تونس- الصباح
أكد وزير التشغيل والتكوين المهني نصر الدين النصيبي أمس على هامش أشغال الدورة الخامسة للمنتدى المتوسطي للموارد البشرية بان العديد من التونسيين فقدوا مواطن عملهم على خلفية الأزمة الصحية بسبب انتشار فيروس الكوفيد 19 الذي اثر بشكل مباشر على سوق الشغل والاقتصاد الوطني وعلى هذا الأساس من الضروري التفكير في كيفية تجاوز آثار كورونا.
وتطرق وزير التشغيل والتكوين المهني إلى إستراتيجية الوزارة مستقبلا والتي ستقوم أساسا على وضع مقاربة للتوفيق بين التكوين وحاجيات سوق الشغل، مؤكدا أن الإقبال على التكوين المهني محدود لأنه تم ربطه بالفشل الدراسي وهذا خطأ شائع.
وفي سياق حديثه أفاد الوزير بان الوزارة تعمل على التوفيق بين التكوين وحاجات سوق الشغل كما هو مطلوب منا توفير المعلومة وإيصالها في علاقة بمراكز التكوين والاختصاصات والإمكانيات المتوفرة.
وبخصوص الشهائد العلمية المزورة قال الوزير إن الحكومة ستفتح بحثا جديا بعيدا عن الظلم والتشفي للتدقيق في جميع الشهائد العلمية.
مها شحاتة رئيسة المنتدى المتوسطي للموارد البشرية "MEDRH" قالت انه بعد أزمة الكوفيد يجب طرح سؤال كيف يمكن أن نتفاعل ونتأقلم مع مثل هذه الأزمات؟
وفي نفس السياق قالت رئيسة المنتدى انه بات من الضروري العمل على تأهيل الموارد البشرية من خلال التطرق إلى ثلاث محاور كبرى وهي أولا تحديات الرأس المال البشري وكيفية المراهنة عليه من خلال تحسين آليات العمل والقطع مع عقلية أن العامل هو وسيلة للإنتاج فقط وثانيا التخلص من عقلية المسؤول الفوقي لأنه أصبح ثابتا أن المؤسسات التي تجاوزت الأزمة دون تسجيل أضرار اقتصادية أو مالية هي المؤسسات التي راهنت على الرأس مال البشري والمحور الثالث يتمثل في التكيف مع الأزمات والقدرة على التصرف.
وحسب رئيسة المنتدى فان الدورة الخامسة شهدت حضور أكثر من 1200 شخص من مختلف الاختصاصات (مديرو موارد بشرية وخبراء وصناع قرار لمناقشة مستقبل الموارد البشرية) إلى جانب مشاركة أكثر من 200 مؤسسة.
وأضافت شحاتة أنه خلال هذه الدورة سيتم التطرق إلى عديد المحاور الأساسية إلى جانب تعزيزها بنقاشات وتتخللها ندوات وورشات عمل لتمكين المشاركين من اختيار برامجهم حسب الأولويات.
وفي سياق حديثها أكدت رئيسة المنتدى أن الرقمنة داخل الإدارات تساهم في ربح الوقت وتحسين جودة العمل، مضيفة أن للحوار والتواصل أهمية كبرى في تسهيل العمل والتخلص من عقلية المسؤول والموظف التي أصبح لها تأثير سلبي على المردودية.
من جانبه تطرق قيس الهمامي الخبير في الاستشراف إلى أن الدراسات الحديثة أثبتت عديد المتغيرات بعد أزمة الكوفيد منها انه 60 بالمائة من مهن الغد ليست موجودة اليوم كما ستشهد عديد المهن اندثارا وأخرى ستتطور مثل المحاماة والطب والتعليم.
أكد الهمامي بان تونس لها كفاءات هامة في الرقمنة ولها دور إيجابي في التطور التكنولوجي وتكريس الذكاء الاصطناعي الذي أصبح يلعب دورا أساسيا في تحسين جودة الخدمات داخل المؤسسات من خلال تحسين وتطوير الإنتاج.
وستتواصل اللقاءات المتوسطية للموارد البشرية في دورتها الخامسة إلى غاية اليوم السبت.
جهاد الكلبوسي