52 إشعارا بالاستغلال الجنسي للأطفال عبر شبكة الإنترنيت
الكشف عن شبكة إباحيّة على الأنترنيت تستهدف الأطفال من فئة الذكور
تونس-الصباح
رغم ايجابيات الأنترنيت فان لها سلبيات دفعتنا إلى تسليط الضوء على مخاطر الشبكة العنكبوتية على الأطفال سيما وأن العديد من المعطيات تفيد أن هذه الفئة هي الأكثر عرضة لتأثيراتها السلبية على غرار الاستغلال الجنسي أو الاستقطاب إلى التطرف وعالم الجريمة، فتجد المتربصون بالأطفال يتصيدون فرائسهم بشكل خفي يتحينون الفرصة المناسبة للانقضاض على ضحاياهم متخفين خلف أسماء مستعارة ويتقربون تدريجيا من الهدف والذي يكون عادة طفلا إما يعاني من بعض المشاكل النفسية أو انعدام المراقبة الأسرية وسرعان ما ينجحون في إقناعهم لاستغلالهم لاحقا إما جنسيا أو "دمغجتهم" لتحضيرهم كذئاب منفردة في المنظمات الإرهابية أو عالم المخدرات أو السرقة أو غيرها من الجرائم.
إعداد:صباح الشّابّي
أطفال يتم استدراجهم إلى عالم الجريمة خاصة شبكات الدعارة والتسفير إلى بؤر التوتر والاستغلال في التسوّل وغيرها ولعلّ الأختين غفران ورحمة الشيخاوي خير دليل على ذلك واللتين تم استقطابهما من قبل عنصر إرهابي خطير عبر شبكات التواصل الاجتماعي وتم استدراجهما وتسفيرهما إلى بؤر التوتر.
كما يتعرّض الأطفال إلى الاستقطاب لاستغلالهم جنسيّا في شبكات دعارة وفي هذا الإطار تمكّن أعوان فرقة الشرطة العدلية بقابس في وقت سابق من إلقاء القبض على 9 أشخاص بتهمة تعاطي البغاء السري بأحد الشقق المفروشة بمعتمدية قابس الجنوبية من بينهم ثلاث قاصرات تم استدراجهن إلى شبكة لتعاطي البغاء في شقة مفروشة بالجهة وقد تم استدراجهن عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
حادثة أخرى غريبة رواها لـ"الصباح" معز الشريف رئيس جمعيّة حقوق الطفل تتمثل في أن طفلة تبلغ من العمر 14 عاما تدرس بإحدى المدارس الإعدادية بالضاحية الجنوبية للعاصمة تعرضت إلى التهديد عبر مواقع التواصل الاجتماعي حيث عمد أحدهم إلى الدخول بهوية مزيفة إلى موقع المدرسة الإعدادية التي تدرس بها وتعرف من خلالها عليها مقدما لها نفسه على أساس أنه تلميذ ثم بعد ذلك تبادلا الصور فيما بينهما ومن هنا انطلقت عملية ابتزازها وكشف عن وجهه الحقيقي حيث طلب منها أن ترسل إليه صورها عارية فرفضت بشدة وهددته برفع أمره إلى القضاء حينها قام بفبركة صورها ونشرها عبر موقع المدرسة الإعدادية وقد خلفت الحادثة ضررا نفسيا رهيبا على الفتاة وضررا معنويا كذلك على عائلتها مضيفا أنه من خلال عمل الجمعية تم اكتشاف شبكة إباحية على الأنترنيت تستهدف الأطفال من فئة الذكور حيث يطلب عناصر الشبكة من الأطفال الذكور إرسال صور إباحية لهم مقابل تسليمهم مبالغ مالية وتبين أن من يستقطبهم عامل بمقهى قبالة المدرسة الإعدادية التي يدرس بها الضحايا وقد تم إشعار مندوب حماية الطفولة وكذلك مصلحة وقاية الأحداث، مضيفا أنه وردت على الجمعية بعض حالات الاستغلال الجنسي لأطفال يدرسون بمدرسة إعدادية بريف زغوان.
واعتبر الشريف أن عدم إدراج مادة التربية الجنسية بالبرامج التربوية أدى إلى دفع الأطفال إلى البحث عن أجوبة لأسئلتهم عن الجنس عبر الأنترنيت وأدى كذلك إلى تنام كبير للاستغلال الجنسي للأطفال عبر مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها، كما زادت من فرص ولوج الأطفال إلى بعض المحتويات غير اللائقة سواء كانت صورا جنسية أو إباحية..، سيما وأن الولوج إلى العالم الافتراضي سهل جدا لذلك بات من اليسير على "عصابات" العالم الافتراضي استغلال الأطفال.
وأكد محدثنا أن جائحة كورونا عمّقت تنامي ظاهرة استغلال الأطفال عبر شبكة الأنترنيت خاصة في فترة الحجر الصحي حيث يستغل الأطفال فترات الفراغ في الولوج ليلا إلى الأنترنيت كما أن اعتماد نظام الدراسة بالأفواج ساهم في خلق فراغ لدى التلاميذ لذلك وجد البعض منهم الأنترنيت ملاذا لملء ذلك الفراغ فيكونون بالتالي عرضة للاستهداف والاستغلال بمختلف أشكاله والاستقطاب للإرهاب، مشيرا إلى أن والدة الإرهابي الذي كان فجر نفسه بإحدى محطات المترو الخفيف تم استقطابه عبر الأنترنيت عندما كان يبلغ من العمر 15 سنة ولم تتفطن له أسرته إلا بعد حصول الكارثة.
واعتبر محدثنا أن الوقاية تتطلب سياسة ونظرة استشرافية حول كيفية حماية أطفالنا من مخاطر الأنترنيت خاصة أمام غياب مشروع لحمايتهم مشددا على ضرورة تكاتف الجهود بدء من الدولة ثم العائلة كذلك وسائل الإعلام عن طريق حملات إعلامية ناجعة لتوعية الأولياء وإرشادهم حول سبل المراقبة الناجعة لأبنائهم. كما شدد على ضرورة تربية أطفالنا على كيفية استعمال وسائل التواصل الاجتماعي.
حيل وخزعبلات للإيقاع بالضحايا
وبلغ عدد الإشعارات الواردة على مندوبي حماية الطفولة خلال 2018 والمتعلقة بالاستغلال الجنسي للأطفال عبر شبكة الإنترنيت 52 إشعارا أي بنسبة 4 بالمائة من حالات الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الشبكة العنكبوتية وفق مهيار حمادي المندوب العام لحماية الطفولة.
وتوقع خلال إفادته لـ"الصباح" أن العدد اكبر من ذلك بكثير خاصة وأن هناك العديد من الانتهاكات والاستغلال الجنسي للأطفال عبر شبكات التواصل الاجتماعي ولكن في المقابل هناك تكتم من عائلاتهم، مضيفا أن بعض المبحرين على الأنترنيت يدخلون إلى مواقع التواصل الاجتماعي بهويات مزيفة ويتظاهرون للضحايا من الأطفال بأنهم يقاربونهم سنا ثم ينطلقون معهم في دردشات تكون في بدايتها بريئة ثم تتطور إلى طلب صور أو فيديوهات جنسية لتصل بعد ذلك إلى استغلال تلك الصور للضغط على الأطفال وابتزازهم ماديا ومعنويا وتهديدهم بإرسالها إلى أوليائهم لإجبارهم على إرسال المزيد منها كما يعمد بعض المبحرين إلى استقطاب الأطفال إلى عالم الجريمة والتطرف ما يجعل أولئك الأطفال يعيشون أزمتهم بمفردهم خوفا من ردة فعل والديهم، مشددا على ضرورة توعية الأطفال من المخاطر المحدقة بهم في ذلك العالم الافتراضي.
ويعتبر مهيار حمادي أنه رغم المخاطر المحفوفة بالأطفال من خلال العالم الافتراضي، ولكن لا يمكن أن ننكر أنه عالم فتح المجال للتعرف على مختلف الثقافات الأخرى والحضارات وعديد المجالات العلمية والطبية وغيرهما بأبسط الوسائل وأيسرها مشددا في الآن ذاته على ضرورة توعية الأطفال من المخاطر المحدقة بهم في العالم الافتراضي.
رئيس جمعية الأولياء والتلاميذ لـ"الصباح":مواقع التواصل الاجتماعي مصدر تهديد للأطفال
بدوره لم ينف رضا الزهروني رئيس الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت تشكل مصدر تهديد للأطفال فمن خلال تواصل الجمعية مع العديد من الأولياء تبين لها أن عالم الشبكة العنكبوتية ولئن كانت له ايجابيات في التوصل إلى المعلومة بسرعة كبيرة، ولكن في المقابل له سلبيات أثرت بصفة واضحة وجليّة على تصرفات وسلوك بعض الأطفال من جهة ومن جهة أخرى جعلت البعض منهم مستهدفا من قبل العصابات التي تترصدهم بين الفينة والأخرى سواء بغرض الاستغلال الجنسي أو من خلال دمغجتهم واستدراجهم إلى الإرهاب أو الجريمة بمختلف أنواعها مضيفا لـ"الصباح" أن المسؤولية يتحملها الجميع أولها الدولة التي تفتقر برامجها التربوية إلى حصص إرشاد وتوعية التلاميذ بكيفية حسن استعمال وسائل التواصل الاجتماعي أسوة بالعديد من المنظومات التربوية في الدول الأجنبية على غرار فرنسا كذلك لا بد من تفعيل دور الأسرة في ممارسة الرقابة على الأطفال لحمايتهم من المخاطر التي تهددهم خلال استخدام الأنترنيت وضرورة قيام وسائل الإعلام أيضا بدورها في نشر ثقافة الوعي بمخاطر سوء استعمال الأنترنيت.
* مختصة في الأمن السيبرني لـ"الصباح": استغلال معطيات الأطفال لابتزازهم
من جهتها أفادت ميساء الزرزري مختصة في الأمن السيبرني عن الجمعية الدولية للاستشراف والدراسات الإستراتيجية والأمنية المتقدّمة "الصباح" أن المخاطر التي يمكن أن تهدد الأطفال عبر مواقع التواصل الاجتماعي والأنترنيت بصفة عامة كثيرة على غرار الهرسلة الرقمية التي تشمل التنمر والإهانة والتحريض على الانتحار والانتقام الإباحي بنشر صور إباحية للضحايا من الأطفال ويمكن أن تنتهك كذلك خصوصيتهم عن طريق استغلال معطياتهم الشخصية وتوظيفها لابتزازهم كما يمكن أن يتم اختراق حساباتهم الشخصية ثم انتحال صفتهم للوصول إلى أقرانهم واستغلالهم.
ومن بين المخاطر الأخرى التي تهدد الأطفال خطابات الكراهية بسبب الجنس أو اللون أو الدين، كذلك يمكن استغلالهم والاعتداء عليهم جنسيا بعد ربط علاقات معهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي ثم استدراجهم لممارسة البغاء أو الاستقطاب إلى التطرف والإرهاب، كما اعتبرت المتحدثة أن الألعاب الإلكترونية على غرار لعبة "الحوت الأزرق" وغيرها من الألعاب الإلكترونية الأخرى ساهمت بدورها في التأثير على سلوكيات الأطفال وقادت أحيانا البعض منهم إلى الانتحار.
وترى أن الحل ليس في تخويف الأطفال من الولوج إلى الفضاء الافتراضي ولكن بنشر التوعية في صفوفهم وتحسيسهم بمخاطر الأنترنيت كي يتمكنوا من حماية أنفسهم وحساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي وتوعية كذلك الأولياء وهذا الدور الذي يجب أن تقوم به الدولة وخاصة مكونات المجتمع المدني.
* مصدر من الوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية لـ"الصباح":لا بد من ترشيد الأطفال في كيفية استعمال الأنترنيت
من جهته أفادنا مصدر مطلع بالوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية أن الوكالة علاوة، على مهامها التقنية التي تؤمنها إلى المهنيين والمتصرفين والمختصين في مجال السلامة المعلوماتية، فإنّها تضطلع أيضا بمهام تحسيسية موجهة إلى عموم مستعملي الشبكات المعلوماتية والأنترنيت والأسرة التونسية وخاصة فئة الأطفال والشباب باعتبارها الفئة الأكثر ارتباطا بالانترنيت والأكثر استعمالا للتكنولوجيات الحديثة للاتصال والمعلومات.
وأشار نفس المصدر إلى أن الوكالة كانت دعت في عديد المناسبات إلى ترشيد إبحار الأطفال عبر شبكة الأنترنيت وإلى توعيتهم بوجود مخاطر عديدة على الشبكة وتعريفهم بطرق الوقاية والحماية منها وذلك دون تهويل أو تخويف. مضيفا أن "اليوم العالمي للأنترنت الأكثر أمانا"، والذي كان وافق يوم 8 فيفري الجاري والتأم تحت شعار "معا من أجل أنترنيت أفضل"، كان فرصة لمزيد تسليط الضوء على ضرورة إيلاء أكثر أهمية لإبحار الأطفال عبر الأنترنيت وذلك من قبل الأولياء والمربين ومختلف المتدخلين.
وجددت الوكالة عن طريق المتحدث ضرورة التحاور مع الأطفال وتعريفهم بطريقة مبسطة بالمخاطر التي قد تعترضهم عند الإبحار على الأنترنت وتوعيتهم بضرورة عدم الوثوق في الأشخاص الافتراضيين الذين يتحاورون معهم وعدم قبول كذلك دعوات للقائهم وعدم الإجابة على أسئلة تتعلق بمعطيات خاصة بهم وبأسرهم على غرار عنوان المدرسة أو عنوان المنزل أو مواعيد تنقلات العائلة أو المعطيات الخاصة بوالديهم مثل رقم بطاقة التعريف الوطنية وغيرها.
كما شدد على ضرورة إرساء مبدأ الحوار داخل الأسرة باعتبار أنه عامل من عوامل تعزيز ثقة الطفل بنفسه من ناحية ومن ناحية أخرى يمكن الأولياء من معرفة المحتويات التي يطلع عليها أبناؤهم من خلال العالم الافتراضي.
وأضاف أنه الوكالة وفرت آليات مراقبة إبحار الأبناء على الإنترنيت وأنه يمكن تحميلها من موقع واب الوكالة www.ansi.tn ووفرت وسائط تحتوي على مضامين تحسيسية وتوعويّة للطفل والولي على غرار دليل "السلامة المعلوماتية في متناول الأسرة".
وبين محدثنا أن الوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية تشدد على ضرورة مرافقة الطفل عند إبحاره على الأنترنيت وتوجيهه وترشيده في كيفية حسن استعمالها حتى تكون وسيلة للتواصل الأسري وليس وسيلة للتفكك الأسري.
52 إشعارا بالاستغلال الجنسي للأطفال عبر شبكة الإنترنيت
الكشف عن شبكة إباحيّة على الأنترنيت تستهدف الأطفال من فئة الذكور
تونس-الصباح
رغم ايجابيات الأنترنيت فان لها سلبيات دفعتنا إلى تسليط الضوء على مخاطر الشبكة العنكبوتية على الأطفال سيما وأن العديد من المعطيات تفيد أن هذه الفئة هي الأكثر عرضة لتأثيراتها السلبية على غرار الاستغلال الجنسي أو الاستقطاب إلى التطرف وعالم الجريمة، فتجد المتربصون بالأطفال يتصيدون فرائسهم بشكل خفي يتحينون الفرصة المناسبة للانقضاض على ضحاياهم متخفين خلف أسماء مستعارة ويتقربون تدريجيا من الهدف والذي يكون عادة طفلا إما يعاني من بعض المشاكل النفسية أو انعدام المراقبة الأسرية وسرعان ما ينجحون في إقناعهم لاستغلالهم لاحقا إما جنسيا أو "دمغجتهم" لتحضيرهم كذئاب منفردة في المنظمات الإرهابية أو عالم المخدرات أو السرقة أو غيرها من الجرائم.
إعداد:صباح الشّابّي
أطفال يتم استدراجهم إلى عالم الجريمة خاصة شبكات الدعارة والتسفير إلى بؤر التوتر والاستغلال في التسوّل وغيرها ولعلّ الأختين غفران ورحمة الشيخاوي خير دليل على ذلك واللتين تم استقطابهما من قبل عنصر إرهابي خطير عبر شبكات التواصل الاجتماعي وتم استدراجهما وتسفيرهما إلى بؤر التوتر.
كما يتعرّض الأطفال إلى الاستقطاب لاستغلالهم جنسيّا في شبكات دعارة وفي هذا الإطار تمكّن أعوان فرقة الشرطة العدلية بقابس في وقت سابق من إلقاء القبض على 9 أشخاص بتهمة تعاطي البغاء السري بأحد الشقق المفروشة بمعتمدية قابس الجنوبية من بينهم ثلاث قاصرات تم استدراجهن إلى شبكة لتعاطي البغاء في شقة مفروشة بالجهة وقد تم استدراجهن عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
حادثة أخرى غريبة رواها لـ"الصباح" معز الشريف رئيس جمعيّة حقوق الطفل تتمثل في أن طفلة تبلغ من العمر 14 عاما تدرس بإحدى المدارس الإعدادية بالضاحية الجنوبية للعاصمة تعرضت إلى التهديد عبر مواقع التواصل الاجتماعي حيث عمد أحدهم إلى الدخول بهوية مزيفة إلى موقع المدرسة الإعدادية التي تدرس بها وتعرف من خلالها عليها مقدما لها نفسه على أساس أنه تلميذ ثم بعد ذلك تبادلا الصور فيما بينهما ومن هنا انطلقت عملية ابتزازها وكشف عن وجهه الحقيقي حيث طلب منها أن ترسل إليه صورها عارية فرفضت بشدة وهددته برفع أمره إلى القضاء حينها قام بفبركة صورها ونشرها عبر موقع المدرسة الإعدادية وقد خلفت الحادثة ضررا نفسيا رهيبا على الفتاة وضررا معنويا كذلك على عائلتها مضيفا أنه من خلال عمل الجمعية تم اكتشاف شبكة إباحية على الأنترنيت تستهدف الأطفال من فئة الذكور حيث يطلب عناصر الشبكة من الأطفال الذكور إرسال صور إباحية لهم مقابل تسليمهم مبالغ مالية وتبين أن من يستقطبهم عامل بمقهى قبالة المدرسة الإعدادية التي يدرس بها الضحايا وقد تم إشعار مندوب حماية الطفولة وكذلك مصلحة وقاية الأحداث، مضيفا أنه وردت على الجمعية بعض حالات الاستغلال الجنسي لأطفال يدرسون بمدرسة إعدادية بريف زغوان.
واعتبر الشريف أن عدم إدراج مادة التربية الجنسية بالبرامج التربوية أدى إلى دفع الأطفال إلى البحث عن أجوبة لأسئلتهم عن الجنس عبر الأنترنيت وأدى كذلك إلى تنام كبير للاستغلال الجنسي للأطفال عبر مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها، كما زادت من فرص ولوج الأطفال إلى بعض المحتويات غير اللائقة سواء كانت صورا جنسية أو إباحية..، سيما وأن الولوج إلى العالم الافتراضي سهل جدا لذلك بات من اليسير على "عصابات" العالم الافتراضي استغلال الأطفال.
وأكد محدثنا أن جائحة كورونا عمّقت تنامي ظاهرة استغلال الأطفال عبر شبكة الأنترنيت خاصة في فترة الحجر الصحي حيث يستغل الأطفال فترات الفراغ في الولوج ليلا إلى الأنترنيت كما أن اعتماد نظام الدراسة بالأفواج ساهم في خلق فراغ لدى التلاميذ لذلك وجد البعض منهم الأنترنيت ملاذا لملء ذلك الفراغ فيكونون بالتالي عرضة للاستهداف والاستغلال بمختلف أشكاله والاستقطاب للإرهاب، مشيرا إلى أن والدة الإرهابي الذي كان فجر نفسه بإحدى محطات المترو الخفيف تم استقطابه عبر الأنترنيت عندما كان يبلغ من العمر 15 سنة ولم تتفطن له أسرته إلا بعد حصول الكارثة.
واعتبر محدثنا أن الوقاية تتطلب سياسة ونظرة استشرافية حول كيفية حماية أطفالنا من مخاطر الأنترنيت خاصة أمام غياب مشروع لحمايتهم مشددا على ضرورة تكاتف الجهود بدء من الدولة ثم العائلة كذلك وسائل الإعلام عن طريق حملات إعلامية ناجعة لتوعية الأولياء وإرشادهم حول سبل المراقبة الناجعة لأبنائهم. كما شدد على ضرورة تربية أطفالنا على كيفية استعمال وسائل التواصل الاجتماعي.
حيل وخزعبلات للإيقاع بالضحايا
وبلغ عدد الإشعارات الواردة على مندوبي حماية الطفولة خلال 2018 والمتعلقة بالاستغلال الجنسي للأطفال عبر شبكة الإنترنيت 52 إشعارا أي بنسبة 4 بالمائة من حالات الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الشبكة العنكبوتية وفق مهيار حمادي المندوب العام لحماية الطفولة.
وتوقع خلال إفادته لـ"الصباح" أن العدد اكبر من ذلك بكثير خاصة وأن هناك العديد من الانتهاكات والاستغلال الجنسي للأطفال عبر شبكات التواصل الاجتماعي ولكن في المقابل هناك تكتم من عائلاتهم، مضيفا أن بعض المبحرين على الأنترنيت يدخلون إلى مواقع التواصل الاجتماعي بهويات مزيفة ويتظاهرون للضحايا من الأطفال بأنهم يقاربونهم سنا ثم ينطلقون معهم في دردشات تكون في بدايتها بريئة ثم تتطور إلى طلب صور أو فيديوهات جنسية لتصل بعد ذلك إلى استغلال تلك الصور للضغط على الأطفال وابتزازهم ماديا ومعنويا وتهديدهم بإرسالها إلى أوليائهم لإجبارهم على إرسال المزيد منها كما يعمد بعض المبحرين إلى استقطاب الأطفال إلى عالم الجريمة والتطرف ما يجعل أولئك الأطفال يعيشون أزمتهم بمفردهم خوفا من ردة فعل والديهم، مشددا على ضرورة توعية الأطفال من المخاطر المحدقة بهم في ذلك العالم الافتراضي.
ويعتبر مهيار حمادي أنه رغم المخاطر المحفوفة بالأطفال من خلال العالم الافتراضي، ولكن لا يمكن أن ننكر أنه عالم فتح المجال للتعرف على مختلف الثقافات الأخرى والحضارات وعديد المجالات العلمية والطبية وغيرهما بأبسط الوسائل وأيسرها مشددا في الآن ذاته على ضرورة توعية الأطفال من المخاطر المحدقة بهم في العالم الافتراضي.
رئيس جمعية الأولياء والتلاميذ لـ"الصباح":مواقع التواصل الاجتماعي مصدر تهديد للأطفال
بدوره لم ينف رضا الزهروني رئيس الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت تشكل مصدر تهديد للأطفال فمن خلال تواصل الجمعية مع العديد من الأولياء تبين لها أن عالم الشبكة العنكبوتية ولئن كانت له ايجابيات في التوصل إلى المعلومة بسرعة كبيرة، ولكن في المقابل له سلبيات أثرت بصفة واضحة وجليّة على تصرفات وسلوك بعض الأطفال من جهة ومن جهة أخرى جعلت البعض منهم مستهدفا من قبل العصابات التي تترصدهم بين الفينة والأخرى سواء بغرض الاستغلال الجنسي أو من خلال دمغجتهم واستدراجهم إلى الإرهاب أو الجريمة بمختلف أنواعها مضيفا لـ"الصباح" أن المسؤولية يتحملها الجميع أولها الدولة التي تفتقر برامجها التربوية إلى حصص إرشاد وتوعية التلاميذ بكيفية حسن استعمال وسائل التواصل الاجتماعي أسوة بالعديد من المنظومات التربوية في الدول الأجنبية على غرار فرنسا كذلك لا بد من تفعيل دور الأسرة في ممارسة الرقابة على الأطفال لحمايتهم من المخاطر التي تهددهم خلال استخدام الأنترنيت وضرورة قيام وسائل الإعلام أيضا بدورها في نشر ثقافة الوعي بمخاطر سوء استعمال الأنترنيت.
* مختصة في الأمن السيبرني لـ"الصباح": استغلال معطيات الأطفال لابتزازهم
من جهتها أفادت ميساء الزرزري مختصة في الأمن السيبرني عن الجمعية الدولية للاستشراف والدراسات الإستراتيجية والأمنية المتقدّمة "الصباح" أن المخاطر التي يمكن أن تهدد الأطفال عبر مواقع التواصل الاجتماعي والأنترنيت بصفة عامة كثيرة على غرار الهرسلة الرقمية التي تشمل التنمر والإهانة والتحريض على الانتحار والانتقام الإباحي بنشر صور إباحية للضحايا من الأطفال ويمكن أن تنتهك كذلك خصوصيتهم عن طريق استغلال معطياتهم الشخصية وتوظيفها لابتزازهم كما يمكن أن يتم اختراق حساباتهم الشخصية ثم انتحال صفتهم للوصول إلى أقرانهم واستغلالهم.
ومن بين المخاطر الأخرى التي تهدد الأطفال خطابات الكراهية بسبب الجنس أو اللون أو الدين، كذلك يمكن استغلالهم والاعتداء عليهم جنسيا بعد ربط علاقات معهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي ثم استدراجهم لممارسة البغاء أو الاستقطاب إلى التطرف والإرهاب، كما اعتبرت المتحدثة أن الألعاب الإلكترونية على غرار لعبة "الحوت الأزرق" وغيرها من الألعاب الإلكترونية الأخرى ساهمت بدورها في التأثير على سلوكيات الأطفال وقادت أحيانا البعض منهم إلى الانتحار.
وترى أن الحل ليس في تخويف الأطفال من الولوج إلى الفضاء الافتراضي ولكن بنشر التوعية في صفوفهم وتحسيسهم بمخاطر الأنترنيت كي يتمكنوا من حماية أنفسهم وحساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي وتوعية كذلك الأولياء وهذا الدور الذي يجب أن تقوم به الدولة وخاصة مكونات المجتمع المدني.
* مصدر من الوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية لـ"الصباح":لا بد من ترشيد الأطفال في كيفية استعمال الأنترنيت
من جهته أفادنا مصدر مطلع بالوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية أن الوكالة علاوة، على مهامها التقنية التي تؤمنها إلى المهنيين والمتصرفين والمختصين في مجال السلامة المعلوماتية، فإنّها تضطلع أيضا بمهام تحسيسية موجهة إلى عموم مستعملي الشبكات المعلوماتية والأنترنيت والأسرة التونسية وخاصة فئة الأطفال والشباب باعتبارها الفئة الأكثر ارتباطا بالانترنيت والأكثر استعمالا للتكنولوجيات الحديثة للاتصال والمعلومات.
وأشار نفس المصدر إلى أن الوكالة كانت دعت في عديد المناسبات إلى ترشيد إبحار الأطفال عبر شبكة الأنترنيت وإلى توعيتهم بوجود مخاطر عديدة على الشبكة وتعريفهم بطرق الوقاية والحماية منها وذلك دون تهويل أو تخويف. مضيفا أن "اليوم العالمي للأنترنت الأكثر أمانا"، والذي كان وافق يوم 8 فيفري الجاري والتأم تحت شعار "معا من أجل أنترنيت أفضل"، كان فرصة لمزيد تسليط الضوء على ضرورة إيلاء أكثر أهمية لإبحار الأطفال عبر الأنترنيت وذلك من قبل الأولياء والمربين ومختلف المتدخلين.
وجددت الوكالة عن طريق المتحدث ضرورة التحاور مع الأطفال وتعريفهم بطريقة مبسطة بالمخاطر التي قد تعترضهم عند الإبحار على الأنترنت وتوعيتهم بضرورة عدم الوثوق في الأشخاص الافتراضيين الذين يتحاورون معهم وعدم قبول كذلك دعوات للقائهم وعدم الإجابة على أسئلة تتعلق بمعطيات خاصة بهم وبأسرهم على غرار عنوان المدرسة أو عنوان المنزل أو مواعيد تنقلات العائلة أو المعطيات الخاصة بوالديهم مثل رقم بطاقة التعريف الوطنية وغيرها.
كما شدد على ضرورة إرساء مبدأ الحوار داخل الأسرة باعتبار أنه عامل من عوامل تعزيز ثقة الطفل بنفسه من ناحية ومن ناحية أخرى يمكن الأولياء من معرفة المحتويات التي يطلع عليها أبناؤهم من خلال العالم الافتراضي.
وأضاف أنه الوكالة وفرت آليات مراقبة إبحار الأبناء على الإنترنيت وأنه يمكن تحميلها من موقع واب الوكالة www.ansi.tn ووفرت وسائط تحتوي على مضامين تحسيسية وتوعويّة للطفل والولي على غرار دليل "السلامة المعلوماتية في متناول الأسرة".
وبين محدثنا أن الوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية تشدد على ضرورة مرافقة الطفل عند إبحاره على الأنترنيت وتوجيهه وترشيده في كيفية حسن استعمالها حتى تكون وسيلة للتواصل الأسري وليس وسيلة للتفكك الأسري.