*مدير مكتب الصندوق العالمي للطبيعة بشمال إفريقيا لـ"الصباح": خليج قابس أهم منطقة تنوع بيولوجي بحري في تونس مهددة بالاندثار
تونس-الصباح
انطلقت في خليج قابس، يوم أمس عمليات شفط البنزين المتسرب من محركات السفينة 'اكسيلو' التي غرقت يوم السبت الماضي، وفق ما أكده آمر الميناء التجاري بقابس فاضل الملاح، وذلك من خلال شفط الطبقة العائمة عبر مضخة ومن ثم نقلها عبر حاوية عائمة إلى الأماكن المخصصة لذلك للتصرف فيها. وذلك بعد ان تعرضت سفينة شحن تجارية حاملة لراية غينيا الاستوائية ومحملة بحوالي 750 طن من مادة القازوال متوجهة نحو مالطا، إلى الغرق بعد محاولة إنقاذها التي نجحت فقط بإنقاذ طاقم السفينة.
وأكد الملاح في تصريح لإذاعة شمس أف أم، أن الكمية المتسربة صغيرة، مشيرا إلى أن المعدات والإمكانيات المستعملة حاليا تعود لميناء قابس باستثناء الحواجز العائمة التي أرسلها كل من ميناء جرجيس وصفاقس في إطار التعزيزات.
من جانبه وزير النقل ربيع المجيدي أكد أن عملية الشفط تتعلق بالشحنة وليست بالزيوت المتسربة من محرك السفينة، خاصة وأن خزانات الشحنة داخل السفينة محكمة الإغلاق.
وتابع قوله "عملية الشفط ليست صعبة ولكنها لا تحتمل الخطأ" مشيرا إلى أنه سيتم القيام بها في أقصى معايير السلامة وضوابطها والأمان للمحيط البحري ولجميع المتدخلين. ومن المنتظر، أن تعقد خلية الأزمة المكونة لمتابعة هذه الحادثة اجتماعا لإصدار قرارات على ضوء ما تمت معاينه إلى حد الآن ودرس جميع الفرضيات، وفق المصدر ذاته.
تهديد التنوع البيولوجي
وفي نفس السياق وحول الانعكاسات البيئة للحادثة قال مدير مكتب الصندوق العالمي للطبيعة بشمال إفريقيا، جمال جريجر، في تصريح لـ"الصباح"، أن هذه الحادثة لا تثير الاستغراب والصدمة، وذلك نظرا لما تعيشه ولاية قابس من نشاط صناعي ملوث جدا إثر بشكل كبير على الحياة البحرية بالمنطقة وعدة نشاطات أخرى خاصة وأن خليج قابس منطقة تصدير للبترول والنشاطات المتعلقة بالفسفاط، وبخليج قابس تمر السفن والبواخر التي تنطلق من ميناء صفاقس وميناء قابس وميناء جرجيس.
وأضاف محدثنا أنه في حالة تواصل نفس المنوال الاستثماري الملوث ونفس طرق التصرف الملوثة في منطقة خليج قابس فإن عدة مناطق بحرية أخرى ستتضرر، مع العلم ان هذه الحادثة سلطت الضوء على الخطر الذي تعيشه منطقة خليج قابس وولاية قابس عموما من أخطار بيئية وخطر اقتصادي واجتماعي...، فالخطر البيئي ليس فقط في تغير لون البحر بسبب التسربات النفطية بل الخطر البيئي يتمثل في تهديد التنوع البيولوجي، والخطر الاقتصادي الاجتماعي يتمثل في تهديد أنشطة أكثر من 8 آلاف وحدة صيد بحري بقابس ينشط بها أكثر من 34 ألف بحار، سيتضررون من هذه الحادثة وغيرها من النشاطات الملوثة بالجهة، إضافة إلى الخطر الصحي والغذائي على منتوجات البحر الذي يستهلكونه سكان قابس وغيرها من الولايات.
وأكد محدثنا أن منطقة خليج قابس أكثر منطقة بها تنوع بيولوجي بحري في الجمهورية التونسية مهددة بالاندثار نتيجة التلوث، إضافة إلى كونها تنتج قرابة 75% من منتوجات الصيد البحري بالبلاد وهو ما يعني أن الأمن الغذائي البحري مهدد أيضا...، وأضاف جريجر أن حادثة غرق المركب ليست إلا إنذار لأنه طريقة التصرف والتدخل العاجل في مثل هذه الحوادث مازلت دون المأمول وليس من المعقول الانطلاق في عملية شفط البنزين المتسرب من محركات السفينة بعد 3 أيام، إضافة إلى ان السفينة الغارقة تبعد فقط 7 كلم على سواحل غنوش والمطوية ووذرف والذين يوجد بهم ما يزيد عن 600 بحار صيف بحري تقليدي بالمركب فبالتالي وجود المركب في عمق منخفض في حدود 20 متر يعطل تنقلهم ورمي الشباك بتلك المنطقة وهو ما يضطرهم إلى التخلي عن الصيد بتلك المنطقة أو التوجه للصيد بمنطقة أخرى بعيدة، إضافة إلى أن السوائل والمواد الكيميائية الأخرى والحديد الذي بالسفينة يمكن أن تؤدي إلى أثار بيئية على المدى الطويل وهو ما يستدعي تواصل المتابعة للأضرار البيئية للمركب وكذلك على مستوى تسويق المنتوجات البحرية المتأتية من تلك المواد، كما أن السفينة الغارقة من شأنها أن تؤثر أيضا على النقل البحري خاصة للسفن التجارية الكبيرة التي ترسو بميناء قابس...
ودعا مدير مكتب الصندوق العالمي للطبيعة بشمال إفريقيا، جمال جريجر، سلط الإشراف إلى اتخاذ الحل الأنجع وهو إزالة السفينة الغارقة من مكانها ونقلها إلى البر وإيجاد حل لها أفضل من أن تكون لها انعكاسات سلبية كارثية، خاصة وأن هناك تفاعل جيد من سلط الإشراف بخصوص الحادثة إلى حد الآن وفق قوله.
وفي ندوة صحفية حول حادثة غرق سفينة المحروقات أكدت وزيرة البيئة ليلي الشيخاوي ان الأولوية المطلقة حاليا للجانب البيئي مشيرة الى ان تونس ستطالب بالتعويض في صورة تسجيل خسائر من الحادثة . كما أعلنت وزيرة البيئة عن فقدان وثائق مُهمّة جراء غرق السفينة والتي كانت على متنها مثل العقد بين المستفيد والناقل الخاص بشحنة الغازوال على متن الباخرة، مشيرة الى ان هذه الوثائق تحمل كافة تفاصيل عملية النقل والخصائص الفنية للسلع والمصدر والوجهة، وفق تعبيرها.
كارثة إنسانية
من جهتها مسؤولة الحملات في منظمة غرينبيس الشرق الأوسط وشمال إفريقيا "كنزي عزمي" قالت إن هناك خطرا كبيرا لوقوع كارثة إنسانية وبيئية في اية لحظة اذا لم يتم نقل حمولة السفية ايكسلو الغارقة بخليج قابس. وأشارت المسؤولة في بيان للمنظمة، إلى أنه من الممكن ان يتسرب الوقود مما قد يتسبب بكارثة كبيرة وقد ينتشر الى مناطق اخرى مطلة على ساحل البحر المتوسط.
وأضافت"تسرب هذه المادة السامة، في البحر قد يشكل خطرا على التنوع البيولوجي التي تنفرد به المنطقة، اذ تعتبر بيئة قابس بشكل عام مهمة لمشاتل الأسماك وان تضررت فسوف تمس بشكل مباشر مورد رزق أهالي المنطقة التي تعتمد على الصيد البحري...".
وأكدت من جانبها الشبكة التونسية للشفافية في الطاقة والمناجم أنها تتابع بكل انشغال كارثة غرق السفينة التجارية قبالة سواحل قابس وتداعياتها على المستوى البيئي والاجتماعي والصحي والاقتصادي، ونددت الشبكة التصرف غير المسؤول لمجهز الباخرة التجارية التي غرقت قبالة سواحل قابس التي يبدو أن عمرها الافتراضي قد انتهى وهي غير صالحة للملاحة مما جعلها تغرق.
صلاح الدين كريمي
*مدير مكتب الصندوق العالمي للطبيعة بشمال إفريقيا لـ"الصباح": خليج قابس أهم منطقة تنوع بيولوجي بحري في تونس مهددة بالاندثار
تونس-الصباح
انطلقت في خليج قابس، يوم أمس عمليات شفط البنزين المتسرب من محركات السفينة 'اكسيلو' التي غرقت يوم السبت الماضي، وفق ما أكده آمر الميناء التجاري بقابس فاضل الملاح، وذلك من خلال شفط الطبقة العائمة عبر مضخة ومن ثم نقلها عبر حاوية عائمة إلى الأماكن المخصصة لذلك للتصرف فيها. وذلك بعد ان تعرضت سفينة شحن تجارية حاملة لراية غينيا الاستوائية ومحملة بحوالي 750 طن من مادة القازوال متوجهة نحو مالطا، إلى الغرق بعد محاولة إنقاذها التي نجحت فقط بإنقاذ طاقم السفينة.
وأكد الملاح في تصريح لإذاعة شمس أف أم، أن الكمية المتسربة صغيرة، مشيرا إلى أن المعدات والإمكانيات المستعملة حاليا تعود لميناء قابس باستثناء الحواجز العائمة التي أرسلها كل من ميناء جرجيس وصفاقس في إطار التعزيزات.
من جانبه وزير النقل ربيع المجيدي أكد أن عملية الشفط تتعلق بالشحنة وليست بالزيوت المتسربة من محرك السفينة، خاصة وأن خزانات الشحنة داخل السفينة محكمة الإغلاق.
وتابع قوله "عملية الشفط ليست صعبة ولكنها لا تحتمل الخطأ" مشيرا إلى أنه سيتم القيام بها في أقصى معايير السلامة وضوابطها والأمان للمحيط البحري ولجميع المتدخلين. ومن المنتظر، أن تعقد خلية الأزمة المكونة لمتابعة هذه الحادثة اجتماعا لإصدار قرارات على ضوء ما تمت معاينه إلى حد الآن ودرس جميع الفرضيات، وفق المصدر ذاته.
تهديد التنوع البيولوجي
وفي نفس السياق وحول الانعكاسات البيئة للحادثة قال مدير مكتب الصندوق العالمي للطبيعة بشمال إفريقيا، جمال جريجر، في تصريح لـ"الصباح"، أن هذه الحادثة لا تثير الاستغراب والصدمة، وذلك نظرا لما تعيشه ولاية قابس من نشاط صناعي ملوث جدا إثر بشكل كبير على الحياة البحرية بالمنطقة وعدة نشاطات أخرى خاصة وأن خليج قابس منطقة تصدير للبترول والنشاطات المتعلقة بالفسفاط، وبخليج قابس تمر السفن والبواخر التي تنطلق من ميناء صفاقس وميناء قابس وميناء جرجيس.
وأضاف محدثنا أنه في حالة تواصل نفس المنوال الاستثماري الملوث ونفس طرق التصرف الملوثة في منطقة خليج قابس فإن عدة مناطق بحرية أخرى ستتضرر، مع العلم ان هذه الحادثة سلطت الضوء على الخطر الذي تعيشه منطقة خليج قابس وولاية قابس عموما من أخطار بيئية وخطر اقتصادي واجتماعي...، فالخطر البيئي ليس فقط في تغير لون البحر بسبب التسربات النفطية بل الخطر البيئي يتمثل في تهديد التنوع البيولوجي، والخطر الاقتصادي الاجتماعي يتمثل في تهديد أنشطة أكثر من 8 آلاف وحدة صيد بحري بقابس ينشط بها أكثر من 34 ألف بحار، سيتضررون من هذه الحادثة وغيرها من النشاطات الملوثة بالجهة، إضافة إلى الخطر الصحي والغذائي على منتوجات البحر الذي يستهلكونه سكان قابس وغيرها من الولايات.
وأكد محدثنا أن منطقة خليج قابس أكثر منطقة بها تنوع بيولوجي بحري في الجمهورية التونسية مهددة بالاندثار نتيجة التلوث، إضافة إلى كونها تنتج قرابة 75% من منتوجات الصيد البحري بالبلاد وهو ما يعني أن الأمن الغذائي البحري مهدد أيضا...، وأضاف جريجر أن حادثة غرق المركب ليست إلا إنذار لأنه طريقة التصرف والتدخل العاجل في مثل هذه الحوادث مازلت دون المأمول وليس من المعقول الانطلاق في عملية شفط البنزين المتسرب من محركات السفينة بعد 3 أيام، إضافة إلى ان السفينة الغارقة تبعد فقط 7 كلم على سواحل غنوش والمطوية ووذرف والذين يوجد بهم ما يزيد عن 600 بحار صيف بحري تقليدي بالمركب فبالتالي وجود المركب في عمق منخفض في حدود 20 متر يعطل تنقلهم ورمي الشباك بتلك المنطقة وهو ما يضطرهم إلى التخلي عن الصيد بتلك المنطقة أو التوجه للصيد بمنطقة أخرى بعيدة، إضافة إلى أن السوائل والمواد الكيميائية الأخرى والحديد الذي بالسفينة يمكن أن تؤدي إلى أثار بيئية على المدى الطويل وهو ما يستدعي تواصل المتابعة للأضرار البيئية للمركب وكذلك على مستوى تسويق المنتوجات البحرية المتأتية من تلك المواد، كما أن السفينة الغارقة من شأنها أن تؤثر أيضا على النقل البحري خاصة للسفن التجارية الكبيرة التي ترسو بميناء قابس...
ودعا مدير مكتب الصندوق العالمي للطبيعة بشمال إفريقيا، جمال جريجر، سلط الإشراف إلى اتخاذ الحل الأنجع وهو إزالة السفينة الغارقة من مكانها ونقلها إلى البر وإيجاد حل لها أفضل من أن تكون لها انعكاسات سلبية كارثية، خاصة وأن هناك تفاعل جيد من سلط الإشراف بخصوص الحادثة إلى حد الآن وفق قوله.
وفي ندوة صحفية حول حادثة غرق سفينة المحروقات أكدت وزيرة البيئة ليلي الشيخاوي ان الأولوية المطلقة حاليا للجانب البيئي مشيرة الى ان تونس ستطالب بالتعويض في صورة تسجيل خسائر من الحادثة . كما أعلنت وزيرة البيئة عن فقدان وثائق مُهمّة جراء غرق السفينة والتي كانت على متنها مثل العقد بين المستفيد والناقل الخاص بشحنة الغازوال على متن الباخرة، مشيرة الى ان هذه الوثائق تحمل كافة تفاصيل عملية النقل والخصائص الفنية للسلع والمصدر والوجهة، وفق تعبيرها.
كارثة إنسانية
من جهتها مسؤولة الحملات في منظمة غرينبيس الشرق الأوسط وشمال إفريقيا "كنزي عزمي" قالت إن هناك خطرا كبيرا لوقوع كارثة إنسانية وبيئية في اية لحظة اذا لم يتم نقل حمولة السفية ايكسلو الغارقة بخليج قابس. وأشارت المسؤولة في بيان للمنظمة، إلى أنه من الممكن ان يتسرب الوقود مما قد يتسبب بكارثة كبيرة وقد ينتشر الى مناطق اخرى مطلة على ساحل البحر المتوسط.
وأضافت"تسرب هذه المادة السامة، في البحر قد يشكل خطرا على التنوع البيولوجي التي تنفرد به المنطقة، اذ تعتبر بيئة قابس بشكل عام مهمة لمشاتل الأسماك وان تضررت فسوف تمس بشكل مباشر مورد رزق أهالي المنطقة التي تعتمد على الصيد البحري...".
وأكدت من جانبها الشبكة التونسية للشفافية في الطاقة والمناجم أنها تتابع بكل انشغال كارثة غرق السفينة التجارية قبالة سواحل قابس وتداعياتها على المستوى البيئي والاجتماعي والصحي والاقتصادي، ونددت الشبكة التصرف غير المسؤول لمجهز الباخرة التجارية التي غرقت قبالة سواحل قابس التي يبدو أن عمرها الافتراضي قد انتهى وهي غير صالحة للملاحة مما جعلها تغرق.