تونس – الصباح
أثار ظهور متحور جديد لفيروس كورونا مؤخرا في جنوب إفريقيا قلقا كبيرا في الأوساط الصحية بالأساس وطنيا ودوليا، خاصة أنه يتميز بسرعة الانتشار والعدوى وهو يسمى "بي1.19529" في انتظار أن تطلق عليه منظمة الصحة العالمية اسما يونانيا من قبيل "دلتا" و"ألفا".
إذ دعا الدكتور أمين سليم، عضو اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا الجميع إلى ضرورة الحذر والالتزام بتطبيق البروتوكول الصحي من ارتداء الكمامة والتباعد والتعقيم وغيرها من الشروط الأخرى فضلا عن ضرورة القيام بالتلاقيح لغير الملقحين. يأتي ذلك في الوقت الذي تشهد فيه عدة بلدان أوروبية بالأساس موجة جديد لتفشي هذا الفيروس خاصة أن سلالة "دلتا" تعد إلى اليوم الأكثر انتشارا فضلا عما تتميز به من خطورة وسرعة في انتقال العدوى رغم تأكيده على أنه لم تسجل حالات في تونس حاملة لهذا المتحور.
ويذكر أن بعض الأطباء في تونس تحدثوا عن خطورة هذا المتحور الجديد وذلك استنادا إلى ما يتم تداوله في المخابر العلمية بجنوب إفريقيا باعتبارها البلد الذي ظهر فيه هذا المتحور للمرة الأولى قبل أن ينتشر في عشر بلدان أخرى في العالم، إضافة إلى ما توصلت له منظمة الصحة العالمية التي وصفت هذا المتحور بالأسوأ على الإطلاق. إذ يحتوي على أكثر من 50 طفرة 32 منها في مستوى غشاء الفيروس الذي يعرف بـ"بروتين سبايك" حسب تفسير عضو اللجنة العلمية لمجابه الفيروس. ويحتوي على 10 طفرات في حين يوجد 2 فقط في متحور "دلتا". الأمر الذي أثار مخاوف وقلق الجهات الصحية من خطورة هذا المتحور الذي بدأ يجد طريقه للانتشار في عدة بلدان في العالم من مختلف القارات، بسبب ما قد يطرحه من عائق أمام منظومة العلاج. وفسر بعض الأطباء ذلك بعدم قدرة التلاقيح الحالية المعمول بها في العالم على الحد من خطورته أو مدى انتشاره على نحو تكون هذه اللقاحات أقل جدوى ونجاعة في مقاومته.
لذلك دعا الدكتور أمين سليم الجهات الرسمية إلى ضرورة الحذر في التعاطي مع الرحلات الخارجية سواء عن طريق المعابر الحدودية أو المطارات خاصة أن بعض البلدان الأوروبية قررت وقف رحلاتها الجوية التي تربطها بجنوب إفريقيا واتخاذ تدابير صارمة من أجل غلق المنافذ أمام إمكانية دخول هذه السلالة الجديدة إلى أراضيها خاصة أمام تنبيه منظمة الصحة العالمية منذ مدة إلى خطورة دخول موجة جديدة لانتشار الفيروس ببلدان أوروبية وأمريكية تزامنا مع فصل الشتاء.
علما أن الحملة الوطنية لتحسيس المواطنين بضرورة القيام بالتلقيح للوقاية من هذا الفيروس لا تزال متواصلة، ليقين الجميع أن أهمية التلقيح تتمثل في الوقاية من المضاعفات الحادة ومنع الوفاة للمصابين بكورونا ثم أن غير الملقحين هو أكثر سرعة لقبول عدوى انتقال الفيروس من الملقحين. وسبق أن نبه عدد من الأطباء وأعضاء اللجنتين العلمية والتلاقيح ضد فيروس كورونا إلى خطورة المرحلة لاسيما في ظل ما تشهده عديد بلدان العالم من انتشار للفيروس الوبائي بشكل لافت في هذه المرحلة داعية الجهات الرسمية إلى اتخاذ التدابير اللازمة لضمان الوقاية من ناحية والعمل على التحكم في مجال تحرك الحالات الإيجابية المسجلة قبل أن تتحول إلى بؤر تشكل خطورة على صحة المواطن والهياكل الصحية.
وتجدر الإشارة إلى أن عدد المواطنين الذين استكملوا التلقيح إلى حد الآن بلغ 5ملايين مواطن و71636 فيما يبلغ عدد المسجلين في منظومة "إيفاكس" 6 ملايين و994088. وقد انطلقت بلادنا في تقديم الجرعة الثالثة من التلقيح ضد هذا الفيروس منذ نهاية شهر أكتوبر الماضي بإتباع نفس الإستراتيجية المعتمدة في التلقيح ضد نفس الوباء، بتطعيم كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة في مرحلة أولى ليتم تعميم التقليح في مرحلة لاحقة، على غرار ما هو معمول به في اغلب دول العالم والتي يعتبرها الدكتور أمان الله المسعدي، عضو باللجنة العلمية لمجابهة كورونا أنها، أي الجرعة الثالثة، لازمة وضرورية مع إمكانية أن يصبح سنويا في المستقبل.
نزيهة الغضباني