إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

إقبال ضعيف ومعاناة أصحاب المحلات تتعمق.. التجارة "الفايسبوكية" تخنق الصولد الشتوي..

*رئيس الغرفة الوطنية للملابس الجاهزة والأقمشة لـ"الصباح": الإقبال ضعيف بسبب ضعف المقدرة الشرائية للمواطن

تونس-الصباح

أسعار "مشطة"، "صولد صوري"، ومقدرة شرائية ضعيفة للمواطن هكذا عبّر عدد من المواطنين لـ"الصباح" عن موقفهم من "الصولد" الشتوي الذي انطلق يوم غرة فيفري الجاري وسيتواصل إلى غاية 13 مارس المقبل خلال جولة قامت بها "الصباح" ببعض المحلات التجارية وسط العاصمة.

حيث صرّح منير (يعمل بسلك الأمن) أنه بعد أن قام بجولة بعدد من المحلات التجارية لم يلمس فعليا وجود تخفيض شتوي، وأن ما لاحظه مجرد لافتات معلقة على واجهات المحلات التجارية في ظاهرها تخفيضات تراوحت بين 20و50 و60 بالمائة لإغراء الزبائن وجلبهم الى المحلات  ولكن عندما تسأل عن السعر تجده نفسه المعمول به قبل "التخفيضات" معتبرا أن "الصولد" مجرد دعاية لا أكثر.

وسانده الرأي زميله محمد مؤكدا أنه بعد جولات قام بها بعدة محلات تجارية بالعاصمة لم يلحظ أن هناك فعلا تخفيضات في الملابس الجاهزة أو الأحذية، فالأسعار تقريبا نفسها قبل "الصولد" وبعده وحتى إن كانت هناك تخفيضات فإن الفارق بين السعر القديم والسعر الجديد يكون بـ20 دينارا أو 30 دينارا.

وأجمع عدد آخر من المواطنين على أن التخفيضات الشتوية لم تكن في مستوى "جيب" التونسي الذي اكتوى بارتفاع الأسعار، مضيفين أنهم يفضلون شراء الملابس المستعملة على الملابس الجاهزة لأنهم وجدوا في "الفريب" ضالتهم من الماركات العالمية كذلك الجودة والسعر المناسب .

"الصولد" دعاية

وقال في هذا السياق محمد أمين 24 سنة (طالب بإحدى الكليات) أن "الصولد" مجرد دعاية لا غير وأن الأسعار نفسها قبل موسم التخفيضات وبعده لذلك يعتبر أن الحل هو "الفريب" وأن أغلب التونسيين يفضلون شراء الملابس المستعملة، أضف إلى ذلك فإن "الصولد" يتم دائما من خلاله عرض ملابس تتعلق"بموضة" قديمة. لذلك فإنه يفضل اقتناء الملابس أو الأحذية من "الفريب".

وساندت هدى مرياح محمد أمين الرأي وأضافت أن أسعار الملابس الجاهزة مرتفعة جدا وليست في متناول "الزوالي" الذي يكابد يوميا لتأمين قوته وقوت عائلته، مضيفة أنها قامت كغيرها من المواطنين بجولة داخل المحلات التجارية لبيع الملابس الجاهزة وقد وجدت الأسعار مرتفعة عكس ما يتم الترويج له من أن هناك تخفيضات.

تذمّر أصحاب المحلات

المواطن يشتكي من غلاء الأسعار ويعتبر أنه لا توجد على أرض الواقع تخفيضات شتوية وأن الأسعار بقيت على حالها وفي المقابل فأصحاب المحلات يتذمرون بدورهم من ضعف الإقبال على بضاعتهم وأرجعوا ذلك الى عدة أسباب منها غلاء الأسعار، ويقابلها ضعف المقدرة الشرائية للمواطن كذلك الوضع الاقتصادي والسياسي الصعب بالبلاد كلها عوامل ساهمت حسب رأيهم في عزوف أغلب المواطنين على الإقبال على موسم التخفيضات الشتوية.

إقبال ضعيف

وفي هذا السياق أكد لـ"الصباح" محمد علي صاحب محل لبيع الملابس الجاهزة بالأسواق أنه بعد مرور أسبوع على "الصولد" فإن الإقبال ضعيف جدا لأن عددا كبيرا من المواطنين يفضلون اللجوء إلى "الفريب"، أضف إلى ذلك ظاهرة الانتصاب الفوضوي التي أثرت بشكل كبير على أصحاب محلات الملابس الجاهزة، بالإضافة إلى ذلك التجارة الإلكترونية التي غزت العالم الافتراضي ولاقت رواجا لدى أغلب المواطنين.

منافسة "الفريب"

كل هذه الأسباب بالتوازي مع أزمة كورونا وما تسببت فيه من إحالة عدد من المواطنين على البطالة، جميعها عوامل ساهمت بشكل كبير في ضعف إقبال المواطنين على "الصولد" الشتوي. وأضاف أنه يأمل أن يتم رفع حظر الجولان حتى "الدولاب يدور" على حد تعبيره، كما شدد على ضرورة  التخفيض من الأداءات الديوانية على أصحاب محلات الملابس الجاهزة.

من جهته عبر "ن .ع"  صاحب محل لبيع الملابس الجاهزة وسط العاصمة أن الإقبال ضعيف جدا على موسم التخفيضات الشتوية لعدة أسباب منها  الوضع الاقتصادي والسياسي الصعب أضف إليهما "الفريب" الذي أصبح وجهة أغلب المواطنين خاصة الأثرياء منهم الذين باتوا ينافسون أصحاب الدخل المتوسط والضعيف.

التجارة الإلكترونية

sol1.jpg

من جهته  قال لـ"الصباح" محسن بن ساسي رئيس الغرفة الوطنية للملابس  الجاهزة والأقمشة أنه ولئن انطلق موسم التخفيضات منذ أسبوع ولكن الإقبال كان ضعيفا جدا بسبب ضعف المقدرة الشرائية للمواطن من ناحية أمام ارتفاع الأسعار ومن جهة أخرى بسبب ظهور نوع جديد من طرق البيع والشراء وهو ما يسمى بالتجارة الإلكترونية كبديل للتجارة العادية وهي تجارة من نوع آخر أصحابها "معفيين" من دفع الآداءات أو معاليم الكراء أو فواتير الماء والكهرباء  أو أجور العمال ما شجّع الكثير من هؤلاء على إنشاء صفحات فايسبوكية لترويج منتوجاتهم سواء الملابس الجاهزة أو المستعملة أو غيرهما من المنتوجات الأخرى وهي تجارة  تلاقي رواجا كبيرا وتستقطب العديد من المواطنين لأنها سهلت لهم الحصول على المنتجات والخدمات ولكنها في المقابل أضرت بأصحاب المحلات التجارية.

وأضاف في نفس السياق أن المبيعات تراجعت بشكل كبير رغم أن التجار ملتزمون بالقانون وأن التخفيضات الشتوية حقيقية وليست "صورية" مثلما يعتقد البعض، مؤكدا أنه لا يوجد تلاعب بالأسعار فالجميع ملتزم بالقانون ومن يدعي عكس ذلك من المواطنين عليه أن يتوجه الى وزارة التجارة ويتقدم بشكوى ضد كل تاجر ملابس خالف القانون أو كانت تخفيضاته وهمية، مؤكدا أن التخفيضات تراوحت بين 40 و50 و60 بالمائة ورغم ذلك بقي الإقبال ضعيفا للأسباب السابق ذكرها وبسبب كذلك الظروف المعيشية الصعبة للمواطنين وركود الاقتصاد، فضلا عن ذلك التجارة الموازية والانتصاب الفوضوي اللذين أضرّا بأصحاب المحلات التجارية.

أضف الى ذلك بعض أصحاب محلات بيع الملابس المستعملة الذين يدعون أنهم يبيعون "الفريب" ولكن في الحقيقة يبيعون ملابس جديدة وبأسعار باهظة معتبرا أن ذلك مخالف للقانون، أما البعض الآخر منهم فأصبح يبيع الملابس المستعملة بالكيلو مشيرا إلى أنه في ولاية صفاقس على سبيل المثال يباع الحذاء الرياضي بالكيلو وحسب اللون فالأبيض يباع بـ 60 دينارا الكيلو غرام الواحد وبقية الألوان تباع بـ50 دينارا للكيلو غرام الواحد معتبرا أنها منافسة غير شريفة وفيها عدم احترام للقانون.

وعبّر عن أمله في أن تتغير الأوضاع إلى الأحسن ويشهد "الصّولد" إقبالا في الأسابيع القادمة.

 

صباح الشابّي

صور: منير بن إبراهيم

إقبال ضعيف ومعاناة أصحاب المحلات تتعمق.. التجارة "الفايسبوكية" تخنق الصولد الشتوي..

*رئيس الغرفة الوطنية للملابس الجاهزة والأقمشة لـ"الصباح": الإقبال ضعيف بسبب ضعف المقدرة الشرائية للمواطن

تونس-الصباح

أسعار "مشطة"، "صولد صوري"، ومقدرة شرائية ضعيفة للمواطن هكذا عبّر عدد من المواطنين لـ"الصباح" عن موقفهم من "الصولد" الشتوي الذي انطلق يوم غرة فيفري الجاري وسيتواصل إلى غاية 13 مارس المقبل خلال جولة قامت بها "الصباح" ببعض المحلات التجارية وسط العاصمة.

حيث صرّح منير (يعمل بسلك الأمن) أنه بعد أن قام بجولة بعدد من المحلات التجارية لم يلمس فعليا وجود تخفيض شتوي، وأن ما لاحظه مجرد لافتات معلقة على واجهات المحلات التجارية في ظاهرها تخفيضات تراوحت بين 20و50 و60 بالمائة لإغراء الزبائن وجلبهم الى المحلات  ولكن عندما تسأل عن السعر تجده نفسه المعمول به قبل "التخفيضات" معتبرا أن "الصولد" مجرد دعاية لا أكثر.

وسانده الرأي زميله محمد مؤكدا أنه بعد جولات قام بها بعدة محلات تجارية بالعاصمة لم يلحظ أن هناك فعلا تخفيضات في الملابس الجاهزة أو الأحذية، فالأسعار تقريبا نفسها قبل "الصولد" وبعده وحتى إن كانت هناك تخفيضات فإن الفارق بين السعر القديم والسعر الجديد يكون بـ20 دينارا أو 30 دينارا.

وأجمع عدد آخر من المواطنين على أن التخفيضات الشتوية لم تكن في مستوى "جيب" التونسي الذي اكتوى بارتفاع الأسعار، مضيفين أنهم يفضلون شراء الملابس المستعملة على الملابس الجاهزة لأنهم وجدوا في "الفريب" ضالتهم من الماركات العالمية كذلك الجودة والسعر المناسب .

"الصولد" دعاية

وقال في هذا السياق محمد أمين 24 سنة (طالب بإحدى الكليات) أن "الصولد" مجرد دعاية لا غير وأن الأسعار نفسها قبل موسم التخفيضات وبعده لذلك يعتبر أن الحل هو "الفريب" وأن أغلب التونسيين يفضلون شراء الملابس المستعملة، أضف إلى ذلك فإن "الصولد" يتم دائما من خلاله عرض ملابس تتعلق"بموضة" قديمة. لذلك فإنه يفضل اقتناء الملابس أو الأحذية من "الفريب".

وساندت هدى مرياح محمد أمين الرأي وأضافت أن أسعار الملابس الجاهزة مرتفعة جدا وليست في متناول "الزوالي" الذي يكابد يوميا لتأمين قوته وقوت عائلته، مضيفة أنها قامت كغيرها من المواطنين بجولة داخل المحلات التجارية لبيع الملابس الجاهزة وقد وجدت الأسعار مرتفعة عكس ما يتم الترويج له من أن هناك تخفيضات.

تذمّر أصحاب المحلات

المواطن يشتكي من غلاء الأسعار ويعتبر أنه لا توجد على أرض الواقع تخفيضات شتوية وأن الأسعار بقيت على حالها وفي المقابل فأصحاب المحلات يتذمرون بدورهم من ضعف الإقبال على بضاعتهم وأرجعوا ذلك الى عدة أسباب منها غلاء الأسعار، ويقابلها ضعف المقدرة الشرائية للمواطن كذلك الوضع الاقتصادي والسياسي الصعب بالبلاد كلها عوامل ساهمت حسب رأيهم في عزوف أغلب المواطنين على الإقبال على موسم التخفيضات الشتوية.

إقبال ضعيف

وفي هذا السياق أكد لـ"الصباح" محمد علي صاحب محل لبيع الملابس الجاهزة بالأسواق أنه بعد مرور أسبوع على "الصولد" فإن الإقبال ضعيف جدا لأن عددا كبيرا من المواطنين يفضلون اللجوء إلى "الفريب"، أضف إلى ذلك ظاهرة الانتصاب الفوضوي التي أثرت بشكل كبير على أصحاب محلات الملابس الجاهزة، بالإضافة إلى ذلك التجارة الإلكترونية التي غزت العالم الافتراضي ولاقت رواجا لدى أغلب المواطنين.

منافسة "الفريب"

كل هذه الأسباب بالتوازي مع أزمة كورونا وما تسببت فيه من إحالة عدد من المواطنين على البطالة، جميعها عوامل ساهمت بشكل كبير في ضعف إقبال المواطنين على "الصولد" الشتوي. وأضاف أنه يأمل أن يتم رفع حظر الجولان حتى "الدولاب يدور" على حد تعبيره، كما شدد على ضرورة  التخفيض من الأداءات الديوانية على أصحاب محلات الملابس الجاهزة.

من جهته عبر "ن .ع"  صاحب محل لبيع الملابس الجاهزة وسط العاصمة أن الإقبال ضعيف جدا على موسم التخفيضات الشتوية لعدة أسباب منها  الوضع الاقتصادي والسياسي الصعب أضف إليهما "الفريب" الذي أصبح وجهة أغلب المواطنين خاصة الأثرياء منهم الذين باتوا ينافسون أصحاب الدخل المتوسط والضعيف.

التجارة الإلكترونية

sol1.jpg

من جهته  قال لـ"الصباح" محسن بن ساسي رئيس الغرفة الوطنية للملابس  الجاهزة والأقمشة أنه ولئن انطلق موسم التخفيضات منذ أسبوع ولكن الإقبال كان ضعيفا جدا بسبب ضعف المقدرة الشرائية للمواطن من ناحية أمام ارتفاع الأسعار ومن جهة أخرى بسبب ظهور نوع جديد من طرق البيع والشراء وهو ما يسمى بالتجارة الإلكترونية كبديل للتجارة العادية وهي تجارة من نوع آخر أصحابها "معفيين" من دفع الآداءات أو معاليم الكراء أو فواتير الماء والكهرباء  أو أجور العمال ما شجّع الكثير من هؤلاء على إنشاء صفحات فايسبوكية لترويج منتوجاتهم سواء الملابس الجاهزة أو المستعملة أو غيرهما من المنتوجات الأخرى وهي تجارة  تلاقي رواجا كبيرا وتستقطب العديد من المواطنين لأنها سهلت لهم الحصول على المنتجات والخدمات ولكنها في المقابل أضرت بأصحاب المحلات التجارية.

وأضاف في نفس السياق أن المبيعات تراجعت بشكل كبير رغم أن التجار ملتزمون بالقانون وأن التخفيضات الشتوية حقيقية وليست "صورية" مثلما يعتقد البعض، مؤكدا أنه لا يوجد تلاعب بالأسعار فالجميع ملتزم بالقانون ومن يدعي عكس ذلك من المواطنين عليه أن يتوجه الى وزارة التجارة ويتقدم بشكوى ضد كل تاجر ملابس خالف القانون أو كانت تخفيضاته وهمية، مؤكدا أن التخفيضات تراوحت بين 40 و50 و60 بالمائة ورغم ذلك بقي الإقبال ضعيفا للأسباب السابق ذكرها وبسبب كذلك الظروف المعيشية الصعبة للمواطنين وركود الاقتصاد، فضلا عن ذلك التجارة الموازية والانتصاب الفوضوي اللذين أضرّا بأصحاب المحلات التجارية.

أضف الى ذلك بعض أصحاب محلات بيع الملابس المستعملة الذين يدعون أنهم يبيعون "الفريب" ولكن في الحقيقة يبيعون ملابس جديدة وبأسعار باهظة معتبرا أن ذلك مخالف للقانون، أما البعض الآخر منهم فأصبح يبيع الملابس المستعملة بالكيلو مشيرا إلى أنه في ولاية صفاقس على سبيل المثال يباع الحذاء الرياضي بالكيلو وحسب اللون فالأبيض يباع بـ 60 دينارا الكيلو غرام الواحد وبقية الألوان تباع بـ50 دينارا للكيلو غرام الواحد معتبرا أنها منافسة غير شريفة وفيها عدم احترام للقانون.

وعبّر عن أمله في أن تتغير الأوضاع إلى الأحسن ويشهد "الصّولد" إقبالا في الأسابيع القادمة.

 

صباح الشابّي

صور: منير بن إبراهيم

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews