موجة عالية من التصريحات تلك التي بدأت تحيط بالرئيس قيس سعيد وذلك بعد أن بدأت ملامح التخلي عنه من قبل أطراف كانت قريبة منه ومحسوبة عليه أصلا.
تحولات المشهد دفعت بقيادات حزبية ونقابية ودستورية لأخذ خطوة إلى الوراء في علاقتها بالرئيس، فبعد أن مهدت له الطريق برلمانيا وسياسيا عادت ذات الاطراف لترفع "الورقة الحمراء" في وجه الاجراءات الاستثنائية والمرسوم عدد 117لسنة 2021 بل وتحذر منها.
ويبدوان الجهات المعنية سرعان ما انقلبت مواقفها بعد ان اكتشفت انها لن تكون جزءا من المنظومة السياسية القادمة وانها مستثناة من اقتسام السلطة، وهو ما أكده قيس سعيد نفسه في مجلس وزاري مؤخرا، في وقت يتهمه خصومه بتوجهه نحو التعيينات بالولاءات واخرها ما ورد ببيان حركة النهضة أول امس.
وإذ بدت أطراف سياسية قابلة لتاريخ 25جويلية اضطرارا او بدافع مساندة سعيد للإجهاز على خصمهم التقليدي حركة النهضة بعد ان فشلوا في الاطاحة بها ديمقراطيا سرعان ما تراجع شق واسع من المساندين للحركة التاريخية لسعيد وانضموا الى دوائر المعارضة.
عبو.. من المدح الى الذم
وبعد الدعوات المتتالية لمحمد عبو وعدد من قيادات الصف الأول لحزب "التيار الديمقراطي" لتفعيل الفصل 80 من الدستور، حيث افتتح عبو موسم الدعوة لاستعمال هذا الفصل يوم 30 نوفمبر 2020 على قناة الحوار التونسي ليعلن يومها الامين العام السابق عن تبنيه لهذا الخيار .
ورغم معارضة شديدة من داخل التيار لتصريحات عبو فقد واصل الرجل دعواته على امل الاطاحة بالنهضة وقلب تونس وائتلاف الكرامة والذين يصفهم بانهم الاكثر فسادا في تونس.
بيد ان عبو سرعان ما انقلب على تصريحاته السابقة ليرفع لواء المعارضة في وجه سعيد بل ويطالب بالإطاحة به بكل الطرق الشرعية وغير الشرعية.
وفي اخر تصريح له يوم 26نوفمبر عبر الوزير السابق عن أسفه من التصريحات التي ادلى بها بخصوص الرئيس قيس سعيد سابقا وقال عبو " لقد ورطت نفسي حين قلت ان رئيس الدولة شخص نزيه وأنه لا ينقلب".
القوميون يغادرون السفينة
ولم يكن "تيار عبو" وحده المناهض لتوجهات قيس سعيد حيث بدأت حركة الشعب هي الأخرى في حركاتها الاحمائية لمعارضة مسار 25 جويلية في صيغته الحالية، وقد زادت الحركة في سرعتها بعد ان رفض رئيس الجمهورية قانون38 والذي يتيح فرصة تشغيلية لمن فاقت بطالتهم العشر سنوات.
وشكل هذا الرفض مدخلا لقلب موازين القوى داخل حركة الشعب نفسها، فبعد أن قاد النائب هيكل المكي الحزب إعلاميا وسياسيا وتأكيده على سلامة التمشي الرئاسي لمرحلة ما بعد 25جويلية، شهدت الحركة في الآونة الأخيرة تراجعا واضحا لتدخلات المكي مقابل صعود سالم الابيض الذي فرض على الحزب خطابا عقلانيا يقطع مع التودد غير المبرر وخطاب التزلف.
فبعد ان مدح سعيد على أمواج إذاعة "جوهرة أف أم" بقوله "يا رئيس الجمهورية إني احبك حبا جما"، عدل المكي موقفه مؤخرا ليدخل دائرة النقد السياسي بقوله:"لكن يا رئيسنا نجمو ننقدوك مثلا في بطء اتخاذ الإجراءات ونختلفو معاك ورانا موش كراية في البلاد".
وأضاف قائلا:"25 جويلية فرصة سنحميها ولو من قيس سعيد نفسو"، فـ25 جويلية تعبيرة قوية عن ضمير الشعب وعن الدولة التي انتفضت و25 جويلية ليس متاع الرئيس قيس سعيد لوحده فنحن بنضالاتنا في البرلمان وقفنا كالصخرة في وجه أعداء الوطن وحضرنا لـ25جويلية".
وصرح المكي بأن صوت حركة الشعب سيكون عاليا في وجه أي انحراف بـ25جويلية، مؤكدا في هذا السياق رفضه لما سمي بمشروع البناء القاعدي لرئيس الجمهورية وقال "نحن متخوفين كبقية الشعب التونسي ونعتبر أن مطالب 25 جويلية هي مطالب اجتماعية بالأساس".
ظلال الأزمة السياسية على الاقتصاد
لا تزال التحذيرات الاقتصادية تلقى بظلالها على المشهد السياسي فبعد أن تناقلت الصفحات الفايسبوكية القريبة من سعيد دعما عربيا سخيا لتونس اثر تحرك25حويلية اصطدم التونسيون بواقع غياب الشركاء والجهات المانحة.
وقد أكد الخبير الاقتصادي عزالدين سعيدان اول امس أن الوضع السياسي يؤثّر بشكل كبير على الوضع الاقتصادي في الداخل والخارج، وأوضح في مداخلة له على إذاعة "اكسبراس أف أم"، أن المحادثات مع صندوق النقد الدولي متوقفة تماما لسبب سياسي بالأساس، حيث أن الحكومة السابقة تقدمت بطلب قرض وبرنامج اصلاحات وكان صندوق النقد يتساءل حول مدى توفر سلطة سياسية في تونس قادرة على تطبيق الاصلاحات وهو السبب في تعطل المفاوضات وعدم تقدمها حتى الآن أيضا.
يحصل كل ذلك في ظل انحسار اجتماعات اللجان المشتركة مع عدد من الدول العربية على غرار اللجنة التونسية الجزائرية المشتركة حيث ان اخر اجتماع لها كان يوم 26جانفي2019 اما اللجنة التونسية القطرية المشتركة فكان بتاريخ 2مارس 2019 اما اخر اجتماع للجنة التونسية السعودية المشتركة فكان 29افريل 2019 .
خليل الحناشي
تونس-الصباح
موجة عالية من التصريحات تلك التي بدأت تحيط بالرئيس قيس سعيد وذلك بعد أن بدأت ملامح التخلي عنه من قبل أطراف كانت قريبة منه ومحسوبة عليه أصلا.
تحولات المشهد دفعت بقيادات حزبية ونقابية ودستورية لأخذ خطوة إلى الوراء في علاقتها بالرئيس، فبعد أن مهدت له الطريق برلمانيا وسياسيا عادت ذات الاطراف لترفع "الورقة الحمراء" في وجه الاجراءات الاستثنائية والمرسوم عدد 117لسنة 2021 بل وتحذر منها.
ويبدوان الجهات المعنية سرعان ما انقلبت مواقفها بعد ان اكتشفت انها لن تكون جزءا من المنظومة السياسية القادمة وانها مستثناة من اقتسام السلطة، وهو ما أكده قيس سعيد نفسه في مجلس وزاري مؤخرا، في وقت يتهمه خصومه بتوجهه نحو التعيينات بالولاءات واخرها ما ورد ببيان حركة النهضة أول امس.
وإذ بدت أطراف سياسية قابلة لتاريخ 25جويلية اضطرارا او بدافع مساندة سعيد للإجهاز على خصمهم التقليدي حركة النهضة بعد ان فشلوا في الاطاحة بها ديمقراطيا سرعان ما تراجع شق واسع من المساندين للحركة التاريخية لسعيد وانضموا الى دوائر المعارضة.
عبو.. من المدح الى الذم
وبعد الدعوات المتتالية لمحمد عبو وعدد من قيادات الصف الأول لحزب "التيار الديمقراطي" لتفعيل الفصل 80 من الدستور، حيث افتتح عبو موسم الدعوة لاستعمال هذا الفصل يوم 30 نوفمبر 2020 على قناة الحوار التونسي ليعلن يومها الامين العام السابق عن تبنيه لهذا الخيار .
ورغم معارضة شديدة من داخل التيار لتصريحات عبو فقد واصل الرجل دعواته على امل الاطاحة بالنهضة وقلب تونس وائتلاف الكرامة والذين يصفهم بانهم الاكثر فسادا في تونس.
بيد ان عبو سرعان ما انقلب على تصريحاته السابقة ليرفع لواء المعارضة في وجه سعيد بل ويطالب بالإطاحة به بكل الطرق الشرعية وغير الشرعية.
وفي اخر تصريح له يوم 26نوفمبر عبر الوزير السابق عن أسفه من التصريحات التي ادلى بها بخصوص الرئيس قيس سعيد سابقا وقال عبو " لقد ورطت نفسي حين قلت ان رئيس الدولة شخص نزيه وأنه لا ينقلب".
القوميون يغادرون السفينة
ولم يكن "تيار عبو" وحده المناهض لتوجهات قيس سعيد حيث بدأت حركة الشعب هي الأخرى في حركاتها الاحمائية لمعارضة مسار 25 جويلية في صيغته الحالية، وقد زادت الحركة في سرعتها بعد ان رفض رئيس الجمهورية قانون38 والذي يتيح فرصة تشغيلية لمن فاقت بطالتهم العشر سنوات.
وشكل هذا الرفض مدخلا لقلب موازين القوى داخل حركة الشعب نفسها، فبعد أن قاد النائب هيكل المكي الحزب إعلاميا وسياسيا وتأكيده على سلامة التمشي الرئاسي لمرحلة ما بعد 25جويلية، شهدت الحركة في الآونة الأخيرة تراجعا واضحا لتدخلات المكي مقابل صعود سالم الابيض الذي فرض على الحزب خطابا عقلانيا يقطع مع التودد غير المبرر وخطاب التزلف.
فبعد ان مدح سعيد على أمواج إذاعة "جوهرة أف أم" بقوله "يا رئيس الجمهورية إني احبك حبا جما"، عدل المكي موقفه مؤخرا ليدخل دائرة النقد السياسي بقوله:"لكن يا رئيسنا نجمو ننقدوك مثلا في بطء اتخاذ الإجراءات ونختلفو معاك ورانا موش كراية في البلاد".
وأضاف قائلا:"25 جويلية فرصة سنحميها ولو من قيس سعيد نفسو"، فـ25 جويلية تعبيرة قوية عن ضمير الشعب وعن الدولة التي انتفضت و25 جويلية ليس متاع الرئيس قيس سعيد لوحده فنحن بنضالاتنا في البرلمان وقفنا كالصخرة في وجه أعداء الوطن وحضرنا لـ25جويلية".
وصرح المكي بأن صوت حركة الشعب سيكون عاليا في وجه أي انحراف بـ25جويلية، مؤكدا في هذا السياق رفضه لما سمي بمشروع البناء القاعدي لرئيس الجمهورية وقال "نحن متخوفين كبقية الشعب التونسي ونعتبر أن مطالب 25 جويلية هي مطالب اجتماعية بالأساس".
ظلال الأزمة السياسية على الاقتصاد
لا تزال التحذيرات الاقتصادية تلقى بظلالها على المشهد السياسي فبعد أن تناقلت الصفحات الفايسبوكية القريبة من سعيد دعما عربيا سخيا لتونس اثر تحرك25حويلية اصطدم التونسيون بواقع غياب الشركاء والجهات المانحة.
وقد أكد الخبير الاقتصادي عزالدين سعيدان اول امس أن الوضع السياسي يؤثّر بشكل كبير على الوضع الاقتصادي في الداخل والخارج، وأوضح في مداخلة له على إذاعة "اكسبراس أف أم"، أن المحادثات مع صندوق النقد الدولي متوقفة تماما لسبب سياسي بالأساس، حيث أن الحكومة السابقة تقدمت بطلب قرض وبرنامج اصلاحات وكان صندوق النقد يتساءل حول مدى توفر سلطة سياسية في تونس قادرة على تطبيق الاصلاحات وهو السبب في تعطل المفاوضات وعدم تقدمها حتى الآن أيضا.
يحصل كل ذلك في ظل انحسار اجتماعات اللجان المشتركة مع عدد من الدول العربية على غرار اللجنة التونسية الجزائرية المشتركة حيث ان اخر اجتماع لها كان يوم 26جانفي2019 اما اللجنة التونسية القطرية المشتركة فكان بتاريخ 2مارس 2019 اما اخر اجتماع للجنة التونسية السعودية المشتركة فكان 29افريل 2019 .