راجت ليلة أمس الأول أخبار مفادها أن المصالح الأمنية اكتشفت وجود نفق بطول حوالي 300 متر يؤدي إلى مقر إقامة سفير فرنسا بتونس بضاحية المرسى وأضافت تلك الأخبار أن النفق الذي تم الكشف عنه وسط تكتم شديد من المصالح الأمنية، تم حفره في وقت قريب ولم يتم التعرف عن الأغراض الكامنة وراءه.
وبعد التكتم الذي حام حول الموضوع أصدرت وزارة الداخلية أمس بلاغا قالت فيه إنه "بناءً على معلومات وردت على المصالح الأمنيّة بخصوص وجود نشاط مشبوه بأحد المنازل بضاحية المرسى في ضاحية إقامة السّفير الفرنسي بتونس.. وبمزيد التحرّي، اتضح أن من بين الأشخاص المتردّدين على المنزل المذكور شخص معروف بالتطرّف، على اثر ذلك تمّت مداهمة المنزل بعد التنسيق مع النيابة العموميّة واتضح وجود أشغال حفر نفق."
وأضافت الداخلية في بلاغها أنه تمّ تعهيد مصالح الإدارة العامّة للحرس الوطني المكلفة بمكافحة الإرهاب لإجراء الأبحاث والمعاينات والتساخير الفنية اللازمة بالتنسيق مع النيابة العموميّة مشيرة إلى أن الموضوع يحظى بمتابعة من أعلى مُستوى.
وتشير المعطيات الأولية أن عمليات إجلاء لعائلات كانت تقطن بمنزل قريب من مقر إقامة السفير بقرار قضائي وبعد إخراج العائلات تم التفطن لوجود حفرة كبيرة فاتجهت الشكوك نحن الباحثين عن الكنوز ولكن بتقدم الأبحاث تم التفطن إلى وجود نفق يمتد على حوالي 300 متر وينتهي إلى مكان غير بعيد من مقر إقامة السفير.
وللإشارة فقد تم تعيين أندريه بارانت سفيرًا جديدًا لفرنسا في تونس، في أواخر أوت 2020، خلفًا لأوليفيه بوافر دارفور، وشغل السفير "بارانت" سابقًا منصب سفير بلاده في مصر ولبنان.
وبناء على المعطيات الأولية التي قدمتها الداخلية فإن من بين الأشخاص الذين تحوم حولهم الشبهة ويتردد على المنزل المجاور لمنزل السفير شخص متطرف وهو ما يرجح أن عملية حفر النفق تندرج ضمن عمل إرهابي وفي قراءته لما حدث بين الخبير الأمني والعسكري العميد المتقاعد علي الزرمديني أن حفر الأنفاق مترسخ في ثقافة الإرهابيين القتالية ويمكن أن ينقلوها وبنفس الأسلوب من مناطق أخرى على غرار أفغانستان الى بلادنا وهو أسلوب يعتمدونه إما للتفصي من المتابعة والاحتماء أول للقيام بعمل إرهابي.
ويبدو أن الإرهابيين حفروا هذا النفق حتى يأخذ صدى وتتناقله وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وليكون له بعد جماهيري باعتبار أن فرنسا تتصدر الخط الأمامي في الساحل الإفريقي وفي الصحراء وفي سوريا والعراق في التصدي للإرهاب ولها مواقف صارمة من الجماعات المتطرفة.
وأضاف العميد علي الزرمديني أن هذه الأطراف تسعى لخلق الفوضى وإرباك العلاقات المتطورة بين تونس وفرنسا وحمل محدثنا السفارة الفرنسية والقائمين على مقر الإقامة المسؤولية في هذا على اعتبار وانه
يجب تشديد المراقبة وعدم السماح لأي شخص بدخول مقر السفارة أو محيطها إلا بعد التنسيق مع المصالح الأمنية والاسترشاد عنه لان العناصر الإرهابية تستغل الفجوات والثغرات لتنفيذ مخططاتها.
ولاحظ الزرمديني أنه يبدو أن من حفروا نفقا يؤدي الى مقر سكنى السفير كانوا يريدون أن يعطوا لعمليتهم طابعا جماهيريا كبيرا مشيرا الى أنه عند التنسيق بين الدول لا يجب الاقتصار على المستوى الأعلى من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية ذات البعد الدولي فقط بل كذلك يجب التركيز أيضا على المعلومات الاسترشادية البسيطة.
وخلص الخبير الأمني والعسكري إلى انه يجب توقع التخطيط من قبل الجماعات الإرهابية الى عمليات من هذا النوع لاسيما بعد العمل البطولي الذي قام به الأسرى الفلسطينيون الستة في سجن جلبوع الذين فروا عبر نفق حفروه تحت أسوار السجن وهو عمل بطولي لفت إليه أنظار العالم وكان له صدى كبيرا وتناقلته وسائل الإعلام العالمية ويبدو أن العناصر الإرهابية استلهمت منه مسألة النفق ولكن باتجاه التقويض والفوضى وارتكاب عمليات إرهابية وربما اغتيالات.
وأكد محدثنا على أن هذه العملية فاشلة ولكن يبقى الحذر واجبا ويبقى الإرهاب يتربص ببلادنا ويستغل الثغرات للتسلل.
مفيدة القيزاني
تونس-الصباح
راجت ليلة أمس الأول أخبار مفادها أن المصالح الأمنية اكتشفت وجود نفق بطول حوالي 300 متر يؤدي إلى مقر إقامة سفير فرنسا بتونس بضاحية المرسى وأضافت تلك الأخبار أن النفق الذي تم الكشف عنه وسط تكتم شديد من المصالح الأمنية، تم حفره في وقت قريب ولم يتم التعرف عن الأغراض الكامنة وراءه.
وبعد التكتم الذي حام حول الموضوع أصدرت وزارة الداخلية أمس بلاغا قالت فيه إنه "بناءً على معلومات وردت على المصالح الأمنيّة بخصوص وجود نشاط مشبوه بأحد المنازل بضاحية المرسى في ضاحية إقامة السّفير الفرنسي بتونس.. وبمزيد التحرّي، اتضح أن من بين الأشخاص المتردّدين على المنزل المذكور شخص معروف بالتطرّف، على اثر ذلك تمّت مداهمة المنزل بعد التنسيق مع النيابة العموميّة واتضح وجود أشغال حفر نفق."
وأضافت الداخلية في بلاغها أنه تمّ تعهيد مصالح الإدارة العامّة للحرس الوطني المكلفة بمكافحة الإرهاب لإجراء الأبحاث والمعاينات والتساخير الفنية اللازمة بالتنسيق مع النيابة العموميّة مشيرة إلى أن الموضوع يحظى بمتابعة من أعلى مُستوى.
وتشير المعطيات الأولية أن عمليات إجلاء لعائلات كانت تقطن بمنزل قريب من مقر إقامة السفير بقرار قضائي وبعد إخراج العائلات تم التفطن لوجود حفرة كبيرة فاتجهت الشكوك نحن الباحثين عن الكنوز ولكن بتقدم الأبحاث تم التفطن إلى وجود نفق يمتد على حوالي 300 متر وينتهي إلى مكان غير بعيد من مقر إقامة السفير.
وللإشارة فقد تم تعيين أندريه بارانت سفيرًا جديدًا لفرنسا في تونس، في أواخر أوت 2020، خلفًا لأوليفيه بوافر دارفور، وشغل السفير "بارانت" سابقًا منصب سفير بلاده في مصر ولبنان.
وبناء على المعطيات الأولية التي قدمتها الداخلية فإن من بين الأشخاص الذين تحوم حولهم الشبهة ويتردد على المنزل المجاور لمنزل السفير شخص متطرف وهو ما يرجح أن عملية حفر النفق تندرج ضمن عمل إرهابي وفي قراءته لما حدث بين الخبير الأمني والعسكري العميد المتقاعد علي الزرمديني أن حفر الأنفاق مترسخ في ثقافة الإرهابيين القتالية ويمكن أن ينقلوها وبنفس الأسلوب من مناطق أخرى على غرار أفغانستان الى بلادنا وهو أسلوب يعتمدونه إما للتفصي من المتابعة والاحتماء أول للقيام بعمل إرهابي.
ويبدو أن الإرهابيين حفروا هذا النفق حتى يأخذ صدى وتتناقله وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وليكون له بعد جماهيري باعتبار أن فرنسا تتصدر الخط الأمامي في الساحل الإفريقي وفي الصحراء وفي سوريا والعراق في التصدي للإرهاب ولها مواقف صارمة من الجماعات المتطرفة.
وأضاف العميد علي الزرمديني أن هذه الأطراف تسعى لخلق الفوضى وإرباك العلاقات المتطورة بين تونس وفرنسا وحمل محدثنا السفارة الفرنسية والقائمين على مقر الإقامة المسؤولية في هذا على اعتبار وانه
يجب تشديد المراقبة وعدم السماح لأي شخص بدخول مقر السفارة أو محيطها إلا بعد التنسيق مع المصالح الأمنية والاسترشاد عنه لان العناصر الإرهابية تستغل الفجوات والثغرات لتنفيذ مخططاتها.
ولاحظ الزرمديني أنه يبدو أن من حفروا نفقا يؤدي الى مقر سكنى السفير كانوا يريدون أن يعطوا لعمليتهم طابعا جماهيريا كبيرا مشيرا الى أنه عند التنسيق بين الدول لا يجب الاقتصار على المستوى الأعلى من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية ذات البعد الدولي فقط بل كذلك يجب التركيز أيضا على المعلومات الاسترشادية البسيطة.
وخلص الخبير الأمني والعسكري إلى انه يجب توقع التخطيط من قبل الجماعات الإرهابية الى عمليات من هذا النوع لاسيما بعد العمل البطولي الذي قام به الأسرى الفلسطينيون الستة في سجن جلبوع الذين فروا عبر نفق حفروه تحت أسوار السجن وهو عمل بطولي لفت إليه أنظار العالم وكان له صدى كبيرا وتناقلته وسائل الإعلام العالمية ويبدو أن العناصر الإرهابية استلهمت منه مسألة النفق ولكن باتجاه التقويض والفوضى وارتكاب عمليات إرهابية وربما اغتيالات.
وأكد محدثنا على أن هذه العملية فاشلة ولكن يبقى الحذر واجبا ويبقى الإرهاب يتربص ببلادنا ويستغل الثغرات للتسلل.