باحث في علم الاجتماع: "التونسيون يمكن قياس مؤشرات بؤسهم وليس سعادتهم"
تونس-الصباح
اعتبر رئيس الجمهورية قيس سعيد في تصريحيه الأخيرين اللذين ارتبطا أساسا بمشروع قانون المالية لسنة 2022، إننا اليوم لسنا في حاجة إلى ناتج داخلي خام وإنما نحن في حاجة إلى سعادة داخلية خام. وهو ما يعتبر طرح جديد عن التونسيين، لم يقدم الرئيس في شانه أي عرض أو سبل أو اطر لتحقيقه. وكل ما يمكن استنتاجه أن تحقيق السعادة للتونسيين من الأمور التي يرجح أن تكون من أوليات قيس سعيد الفترة القادمة.
ودوليا، بدأ الحديث عن مؤشر السعادة منذ شهر جويلية 2011، أين أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا دعت خلاله الدول الأعضاء لقياس مقدار السعادة في شعوبها للمساعدة في توجيه سياساتها العامة من اجل تحقيق نموذج اقتصادي قادر على توفير السعادة والرفاه للشعوب. وصدر طبقا لذلك أول تقرير أممي للسعادة عن شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، في أفريل 2012 ووجد آنذاك انتباها عالميا باعتباره أول تقرير قدم أسباب السعادة والبؤس والآثار المترتبة عنهما في الحالات المدروسة.
وتصدر التقارير الآن سنويا خلال شهر مارس، وتستأنس بتقارير صادرة عن مؤسسة الاستطلاع الأمريكية "غالوب" فضلا عن ما يكتبه خبراء في العديد من المجالات كالاقتصاد وعلم النفس، والتحاليل الاستقصائية، والإحصاءات الوطنية، والوضع النفسي..
ويتم قياس مؤشر السعادة باعتماد عدد من المعايير، منها نصيب الفرد في الناتج المحلي الإجمالي ومتوسط العمر كما يعتمد الباحثون على استطلاعات رأي تطلب من المشاركين فيها بالإجابة على مقياس تدريجي من 1 إلى 10 بشأن مدى الدعم الاجتماعي الذي يشعرون به في حالة وقوع مشكلة ما، وحريتهم باتخاذ القرارات المرتبطة بحياتهم الخاصة، وشعورهم بمدى تفشي الفساد في مجتمعاتهم، بالإضافة إلى مدى كرمهم.
ومن وجهة نظر تونسية، يرى الباحث في علم الاجتماع سفيان جاب لله، انه مفهوم نيوليبرالي، لا يمكن أن يسحب على الشعوب الأقل حظا والفقيرة والتي تعاني من أزمات اقتصادية وغياب للعدالة الاجتماعية أو التوزيع العادل للثروة. والأغلب حسب رأيه أنه يتم قياس مؤشرات التعاسة والبؤس.
ويضيف أن السعادة الداخلية الخام لا يمكن أن تتحقق في تونس ونحن غير منتجين للثروة مازالت في مسار الانتقال الديمقراطي.. تعاني من مشكل حقيقي في اطر العمل الهشة والمنتجة للاغتراب، لها بنية تحتية متردية ومؤسسات استشفائية عمومية خارجة عن الخدمة فضلا عن تذبذب للوضع السياسي والاجتماعي.
ويعتبر جاب الله، أن الحديث عن مؤشرات السعادة لا تتعدى الإسقاط التعسفي لهذا المفهوم بمؤشراته عن الواقع التونسي ويرى أنه من الظلم أن يتم قياس معدلات السعادة للتونسيين اليوم.
وللإشارة كان ترتيب تونس في التقارير الدولية للسعادة الصادرة عن شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، اقرب خلال العشرية الأخيرة إلى الدول والشعوب الأكثر تعاسة وبؤسا منه إلى تلك السعيدة. وبالعودة إلى الثلاث سنوات الأخيرة احتلت المرتبة 124 سنة 2019 من جملة 156 دولة في الوقت الذي كانت فيه المرتبة 128 سنة 2020 أما السنة الماضية 2021 والتي تم خلالها على خلفية الجائحة الصحية لانتشار فيروس كورونا المستجد قياس مؤشر السعادة في 95 دولة فقط فقد احتلت تونس المرتبة 82 دوليا.
وتتربع فنلندا على عرش مؤشر السعادة العالمي، للعام 2021، بينما احتلت السعودية المرتبة 21 عالميا، وكانت الأولى عربيا، مزيحة الإمارات التي تصدرت الدول العربية عام 2020.
ويتم نشر التقرير بالتزامن مع احتفال الأمم المتحدة باليوم الدولي للسعادة، والذي يصادف تاريخ 20 مارس من كل عام، تأكيدا على أهمية السعادة في حياة الشعوب.
ووفقا للتقرير فإن أسعد 20 دولة في العالم هي على التوالي، فنلندا - آيسلندا - الدنمارك - سويسرا - هولندا - السويد - ألمانيا - النرويج - نيوزيلندا - النمسا - إسرائيل - أستراليا - أيرلندا - الولايات المتحدة - كندا - التشيك - بلجيكا - المملكة المتحدة - تايوان - فرنسا.
ريم سوودي
باحث في علم الاجتماع: "التونسيون يمكن قياس مؤشرات بؤسهم وليس سعادتهم"
تونس-الصباح
اعتبر رئيس الجمهورية قيس سعيد في تصريحيه الأخيرين اللذين ارتبطا أساسا بمشروع قانون المالية لسنة 2022، إننا اليوم لسنا في حاجة إلى ناتج داخلي خام وإنما نحن في حاجة إلى سعادة داخلية خام. وهو ما يعتبر طرح جديد عن التونسيين، لم يقدم الرئيس في شانه أي عرض أو سبل أو اطر لتحقيقه. وكل ما يمكن استنتاجه أن تحقيق السعادة للتونسيين من الأمور التي يرجح أن تكون من أوليات قيس سعيد الفترة القادمة.
ودوليا، بدأ الحديث عن مؤشر السعادة منذ شهر جويلية 2011، أين أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا دعت خلاله الدول الأعضاء لقياس مقدار السعادة في شعوبها للمساعدة في توجيه سياساتها العامة من اجل تحقيق نموذج اقتصادي قادر على توفير السعادة والرفاه للشعوب. وصدر طبقا لذلك أول تقرير أممي للسعادة عن شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، في أفريل 2012 ووجد آنذاك انتباها عالميا باعتباره أول تقرير قدم أسباب السعادة والبؤس والآثار المترتبة عنهما في الحالات المدروسة.
وتصدر التقارير الآن سنويا خلال شهر مارس، وتستأنس بتقارير صادرة عن مؤسسة الاستطلاع الأمريكية "غالوب" فضلا عن ما يكتبه خبراء في العديد من المجالات كالاقتصاد وعلم النفس، والتحاليل الاستقصائية، والإحصاءات الوطنية، والوضع النفسي..
ويتم قياس مؤشر السعادة باعتماد عدد من المعايير، منها نصيب الفرد في الناتج المحلي الإجمالي ومتوسط العمر كما يعتمد الباحثون على استطلاعات رأي تطلب من المشاركين فيها بالإجابة على مقياس تدريجي من 1 إلى 10 بشأن مدى الدعم الاجتماعي الذي يشعرون به في حالة وقوع مشكلة ما، وحريتهم باتخاذ القرارات المرتبطة بحياتهم الخاصة، وشعورهم بمدى تفشي الفساد في مجتمعاتهم، بالإضافة إلى مدى كرمهم.
ومن وجهة نظر تونسية، يرى الباحث في علم الاجتماع سفيان جاب لله، انه مفهوم نيوليبرالي، لا يمكن أن يسحب على الشعوب الأقل حظا والفقيرة والتي تعاني من أزمات اقتصادية وغياب للعدالة الاجتماعية أو التوزيع العادل للثروة. والأغلب حسب رأيه أنه يتم قياس مؤشرات التعاسة والبؤس.
ويضيف أن السعادة الداخلية الخام لا يمكن أن تتحقق في تونس ونحن غير منتجين للثروة مازالت في مسار الانتقال الديمقراطي.. تعاني من مشكل حقيقي في اطر العمل الهشة والمنتجة للاغتراب، لها بنية تحتية متردية ومؤسسات استشفائية عمومية خارجة عن الخدمة فضلا عن تذبذب للوضع السياسي والاجتماعي.
ويعتبر جاب الله، أن الحديث عن مؤشرات السعادة لا تتعدى الإسقاط التعسفي لهذا المفهوم بمؤشراته عن الواقع التونسي ويرى أنه من الظلم أن يتم قياس معدلات السعادة للتونسيين اليوم.
وللإشارة كان ترتيب تونس في التقارير الدولية للسعادة الصادرة عن شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، اقرب خلال العشرية الأخيرة إلى الدول والشعوب الأكثر تعاسة وبؤسا منه إلى تلك السعيدة. وبالعودة إلى الثلاث سنوات الأخيرة احتلت المرتبة 124 سنة 2019 من جملة 156 دولة في الوقت الذي كانت فيه المرتبة 128 سنة 2020 أما السنة الماضية 2021 والتي تم خلالها على خلفية الجائحة الصحية لانتشار فيروس كورونا المستجد قياس مؤشر السعادة في 95 دولة فقط فقد احتلت تونس المرتبة 82 دوليا.
وتتربع فنلندا على عرش مؤشر السعادة العالمي، للعام 2021، بينما احتلت السعودية المرتبة 21 عالميا، وكانت الأولى عربيا، مزيحة الإمارات التي تصدرت الدول العربية عام 2020.
ويتم نشر التقرير بالتزامن مع احتفال الأمم المتحدة باليوم الدولي للسعادة، والذي يصادف تاريخ 20 مارس من كل عام، تأكيدا على أهمية السعادة في حياة الشعوب.
ووفقا للتقرير فإن أسعد 20 دولة في العالم هي على التوالي، فنلندا - آيسلندا - الدنمارك - سويسرا - هولندا - السويد - ألمانيا - النرويج - نيوزيلندا - النمسا - إسرائيل - أستراليا - أيرلندا - الولايات المتحدة - كندا - التشيك - بلجيكا - المملكة المتحدة - تايوان - فرنسا.