لم تكن زيارة السفير الفرنسي وتحوله الى مقر اقامة رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي بمعزل عن تحولات المشهد السياسي عموما والذي يتزامن مع جملة من التحركات الديبلوماسية الاخرى خاصة منها الفرنسية والجزائرية.
واذ حاول انصار الرئيس قيس سعيد التقليل من شأن هذه الزيارة وإعطاءها صبغة روتينية وذلك للحد من تأثيرات اللقاء، فان أنصار حركة النهضة وعددا من المتابعين للشأن العام وصفوا هذا الزيارة بالمهمة خاصة وانها تتزامن مع تحولات عميقة في المشهد السياسي عموما.
واذ اختلفت القراءتان في توصيف اللقاء فان واقعها يتداخل مع جملة من التحركات الديبلوماسية المكثفة التي تستبق موعد 17دسيمبر وما يمكن أن ينجر عنه من أزمة عميقة في ظل التخوفات من استعمال الرئيس قيس سعيد للمراسيم الرئاسية بدل القضاء لضرب البرلمان عبر اسقاط قائمات انتخابية وازنة والذهاب إلى حل حزب حركة النهضة .
رئيسا للبرلمان.. أم رئيسا لحركة النهضة؟
مع سرعة انتشار صورة اللقاء بين سفير فرنسا والغنوشي خرجت جملة من التساؤلات حول ماهية الصفة التي استعملها الغنوشي في لقائه بضيفه الفرنسي؟
ففي حين استنكر البعض اللقاء اصلا بوضعه تحت خانة ''الاستقواء بالأجنبي" سارعت أطراف أخرى لتقديم الاجتماع على انه مقدمة واعتراف بصفة الغنوشي كرئيس للبرلمان وفي هذا السياق دوّن الكاتب والمحلل السياسي البحري العرفاوي "أن سفير فرنسا الذي التقى الغنوشي بمنزله وبطلب من السفير قال له "جئتك بصفتك رئيسا للبرلمان".
بيد ان هذا القول لم يقنع الكثيرين الذين ردوا ان اللقاء لم يحضره لا النائب الاول لرئيس البرلمان سميرة الشواشي او اي من نواب المجلس بل كان بحضور القيادي بحركة النهضة علي العريض وهو ما يعطي انطباعا قويا على ان التقاء الغنوشي كان بصفته الحزبية كرئيس للنهضة وليس كرئيس للبرلمان .
اعتراف
واذا ما افترضنا جدلا بان لقاء سفير فرنسا بالغنوشي كان بصفته كرئيس للحركة فان ذلك يحمل في طياته الكثير أولها الاعتراف المتأكد بدور حركة النهضة في ضمان الاستقرار السياسي بمعنى انه لا يمكن المجازفة بحل النهضة لأي سبب من الأسباب في هذا التوقيت بالذات خاصة في ظل ما يتردد من امكانية اتخاذ الرئيس لهذا الاجراء انطلاقا من مراسيم رئاسية وفق العديد من التحاليل .
كما يمكن فهم اللقاء بكونه رسالة معلومة الوصول الى سعيد على ان هنالك محاذير وحدود في علاقته بالأحزاب.
تزامن فرنسي جزائري
لم تكن زيارة سفير فرنسا للغنوشي بمعزل عن التحركات الديبلوماسية ففي الوقت الذي يستقبل فيه رئيس حركة النهضة ضيفه يقوم وزير الخارجية الفرنسي بزيارة الجزائر في نفس الوقت الذي يزور فيه الوزير الاول الجزائري بلادنا .
هكذا تداخل يكشف بما لا يدع مجالا للشك توجه الجزائر وفرنسا إلى حل الأزمة السياسية في تونس قصد التفرغ للانتخابات الليبية لاحقا.
هكذا قراءة استبطنها المحلل السياسي نصر الدين السويلمي حيث قال "لم يتحرك السفير بدفع من باريس بقدر ما تحرك بدفع من الجزائر، لأننا نتحدث عن حركة ثلاثية الابعاد مترابطة بشكل عضوي".
وبين في هذا الخصوص "ان الحركة ثلاثية الدفع دشنها وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان بزيارة الجزائر الأربعاء 8 ديسمبر وفي نفس اليوم يتحول سفير فرنسا بتونس أندريه باران الى زيارة رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي، ثم وبعد 24 ساعة "الخميس"يحل الوزير الأول الجزائري أيمن بن عبد الرحمن بتونس في زيارة تحمل الكثير من الدلالات."
وأضاف السويلمي "من الواضح أن تونس دخلت كأحد بنود المصالحة الفرنسية الجزائرية، وأن الجانب الجزائري يرغب في تسوية الازمة التونسية بسرعة كبيرة، ليتفرغ الى المجهول الليبي، وما يعني ذلك من امكانية انفلات الاوضاع، فالجزائر لا ترغب في استقبال ذلك وتونس متوترة قابلة للانفجار، فتسوية الأزمة التونسية مهمة جدا للجزائر التي ترغب في تركيز جميع جهودها على الحدود الليبية المغربية".
كما أن زيارة السفير الفرنسي تتزامن أمريكيا مع إمكانية إصدار التقرير النهائي وموقف الكونغرس الأمريكي من تحولات المشهد منذ 25 جويلية الماضي.
خليل الحناشي
تونس-الصباح
لم تكن زيارة السفير الفرنسي وتحوله الى مقر اقامة رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي بمعزل عن تحولات المشهد السياسي عموما والذي يتزامن مع جملة من التحركات الديبلوماسية الاخرى خاصة منها الفرنسية والجزائرية.
واذ حاول انصار الرئيس قيس سعيد التقليل من شأن هذه الزيارة وإعطاءها صبغة روتينية وذلك للحد من تأثيرات اللقاء، فان أنصار حركة النهضة وعددا من المتابعين للشأن العام وصفوا هذا الزيارة بالمهمة خاصة وانها تتزامن مع تحولات عميقة في المشهد السياسي عموما.
واذ اختلفت القراءتان في توصيف اللقاء فان واقعها يتداخل مع جملة من التحركات الديبلوماسية المكثفة التي تستبق موعد 17دسيمبر وما يمكن أن ينجر عنه من أزمة عميقة في ظل التخوفات من استعمال الرئيس قيس سعيد للمراسيم الرئاسية بدل القضاء لضرب البرلمان عبر اسقاط قائمات انتخابية وازنة والذهاب إلى حل حزب حركة النهضة .
رئيسا للبرلمان.. أم رئيسا لحركة النهضة؟
مع سرعة انتشار صورة اللقاء بين سفير فرنسا والغنوشي خرجت جملة من التساؤلات حول ماهية الصفة التي استعملها الغنوشي في لقائه بضيفه الفرنسي؟
ففي حين استنكر البعض اللقاء اصلا بوضعه تحت خانة ''الاستقواء بالأجنبي" سارعت أطراف أخرى لتقديم الاجتماع على انه مقدمة واعتراف بصفة الغنوشي كرئيس للبرلمان وفي هذا السياق دوّن الكاتب والمحلل السياسي البحري العرفاوي "أن سفير فرنسا الذي التقى الغنوشي بمنزله وبطلب من السفير قال له "جئتك بصفتك رئيسا للبرلمان".
بيد ان هذا القول لم يقنع الكثيرين الذين ردوا ان اللقاء لم يحضره لا النائب الاول لرئيس البرلمان سميرة الشواشي او اي من نواب المجلس بل كان بحضور القيادي بحركة النهضة علي العريض وهو ما يعطي انطباعا قويا على ان التقاء الغنوشي كان بصفته الحزبية كرئيس للنهضة وليس كرئيس للبرلمان .
اعتراف
واذا ما افترضنا جدلا بان لقاء سفير فرنسا بالغنوشي كان بصفته كرئيس للحركة فان ذلك يحمل في طياته الكثير أولها الاعتراف المتأكد بدور حركة النهضة في ضمان الاستقرار السياسي بمعنى انه لا يمكن المجازفة بحل النهضة لأي سبب من الأسباب في هذا التوقيت بالذات خاصة في ظل ما يتردد من امكانية اتخاذ الرئيس لهذا الاجراء انطلاقا من مراسيم رئاسية وفق العديد من التحاليل .
كما يمكن فهم اللقاء بكونه رسالة معلومة الوصول الى سعيد على ان هنالك محاذير وحدود في علاقته بالأحزاب.
تزامن فرنسي جزائري
لم تكن زيارة سفير فرنسا للغنوشي بمعزل عن التحركات الديبلوماسية ففي الوقت الذي يستقبل فيه رئيس حركة النهضة ضيفه يقوم وزير الخارجية الفرنسي بزيارة الجزائر في نفس الوقت الذي يزور فيه الوزير الاول الجزائري بلادنا .
هكذا تداخل يكشف بما لا يدع مجالا للشك توجه الجزائر وفرنسا إلى حل الأزمة السياسية في تونس قصد التفرغ للانتخابات الليبية لاحقا.
هكذا قراءة استبطنها المحلل السياسي نصر الدين السويلمي حيث قال "لم يتحرك السفير بدفع من باريس بقدر ما تحرك بدفع من الجزائر، لأننا نتحدث عن حركة ثلاثية الابعاد مترابطة بشكل عضوي".
وبين في هذا الخصوص "ان الحركة ثلاثية الدفع دشنها وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان بزيارة الجزائر الأربعاء 8 ديسمبر وفي نفس اليوم يتحول سفير فرنسا بتونس أندريه باران الى زيارة رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي، ثم وبعد 24 ساعة "الخميس"يحل الوزير الأول الجزائري أيمن بن عبد الرحمن بتونس في زيارة تحمل الكثير من الدلالات."
وأضاف السويلمي "من الواضح أن تونس دخلت كأحد بنود المصالحة الفرنسية الجزائرية، وأن الجانب الجزائري يرغب في تسوية الازمة التونسية بسرعة كبيرة، ليتفرغ الى المجهول الليبي، وما يعني ذلك من امكانية انفلات الاوضاع، فالجزائر لا ترغب في استقبال ذلك وتونس متوترة قابلة للانفجار، فتسوية الأزمة التونسية مهمة جدا للجزائر التي ترغب في تركيز جميع جهودها على الحدود الليبية المغربية".
كما أن زيارة السفير الفرنسي تتزامن أمريكيا مع إمكانية إصدار التقرير النهائي وموقف الكونغرس الأمريكي من تحولات المشهد منذ 25 جويلية الماضي.