مختص في علم الاجتماع لـ "الصباح" مليون منقطع عن الدراسة "خزان للجريمة"
تونس – الصباح
لماذا أصبحت الجريمة منتشرة في تونس؟ قبل أن نتحدث عن النتيجة المتمثلة أساسا في ارتفاع نسق الجريمة يجب الوقوف عند الأسباب وتحديد العوامل التي أدت إلى هذا الانتشار الواسع للظاهرة في الآونة الأخيرة حيث لا يخلو يوم دون أن نسمع عن جريمة جديدة قد اختلفت أسباب ارتكابها لكن تشابهت في درجة فظاعتها ووحشيتها.
"براكاجات" ليلا ونهارا تنهي حياة العديد من التونسيين واغلبهم من الشباب الذي يطعن غدرا، ويفسر العديد من المتابعين تنامي هذه الظاهرة إلى غياب الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي وفقدان الأمل في مستقبل أفضل في ظل تنامي مؤشرات الفقر والبطالة وهو ما أدى إلى ارتفاع ملفت للانتباه للجريمة.
مؤخرا شهدت تونس جرائم فظيعة حيث لقي ليلة الأحد الفارط شاب مصرعه بعد تلقيه طعنات من طرف شخص نشب بينهما خلاف والضحية هو نجل مسؤول سابق بالنجم الساحلي والمسئول الحالي بالجامعة التونسية لكرة السلة فؤاد قاسم.
كما قتل مؤخرا شاب من حي الانطلاقة بالعاصمة بعد أن سددت له سبع طعنات بسكين على خلفية معركة نشبت بين مجموعة من الشبان بنفس الحي فعمد إثرها القاتل إلى الاختلاء بالهالك بإحدى الأزقة وسدّد له حوالي سبع طعنات بواسطة سكين على مستوى القلب وأعلى الصدر والرقبة مما أرداه قتيلا على عين المكان.
وفي منتصف أكتوبر الفارط أسفرت عملية "براكاج" جدت بجهة حي الرياض بسوسة عن وفاة شاب وتعود تفاصيل العملية إلى قيام الجاني بعملية "براكاج" لشاب من أجل سلبه هاتفه الجوال بعد تعنيفه ما أدى لوفاة الشاب على عين المكان.
فؤاد غربالي أستاذ جامعي مختص في علم الاجتماع أكد عدم توفر إحصائيات دقيقة وعلمية في تونس حول تنامي نسق الجريمة في المقابل يوجد انتشار واسع للإحساس المفرط في وجود تنامي متصاعد للظاهرة خاصة في الفترة الأخيرة وأسباب ذلك عديدة خاصة في علاقة بالعامل الاقتصادي الذي يلعب دورا رئيسيا في تنامي الجريمة مع ارتفاع نسب الفقر والبطالة في صفوف الشباب.
واعتبر أستاذ علم الاجتماع أن ارتفاع الجريمة يظهر أساسا في المدن الكبرى حيث نلاحظ كثرة "البراكاجات" والسطو على الأملاك نتيجة التمرد أو ضعف الإحساس بقوة سلطة القانون، مضيفا أن ارتفاع عدد المنقطعين على الدراسة والبالغ عددهم حوالي مليون منقطع يعتبر "خزانا للجريمة" إذ يقدر أن 30 بالمائة من هؤلاء سينخرطون في الجريمة في ظل غياب المؤسسات الوسيطة التي تقلص دورها خاصة العائلة والمدرسة والتي أصيبت بضعف مزمن ولم تعد قادرة على تمرير القيم.
وفي سياق حديثه شدد فؤاد غربالي أستاذ علم الاجتماع على أن المجتمعات الاستهلاكية تشهد بطبيعتها تناميا متزايدا في نسق الجريمة وتونس أصبحت منذ سنوات بلد استهلاكي بامتياز لذلك يشعر العديد بتنامي عدد الجرائم في وقت قصير غير أن هذه الظاهرة لم ترتق إلى الجريمة المنظمة، حسب قوله.
وشدد محدثنا على ضرورة ضبط خارطة لانتشار الجريمة في تونس، مشددا على ضرورة تغيير التعاطي مع هذه الظاهرة امنيا فقط والتوجه نحو البحث عن مقاربات ودراسات علمية اجتماعية واقتصادية لتحديد أسباب انتشار الجريمة بسرعة.
وقد صنف مؤشر "نامبيو" العالمي للجريمة الذي يشمل 319 مدينة عبر العالم، تونس في المركز 65 دوليا لسنة 2019 من بين 118 دولة حول العالم، وأشار التقرير إلى أن تونس سجلت أدنى مستويات للجريمة على المستوى العالمي والعربي والمغاربي والإفريقي، فيما حلت تونس العاصمة في المركز 187 عالميا.
جهاد الكلبوسي
مختص في علم الاجتماع لـ "الصباح" مليون منقطع عن الدراسة "خزان للجريمة"
تونس – الصباح
لماذا أصبحت الجريمة منتشرة في تونس؟ قبل أن نتحدث عن النتيجة المتمثلة أساسا في ارتفاع نسق الجريمة يجب الوقوف عند الأسباب وتحديد العوامل التي أدت إلى هذا الانتشار الواسع للظاهرة في الآونة الأخيرة حيث لا يخلو يوم دون أن نسمع عن جريمة جديدة قد اختلفت أسباب ارتكابها لكن تشابهت في درجة فظاعتها ووحشيتها.
"براكاجات" ليلا ونهارا تنهي حياة العديد من التونسيين واغلبهم من الشباب الذي يطعن غدرا، ويفسر العديد من المتابعين تنامي هذه الظاهرة إلى غياب الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي وفقدان الأمل في مستقبل أفضل في ظل تنامي مؤشرات الفقر والبطالة وهو ما أدى إلى ارتفاع ملفت للانتباه للجريمة.
مؤخرا شهدت تونس جرائم فظيعة حيث لقي ليلة الأحد الفارط شاب مصرعه بعد تلقيه طعنات من طرف شخص نشب بينهما خلاف والضحية هو نجل مسؤول سابق بالنجم الساحلي والمسئول الحالي بالجامعة التونسية لكرة السلة فؤاد قاسم.
كما قتل مؤخرا شاب من حي الانطلاقة بالعاصمة بعد أن سددت له سبع طعنات بسكين على خلفية معركة نشبت بين مجموعة من الشبان بنفس الحي فعمد إثرها القاتل إلى الاختلاء بالهالك بإحدى الأزقة وسدّد له حوالي سبع طعنات بواسطة سكين على مستوى القلب وأعلى الصدر والرقبة مما أرداه قتيلا على عين المكان.
وفي منتصف أكتوبر الفارط أسفرت عملية "براكاج" جدت بجهة حي الرياض بسوسة عن وفاة شاب وتعود تفاصيل العملية إلى قيام الجاني بعملية "براكاج" لشاب من أجل سلبه هاتفه الجوال بعد تعنيفه ما أدى لوفاة الشاب على عين المكان.
فؤاد غربالي أستاذ جامعي مختص في علم الاجتماع أكد عدم توفر إحصائيات دقيقة وعلمية في تونس حول تنامي نسق الجريمة في المقابل يوجد انتشار واسع للإحساس المفرط في وجود تنامي متصاعد للظاهرة خاصة في الفترة الأخيرة وأسباب ذلك عديدة خاصة في علاقة بالعامل الاقتصادي الذي يلعب دورا رئيسيا في تنامي الجريمة مع ارتفاع نسب الفقر والبطالة في صفوف الشباب.
واعتبر أستاذ علم الاجتماع أن ارتفاع الجريمة يظهر أساسا في المدن الكبرى حيث نلاحظ كثرة "البراكاجات" والسطو على الأملاك نتيجة التمرد أو ضعف الإحساس بقوة سلطة القانون، مضيفا أن ارتفاع عدد المنقطعين على الدراسة والبالغ عددهم حوالي مليون منقطع يعتبر "خزانا للجريمة" إذ يقدر أن 30 بالمائة من هؤلاء سينخرطون في الجريمة في ظل غياب المؤسسات الوسيطة التي تقلص دورها خاصة العائلة والمدرسة والتي أصيبت بضعف مزمن ولم تعد قادرة على تمرير القيم.
وفي سياق حديثه شدد فؤاد غربالي أستاذ علم الاجتماع على أن المجتمعات الاستهلاكية تشهد بطبيعتها تناميا متزايدا في نسق الجريمة وتونس أصبحت منذ سنوات بلد استهلاكي بامتياز لذلك يشعر العديد بتنامي عدد الجرائم في وقت قصير غير أن هذه الظاهرة لم ترتق إلى الجريمة المنظمة، حسب قوله.
وشدد محدثنا على ضرورة ضبط خارطة لانتشار الجريمة في تونس، مشددا على ضرورة تغيير التعاطي مع هذه الظاهرة امنيا فقط والتوجه نحو البحث عن مقاربات ودراسات علمية اجتماعية واقتصادية لتحديد أسباب انتشار الجريمة بسرعة.
وقد صنف مؤشر "نامبيو" العالمي للجريمة الذي يشمل 319 مدينة عبر العالم، تونس في المركز 65 دوليا لسنة 2019 من بين 118 دولة حول العالم، وأشار التقرير إلى أن تونس سجلت أدنى مستويات للجريمة على المستوى العالمي والعربي والمغاربي والإفريقي، فيما حلت تونس العاصمة في المركز 187 عالميا.