أمام تواصل الهجوم الصهيوني الإرهابي على الشعب الفلسطيني خاصة في الضفة الغربية وتحديدا في مدينة جنين ومخيمها، دعا حزب العمال كل القوى التقدمية في العالم والوطن العربي وتونس إلى تطوير كل أشكال الإسناد للقضية الفلسطينية والعمل على مقاطعة الصهيونية وتجريم التطبيع مع كيانها الغاصب، واستنكر في بيان له إصرار رئيس الجمهورية قيس سعيد على عدم إصدار مرسوم لتجريم التطبيع رغم أنه كان قد رفع شعار "التطبيع خيانة عظمى" في حملته الانتخابية.
عمار عمروسية القيادي في حزب العمال أشار في تصريح لـ "الصباح" إلى أنه يتعين على رئيس الجمهورية سن مرسوم يجرم التطبيع إن كان حقا يعتبر التطبيع خيانة عظمى، وأضاف أنه يعتقد أن رئيس الجمهورية في ظل الوضع السياسي الراهن لن يجرأ مرة أخرى على تكرار عبارة التطبيع خيانة عظمى فهو عندما قالها كان ذلك في سياق حملة انتخابية وبهدف الوصول إلى الحكم.
وكان حزب العمال أصدر أول أمس بيانا حول تواصل الاعتداء الواسع والممنهج على القدس وأحيائها ومقدساتها من قبل جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين الفاشيست الذين أطلقوا أيديهم على كل أماكن التواجد الفلسطيني خاصة بعد العمليات الفدائية الأخيرة التي تشكل تحولا مهما في مسار الصراع الشامل مع الاحتلال على طول فلسطين التاريخية بما فيها الأراضي المحتلة سنة 1948 التي يهب أحرارها يوميا لتحدي آلة الاحتلال العسكرية الفاشية والتمسك بالهوية الفلسطينية وبالنضال من أجل تحريرها بكل الوسائل المشروعة وعلى رأسها الكفاح المسلح.
وجدد حزب العمال انتصاره المبدئي وغير المشروط والدائم لفلسطين ولحق شعبها في مقاومة الاحتلال الصهيوني بكل الوسائل المشروعة، واعتزازه باتساع نطاق المقاومة على كامل أرض فلسطين التاريخية بما يؤكد وحدة الشعب والأرض والمصير، وأعرب في بيانه سالف الذكر عن إجلاله لأرواح الشهداء الذين يسقون أرض الوطن بدمائهم الزكية ووجه تحية الصمود والمقاومة إلى كافة الأسرى بسجون الاحتلال، وأدان الهجوم الصهيوني الإرهابي على الشعب الفلسطيني الأعزل في المخيمات وأحياء القدس ومدن وقرى ما يسمى "الخط الأخضر" بما فيها النقب التي تتعرض لسعي صهيوني محموم لتغيير تركيبتها البشرية كما كرر إدانته للتواطؤ الرسمي العربي الذي وصل حد تنظيم اجتماع بالنقب تزامنا مع قمع الفلسطينيين وذلك بحضور وزراء خارجية الإمارات ومصر والمغرب والبحرين وبمظلة أمريكية بما يمثل منعرجا في مسار التطبيع الرسمي الذي يتحدى إرادة الشعوب ويمتهن كرامتها في الوقت الذي تتصاعد فيها الاعتداءات الصهيونية مستفردة بالشعب الفلسطيني.
وبين عمار عمروسية أن الكيان الصهيوني يمارس العربدة والقتل في الساحات العامة، وأن كل هذا يحدث في محيط عربي رسمي مازال قلبه عالقا بوهم التطبيع الذي لن يجني منه إلا المزيد من الخراب والتبعية والخيبة.
تطبيع مقنع.. وتطبيع مفضوح
وأضاف عمار عمروسية أنها ليست المرة الأولى التي يطالب فيها حزب العمال بتجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني، وهو اليوم عندما يلح على هذا المطلب فذلك لأن الدم الفلسطيني أصبح مستباحا بشكل مرعب، وقال إنهم حزبهم يرفعون اليوم الأصوات عالية لدعوة القوى الوطنية للالتفاف حول مطلب تجريم التطبيع لأنه فعلا خيانة عظمى ولأنه موجود بأساليب ملتوية، وفسر أن التطبيع موجود في تونس لكن بأساليب ملتوية إذ هناك حسب رأيه تطبيع اقتصادي وتجاري وحتى ثقافي وذلك فضلا عن المحاولات التي تم كشفها على المستوى الرياضي، وهو ما يدل على أن مسار التطبيع متواصل في المنطقة. وقد بلغ شكلا مفضوحا في المغرب الأقصى وكذلك في الامارات والبحرين والسعودية وقبل ذلك في الأردن ومصر ويبدو أن قطار التطبيع لن يتوقف عند هذا الحد.
وأشار القيادي في حزب العمال إلى أن رئيس الجمهورية لم يتحدث منذ مدة طويلة عن القضية الفلسطينية ولم يكرر عبارة التطبيع خيانة عظمى ولا يمكنه التعلل بالأوضاع الدولية الصعبة، لأن القضايا العادلة تطرح في جميع الأوقات وخاصة لما تكون الأوضاع الدولية صعبة، لكن سعيد حسب رأيه لا يجرأ على ذلك لأنه لم يأت في الحقيقة من حاضنة النضال الوطني الديمقراطي والإنساني فهو يبحث عن كيفية البقاء في الحكم لا غير.
وتعقيبا عن استفسار حول قراءته للوضع العام في البلاد أجاب عمروسية أن تونس تعيش حالة اختناق على جميع الأصعدة، فهي تمر بأزمة سياسية حالكة وشاملة، وفي المقابل نجد رئيس الجمهورية ماض إلى الأمام في تنفيذ خارطة طريقه رغم الفشل الذريع للاستشارة الوطنية التي شارك فيها 534 ألفا و915 من مجموع سبعة ملايين ناخب، لكن رئيس الجمهورية مصر على أن الاستشارة ناجحة، كما أنه يتحدث عن الحوار والحال أن كل ما فعله هو دعوة ممثلين عن بعض المنظمات الوطنية ليلقي عليهم خطاباته ثم ينصرف.
ومن بين مظاهر حالة الاختناق التي تعيشها تونس وفق قول عمروسية، الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي تنذر بخطر حقيقي، نظرا إلى أن نسبة المديونية فاقت المائة بالمائة من الناتج القومي الخام فضلا عن ارتفاع نسبة التضخم بشكل يبعث على الانشغال، وليس هذا فقط بل أضحى الجوع يدق على أبواب تونس لأن المواد الأساسية مفقودة وهناك غلاء مشط للأسعار وارتفاع مفزع لنسبة البطالة وتزايد نسبة الفقر. وخلص محدثنا إلى أن تونس تمر بأزمة متعددة الأبعاد فهي سياسية واقتصادية ومالية وحتى أخلاقية قيمية بالنظر إلى تزايد منسوب الجريمة والعنف.
وبين القيادي في حزب العمال أنه رغم هذه الأوضاع المعقدة فإن رئيس الجمهورية ليس له من هدف غير تمرير مشروعه الخاص وهو البناء القاعدي، والحال أن هذا البناء الهجين لن يؤدي سوى إلى تخريب البلاد. وأضاف أن ما يشغل الرئيس اليوم هو تركيز مشروعه الخاص الذي فيه نفي تام للأجسام الوسيطة من أحزاب سياسية وجمعيات كما أنه يحمل عداء للنخب ويعمل على التضييق على الحريات وخاصة حرية التعبير والإعلام. وعبر عمروسية عن استغرابه من حديث الرئيس سعيد مؤخرا عن معركة التحرر الوطني وفسر سبب استغرابه بالإشارة إلى أن سعيد لم يأت للسلطة من سياق التحرر الوطني، وهو عندما وصل إليها لم ير الشعب سوى مزيد التنكيل به أكثر مما نكلت به النهضة طيلة عشر سنوات. وبين أن رئيس الجمهورية إن كان حقا يفكر في معاناة الشعب التونسي عليه أن يقدم بدائل للمعطلين عن العمل والفئات الهشة وأصحاب الشهادات العليا.
وقال القيادي في حزب العمال إن تونس دخلت إلى منطقة حرجة جدا لكن رئيس الجمهورية يتفرج لأنه لا يعرف ميكانيزمات التاريخ ولا يعرف متى تنذر الحركات الاجتماعية والاحتجاجية بالانفجار، وعليه أن يدرك قبل فوات الأوان أنه في صورة تواصل الوضع على ما هو عليه فإن الانفجار آت عما قريب..
وعن رأيه في الحلول الممكنة لتجاوز الأزمة المعقدة وهل بإمكان الانتخابات المرتقبة أن تنقذ تونس ، قال عمروسية: إننا جربنا الانتخابات وجربنا التداول السلمي على السلطة ونقول التداول السلمي بين قوسين لكن حالة التونسيين ازدادت سوء وأعتقد أن الحل الوحيد هو أن يتكتل الشعب التونسي حول مشروع وطني ديمقراطي اجتماعي ويعمل على إزاحة التكتل الشعبوي وغلق الطريق أمام حركة النهضة وهي بالتأكيد مهمة كبرى لكنها ليست صعبة فكل المؤشرات تدل على أن بوادر الثورة الجديدة على أبواب تونس"..
سعيدة بوهلال
ـ بوادر الثورة الجديدة تقرع أبواب تونس
تونس: الصباح
أمام تواصل الهجوم الصهيوني الإرهابي على الشعب الفلسطيني خاصة في الضفة الغربية وتحديدا في مدينة جنين ومخيمها، دعا حزب العمال كل القوى التقدمية في العالم والوطن العربي وتونس إلى تطوير كل أشكال الإسناد للقضية الفلسطينية والعمل على مقاطعة الصهيونية وتجريم التطبيع مع كيانها الغاصب، واستنكر في بيان له إصرار رئيس الجمهورية قيس سعيد على عدم إصدار مرسوم لتجريم التطبيع رغم أنه كان قد رفع شعار "التطبيع خيانة عظمى" في حملته الانتخابية.
عمار عمروسية القيادي في حزب العمال أشار في تصريح لـ "الصباح" إلى أنه يتعين على رئيس الجمهورية سن مرسوم يجرم التطبيع إن كان حقا يعتبر التطبيع خيانة عظمى، وأضاف أنه يعتقد أن رئيس الجمهورية في ظل الوضع السياسي الراهن لن يجرأ مرة أخرى على تكرار عبارة التطبيع خيانة عظمى فهو عندما قالها كان ذلك في سياق حملة انتخابية وبهدف الوصول إلى الحكم.
وكان حزب العمال أصدر أول أمس بيانا حول تواصل الاعتداء الواسع والممنهج على القدس وأحيائها ومقدساتها من قبل جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين الفاشيست الذين أطلقوا أيديهم على كل أماكن التواجد الفلسطيني خاصة بعد العمليات الفدائية الأخيرة التي تشكل تحولا مهما في مسار الصراع الشامل مع الاحتلال على طول فلسطين التاريخية بما فيها الأراضي المحتلة سنة 1948 التي يهب أحرارها يوميا لتحدي آلة الاحتلال العسكرية الفاشية والتمسك بالهوية الفلسطينية وبالنضال من أجل تحريرها بكل الوسائل المشروعة وعلى رأسها الكفاح المسلح.
وجدد حزب العمال انتصاره المبدئي وغير المشروط والدائم لفلسطين ولحق شعبها في مقاومة الاحتلال الصهيوني بكل الوسائل المشروعة، واعتزازه باتساع نطاق المقاومة على كامل أرض فلسطين التاريخية بما يؤكد وحدة الشعب والأرض والمصير، وأعرب في بيانه سالف الذكر عن إجلاله لأرواح الشهداء الذين يسقون أرض الوطن بدمائهم الزكية ووجه تحية الصمود والمقاومة إلى كافة الأسرى بسجون الاحتلال، وأدان الهجوم الصهيوني الإرهابي على الشعب الفلسطيني الأعزل في المخيمات وأحياء القدس ومدن وقرى ما يسمى "الخط الأخضر" بما فيها النقب التي تتعرض لسعي صهيوني محموم لتغيير تركيبتها البشرية كما كرر إدانته للتواطؤ الرسمي العربي الذي وصل حد تنظيم اجتماع بالنقب تزامنا مع قمع الفلسطينيين وذلك بحضور وزراء خارجية الإمارات ومصر والمغرب والبحرين وبمظلة أمريكية بما يمثل منعرجا في مسار التطبيع الرسمي الذي يتحدى إرادة الشعوب ويمتهن كرامتها في الوقت الذي تتصاعد فيها الاعتداءات الصهيونية مستفردة بالشعب الفلسطيني.
وبين عمار عمروسية أن الكيان الصهيوني يمارس العربدة والقتل في الساحات العامة، وأن كل هذا يحدث في محيط عربي رسمي مازال قلبه عالقا بوهم التطبيع الذي لن يجني منه إلا المزيد من الخراب والتبعية والخيبة.
تطبيع مقنع.. وتطبيع مفضوح
وأضاف عمار عمروسية أنها ليست المرة الأولى التي يطالب فيها حزب العمال بتجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني، وهو اليوم عندما يلح على هذا المطلب فذلك لأن الدم الفلسطيني أصبح مستباحا بشكل مرعب، وقال إنهم حزبهم يرفعون اليوم الأصوات عالية لدعوة القوى الوطنية للالتفاف حول مطلب تجريم التطبيع لأنه فعلا خيانة عظمى ولأنه موجود بأساليب ملتوية، وفسر أن التطبيع موجود في تونس لكن بأساليب ملتوية إذ هناك حسب رأيه تطبيع اقتصادي وتجاري وحتى ثقافي وذلك فضلا عن المحاولات التي تم كشفها على المستوى الرياضي، وهو ما يدل على أن مسار التطبيع متواصل في المنطقة. وقد بلغ شكلا مفضوحا في المغرب الأقصى وكذلك في الامارات والبحرين والسعودية وقبل ذلك في الأردن ومصر ويبدو أن قطار التطبيع لن يتوقف عند هذا الحد.
وأشار القيادي في حزب العمال إلى أن رئيس الجمهورية لم يتحدث منذ مدة طويلة عن القضية الفلسطينية ولم يكرر عبارة التطبيع خيانة عظمى ولا يمكنه التعلل بالأوضاع الدولية الصعبة، لأن القضايا العادلة تطرح في جميع الأوقات وخاصة لما تكون الأوضاع الدولية صعبة، لكن سعيد حسب رأيه لا يجرأ على ذلك لأنه لم يأت في الحقيقة من حاضنة النضال الوطني الديمقراطي والإنساني فهو يبحث عن كيفية البقاء في الحكم لا غير.
وتعقيبا عن استفسار حول قراءته للوضع العام في البلاد أجاب عمروسية أن تونس تعيش حالة اختناق على جميع الأصعدة، فهي تمر بأزمة سياسية حالكة وشاملة، وفي المقابل نجد رئيس الجمهورية ماض إلى الأمام في تنفيذ خارطة طريقه رغم الفشل الذريع للاستشارة الوطنية التي شارك فيها 534 ألفا و915 من مجموع سبعة ملايين ناخب، لكن رئيس الجمهورية مصر على أن الاستشارة ناجحة، كما أنه يتحدث عن الحوار والحال أن كل ما فعله هو دعوة ممثلين عن بعض المنظمات الوطنية ليلقي عليهم خطاباته ثم ينصرف.
ومن بين مظاهر حالة الاختناق التي تعيشها تونس وفق قول عمروسية، الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي تنذر بخطر حقيقي، نظرا إلى أن نسبة المديونية فاقت المائة بالمائة من الناتج القومي الخام فضلا عن ارتفاع نسبة التضخم بشكل يبعث على الانشغال، وليس هذا فقط بل أضحى الجوع يدق على أبواب تونس لأن المواد الأساسية مفقودة وهناك غلاء مشط للأسعار وارتفاع مفزع لنسبة البطالة وتزايد نسبة الفقر. وخلص محدثنا إلى أن تونس تمر بأزمة متعددة الأبعاد فهي سياسية واقتصادية ومالية وحتى أخلاقية قيمية بالنظر إلى تزايد منسوب الجريمة والعنف.
وبين القيادي في حزب العمال أنه رغم هذه الأوضاع المعقدة فإن رئيس الجمهورية ليس له من هدف غير تمرير مشروعه الخاص وهو البناء القاعدي، والحال أن هذا البناء الهجين لن يؤدي سوى إلى تخريب البلاد. وأضاف أن ما يشغل الرئيس اليوم هو تركيز مشروعه الخاص الذي فيه نفي تام للأجسام الوسيطة من أحزاب سياسية وجمعيات كما أنه يحمل عداء للنخب ويعمل على التضييق على الحريات وخاصة حرية التعبير والإعلام. وعبر عمروسية عن استغرابه من حديث الرئيس سعيد مؤخرا عن معركة التحرر الوطني وفسر سبب استغرابه بالإشارة إلى أن سعيد لم يأت للسلطة من سياق التحرر الوطني، وهو عندما وصل إليها لم ير الشعب سوى مزيد التنكيل به أكثر مما نكلت به النهضة طيلة عشر سنوات. وبين أن رئيس الجمهورية إن كان حقا يفكر في معاناة الشعب التونسي عليه أن يقدم بدائل للمعطلين عن العمل والفئات الهشة وأصحاب الشهادات العليا.
وقال القيادي في حزب العمال إن تونس دخلت إلى منطقة حرجة جدا لكن رئيس الجمهورية يتفرج لأنه لا يعرف ميكانيزمات التاريخ ولا يعرف متى تنذر الحركات الاجتماعية والاحتجاجية بالانفجار، وعليه أن يدرك قبل فوات الأوان أنه في صورة تواصل الوضع على ما هو عليه فإن الانفجار آت عما قريب..
وعن رأيه في الحلول الممكنة لتجاوز الأزمة المعقدة وهل بإمكان الانتخابات المرتقبة أن تنقذ تونس ، قال عمروسية: إننا جربنا الانتخابات وجربنا التداول السلمي على السلطة ونقول التداول السلمي بين قوسين لكن حالة التونسيين ازدادت سوء وأعتقد أن الحل الوحيد هو أن يتكتل الشعب التونسي حول مشروع وطني ديمقراطي اجتماعي ويعمل على إزاحة التكتل الشعبوي وغلق الطريق أمام حركة النهضة وهي بالتأكيد مهمة كبرى لكنها ليست صعبة فكل المؤشرات تدل على أن بوادر الثورة الجديدة على أبواب تونس"..