إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

"الغرف المظلمة" تسيطر على قصر قرطاج.. فهل هي صانعة القرار داخله؟

عاد موضوع التسريبات السياسية ليسجل حضوره بقوة،فبعد تسريبات محمد عمار المتعلقة بكواليس البرلمان وعلاقتها بسحب الثقة من رئيس مجلس نواب الشعب وعن علاقة حزبه بالقصر ومدى تأثيره هناك، ظهرتأمسالأول تسريبات جديدة للوجه الحقوقي والإعلامية ماياالقصوري كشفت من خلالها عن تدخلها في ادارة قصر قرطاج بما قد يوحي ان رئيس الدولة واجهة لقرارات مجموعات من خارج القصر. فبعد ان غادرت بلاتوهات الاعلام المرئي والمسموع عادت مايا القصوري من بوابة كواليس القصر،عودة كشفها التسريب الذي انتشر على موقع التواصل الاجتماعي وتداوله عدد واسع من النشطاء والمهتمين بالشأن السياسي. ظهرت القصوري وهي تتحدث عن كواليس وأسباب اختيارها لهشام مشيشي كرئيس للحكومة بدل الياس الفخفاخ الذي أبدى شراهة غير مسبوقة في الحكم حسب وصفها. واذ لا احد يعلم عن الجهة المروجة لهذا المقطع وتوقيته الان في ظل ازمة سياسية خانقة ودستورية متوترة فان التسريب اجاب عن سؤال مركزي حول من يتدخل في صنع القرار داخل قصر قرطاج؟ هكذا سؤال لم يكن وليد الراهن ولكنه مطروح منذ أنبدأت بوادر التغيير تظهر على المواقف السياسية لقيس سعيد الذي رفع لواء المواجهة ضد البرلمان والأحزابإلىجانبما وصفه خصومه بـ"التجاوزات الممنوعة" في عدد من المسائل ولعل آخرها الازمة المتعلقة بالمحكمة الدستورية وما احاط بها من جدل قانوني حاد تماما كما حصل مع ازمة اليمين الدستوري لوزراء حكومة مشيشي. وكان السلوك السياسي الجديد لقيس سعيد محل انتقادات واسعة من اقرب انصاره واساسا محيطه الانتخابي وعناصر الربط بينه وبين الجهات الامر الذي دفع بعدد من انصار الرئيس للحديث عن قيس سعيد ما قبل الانتخابات وقيس سعيد ما بعد الانتخابات. ولعل المقلق في هذا السياق وحسب ما كشفه تسريب مايا القصوري أن سعيد لا ينصت الى مستشاريه وهو ما يفسر عدد الاستقالات التي بلغت 7 استقالات في 14 شهرا منذ انتخاب قيس سعيد رئيسا للجمهورية اي بمعدل استقالة كل شهرين آخرها استقالة اسماعيل البديوي. وبات واضحا أن الشأن العام في بلادنا لم يعد يخضع الى الادارة في "النور" بقدر خضوعه الى الغرف "المظلمة" المتحكم الاساسي في اللعبة السياسية حيث لا قانون يحكم هؤلاء سوى المصالح وتأبيد الحكم. ووفقا للتسريب فان اختيار قيس سعيد للشخصية الاقدر لم يكن من باب تأمين البلاد من ازمتها السياسية والاجتماعية والصحية بقدر ماهي محاولة لتثبيت شخصه في الحكم ومسكه بخيوط اللعبة في الحكومة والبرلمان اضافة الى قصر قرطاج. وفي هذا السياق وحسب ما جاء في التسريب فان دفع الياس الفخفاخإلى الاستقالة لم يكن بسبب ازمة تضارب المصالح التي كشفها النائب ياسين العياري بل ان الدافع الحقيقي إلى ذلك شراهة الفخفاخإلى الحكم ومحاولته الواضحة لإغراق الدولة بتعيينات قريبة منه بما يمكنه لاحقا من تحصين نفسه وخلق دوائر متينة حول نفسه. وقالت القصوري "لقد فكرنا في إبعادالفخفاخ بعد أن اكتشفنا سعيه ويوسف الشاهد الى اغراق البلاد بالتعيينات ولذا فكرنا في أن يقوم الرئيس بإبعاده وتعويضه بهشام مشيشي الذي يسهل التعامل معه بالإضافةإلى سهولة التحكم فيه على أن نمسك بالإدارة من خلفه،وقد اقترحت عليهأن يكون عضده الاقتصادي توفيق بكار". ورغم محاولات البعض وسعيهم للتقليل من اهمية التسريب وتكذيبه احيانا فقد تقاطع ذلك مع تصريح جوهر بن مبارك المستشار السابق لرئيس الحكومة المستقيل الياس الفخفاخالذي أشار إلى مغالطة رئيس الجمهورية للراي العام الوطني والدولي بخصوص استقالة الفخفاخ،بعد أن كشفأن قيس سعيد فاجأ رئيس الحكومة الياس الفخفاخبإعلان استقالته دون أن تكون هناك استقالة اصلا. ولتسليط الضوء اكثر على هذا الموضوع علق بن مبارك عن تسريب مايا القصوري بالقول "ان الخطة التي تم تنفيذها من طرف غرفة "سكّرة" تبدأ بفبركة ملف تضارب المصالح ضدّ الفخفاخ وحكومته ثمّ دفع شوقي الطبيب لتزعّم الهجمة قانونيا ثمّ استعمال أذرع لهم في القصر لترويع الرئيس ليسارع بالتخلي عن الحكومة ومن ثمّة تشكيل حكومة "طلبة التجمّع" وفي النهاية الالتفاف الكامل على الرسائل السياسية لانتخابات 2019". واعتبر بن مبارك في تدوينة عبر صفحته الرسمية على الفيسبوك امس " أن نبيل القروي وحزب قلب تونس ليس بعيدا عن "الغرفة" وله في كتلته اعضاء بارزين من "الاكاديمية"، مضيفا أن عبير موسي ليست بعيدة ايضا ولعبت دورها في العملية بالتنسيق. وتكمن اهمية التسريب وتصريح بن مبارك انهما جاءا من داخل المطبخ السياسي لمحيط رئيس الدولة،بما يعنيه ذلك من دقة في الاحداث وتفاصيلها التي صمت عنها القصر الى حد الان. ولعل اللافت في هذه التسريبات ان بعض محيط سعيد لا يؤمن بالرئيس كرجل المرحلة.كما أن القصوري مثلا كثيرا ما كانت ترى في قيس سعيد هو الخلفية السياسية لحزب التحرير في وقت كانت فيه هي من اشد أنصار وزير الدفاع الاسبق والمترشح السابق لرئاسة 2019 عبد الكريم الزبيدي. وفي تعليقها عن تسريب اول أمس نفت الاعلامية مايا القصوري حقيقة ما تم تداوله على انه مقطع صوتي لها تناولت فيه بالنقاش ضرورة الاطاحة بالياس الفخفاخ وتعويضه بهشام المشيشي. وقالت القصوري في هذا السياق "لن يكون هناك أي تفسير للصوتيات المنسوبة لي اذ سبق أن تعرضت لنفس الموضوع. واحيلكم الى حالة المقطع الذي يؤكد محاولة التشويه وتصفية حسابات والهاء التونسيين عن مواضيع حقيقة تهمهم.ودعت القصوري متابعيها على الانستغرام ان يتجاهلوا ما يروج حتى يفوتوا الفرصة على اولئك الصائدين في المياه العكرة. فماذا يحصل في محيط القصر؟وهل تعرض الرئيس إلى عملية "اختطاف سياسي" فعلا؟

خليل الحناشي

 
عاد موضوع التسريبات السياسية ليسجل حضوره بقوة،فبعد تسريبات محمد عمار المتعلقة بكواليس البرلمان وعلاقتها بسحب الثقة من رئيس مجلس نواب الشعب وعن علاقة حزبه بالقصر ومدى تأثيره هناك، ظهرتأمسالأول تسريبات جديدة للوجه الحقوقي والإعلامية ماياالقصوري كشفت من خلالها عن تدخلها في ادارة قصر قرطاج بما قد يوحي ان رئيس الدولة واجهة لقرارات مجموعات من خارج القصر. فبعد ان غادرت بلاتوهات الاعلام المرئي والمسموع عادت مايا القصوري من بوابة كواليس القصر،عودة كشفها التسريب الذي انتشر على موقع التواصل الاجتماعي وتداوله عدد واسع من النشطاء والمهتمين بالشأن السياسي. ظهرت القصوري وهي تتحدث عن كواليس وأسباب اختيارها لهشام مشيشي كرئيس للحكومة بدل الياس الفخفاخ الذي أبدى شراهة غير مسبوقة في الحكم حسب وصفها. واذ لا احد يعلم عن الجهة المروجة لهذا المقطع وتوقيته الان في ظل ازمة سياسية خانقة ودستورية متوترة فان التسريب اجاب عن سؤال مركزي حول من يتدخل في صنع القرار داخل قصر قرطاج؟ هكذا سؤال لم يكن وليد الراهن ولكنه مطروح منذ أنبدأت بوادر التغيير تظهر على المواقف السياسية لقيس سعيد الذي رفع لواء المواجهة ضد البرلمان والأحزابإلىجانبما وصفه خصومه بـ"التجاوزات الممنوعة" في عدد من المسائل ولعل آخرها الازمة المتعلقة بالمحكمة الدستورية وما احاط بها من جدل قانوني حاد تماما كما حصل مع ازمة اليمين الدستوري لوزراء حكومة مشيشي. وكان السلوك السياسي الجديد لقيس سعيد محل انتقادات واسعة من اقرب انصاره واساسا محيطه الانتخابي وعناصر الربط بينه وبين الجهات الامر الذي دفع بعدد من انصار الرئيس للحديث عن قيس سعيد ما قبل الانتخابات وقيس سعيد ما بعد الانتخابات. ولعل المقلق في هذا السياق وحسب ما كشفه تسريب مايا القصوري أن سعيد لا ينصت الى مستشاريه وهو ما يفسر عدد الاستقالات التي بلغت 7 استقالات في 14 شهرا منذ انتخاب قيس سعيد رئيسا للجمهورية اي بمعدل استقالة كل شهرين آخرها استقالة اسماعيل البديوي. وبات واضحا أن الشأن العام في بلادنا لم يعد يخضع الى الادارة في "النور" بقدر خضوعه الى الغرف "المظلمة" المتحكم الاساسي في اللعبة السياسية حيث لا قانون يحكم هؤلاء سوى المصالح وتأبيد الحكم. ووفقا للتسريب فان اختيار قيس سعيد للشخصية الاقدر لم يكن من باب تأمين البلاد من ازمتها السياسية والاجتماعية والصحية بقدر ماهي محاولة لتثبيت شخصه في الحكم ومسكه بخيوط اللعبة في الحكومة والبرلمان اضافة الى قصر قرطاج. وفي هذا السياق وحسب ما جاء في التسريب فان دفع الياس الفخفاخإلى الاستقالة لم يكن بسبب ازمة تضارب المصالح التي كشفها النائب ياسين العياري بل ان الدافع الحقيقي إلى ذلك شراهة الفخفاخإلى الحكم ومحاولته الواضحة لإغراق الدولة بتعيينات قريبة منه بما يمكنه لاحقا من تحصين نفسه وخلق دوائر متينة حول نفسه. وقالت القصوري "لقد فكرنا في إبعادالفخفاخ بعد أن اكتشفنا سعيه ويوسف الشاهد الى اغراق البلاد بالتعيينات ولذا فكرنا في أن يقوم الرئيس بإبعاده وتعويضه بهشام مشيشي الذي يسهل التعامل معه بالإضافةإلى سهولة التحكم فيه على أن نمسك بالإدارة من خلفه،وقد اقترحت عليهأن يكون عضده الاقتصادي توفيق بكار". ورغم محاولات البعض وسعيهم للتقليل من اهمية التسريب وتكذيبه احيانا فقد تقاطع ذلك مع تصريح جوهر بن مبارك المستشار السابق لرئيس الحكومة المستقيل الياس الفخفاخالذي أشار إلى مغالطة رئيس الجمهورية للراي العام الوطني والدولي بخصوص استقالة الفخفاخ،بعد أن كشفأن قيس سعيد فاجأ رئيس الحكومة الياس الفخفاخبإعلان استقالته دون أن تكون هناك استقالة اصلا. ولتسليط الضوء اكثر على هذا الموضوع علق بن مبارك عن تسريب مايا القصوري بالقول "ان الخطة التي تم تنفيذها من طرف غرفة "سكّرة" تبدأ بفبركة ملف تضارب المصالح ضدّ الفخفاخ وحكومته ثمّ دفع شوقي الطبيب لتزعّم الهجمة قانونيا ثمّ استعمال أذرع لهم في القصر لترويع الرئيس ليسارع بالتخلي عن الحكومة ومن ثمّة تشكيل حكومة "طلبة التجمّع" وفي النهاية الالتفاف الكامل على الرسائل السياسية لانتخابات 2019". واعتبر بن مبارك في تدوينة عبر صفحته الرسمية على الفيسبوك امس " أن نبيل القروي وحزب قلب تونس ليس بعيدا عن "الغرفة" وله في كتلته اعضاء بارزين من "الاكاديمية"، مضيفا أن عبير موسي ليست بعيدة ايضا ولعبت دورها في العملية بالتنسيق. وتكمن اهمية التسريب وتصريح بن مبارك انهما جاءا من داخل المطبخ السياسي لمحيط رئيس الدولة،بما يعنيه ذلك من دقة في الاحداث وتفاصيلها التي صمت عنها القصر الى حد الان. ولعل اللافت في هذه التسريبات ان بعض محيط سعيد لا يؤمن بالرئيس كرجل المرحلة.كما أن القصوري مثلا كثيرا ما كانت ترى في قيس سعيد هو الخلفية السياسية لحزب التحرير في وقت كانت فيه هي من اشد أنصار وزير الدفاع الاسبق والمترشح السابق لرئاسة 2019 عبد الكريم الزبيدي. وفي تعليقها عن تسريب اول أمس نفت الاعلامية مايا القصوري حقيقة ما تم تداوله على انه مقطع صوتي لها تناولت فيه بالنقاش ضرورة الاطاحة بالياس الفخفاخ وتعويضه بهشام المشيشي. وقالت القصوري في هذا السياق "لن يكون هناك أي تفسير للصوتيات المنسوبة لي اذ سبق أن تعرضت لنفس الموضوع. واحيلكم الى حالة المقطع الذي يؤكد محاولة التشويه وتصفية حسابات والهاء التونسيين عن مواضيع حقيقة تهمهم.ودعت القصوري متابعيها على الانستغرام ان يتجاهلوا ما يروج حتى يفوتوا الفرصة على اولئك الصائدين في المياه العكرة. فماذا يحصل في محيط القصر؟وهل تعرض الرئيس إلى عملية "اختطاف سياسي" فعلا؟

خليل الحناشي

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews