شهر و6 أيام مرت على آخر ظهور علني لرئيس الحكومة الأسبق هشام مشيشي (5اوت الماضي) وقد طرح هذا الغياب فضولا كبيرا للبحث عن الأسباب الحقيقية لغيابه عن المشهد السياسي في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد.
ولم يكن سؤال أين اختفى مشيشي؟ مدخلا لمعرفة مكان الرجل فحسب بل أيضا لاعتباره شاهدا للساعات القليلة قبل إعلانالإجراءات الاستثنائية التي أمر بها رئيس الدولة يوم 26 جويلية الماضي وما رافقه من أخبار للاختفاء القسري لرئيس الحكومة والحديث عن اعتداء محتمل على شخصه ووضعه تحت الإقامة الجبرية من حينها.
أولى الشكوك والمخاوف، نقلها موقع(Middle East Eye)في مقال بتاريخ يوم 28 جويلية الماضي مفاده أنّ رئيس الحكومة المُقال هشام مشيشي قد تعرّض للعنف الجسدي في قصر قرطاج قبل أن يعود لمنزله،وأن قبول التنحي جاء تحت الضغط والإكراه.
وقد أشعل هذا الخبر مواقع التواصل الاجتماعي للحديث عن اختفاء قسري لرئيس حكومة،كما تداول نشطاء صورة شخص معنف "قيل انه لمشيشي"ليعود الرجل للظهور مجددا بعد 10 أيام كاملة من نشر خبر الاعتداء والاختفاء الذي بدا عشية 25جويلية الماضيإلى يوم 5اوت الماضي.
اختفاء.. فظهور.. فاختفاء
لم يكن موقع "ميدل ايست آي" وحده من اهتم بواقعة رئيس الحكومة،حيث نقلت قناة "الحرة" الأمريكية على موقعها الإلكتروني عن مصادر خاصة، في وقت متأخر من يوم 25جويلية الماضي، أن مشيشي، "انقطع الاتصال به"، بعد توجهه لقصر قرطاج، لكن هذا الأمر لم يتمّ تأكيده من أي جهة رسمية، ولم تعلق الرئاسة على الموضوع.
وأشار موقع القناة نسبة إلى تلك المصادر إلى أنه من "المرجح أن مشيشي خضع للاحتجاز من قبل قوات الجيش"، بعد استدعائه إلى اجتماع في قصر الرئاسة.
كما زادت المخاوف أكثر مع تصريح الهيئة الوطنيّة للوقاية من التعذيب والتي أعلنت "أنها اتصلت برئيس الحكومة المعفى هشام مشيشي وأرسلت له رسالة نصية على هاتفه، لتستفسر بخصوص ممارسة صلاحيّاتها في إمكانيّة زيارته، ومعرفة وضعيته الحالية، إلا أنه لم يُجب ولم يتفاعل مع مقترحات الهيئة."
وتحت وقع الضغط، ظهررئيس الحكومة بكامل لياقته بعد 10ايام من الغياب من 25 جويلية الماضي إلى 5 أوت الماضي تاريخ تنقله إلى مقر هيئة مكافحة الفساد ليعود للاختفاء مجددا منذ ذلك التاريخ.
بيان.. مشيشي من "السرية"
وحتى يضفى على أحداث 25جويلية شرعية، انتشر على موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك خبر تنحي هشام مشيشي من رئاسة الحكومة وذلك بعد نحو 24ساعة من إعلانالإجراءات الاستثنائية .
ونشرت الصفحة الرسمية لرئيس الحكومة بيانا له يوم 26جويلية توجه به للرأي العام وأعلن استعداده لتسليم السلطة إلى رئيس حكومة جديد يعينه رئيس الدولة.
وأكدمشيشي تخليه عن المنصب وأية مسؤولية في الدولة بعد يوم من قرار رئيس الجمهورية إعلان التدابير الاستثنائية في البلاد وإقالة الحكومة.
وقال مشيشي “سأتولى تسليم المسؤولية إلى الشخصية التي سيكلفها السيد رئيس الجمهورية لرئاسة الحكومة في كنف سنّة التّداول التي دأبت عليها بلادنا منذ الثورة".
وقد شكك محللون في هذا البيان حيث لم يتجرأ فيه رئيس الحكومة في الدفاع عن حكومته أو عن سياساته حيث اكتفى بتسليم سلطته التنفيذية إلى رئيس الدولة في وقت كان مشيشي يدافع عن صلاحياته ويقارع فيها قيس سعيد.
أين اختفى مشيشي؟
سؤال قد يجد ما يبرره في انتظار عملية تسليم السلطة لرئيس الحكومة الجديد والذي من المقرر أن يُعلن عنه غدا أو بعد غد على أقصى تقدير وفق تصريح رئيس رابطة حقوق الإنسان جمال المسلمي أمس لجريدة "الصباح".
كما أن اختفاء مشيشي يشكل حجبا لحقيقة الأحداث التي عرفها قصر قرطاج قبل اللحظات الأخيرة لإعلان الإجراءات الاستثنائية حيث يمثل رئيس الحكومة المقال صندوقها الأسود تماما كما حصل مع آخر وزير للدفاع قبل الثورة رضا قريرة ومدير الأمن الرئاسي علي السرياطي إبان مغادرة الرئيس الراحل زين العابدين بن علي إلى المملكة العربية السعودية.
خليل الحناشي
تونس-الصباح
شهر و6 أيام مرت على آخر ظهور علني لرئيس الحكومة الأسبق هشام مشيشي (5اوت الماضي) وقد طرح هذا الغياب فضولا كبيرا للبحث عن الأسباب الحقيقية لغيابه عن المشهد السياسي في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد.
ولم يكن سؤال أين اختفى مشيشي؟ مدخلا لمعرفة مكان الرجل فحسب بل أيضا لاعتباره شاهدا للساعات القليلة قبل إعلانالإجراءات الاستثنائية التي أمر بها رئيس الدولة يوم 26 جويلية الماضي وما رافقه من أخبار للاختفاء القسري لرئيس الحكومة والحديث عن اعتداء محتمل على شخصه ووضعه تحت الإقامة الجبرية من حينها.
أولى الشكوك والمخاوف، نقلها موقع(Middle East Eye)في مقال بتاريخ يوم 28 جويلية الماضي مفاده أنّ رئيس الحكومة المُقال هشام مشيشي قد تعرّض للعنف الجسدي في قصر قرطاج قبل أن يعود لمنزله،وأن قبول التنحي جاء تحت الضغط والإكراه.
وقد أشعل هذا الخبر مواقع التواصل الاجتماعي للحديث عن اختفاء قسري لرئيس حكومة،كما تداول نشطاء صورة شخص معنف "قيل انه لمشيشي"ليعود الرجل للظهور مجددا بعد 10 أيام كاملة من نشر خبر الاعتداء والاختفاء الذي بدا عشية 25جويلية الماضيإلى يوم 5اوت الماضي.
اختفاء.. فظهور.. فاختفاء
لم يكن موقع "ميدل ايست آي" وحده من اهتم بواقعة رئيس الحكومة،حيث نقلت قناة "الحرة" الأمريكية على موقعها الإلكتروني عن مصادر خاصة، في وقت متأخر من يوم 25جويلية الماضي، أن مشيشي، "انقطع الاتصال به"، بعد توجهه لقصر قرطاج، لكن هذا الأمر لم يتمّ تأكيده من أي جهة رسمية، ولم تعلق الرئاسة على الموضوع.
وأشار موقع القناة نسبة إلى تلك المصادر إلى أنه من "المرجح أن مشيشي خضع للاحتجاز من قبل قوات الجيش"، بعد استدعائه إلى اجتماع في قصر الرئاسة.
كما زادت المخاوف أكثر مع تصريح الهيئة الوطنيّة للوقاية من التعذيب والتي أعلنت "أنها اتصلت برئيس الحكومة المعفى هشام مشيشي وأرسلت له رسالة نصية على هاتفه، لتستفسر بخصوص ممارسة صلاحيّاتها في إمكانيّة زيارته، ومعرفة وضعيته الحالية، إلا أنه لم يُجب ولم يتفاعل مع مقترحات الهيئة."
وتحت وقع الضغط، ظهررئيس الحكومة بكامل لياقته بعد 10ايام من الغياب من 25 جويلية الماضي إلى 5 أوت الماضي تاريخ تنقله إلى مقر هيئة مكافحة الفساد ليعود للاختفاء مجددا منذ ذلك التاريخ.
بيان.. مشيشي من "السرية"
وحتى يضفى على أحداث 25جويلية شرعية، انتشر على موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك خبر تنحي هشام مشيشي من رئاسة الحكومة وذلك بعد نحو 24ساعة من إعلانالإجراءات الاستثنائية .
ونشرت الصفحة الرسمية لرئيس الحكومة بيانا له يوم 26جويلية توجه به للرأي العام وأعلن استعداده لتسليم السلطة إلى رئيس حكومة جديد يعينه رئيس الدولة.
وأكدمشيشي تخليه عن المنصب وأية مسؤولية في الدولة بعد يوم من قرار رئيس الجمهورية إعلان التدابير الاستثنائية في البلاد وإقالة الحكومة.
وقال مشيشي “سأتولى تسليم المسؤولية إلى الشخصية التي سيكلفها السيد رئيس الجمهورية لرئاسة الحكومة في كنف سنّة التّداول التي دأبت عليها بلادنا منذ الثورة".
وقد شكك محللون في هذا البيان حيث لم يتجرأ فيه رئيس الحكومة في الدفاع عن حكومته أو عن سياساته حيث اكتفى بتسليم سلطته التنفيذية إلى رئيس الدولة في وقت كان مشيشي يدافع عن صلاحياته ويقارع فيها قيس سعيد.
أين اختفى مشيشي؟
سؤال قد يجد ما يبرره في انتظار عملية تسليم السلطة لرئيس الحكومة الجديد والذي من المقرر أن يُعلن عنه غدا أو بعد غد على أقصى تقدير وفق تصريح رئيس رابطة حقوق الإنسان جمال المسلمي أمس لجريدة "الصباح".
كما أن اختفاء مشيشي يشكل حجبا لحقيقة الأحداث التي عرفها قصر قرطاج قبل اللحظات الأخيرة لإعلان الإجراءات الاستثنائية حيث يمثل رئيس الحكومة المقال صندوقها الأسود تماما كما حصل مع آخر وزير للدفاع قبل الثورة رضا قريرة ومدير الأمن الرئاسي علي السرياطي إبان مغادرة الرئيس الراحل زين العابدين بن علي إلى المملكة العربية السعودية.
