مع دخول تلاميذ مختلف المدارس الابتدائية والثانوية في عطلة نصف الثلاثي الثاني يجد الأولياء صعوبة في ترفيه أطفالهم بعد ثلاثية من التعب والجد والكد باعتبار أن جل الفضاءات الترفيهية الرسمية قد أقفلت أبوابها، هذا بالتوازي مع الغلاء الفاحش للفضاءات الترفيهية الخاصة ليجد التلاميذ في الانترنات والشارع ملاذا لهم، وهو ما يخلف تداعيات خطيرة سواء على صحة التلميذ او سلوكه...
في هذا الإطار جدير بالذكر أن الهياكل المعنية وعلى حد تشخيص كثير من المتابعين للشأن العام لا تٌولي العناية اللازمة لأهمية الفضاءات الثقافية الترفيهية في تنمية قدرات التلميذ خلال أوقات الفراغ ولاسيما أيام العطل بما أن اغلب دور الشباب والثقافة قد أقفلت أبوابها لا سيما في الجهات الداخلية وحتى دور الشباب المتبقية فإن الشباب قد هجرها لأسباب عديدة من قبيل غياب الصيانة والتجهيزات اللازمة وعدم قيام هذه الفضاءات بأنشطة من شانها أن تجلب انتباه الشاب بما يجعله يقبل على هذه المؤسسات، علما أن هنالك ما يقارب 800 مؤسسة بين دور للشباب والثقافة في كامل الجمهورية 20 بالمائة منها لم يعد وظيفيا وفقا لما كشفه في تصريح سابق لـ "الصباح" مصدر من وزارة الشؤون الثقافية.
في هذا الخصوص ولان الفضاءات الترفيهية الخاصة أضحت عصيّة على فئة هامة من التونسيين نظرا للغلاء الفاحش في أسعارها يجد عدد كبير من الأولياء أنفسهم مجبرين على السماح لأبنائهم بالإبحار على الانترنات أو الخروج للّعب في الشارع بهدف "قضاء وقت ممتع"..
وفي هذا الإطار تعتبر المربية مروى العباسي في تصريح لـ"الصباح" أن العطلة المدرسية أضحت كابوسا للأولياء في ظل غياب فضاءات ترفيهية من شانها أن تصقل مواهب الأطفال وتنمي قدراتهم وبالتالي يضطر الولي الى السماح لابنه أمّا بالإبحار على الانترنات أو الخروج الى الشارع للّعب مشددة على أن الأولياء يتغافلون عن المخاطر المتأتية سواء من الشارع أو من الانترنات نظرا لتأثيراتها العميقة على نفسية وسلوك الطفل، داعية الأولياء إلى أن لا يتركوا أبناءهم يبحرون لساعات على شبكة الانترنات .
من جانب آخر دعا المربي سعيد الجديدي في تصريح لـ"الصباح" الهياكل الرسمية الى الالتفات جديا الى شريحة واسعة من الأطفال والتلاميذ حرمت من الترفيه لأنها لا تستطيع مجابهة تكاليفه في ظل الارتفاع الجنوني لأسعارها مقارنة بالسنوات الماضية. وأشار في هذا الإطار الى ضرورة تهيئة مختلف الفضاءات العمومية والحدائق العمومية وتجهيزها بالعاب للأطفال حتى يتسنى للجميع قضاء وقت ممتع هذا بالتوازي مع السهر على جعل هذه الفضاءات نظيفة وآمنة.
وفي نفس الاتجاه أورد الباحث التربوي محمد عليلوش استنادا الى ما تم نشره في عدد من الأوساط الإعلامية الى أن الأطفال يتعرض في الشارع الى العنف بشتى أنواعه سواء من طرف أقرانهم أو من طرف الراشدين او بسبب حوادث السير والعمل بشتى أنواعها، كما يتعرض الأطفال لمخاطر الانحراف وتناول المخدرات والسجائر والكحول وكل أنواع السموم التي تتداول في الشارع هذا بالتوازي مع شتى أنواع الاستغلال جسديا وفكريا واقتصاديا وسياسيا.
كما أشار الباحث التربوي إلى تعرض الأطفال لشتى أنواع الأمراض المزمنة والظرفية والخطيرة الى جانب
اطلاع الأطفال على كل الانحرافات والسلوكيات والممارسات سواء الايجابية أو السلبية التي يعرفها الشارع والصادرة من كل الأطراف ذكورا وإناثا.
في هذا الخضم صحيح أن هنالك فئة من الأطفال والتلاميذ تسمح لهم إمكانياتهم المادية بقضاء وقت ممتع خلال العطلة المدرسية لكنها تظل فئة قليلة جدا فالسواد الأعظم إمّا معتكفا داخل منزله يبحر لساعات على الانترنات دون رقيب أو حسيب أو في "الشارع" الذي وجد فيه ملاذا له كفضاء ترفيهي وسط غياب آليات بديلة، فمتى يلتفت صناع القرار الى هذه المعضلة التي على أهميتها فإنها للأسف لا تندرج ضمن أوكد الأولويات؟ متى يتم بعث فضاءات ترفيهية تثقيفية تقوم على تنمية القدرات والمهارات ومن شانها ان تتصدى لظاهرة الانقطاع المدرسي؟ ألا تدرك الهياكل الرسمية وكل المؤسسات المعنية بالطفولة ان طفل اليوم هو رجل الغد؟
منال حرزي
تونس-الصباح
مع دخول تلاميذ مختلف المدارس الابتدائية والثانوية في عطلة نصف الثلاثي الثاني يجد الأولياء صعوبة في ترفيه أطفالهم بعد ثلاثية من التعب والجد والكد باعتبار أن جل الفضاءات الترفيهية الرسمية قد أقفلت أبوابها، هذا بالتوازي مع الغلاء الفاحش للفضاءات الترفيهية الخاصة ليجد التلاميذ في الانترنات والشارع ملاذا لهم، وهو ما يخلف تداعيات خطيرة سواء على صحة التلميذ او سلوكه...
في هذا الإطار جدير بالذكر أن الهياكل المعنية وعلى حد تشخيص كثير من المتابعين للشأن العام لا تٌولي العناية اللازمة لأهمية الفضاءات الثقافية الترفيهية في تنمية قدرات التلميذ خلال أوقات الفراغ ولاسيما أيام العطل بما أن اغلب دور الشباب والثقافة قد أقفلت أبوابها لا سيما في الجهات الداخلية وحتى دور الشباب المتبقية فإن الشباب قد هجرها لأسباب عديدة من قبيل غياب الصيانة والتجهيزات اللازمة وعدم قيام هذه الفضاءات بأنشطة من شانها أن تجلب انتباه الشاب بما يجعله يقبل على هذه المؤسسات، علما أن هنالك ما يقارب 800 مؤسسة بين دور للشباب والثقافة في كامل الجمهورية 20 بالمائة منها لم يعد وظيفيا وفقا لما كشفه في تصريح سابق لـ "الصباح" مصدر من وزارة الشؤون الثقافية.
في هذا الخصوص ولان الفضاءات الترفيهية الخاصة أضحت عصيّة على فئة هامة من التونسيين نظرا للغلاء الفاحش في أسعارها يجد عدد كبير من الأولياء أنفسهم مجبرين على السماح لأبنائهم بالإبحار على الانترنات أو الخروج للّعب في الشارع بهدف "قضاء وقت ممتع"..
وفي هذا الإطار تعتبر المربية مروى العباسي في تصريح لـ"الصباح" أن العطلة المدرسية أضحت كابوسا للأولياء في ظل غياب فضاءات ترفيهية من شانها أن تصقل مواهب الأطفال وتنمي قدراتهم وبالتالي يضطر الولي الى السماح لابنه أمّا بالإبحار على الانترنات أو الخروج الى الشارع للّعب مشددة على أن الأولياء يتغافلون عن المخاطر المتأتية سواء من الشارع أو من الانترنات نظرا لتأثيراتها العميقة على نفسية وسلوك الطفل، داعية الأولياء إلى أن لا يتركوا أبناءهم يبحرون لساعات على شبكة الانترنات .
من جانب آخر دعا المربي سعيد الجديدي في تصريح لـ"الصباح" الهياكل الرسمية الى الالتفات جديا الى شريحة واسعة من الأطفال والتلاميذ حرمت من الترفيه لأنها لا تستطيع مجابهة تكاليفه في ظل الارتفاع الجنوني لأسعارها مقارنة بالسنوات الماضية. وأشار في هذا الإطار الى ضرورة تهيئة مختلف الفضاءات العمومية والحدائق العمومية وتجهيزها بالعاب للأطفال حتى يتسنى للجميع قضاء وقت ممتع هذا بالتوازي مع السهر على جعل هذه الفضاءات نظيفة وآمنة.
وفي نفس الاتجاه أورد الباحث التربوي محمد عليلوش استنادا الى ما تم نشره في عدد من الأوساط الإعلامية الى أن الأطفال يتعرض في الشارع الى العنف بشتى أنواعه سواء من طرف أقرانهم أو من طرف الراشدين او بسبب حوادث السير والعمل بشتى أنواعها، كما يتعرض الأطفال لمخاطر الانحراف وتناول المخدرات والسجائر والكحول وكل أنواع السموم التي تتداول في الشارع هذا بالتوازي مع شتى أنواع الاستغلال جسديا وفكريا واقتصاديا وسياسيا.
كما أشار الباحث التربوي إلى تعرض الأطفال لشتى أنواع الأمراض المزمنة والظرفية والخطيرة الى جانب
اطلاع الأطفال على كل الانحرافات والسلوكيات والممارسات سواء الايجابية أو السلبية التي يعرفها الشارع والصادرة من كل الأطراف ذكورا وإناثا.
في هذا الخضم صحيح أن هنالك فئة من الأطفال والتلاميذ تسمح لهم إمكانياتهم المادية بقضاء وقت ممتع خلال العطلة المدرسية لكنها تظل فئة قليلة جدا فالسواد الأعظم إمّا معتكفا داخل منزله يبحر لساعات على الانترنات دون رقيب أو حسيب أو في "الشارع" الذي وجد فيه ملاذا له كفضاء ترفيهي وسط غياب آليات بديلة، فمتى يلتفت صناع القرار الى هذه المعضلة التي على أهميتها فإنها للأسف لا تندرج ضمن أوكد الأولويات؟ متى يتم بعث فضاءات ترفيهية تثقيفية تقوم على تنمية القدرات والمهارات ومن شانها ان تتصدى لظاهرة الانقطاع المدرسي؟ ألا تدرك الهياكل الرسمية وكل المؤسسات المعنية بالطفولة ان طفل اليوم هو رجل الغد؟