نفقٌ على نفقٍ. والشعب التونسي لا يُنفق. يُمسي ويُصبح على النِّفاق. ويسير في الأنفاق.
سيدي رئيس الجمهورية، أينما يولّي المواطن التونسي وجهه تسحبه الأنفاق المظلمة التي كان يجدها منذ عقود في طريقه ولا يزال. وازداد غور هذه الأنفاق وعتمتها في العشرية الأخيرة منذ تاريخ 14 جانفي 2011 إلى يوم الناس هذا. يتكوّر التونسيّ من نفق السياسة إلى نفق الاقتصاد ومنهما إلى أنفاق التعليم والصحة والنقل والقضاء والإعلام والثقافة.
كلّ التونسيّين لا يسلمون من الأنفاق... وكلّ الأنفاق يحفرها من مسكوا السلطة وتبوّؤوا المراكز العليا وجلسوا على الكراسي... يحفرها أعداء الشعب بالخارج بمباركة رهوط حكمت البلاد في الدّاخل ضمانا لبقائها في الحكم.
جاء 25 جويلية 2021. وتنفس أغلب الشعب التونسي الصّعداء. وأطلق شهقة ثم زفر زفرة الانفراج... شعر أنّ زمن الأنفاق قد أزفت ساعته وأنّ عشرية النّفاق قد أدبرت وأنّ موعد الإنفاق قد حلّ...
تمرّ الأيام والأسابيع والأشهر والشعب أنفاسه عالقة وأعناقه مشرئبّة... يلوح له من حين إلى آخر شعاع من النّور في آخر النّفق فيحيى بداخله بصيص من الأمل ...تشخص الأبصار حينا فلا تطرف ولا تبرق وتنكسر أحيانا فتخيب وتخسف...
ظلّ المواطن التونسي ينتظر أن يرى البرق وميضا متّصلا تتلوه زمجرة الرّعد في سكون اللّيل الجاثم على بلاده. وتاق أن يرتّل الرّعد نشيدا تردّده الكائنات هو صوت الحق يصيح بأعماق الحياة.
سيدي رئيس الجمهورية، لقد أنبأت قرارات 25 جويلية 2021 بردم الأنفاق. وانتصارا لذلك خرج لك جمهور كبير غفير من التونسيّات والتونسيّين في ليلة ليلاء ستبقى وضّاءة ناصعة في تاريخ تونس الحديث ومعركتها ضدّ الإسلام السياسي. ولئن كانت قرارات 25 جويلية و22 سبتمبر 2021 خطوة عملاقة نحو دحر الإسلام السياسي وما يلفّ لفّه، فاعلم، سيدي الرئيس، وهذا لا يخفى عليك ولا على أغلب المتابعين للشّأن السياسي، أنّ حافري الأنفاق والمدبّرين لها والضّالعين في إنجازها لا يتغيّرون فما بالطّبع لا يتغيّر وتلك لعمري توبة لن يتوبوها.
سيدي رئيس الجمهورية، انظر كيف حفروا الأنفاق في البلاد كلّها فأنهكوا أرضها وعبثوا بتربتها وكسّروا حجارتها حتى يسأم الشعب التونسي ويملّ قرارات 25 جويلية وما بعده.
سيدي رئيس الجمهورية، أشغال حفر الأنفاق لن تتوقف على المدى القصير ولا المتوسط ولا البعيد. وسيأتينا النّفوق من وراء الأنفاق...
سيدي رئيس الجمهورية، الحقّ والحق أقول، إنّي لا أشك في صدق نواياك ولا في صدق نوايا رئيسة الحكومة وفريقها. وأنا على يقين من أنّ عملكم دؤوب متواصل. ولكن نسقه بقي بطيئا غير متناسق مع سرعة المتباكين على ما قبل 25 جويلية 2021. إنهم يدبّرون لك الأمور بليل ويحفرون لك الأنفاق نهارا.
سيدي رئيس الجمهورية، لا تغفل عما قالته العرب سابقا من إنّ الحديد لا يُطرق إلاّ ساخنا. وإنّ الوقت كالسيف، إن لم تقطعه، سيّدي، قطع قرارات 25 جويلية 2021. حينها يصير مآلنا جميعا اللّعب في الأوقات الضائعة.
بقلم: مصدّق الشّريف
نفقٌ على نفقٍ. والشعب التونسي لا يُنفق. يُمسي ويُصبح على النِّفاق. ويسير في الأنفاق.
سيدي رئيس الجمهورية، أينما يولّي المواطن التونسي وجهه تسحبه الأنفاق المظلمة التي كان يجدها منذ عقود في طريقه ولا يزال. وازداد غور هذه الأنفاق وعتمتها في العشرية الأخيرة منذ تاريخ 14 جانفي 2011 إلى يوم الناس هذا. يتكوّر التونسيّ من نفق السياسة إلى نفق الاقتصاد ومنهما إلى أنفاق التعليم والصحة والنقل والقضاء والإعلام والثقافة.
كلّ التونسيّين لا يسلمون من الأنفاق... وكلّ الأنفاق يحفرها من مسكوا السلطة وتبوّؤوا المراكز العليا وجلسوا على الكراسي... يحفرها أعداء الشعب بالخارج بمباركة رهوط حكمت البلاد في الدّاخل ضمانا لبقائها في الحكم.
جاء 25 جويلية 2021. وتنفس أغلب الشعب التونسي الصّعداء. وأطلق شهقة ثم زفر زفرة الانفراج... شعر أنّ زمن الأنفاق قد أزفت ساعته وأنّ عشرية النّفاق قد أدبرت وأنّ موعد الإنفاق قد حلّ...
تمرّ الأيام والأسابيع والأشهر والشعب أنفاسه عالقة وأعناقه مشرئبّة... يلوح له من حين إلى آخر شعاع من النّور في آخر النّفق فيحيى بداخله بصيص من الأمل ...تشخص الأبصار حينا فلا تطرف ولا تبرق وتنكسر أحيانا فتخيب وتخسف...
ظلّ المواطن التونسي ينتظر أن يرى البرق وميضا متّصلا تتلوه زمجرة الرّعد في سكون اللّيل الجاثم على بلاده. وتاق أن يرتّل الرّعد نشيدا تردّده الكائنات هو صوت الحق يصيح بأعماق الحياة.
سيدي رئيس الجمهورية، لقد أنبأت قرارات 25 جويلية 2021 بردم الأنفاق. وانتصارا لذلك خرج لك جمهور كبير غفير من التونسيّات والتونسيّين في ليلة ليلاء ستبقى وضّاءة ناصعة في تاريخ تونس الحديث ومعركتها ضدّ الإسلام السياسي. ولئن كانت قرارات 25 جويلية و22 سبتمبر 2021 خطوة عملاقة نحو دحر الإسلام السياسي وما يلفّ لفّه، فاعلم، سيدي الرئيس، وهذا لا يخفى عليك ولا على أغلب المتابعين للشّأن السياسي، أنّ حافري الأنفاق والمدبّرين لها والضّالعين في إنجازها لا يتغيّرون فما بالطّبع لا يتغيّر وتلك لعمري توبة لن يتوبوها.
سيدي رئيس الجمهورية، انظر كيف حفروا الأنفاق في البلاد كلّها فأنهكوا أرضها وعبثوا بتربتها وكسّروا حجارتها حتى يسأم الشعب التونسي ويملّ قرارات 25 جويلية وما بعده.
سيدي رئيس الجمهورية، أشغال حفر الأنفاق لن تتوقف على المدى القصير ولا المتوسط ولا البعيد. وسيأتينا النّفوق من وراء الأنفاق...
سيدي رئيس الجمهورية، الحقّ والحق أقول، إنّي لا أشك في صدق نواياك ولا في صدق نوايا رئيسة الحكومة وفريقها. وأنا على يقين من أنّ عملكم دؤوب متواصل. ولكن نسقه بقي بطيئا غير متناسق مع سرعة المتباكين على ما قبل 25 جويلية 2021. إنهم يدبّرون لك الأمور بليل ويحفرون لك الأنفاق نهارا.
سيدي رئيس الجمهورية، لا تغفل عما قالته العرب سابقا من إنّ الحديد لا يُطرق إلاّ ساخنا. وإنّ الوقت كالسيف، إن لم تقطعه، سيّدي، قطع قرارات 25 جويلية 2021. حينها يصير مآلنا جميعا اللّعب في الأوقات الضائعة.