"كنوز النجاح".. "نور المعارف".. "جسر النجاح".. "نور المشرق".. "مسارات التميز".. هي عناوين لعينات من كتب الدعم الموازية التي يعول عليها الأولياء وبشكل مفرط خلال فترة الامتحانات لاسيما أن امتحانات الثلاثي الثاني لكافة المدارس الابتدائية تنطلق غدا حيث تشهد جل المكتبات ومنذ الأسبوع الماضي إقبالا منقطع النظير على هذه الكتب التي أضحت لدى شق من الأولياء بديلا "محترما" لما يٌقدم من معلومات ومعارف داخل القسم parascolaires.
فأي إضافة تٌقدمها هذه الكتب خاصة أن الأولياء يتهافتون على اقتناء كتب بعينها تعرف بتقديمها لمادة صعبة وجادة خاصة فيما يتعلق بالمواد العلمية؟
من المتعارف عليه أن حركية المكتبات تكون عادة مع بداية السنة الدراسية لكن هذه الحركية تتجدد كلما ما كان التلميذ على موعد مع محطة تقييمية حيث يعتبر شق كبير من الأولياء أن الاستعانة بالكتب الموازية للمراجعة للامتحانات هي بوابة العبور نحو التميز رغم أن أسعار هذه الكتب تتجاوز بكثير المقدرة الشرائية لغالبية المواطنين ومع ذلك تشهد إقبالا منقطع النظير ..
في هذا الخصوص وجد كثير من الأولياء في الصفحات الاجتماعية "الفايسبوكية" ملاذا لهم يتبادلون فيها عناوين الكتب "القيمة" والمعروفة بصعوبة التقييم التي توفره مقارنة بباقي الكتب. كما تفتح نقاشات في هذه الفضاءات حول كتب الدعم الموازية التي يستعين بها من وجهة نظرهم المعلمون في إعداد الامتحانات.. في حين يتذمر شق آخر من أسعار هذه الكتب التي تختلف من مكتبة إلى أخرى رغم أن تسعيرتها يفترض أن تكون محددة ..
نقاشات يٌستشف منها أن هذه الكتب أضحت ضرورة ملحة لعدد كبير من الأولياء فعلى حد تشخيصهم لا يمكن الاستعداد جيدا للامتحانات دون اللجوء إلى "الدعم الموازي" بما أن هذه الكتب تقدم الإضافة التي لا تتحقق داخل القسم على حد تعبيرهم.
في تفاعله مع هذا الطرح يشير رئيس الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ رضا الزهروني في تصريح أمس لـ"الصباح" أن تعمّق هذه الظاهرة يعود إلى حالة الانفلات التام في فهم المسائل وكيفية إدارتها.
وأوضح في هذا الشأن أن بعض الأولياء يعرفون جيدا كيفية التعامل مع فترة إعداد الامتحانات وخاصة كيفية تقديم الدعم الموازي لهم من خلال حسن استغلال مختلف المعارف والمعلومات التي تقدمها هذه الكتب على اعتبار أن هذه الفئة من الأولياء لديهم دراية كافية وشاملة في كيفية التعامل مع كم المعلومات التي توفرها هذه المناهج التعليمية .
في حين أن هنالك فئة أخرى من الأولياء وصفها الزهروني بأنها بصدد مجاراة نسق الأحداث لا غير إيمانا منها بأن اقتناء هذه الكتب سيساهم بشكل أو بآخر في نجاح أبنائهم لكن انعدام التسلسل والمنهجية في تقديم الدعم للتلميذ لن يجدي شيئا. أما الفئة الثالثة من وجهة نظر رئيس الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ فانه ينطبق عليها المثل القائل: "العين بصيرة واليد قصيرة" على اعتبار أن هنالك فئة لا تستطيع مطلقا مجابهة ارتفاع أسعار هذه الكتب التي يراها الزهروني موجهة "لأثرياء البلاد فقط" معتبرا في السياق ذاته أن هذه الكتب يمكن أن تقدم الإضافة للتلميذ في حال كانت هنالك دراسة كافية بكيفية استغلال مختلف المعلومات والمعارف التي توفرها هذه الكتب.
الحديث مع رئيس الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ تعرض أيضا إلى الجدل الذي أطلقه مؤخرا بعض النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي والذي يهم مدى جدوى ومصداقية التقييم بالنسبة لامتحانات الثلاثي الثاني في ظل الانقطاعات التي سببها فيروس كورونا
ليؤكد الزهروني أن آلية التقييم لا يمكن أن تكون ناجعة مثلها مثل ثقافة الدعم والدروس الخصوصية على اعتبار أنها ستنتج ذات المردودية موضحا أن نسبة قليلة فقط من التلاميذ ستجد نفسها في وضعية مريحة قائلا:" تم هذه السنة تقديم برامج مبتورة فإما أن يتم تقديم امتحانات مبتورة أو امتحانات في المستوى المطلوب وفي حال تقديم هذه الأخيرة فان فئة كبيرة من التلاميذ لن تستطيع التدارك"..
منال حرزي
تونس-الصباح
"كنوز النجاح".. "نور المعارف".. "جسر النجاح".. "نور المشرق".. "مسارات التميز".. هي عناوين لعينات من كتب الدعم الموازية التي يعول عليها الأولياء وبشكل مفرط خلال فترة الامتحانات لاسيما أن امتحانات الثلاثي الثاني لكافة المدارس الابتدائية تنطلق غدا حيث تشهد جل المكتبات ومنذ الأسبوع الماضي إقبالا منقطع النظير على هذه الكتب التي أضحت لدى شق من الأولياء بديلا "محترما" لما يٌقدم من معلومات ومعارف داخل القسم parascolaires.
فأي إضافة تٌقدمها هذه الكتب خاصة أن الأولياء يتهافتون على اقتناء كتب بعينها تعرف بتقديمها لمادة صعبة وجادة خاصة فيما يتعلق بالمواد العلمية؟
من المتعارف عليه أن حركية المكتبات تكون عادة مع بداية السنة الدراسية لكن هذه الحركية تتجدد كلما ما كان التلميذ على موعد مع محطة تقييمية حيث يعتبر شق كبير من الأولياء أن الاستعانة بالكتب الموازية للمراجعة للامتحانات هي بوابة العبور نحو التميز رغم أن أسعار هذه الكتب تتجاوز بكثير المقدرة الشرائية لغالبية المواطنين ومع ذلك تشهد إقبالا منقطع النظير ..
في هذا الخصوص وجد كثير من الأولياء في الصفحات الاجتماعية "الفايسبوكية" ملاذا لهم يتبادلون فيها عناوين الكتب "القيمة" والمعروفة بصعوبة التقييم التي توفره مقارنة بباقي الكتب. كما تفتح نقاشات في هذه الفضاءات حول كتب الدعم الموازية التي يستعين بها من وجهة نظرهم المعلمون في إعداد الامتحانات.. في حين يتذمر شق آخر من أسعار هذه الكتب التي تختلف من مكتبة إلى أخرى رغم أن تسعيرتها يفترض أن تكون محددة ..
نقاشات يٌستشف منها أن هذه الكتب أضحت ضرورة ملحة لعدد كبير من الأولياء فعلى حد تشخيصهم لا يمكن الاستعداد جيدا للامتحانات دون اللجوء إلى "الدعم الموازي" بما أن هذه الكتب تقدم الإضافة التي لا تتحقق داخل القسم على حد تعبيرهم.
في تفاعله مع هذا الطرح يشير رئيس الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ رضا الزهروني في تصريح أمس لـ"الصباح" أن تعمّق هذه الظاهرة يعود إلى حالة الانفلات التام في فهم المسائل وكيفية إدارتها.
وأوضح في هذا الشأن أن بعض الأولياء يعرفون جيدا كيفية التعامل مع فترة إعداد الامتحانات وخاصة كيفية تقديم الدعم الموازي لهم من خلال حسن استغلال مختلف المعارف والمعلومات التي تقدمها هذه الكتب على اعتبار أن هذه الفئة من الأولياء لديهم دراية كافية وشاملة في كيفية التعامل مع كم المعلومات التي توفرها هذه المناهج التعليمية .
في حين أن هنالك فئة أخرى من الأولياء وصفها الزهروني بأنها بصدد مجاراة نسق الأحداث لا غير إيمانا منها بأن اقتناء هذه الكتب سيساهم بشكل أو بآخر في نجاح أبنائهم لكن انعدام التسلسل والمنهجية في تقديم الدعم للتلميذ لن يجدي شيئا. أما الفئة الثالثة من وجهة نظر رئيس الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ فانه ينطبق عليها المثل القائل: "العين بصيرة واليد قصيرة" على اعتبار أن هنالك فئة لا تستطيع مطلقا مجابهة ارتفاع أسعار هذه الكتب التي يراها الزهروني موجهة "لأثرياء البلاد فقط" معتبرا في السياق ذاته أن هذه الكتب يمكن أن تقدم الإضافة للتلميذ في حال كانت هنالك دراسة كافية بكيفية استغلال مختلف المعلومات والمعارف التي توفرها هذه الكتب.
الحديث مع رئيس الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ تعرض أيضا إلى الجدل الذي أطلقه مؤخرا بعض النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي والذي يهم مدى جدوى ومصداقية التقييم بالنسبة لامتحانات الثلاثي الثاني في ظل الانقطاعات التي سببها فيروس كورونا
ليؤكد الزهروني أن آلية التقييم لا يمكن أن تكون ناجعة مثلها مثل ثقافة الدعم والدروس الخصوصية على اعتبار أنها ستنتج ذات المردودية موضحا أن نسبة قليلة فقط من التلاميذ ستجد نفسها في وضعية مريحة قائلا:" تم هذه السنة تقديم برامج مبتورة فإما أن يتم تقديم امتحانات مبتورة أو امتحانات في المستوى المطلوب وفي حال تقديم هذه الأخيرة فان فئة كبيرة من التلاميذ لن تستطيع التدارك"..