رغم تأكيد المنظمة الشغيلة في كل "توتر" في العلاقة بينها وبين الرئاسة أن العلاقات جيدة مع الرئيس قيس سعيد نافية كل حديث عن قطيعة أو خصومة بين الطرفين، إلا أن مسار العلاقة بين الرئيس والاتحاد لم يخل من حركة المد والجزر قبل 25 جويلية وبعدها مع ارتفاع النسق في الفترة الأخيرة لاسيما بعد التصريحات الأخيرة للأمين العام للاتحاد نور الدين الطبوبي تعليقا على رؤية الرئيس لشكل الحوار الذي يريده وما تلاها من هجمة شرسة لأنصار سعيد على المنظمة الشغيلة.
لم ترق تصريحات الطبوبي لمناصري الرئيس والتي خالفت توجهات هذا الأخير وموقفه من الأحزاب ومن شكل الحوار المرتقب بعد أن صرح سعيد، لدى إشرافه الخميس الماضي على اجتماع مجلس الوزراء، أنه سيتم "إطلاق حوار وطني صادق ونزيه، يشارك فيه الشباب في كامل التراب التونسي ومختلف تماما عن التجارب السابقة ويتطرّق إلى عدّة مواضيع، من بينها النظامان السياسي والانتخابي في تونس"، مبينا أن هذا الحوار "لن يشمل كلّ من استولى على أموال الشعب أو من باع ذمّته إلى الخارج".
رد الطبوبي
وجاء رد الطبوبي في مناسبة أولى يوم السبت الفارط وذلك خلال كلمته الافتتاحية للمؤتمر العادي للاتحاد الجهوي للشغل ببن عروس، حين اعتبر أنه لا ديمقراطية إلا بوجود الأحزاب والفيصل هو صندوق الانتخابات حسب ما تقرره إرادة الشعب، وفق تعبيره.
مضيفا أنه يرفض رفضا قطعيا العمل بما أسماه'' اللجان الشعبية''، متسائلا '' كيف سيكون الحوار ما لم يتم تشريك الجميع بما في ذلك اتحاد الشغل؟''. كما جدد الطبوبي رفضه لمنح سعيد صكا على بياض، معتبرا أن ذلك سبيلا إلى المجهول. واشترط الطبوبي في الخصوص وضوح المضامين والخيارات حتى يتسنى للمنظمة الشغيلة تحديد موقفها من المساندة أو عدمها.
وفي مناسبة ثانية رد الطبوبي أيضا على توجهات الرئيس وكان ذلك أمس على هامش ورشة عمل لمناقشة آفاق وتحديات "اتفاق التبادل الحر بالقارة الإفريقية"، حين صرح إنه "لا عودة إلى الحكم الفردي.. ولا لنظام سياسي فيه اليد المطلقة". قائلا "نريد حكما متوازنا فيه الرقابة والمساءلة ومؤسسات دستورية وفيه دولة قانون ومؤسسات".
كما علق الأمين العام على الحوار الذي أعلن عنه رئيس الجمهورية قيس سعيد قائلا: “من يريد إجراء حوار بلا اتحاد الشغل ولا المجتمع المدني ومن غير الأحزاب حر في ذلك ولينظم حواره…” مؤكدا بان الاتحاد لم يتلق أي شيء رسمي من رئاسة الجمهورية ليبني عليه موقفه وفقط كان هناك اتصالان منذ يوم 25 جويلية بين الاتحاد ورئيس الجمهورية.
وأضاف الطبوبي “إذا ارتأت رئاسة الجمهورية أن تنظم حوارا خارج الاتحاد وخارج المجتمع المدني والطيف السياسي الذي آمن بتحركات 25 جويلية ويطمح إلى البناء في المستقبل فهي حرة في ذلك وكل حر في مواقفه وفي خياراته".
مذكرا بان مواقف الاتحاد من قرارات 25 جويلية كانت واضحة وبان رئيس الجمهورية التقط اللحظة واتخذ تلك القرارات والاتحاد كان مع تلك القرارات وشدد على ضرورة القيام باصلاح عميق للاوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
لكن في المقابل أعرب الطبوبي عن أسفه للبقاء في نفس الحلقة المفرغة محذرا من انه ستكون للبطون الخاوية وارتفاع نسب الفقر والجريمة المنظمة انعكاسات خطيرة وخطيرة جدا.
الذباب الأصفر
ورغم تأكيد الأمين عام الاتحاد العام التونسي للشغل، أمس في تصريحات إعلامية أن المنظمة ليست "في قطيعة مع رئاسة الجمهورية وليس لي مشكل شخصي مع رئيس الجمهورية قيس سعيد بل هناك احترام متبادل بيننا". مضيفا أن له إكراهات ولرئيس الجمهورية إكراهات كُلٍ حسب موقعه لكن الاختلاف في وجهات النظر لا يعني أنهما عدُوّان بل بالعكس، وفق تعبيره.
إلا أنه لم يفوت الفرصة لانتقاد مناصري الرئيس أو ما بات يعرف بالذباب الأصفر مشيرا إلى أن شبكات التواصل الاجتماعي تحتوي على ما هو ايجابي وأنها وسيلة أيضا للتضليل مؤكدا ان بعض الأطراف مندسة فيها لتخريب مسار 25 جويلية والعودة للوراء لافتا أن جميعها تعتبر نفسها تدافع عن رئاسة الجمهورية معتبرا ذلك خطيرا وخطيرا جدا.
وأشار الطبوبي إلى انه وُجد في السابق الذباب الأزرق ومنظومة لهتك الأعراض والسب وضرب كل مقومات التقدمية والديمقراطية محذرا من انه لا يمكن التقدم بتونس بالعودة إلى نفس تلك الوضعية.
الاتحاد يصعد
الزيادة في منسوب التوتر بين المنظمة الشغيلة والرئاسة قد تلقي بظلالها على مواقف الاتحاد من حكومة الرئيس وطبيعة العلاقة معها في ظل بوادر تصعيد انطلقت مع دعوة الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس أمس "كافة العاملات والعمال والنقابيات والنقابيين لإنجاح الإضراب في القطاع الخاص والحضور أمام دار الاتحاد الجهوي يوم 28اكتوبر ".
كما تضمنت تصريحات الطبوبي، خلال افتتاحه للمؤتمر العادي للاتحاد الجهوي للشغل ببن عروس، إشارات ضمنية على رفض الاتحاد لتوجهات الحكومة في مجال سياسة التقشف حيت قال إن 70% من الاتّفاقات في عدد من قطاعات الوظيفة العمومية توقفت أوامرها منذ 25 جويلية 2021 وهو ما يهدد الاستقرار الاجتماعي في البلاد.
مضيفا أنه رغم ما يروج من أخبار حول الوضعية المالية للبلاد فان الاتحاد لن يتراجع عن حقه في تطبيق الاتفاقيات التي توصل إليها خلال المفاوضات الاجتماعية مع الحكومة السابقة من أجل تعديل المقدرة الشرائية في القطاع العام والوظيفة العمومية بعنوان 2021/2022.
وقال الطبوبي إن المنظمة على مشارف معركة من أجل خيارات وطنية ومن اجل استحقاقات اجتماعية .
وقد تلقي كل هذه التطورات بثقلها على مناخ اللقاء المرتقب مساء الغد بين رئيسة الحكومة نجلاء بودن وأمين عام اتحاد الشغل نور الدين الطبوبي.
م.ي
تونس-الصباح
رغم تأكيد المنظمة الشغيلة في كل "توتر" في العلاقة بينها وبين الرئاسة أن العلاقات جيدة مع الرئيس قيس سعيد نافية كل حديث عن قطيعة أو خصومة بين الطرفين، إلا أن مسار العلاقة بين الرئيس والاتحاد لم يخل من حركة المد والجزر قبل 25 جويلية وبعدها مع ارتفاع النسق في الفترة الأخيرة لاسيما بعد التصريحات الأخيرة للأمين العام للاتحاد نور الدين الطبوبي تعليقا على رؤية الرئيس لشكل الحوار الذي يريده وما تلاها من هجمة شرسة لأنصار سعيد على المنظمة الشغيلة.
لم ترق تصريحات الطبوبي لمناصري الرئيس والتي خالفت توجهات هذا الأخير وموقفه من الأحزاب ومن شكل الحوار المرتقب بعد أن صرح سعيد، لدى إشرافه الخميس الماضي على اجتماع مجلس الوزراء، أنه سيتم "إطلاق حوار وطني صادق ونزيه، يشارك فيه الشباب في كامل التراب التونسي ومختلف تماما عن التجارب السابقة ويتطرّق إلى عدّة مواضيع، من بينها النظامان السياسي والانتخابي في تونس"، مبينا أن هذا الحوار "لن يشمل كلّ من استولى على أموال الشعب أو من باع ذمّته إلى الخارج".
رد الطبوبي
وجاء رد الطبوبي في مناسبة أولى يوم السبت الفارط وذلك خلال كلمته الافتتاحية للمؤتمر العادي للاتحاد الجهوي للشغل ببن عروس، حين اعتبر أنه لا ديمقراطية إلا بوجود الأحزاب والفيصل هو صندوق الانتخابات حسب ما تقرره إرادة الشعب، وفق تعبيره.
مضيفا أنه يرفض رفضا قطعيا العمل بما أسماه'' اللجان الشعبية''، متسائلا '' كيف سيكون الحوار ما لم يتم تشريك الجميع بما في ذلك اتحاد الشغل؟''. كما جدد الطبوبي رفضه لمنح سعيد صكا على بياض، معتبرا أن ذلك سبيلا إلى المجهول. واشترط الطبوبي في الخصوص وضوح المضامين والخيارات حتى يتسنى للمنظمة الشغيلة تحديد موقفها من المساندة أو عدمها.
وفي مناسبة ثانية رد الطبوبي أيضا على توجهات الرئيس وكان ذلك أمس على هامش ورشة عمل لمناقشة آفاق وتحديات "اتفاق التبادل الحر بالقارة الإفريقية"، حين صرح إنه "لا عودة إلى الحكم الفردي.. ولا لنظام سياسي فيه اليد المطلقة". قائلا "نريد حكما متوازنا فيه الرقابة والمساءلة ومؤسسات دستورية وفيه دولة قانون ومؤسسات".
كما علق الأمين العام على الحوار الذي أعلن عنه رئيس الجمهورية قيس سعيد قائلا: “من يريد إجراء حوار بلا اتحاد الشغل ولا المجتمع المدني ومن غير الأحزاب حر في ذلك ولينظم حواره…” مؤكدا بان الاتحاد لم يتلق أي شيء رسمي من رئاسة الجمهورية ليبني عليه موقفه وفقط كان هناك اتصالان منذ يوم 25 جويلية بين الاتحاد ورئيس الجمهورية.
وأضاف الطبوبي “إذا ارتأت رئاسة الجمهورية أن تنظم حوارا خارج الاتحاد وخارج المجتمع المدني والطيف السياسي الذي آمن بتحركات 25 جويلية ويطمح إلى البناء في المستقبل فهي حرة في ذلك وكل حر في مواقفه وفي خياراته".
مذكرا بان مواقف الاتحاد من قرارات 25 جويلية كانت واضحة وبان رئيس الجمهورية التقط اللحظة واتخذ تلك القرارات والاتحاد كان مع تلك القرارات وشدد على ضرورة القيام باصلاح عميق للاوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
لكن في المقابل أعرب الطبوبي عن أسفه للبقاء في نفس الحلقة المفرغة محذرا من انه ستكون للبطون الخاوية وارتفاع نسب الفقر والجريمة المنظمة انعكاسات خطيرة وخطيرة جدا.
الذباب الأصفر
ورغم تأكيد الأمين عام الاتحاد العام التونسي للشغل، أمس في تصريحات إعلامية أن المنظمة ليست "في قطيعة مع رئاسة الجمهورية وليس لي مشكل شخصي مع رئيس الجمهورية قيس سعيد بل هناك احترام متبادل بيننا". مضيفا أن له إكراهات ولرئيس الجمهورية إكراهات كُلٍ حسب موقعه لكن الاختلاف في وجهات النظر لا يعني أنهما عدُوّان بل بالعكس، وفق تعبيره.
إلا أنه لم يفوت الفرصة لانتقاد مناصري الرئيس أو ما بات يعرف بالذباب الأصفر مشيرا إلى أن شبكات التواصل الاجتماعي تحتوي على ما هو ايجابي وأنها وسيلة أيضا للتضليل مؤكدا ان بعض الأطراف مندسة فيها لتخريب مسار 25 جويلية والعودة للوراء لافتا أن جميعها تعتبر نفسها تدافع عن رئاسة الجمهورية معتبرا ذلك خطيرا وخطيرا جدا.
وأشار الطبوبي إلى انه وُجد في السابق الذباب الأزرق ومنظومة لهتك الأعراض والسب وضرب كل مقومات التقدمية والديمقراطية محذرا من انه لا يمكن التقدم بتونس بالعودة إلى نفس تلك الوضعية.
الاتحاد يصعد
الزيادة في منسوب التوتر بين المنظمة الشغيلة والرئاسة قد تلقي بظلالها على مواقف الاتحاد من حكومة الرئيس وطبيعة العلاقة معها في ظل بوادر تصعيد انطلقت مع دعوة الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس أمس "كافة العاملات والعمال والنقابيات والنقابيين لإنجاح الإضراب في القطاع الخاص والحضور أمام دار الاتحاد الجهوي يوم 28اكتوبر ".
كما تضمنت تصريحات الطبوبي، خلال افتتاحه للمؤتمر العادي للاتحاد الجهوي للشغل ببن عروس، إشارات ضمنية على رفض الاتحاد لتوجهات الحكومة في مجال سياسة التقشف حيت قال إن 70% من الاتّفاقات في عدد من قطاعات الوظيفة العمومية توقفت أوامرها منذ 25 جويلية 2021 وهو ما يهدد الاستقرار الاجتماعي في البلاد.
مضيفا أنه رغم ما يروج من أخبار حول الوضعية المالية للبلاد فان الاتحاد لن يتراجع عن حقه في تطبيق الاتفاقيات التي توصل إليها خلال المفاوضات الاجتماعية مع الحكومة السابقة من أجل تعديل المقدرة الشرائية في القطاع العام والوظيفة العمومية بعنوان 2021/2022.
وقال الطبوبي إن المنظمة على مشارف معركة من أجل خيارات وطنية ومن اجل استحقاقات اجتماعية .
وقد تلقي كل هذه التطورات بثقلها على مناخ اللقاء المرتقب مساء الغد بين رئيسة الحكومة نجلاء بودن وأمين عام اتحاد الشغل نور الدين الطبوبي.