لا شيء يمكن أن يُخفّف وطأة برودة الطقس في فصل الشتاء غير وسائل التدفئة الغازية والتقليدية على غرار السخان "الكهربائي" أو سخان قارورة الغاز وحتى "الكانون"، ولا تهم وسيلة التدفئة بقدر أهمية أن تتجمع حولها العائلة للحصول على قليل من الدفء، خاصة في ليالي الزمهرير، بل وأحيانا أصبح في كل غرفة من المنزل وسيلة تدفئة، وبات الاستغناء عن مثل هذه الوسائل أمرا مستبعدا بل إن وجودها "شرّ لابد منه"، دون الإغفال أن الاستحمام بالماء الدافئ أمر ضروري في فصل الشتاء على عكس فصل الصيف.
واذا كانت لكل عائلة وسيلة التدفئة الخاصة بها، التي تختارها، حسب دخلها الشهري وقدرتها الشرائية إلا أن لهذه الوسائل مخاطرها حيث تعدّد حالات الاختناق بالغاز سواء عند الاستحمام أو التدفئة.
وأدى تسرّب غاز الاستحمام في 25 ديسمبر الفارط، في منطقة حي حشاد من معتمدية غزالة بولاية بنزرت، إلى وفاة أم تبلغ من العمر 34 سنة وطفلها البالغ من العمر 5 سنوات، وفي قفصة تحديدا في منزل يقع بمنطقة سيدي أحمد زروق، اختنق طفل يبلغ من العمر 9 سنوات حتى الموت بثاني أكسيد الكربون مع نشوب حريق، أثناء التدفئة وذلك في 19 ديسمبر الماضي.
ويمكن أن لا يحدث الاختناق في المنازل فقط، بل حتى في الحمامات العمومية، فقد تعرّضت 33 امرأة بينهم امرأة حامل، يوم 4 ديسمبر الماضي إلى الاختناق بأحد الحمامات بمعتمدية جمال من ولاية المنستير على خلفية نقص في الأكسجين وصعوبة في التنفس.
عشرات الحالات تحدث بين الحين والأخر تتراوح بين الاختناق والإغماء والوفاة، مما يتطلب عادة تدخّل فرق الحماية المدنية.
وقد قامت وحدات الحماية المدنية على مدى أشهر السنة الماضية 2021، بـ 1451عملية نقل إسعاف، وسجّلت 23 حالة وفاة، أي بإجمالي 1474 تدخّلا، وفق ما أفاد به المتحدث باسم الحماية المدنية العميد معز تريعة لـ"الصباح".
وتتوزّع هذه العمليات الغاز 907 حالة، والاستحمام 326 حالة، وأثناء التدفئة 241 حالة، وحسب الجنس تتوزّع إلى 1011 أنثى و463 ذكرا، أي أن عدد الإناث يتجاوز عدد الذكور بأكثر من النصف.
نابل الأولى وطنيا
وبخصوص ترتيب الولايات من حيث أكثر الجهات التي شملتها تدخلات الحماية المدنية، فتحتل ولاية نابل المركز الأول بـ 96 عملية، أي 235 حالة إسعاف ونقل مع 7 حالات وفاة، وتأتي ولاية بن عروس في المرتبة الثانية، بـ 65 حالة تدخل أسفرت عن 166 حالة اسعاف ونقل و 0 حالة وفاة، فيما جاءت ولاية تونس خلفها، في المرتبة الثالثة بـ 63 عملية تدخل بمجموع 134 حالة اسعاف ونقل إلى جانب 4 حالات وفاة، وذلك بالنسبة لسنة 2021.
وشهد شهر ديسمبر الماضي لوحده أكثر من ربع حالات النقل والإسعاف وحوالي ثلث الضحايا من الوفيات التي تم تسجيلها كامل السنة، حيث سجّل شهر ديسمبر الفارط 380 حالة اسعاف ونقل و7 حالات وفاة، مما يُحيل إلى أنها أرقام مرتفعة وتُثير الانتباه بما أنها تهم شهرا واحدا.
ارتفاع في عدد حالات النقل والإسعاف في 2021
ومن حيث الأرقام المُسجّلة وبمقارنة سنة 2021 بالسنة التي سبقتها 2020، فإن عدد حالات النقل والإسعاف عرفت زيادة بـ 54 حالة في 2021، إذ ارتفع العدد إلى1451 بعد أن كان 1397 حالة، علما وأن عدد الوفيات في 2020 وصل إلى 37 حالة وفاة.
الحل السحري لتجنب "الزنزانة"...
وبحسب الاختصاصيين من فرق تقديم الاسعافات الأولية من الحماية المدنية، في مثل هذه الحالات، فإن "الحل السحري" لتجنّب الاختناق أو الزنزانة أو الانفجار، يجب عدم غلق الأبواب والنوافذ بشكل تام، دون ترك أي منفذ ولو صغير، مع عدم إدخال آلة التدفئة إلى غرفة الاستحمام، وهو أمر شائع لدى العديد من الأشخاص الذين يبحثون عن تدفئة غرفة الاستحمام.
ويجب الحرص على صيانة آلات التدفئة وتفقدها بصفة دورية ومستمرة، مع ضرورة عدم النوم وترك "الكانون" مشتعلا، إذ لابد من إخماد النيران قبل الخلود إلى النوم. ويبدو أن تفقد وصيانة الأجهزة أمر غير متاح بالنسبة للطبقات الهشة أي الفقيرة والمعوزة وحتى جزء كبير من الطبقة المتوسطة بما أنه مكلف وقد يتطلب اختصاصيا في الأجهزة الكهربائية والإلكترونية، وحتى استبدالها بأخرى عند الضرورة أو درء للمخاوف يبقى من الرفاهية لفئة كبيرة من التونسيين.
وفي حالة الشعور بـ "دوخة" أو غثيان فيجب فتح النافذة على الفور واستنشاق هواء نقي للسماح بالأوكسيجين بالدخول إلى الجسم بدل أحادي أوكسيد الكربون، مع عدم التردّد في الاتصال بأرقام الحماية المدنية عند حصول أي طارئ.
درصاف اللموشي
لا شيء يمكن أن يُخفّف وطأة برودة الطقس في فصل الشتاء غير وسائل التدفئة الغازية والتقليدية على غرار السخان "الكهربائي" أو سخان قارورة الغاز وحتى "الكانون"، ولا تهم وسيلة التدفئة بقدر أهمية أن تتجمع حولها العائلة للحصول على قليل من الدفء، خاصة في ليالي الزمهرير، بل وأحيانا أصبح في كل غرفة من المنزل وسيلة تدفئة، وبات الاستغناء عن مثل هذه الوسائل أمرا مستبعدا بل إن وجودها "شرّ لابد منه"، دون الإغفال أن الاستحمام بالماء الدافئ أمر ضروري في فصل الشتاء على عكس فصل الصيف.
واذا كانت لكل عائلة وسيلة التدفئة الخاصة بها، التي تختارها، حسب دخلها الشهري وقدرتها الشرائية إلا أن لهذه الوسائل مخاطرها حيث تعدّد حالات الاختناق بالغاز سواء عند الاستحمام أو التدفئة.
وأدى تسرّب غاز الاستحمام في 25 ديسمبر الفارط، في منطقة حي حشاد من معتمدية غزالة بولاية بنزرت، إلى وفاة أم تبلغ من العمر 34 سنة وطفلها البالغ من العمر 5 سنوات، وفي قفصة تحديدا في منزل يقع بمنطقة سيدي أحمد زروق، اختنق طفل يبلغ من العمر 9 سنوات حتى الموت بثاني أكسيد الكربون مع نشوب حريق، أثناء التدفئة وذلك في 19 ديسمبر الماضي.
ويمكن أن لا يحدث الاختناق في المنازل فقط، بل حتى في الحمامات العمومية، فقد تعرّضت 33 امرأة بينهم امرأة حامل، يوم 4 ديسمبر الماضي إلى الاختناق بأحد الحمامات بمعتمدية جمال من ولاية المنستير على خلفية نقص في الأكسجين وصعوبة في التنفس.
عشرات الحالات تحدث بين الحين والأخر تتراوح بين الاختناق والإغماء والوفاة، مما يتطلب عادة تدخّل فرق الحماية المدنية.
وقد قامت وحدات الحماية المدنية على مدى أشهر السنة الماضية 2021، بـ 1451عملية نقل إسعاف، وسجّلت 23 حالة وفاة، أي بإجمالي 1474 تدخّلا، وفق ما أفاد به المتحدث باسم الحماية المدنية العميد معز تريعة لـ"الصباح".
وتتوزّع هذه العمليات الغاز 907 حالة، والاستحمام 326 حالة، وأثناء التدفئة 241 حالة، وحسب الجنس تتوزّع إلى 1011 أنثى و463 ذكرا، أي أن عدد الإناث يتجاوز عدد الذكور بأكثر من النصف.
نابل الأولى وطنيا
وبخصوص ترتيب الولايات من حيث أكثر الجهات التي شملتها تدخلات الحماية المدنية، فتحتل ولاية نابل المركز الأول بـ 96 عملية، أي 235 حالة إسعاف ونقل مع 7 حالات وفاة، وتأتي ولاية بن عروس في المرتبة الثانية، بـ 65 حالة تدخل أسفرت عن 166 حالة اسعاف ونقل و 0 حالة وفاة، فيما جاءت ولاية تونس خلفها، في المرتبة الثالثة بـ 63 عملية تدخل بمجموع 134 حالة اسعاف ونقل إلى جانب 4 حالات وفاة، وذلك بالنسبة لسنة 2021.
وشهد شهر ديسمبر الماضي لوحده أكثر من ربع حالات النقل والإسعاف وحوالي ثلث الضحايا من الوفيات التي تم تسجيلها كامل السنة، حيث سجّل شهر ديسمبر الفارط 380 حالة اسعاف ونقل و7 حالات وفاة، مما يُحيل إلى أنها أرقام مرتفعة وتُثير الانتباه بما أنها تهم شهرا واحدا.
ارتفاع في عدد حالات النقل والإسعاف في 2021
ومن حيث الأرقام المُسجّلة وبمقارنة سنة 2021 بالسنة التي سبقتها 2020، فإن عدد حالات النقل والإسعاف عرفت زيادة بـ 54 حالة في 2021، إذ ارتفع العدد إلى1451 بعد أن كان 1397 حالة، علما وأن عدد الوفيات في 2020 وصل إلى 37 حالة وفاة.
الحل السحري لتجنب "الزنزانة"...
وبحسب الاختصاصيين من فرق تقديم الاسعافات الأولية من الحماية المدنية، في مثل هذه الحالات، فإن "الحل السحري" لتجنّب الاختناق أو الزنزانة أو الانفجار، يجب عدم غلق الأبواب والنوافذ بشكل تام، دون ترك أي منفذ ولو صغير، مع عدم إدخال آلة التدفئة إلى غرفة الاستحمام، وهو أمر شائع لدى العديد من الأشخاص الذين يبحثون عن تدفئة غرفة الاستحمام.
ويجب الحرص على صيانة آلات التدفئة وتفقدها بصفة دورية ومستمرة، مع ضرورة عدم النوم وترك "الكانون" مشتعلا، إذ لابد من إخماد النيران قبل الخلود إلى النوم. ويبدو أن تفقد وصيانة الأجهزة أمر غير متاح بالنسبة للطبقات الهشة أي الفقيرة والمعوزة وحتى جزء كبير من الطبقة المتوسطة بما أنه مكلف وقد يتطلب اختصاصيا في الأجهزة الكهربائية والإلكترونية، وحتى استبدالها بأخرى عند الضرورة أو درء للمخاوف يبقى من الرفاهية لفئة كبيرة من التونسيين.
وفي حالة الشعور بـ "دوخة" أو غثيان فيجب فتح النافذة على الفور واستنشاق هواء نقي للسماح بالأوكسيجين بالدخول إلى الجسم بدل أحادي أوكسيد الكربون، مع عدم التردّد في الاتصال بأرقام الحماية المدنية عند حصول أي طارئ.