعي كذلك لأنها مكونات وجودها ضروري في العملية الديمقراطية، لكن باستثناء النهضة التي لها هياكل وامتداد، العديد من الأحزاب الأخرى من ورق لا برامج ولا هياكل لها، فبعض الأحزاب ليس في رصيدها سوى شخص أو شخصان لكن نشاهدهم بشكل يومي في وسائل الإعلام وهذا غير طبيعي زد على ذلك لا برامج لديها.
وحسب رأيي لو انخرط رئيس الجمهورية في حزب من الأحزاب لما حصل على تلك النسبة المهمة في انتخابات 2019.
*اليوم، البلاد تعيش وضعا اقتصاديا صعبا، فكيف يمكن حسب رأيك الخروج من ذلك؟
وضع تونس الاقتصادي مترد جدا حسب المؤشرات والأرقام وللأسف تونس ليست محظوظة لان اقتصادها هش بعد جائحة كوفيد التي حطمت مدخول العملة الصعبة وصولا الى الأزمة الروسية الأوكرانية التي دخلت على الخط.
*لو تحدثنا عن أهم ما جاء في الندوة لتي نظمها منتدى التبادل الأوروبي مؤخرا بحضور شخصيات أوروبية؟
نظمنا ندوة حضرها العديد من الاقتصاديين في تونس والخارج للبحث في كيفية استثمار الأزمة في خلق ديناميكية جديدة والتفاوض مع أصدقائنا وخاصة الطرف الأوروبي من أجل دعم تونس.
*كيف يمكن أن تساعد أوروبا تونس؟
الأوروبيون إذا كانت لديهم مصالح مع تونس سيدعمونها للخروج من الأزمة والعكس بالعكس لكن على الديبلوماسية التونسية أن تكون لها إستراتيجية تفاوض لإقناعهم بان خروج تونس من الوضع الراهن مرتبط باستقرار المنطقة الأوروبية لتلافي المشاكل الأمنية والهجرة غير الشرعية.
كما أن أوروبا قادرة على ربح الكثير إذا ساعدت تونس بالقليل ويجب فهم هذا جيدا.
حسب رأيك كيف كان موقف تونس الأخير من الحرب الروسية الأوكرانية؟
ديبلوماسيتنا مبنية على عدم الانحياز وما يميز تونس هو دعم السلم العالمية لذلك كان موقفنا من الحرب الروسية الأوكرانية محترما جدا وصوتت ضد التدخل لكن ليس لدينا إمكانيات فرنسا أو ألمانيا ليكون لنا دور قوي.
لكن منذ تصنيف تونس في القائمة الرمادية والسوداء انقطعت الاستثمارات الأوروبية لذلك على الجانب الأوروبي ان يدعم الاستثمار وتوفير مواطن الشغل في تونس.
*كيف ترى العلاقات التونسية الفرنسية مستقبلا خاصة بعد فوز ماكرون بولاية ثانية؟
بعد فوز ماكرون بولاية ثانية يجب أن نفهم قبل كل شيء أن له علاقات قوية مع تونس وفي أول زيارة له، خلال ولايته الأولى، لتونس توسعت آفاق الشراكة بين البلدين ومن العادي ان تكون العلاقات متميزة.
ماكرون له طموحات وانطلق في إصلاح عديد المنظومات مثل التقاعد وسيواصل الإصلاح وبالنسبة لتونس أصبحت هناك علاقات تونسية فرنسية حتى على مستوى محلي حيث نجد اليوم تونسيين ممثلين في أهم البلديات ولهم مسؤوليات كبرى ويمكن الاستفادة منهم لأنهم سفراء لتونس على مستوى محلي لان الأطر الكلاسيكية تجاوزها قليلا الزمن ويجب دعمها بالتعاون اللامركزي.