اقبال العزابي لـ"الصباح": نقابة التعليم الأساسي تطالب منذ سنوات بضرورة سد الشغورات غير أن الوزارة لا تبالي
تونس الصباح
توشك الثلاثية الأولى للسنة الدراسة الجارية على الانتهاء، والى غاية اليوم مازال عدد من تلاميذ مدارس بريف القيروان خارج مقاعد الدراسة، ولم يتعرف بعد تلاميذ أقسام في منطقة السيجومي وفي عدد من مدارس معتمديات نابل وأخرى في ولاية قفصة وفي ولاية القصرين وسيدي بوزيد على معلميهم الجديد للمواد العلمية او لمادة الفرنسية.. وأمام هذا الشغور المتواصل في الإطار التربوي والذي شمل تقريبا كل المؤسسات التربوية العمومية اتجه مديرون إلى إعادة توزيع الأوراق من جديد ودمج الأقسام فيما بينها ليرتفع عدد التلاميذ في الفصل من 30 إلى حدود الـ 38 و39 تلميذا..
شغورات ونقص في الإطار التربوي تعاني منه المؤسسات التربوية العمومية منذ أكثر من عشرية ولم تنجح الحكومات المتعاقب في وضع حل نهائي له او توفير معلم قار لكل قسم. وبعد ما مر به التلميذ من تذبذب في الدراسة خلال السنة الماضية على خلفية الجائحة الصحية لفيروس كوفيد19 والتي اضطرته للانقطاع لحوالي الثلاثية عن الدراسة، يجد نفسه اليوم بنصف برنامج تربوي ونصف تحصيل علمي معفيا من إجراء امتحاناته التقييمية ويعاني من فجوة في أيام الدراسة بنحو سداسية كاملة..
ويكشف اقبال العزابي الكاتب العام المساعد للجامعة العامة للتعليم الأساسي في تصريح لـ"الصباح"، أن قاعدة البيانات الخاصة بالمعلمين النواب قد تم اعتمادها كاملة وأن وزارة التربية لم تصدر أي قرارات تمكن المندوبيات الجهوية للتربية من اعتماد نيابات جديدة للمعلمين، وبقي عدد هام من الأقسام او المواد دون معلمين ورغم المراسلات التي تم تقديمها وإرسالها من قبل المسيرين ومديري المدارس من اجل حل الإشكال لم يصدر عن وزارة الإشراف إلى غاية الآن أي تفاعل يذكر.
وذكّر العزابي بان نقابة التعليم الأساسي ضد كل أشكال العمل الهش، وهي تطالب منذ سنوات بضرورة سد الشغورات المسجلة داخل مؤسساتنا التربوية وانتداب معلم لكل قسم.. غير ان الوزارة لم تول المشكل الأهمية اللازمة لنجد أنفسنا اليوم حسب توصيفه أمام ازمة حقيقة في التعليم العمومي وفي مواجهة مدارس لا تربي ولا تعلم، تعاني من إعاقات في مختلف مكوناتها، نقص حاد في إطارها التربوي وشبه التربوي، اكتظاظ في الأقسام وبنية تحتية متهرئة تساقطت أسقف أقسامها وأعدمت فيها المجامع الصحية..
واعتبر الكاتب العام المساعد للجامعة العامة للتعليم الأساسي، ان وزارة التربية بسياساتها المتبعة منذ سنوات والإهمال الذي تعتمده في تعاملها مع المؤسسة التربوية، هي بصدد القيام بتهجير قسري للتلميذ التونسي من مدارس التعليم العمومي نحو التعليم الخاص.
فالولي الذي يرى في طفله المتنفس الوحيد ويعتبر ان الاستثمار فيه هو أولوية، لا يمكنه ان يقف مكتوف اليدين أمام غياب كل مقومات العدالة في التعلم بين المسلك العمومي والمسلك الخاص.. وستتجه الاسر حتى المفقرة منها وغير القادرة على تحمل مصاريف المؤسسات التعليمية الخاصة، إلى الاقتراض وبذل كل جهودها من اجل تمكين أبنائها من التحصيل العلمي المطلوب.
وأوضح إقبال العزابي، أن الشغورات المسجلة والفجوة التي ستخلفها لدى التلاميذ في تحصيلهم العلمي لهذه السنة سيكون لها الأثر العميق لدى عدد من التلاميذ. فاغلب المواد العلمية كالحساب والإيقاظ العلمي هي مواد أساسية بمحاور مترابطة لا يمكن دراستها متقطعة وإسقاط جزء منها من شانه ان يترك فجوة في التعلم لدى التلميذ وتكون قادرة على نسف كل المسار التعليمي له فيما يتعلق بتلك المادة..
وللإشارة خلفت أزمة فيروس كوفيد 19 الصحية، نقصا في التعلمات شمل أساسا المرحلة الابتدائية، وأقرت وزارة التربية ان السنة الدراسية الجارية ستخصص الأسابيع الأولى منها لتدارك ذلك النقص غير ان المشكل تعمق أكثر في عدد لابأس به من المدارس التي وجدت نفسها امام اقسام دون معلمين غير قادرة لا على تدارك ما سبق ولا تقديم التعلمات الخاصة بالسنة الحالية.
وللتذكير فقد كان لوزير التربية فتحي السلواتي تصريح في شهر مارس الماضي، ان الوزارة قد انطلقت في التجهيز للسنة الدراسية الجارية منذ شهر فيفري 2021، واكد ان الوزارة ستسعى الى ان يعود التلميذ لمقاعد الدراسة ليجد استاذه او معلمه في انتظاره وقال في نفس التصريح "سنلتقي مع كل المندوبين الجهويين وسنحدد حاجاتنا مدرسة بمدرسة..". علما وان وزير التربية قد اقر بالنقص المسجل في المعلمين وأفاد أن هناك أقساما تظلّ أحيانا لمدة شهرين بلا معلم ولا أستاذ… وهناك دائما شغورات تبلغ أحيانا نسبتها 20 % ولكن هناك من يمكن تجهيزهم لملء الشغور..
ريم سوودي
اقبال العزابي لـ"الصباح": نقابة التعليم الأساسي تطالب منذ سنوات بضرورة سد الشغورات غير أن الوزارة لا تبالي
تونس الصباح
توشك الثلاثية الأولى للسنة الدراسة الجارية على الانتهاء، والى غاية اليوم مازال عدد من تلاميذ مدارس بريف القيروان خارج مقاعد الدراسة، ولم يتعرف بعد تلاميذ أقسام في منطقة السيجومي وفي عدد من مدارس معتمديات نابل وأخرى في ولاية قفصة وفي ولاية القصرين وسيدي بوزيد على معلميهم الجديد للمواد العلمية او لمادة الفرنسية.. وأمام هذا الشغور المتواصل في الإطار التربوي والذي شمل تقريبا كل المؤسسات التربوية العمومية اتجه مديرون إلى إعادة توزيع الأوراق من جديد ودمج الأقسام فيما بينها ليرتفع عدد التلاميذ في الفصل من 30 إلى حدود الـ 38 و39 تلميذا..
شغورات ونقص في الإطار التربوي تعاني منه المؤسسات التربوية العمومية منذ أكثر من عشرية ولم تنجح الحكومات المتعاقب في وضع حل نهائي له او توفير معلم قار لكل قسم. وبعد ما مر به التلميذ من تذبذب في الدراسة خلال السنة الماضية على خلفية الجائحة الصحية لفيروس كوفيد19 والتي اضطرته للانقطاع لحوالي الثلاثية عن الدراسة، يجد نفسه اليوم بنصف برنامج تربوي ونصف تحصيل علمي معفيا من إجراء امتحاناته التقييمية ويعاني من فجوة في أيام الدراسة بنحو سداسية كاملة..
ويكشف اقبال العزابي الكاتب العام المساعد للجامعة العامة للتعليم الأساسي في تصريح لـ"الصباح"، أن قاعدة البيانات الخاصة بالمعلمين النواب قد تم اعتمادها كاملة وأن وزارة التربية لم تصدر أي قرارات تمكن المندوبيات الجهوية للتربية من اعتماد نيابات جديدة للمعلمين، وبقي عدد هام من الأقسام او المواد دون معلمين ورغم المراسلات التي تم تقديمها وإرسالها من قبل المسيرين ومديري المدارس من اجل حل الإشكال لم يصدر عن وزارة الإشراف إلى غاية الآن أي تفاعل يذكر.
وذكّر العزابي بان نقابة التعليم الأساسي ضد كل أشكال العمل الهش، وهي تطالب منذ سنوات بضرورة سد الشغورات المسجلة داخل مؤسساتنا التربوية وانتداب معلم لكل قسم.. غير ان الوزارة لم تول المشكل الأهمية اللازمة لنجد أنفسنا اليوم حسب توصيفه أمام ازمة حقيقة في التعليم العمومي وفي مواجهة مدارس لا تربي ولا تعلم، تعاني من إعاقات في مختلف مكوناتها، نقص حاد في إطارها التربوي وشبه التربوي، اكتظاظ في الأقسام وبنية تحتية متهرئة تساقطت أسقف أقسامها وأعدمت فيها المجامع الصحية..
واعتبر الكاتب العام المساعد للجامعة العامة للتعليم الأساسي، ان وزارة التربية بسياساتها المتبعة منذ سنوات والإهمال الذي تعتمده في تعاملها مع المؤسسة التربوية، هي بصدد القيام بتهجير قسري للتلميذ التونسي من مدارس التعليم العمومي نحو التعليم الخاص.
فالولي الذي يرى في طفله المتنفس الوحيد ويعتبر ان الاستثمار فيه هو أولوية، لا يمكنه ان يقف مكتوف اليدين أمام غياب كل مقومات العدالة في التعلم بين المسلك العمومي والمسلك الخاص.. وستتجه الاسر حتى المفقرة منها وغير القادرة على تحمل مصاريف المؤسسات التعليمية الخاصة، إلى الاقتراض وبذل كل جهودها من اجل تمكين أبنائها من التحصيل العلمي المطلوب.
وأوضح إقبال العزابي، أن الشغورات المسجلة والفجوة التي ستخلفها لدى التلاميذ في تحصيلهم العلمي لهذه السنة سيكون لها الأثر العميق لدى عدد من التلاميذ. فاغلب المواد العلمية كالحساب والإيقاظ العلمي هي مواد أساسية بمحاور مترابطة لا يمكن دراستها متقطعة وإسقاط جزء منها من شانه ان يترك فجوة في التعلم لدى التلميذ وتكون قادرة على نسف كل المسار التعليمي له فيما يتعلق بتلك المادة..
وللإشارة خلفت أزمة فيروس كوفيد 19 الصحية، نقصا في التعلمات شمل أساسا المرحلة الابتدائية، وأقرت وزارة التربية ان السنة الدراسية الجارية ستخصص الأسابيع الأولى منها لتدارك ذلك النقص غير ان المشكل تعمق أكثر في عدد لابأس به من المدارس التي وجدت نفسها امام اقسام دون معلمين غير قادرة لا على تدارك ما سبق ولا تقديم التعلمات الخاصة بالسنة الحالية.
وللتذكير فقد كان لوزير التربية فتحي السلواتي تصريح في شهر مارس الماضي، ان الوزارة قد انطلقت في التجهيز للسنة الدراسية الجارية منذ شهر فيفري 2021، واكد ان الوزارة ستسعى الى ان يعود التلميذ لمقاعد الدراسة ليجد استاذه او معلمه في انتظاره وقال في نفس التصريح "سنلتقي مع كل المندوبين الجهويين وسنحدد حاجاتنا مدرسة بمدرسة..". علما وان وزير التربية قد اقر بالنقص المسجل في المعلمين وأفاد أن هناك أقساما تظلّ أحيانا لمدة شهرين بلا معلم ولا أستاذ… وهناك دائما شغورات تبلغ أحيانا نسبتها 20 % ولكن هناك من يمكن تجهيزهم لملء الشغور..