منذ إعلان رئيس الجمهورية قيس سعيد عن الإجراءات الاستثنائية بتاريخ 25 جويلية، دعت المنظمة الشغيلة إلى "ضرورة ضبط أهداف التدابير الاستثنائية بعيدا عن التوسع والاجتهاد والمركزية المفرطة وتحديد مدة تطبيق الإجراءات الاستثنائية والإسراع بإنهائها، حتى لا تتحوّل إلى إجراء دائم والعودة في الآجال إلى السير العادي وإلى مؤسسات الدولة، وكذلك ضمان احترام الحقوق والحريات بما فيها الحقوق الاقتصادية والاجتماعية"، بدا في ذلك أن الإتحاد العام التونسي للشغل وإن أيد قرارات الرئيس فهو متمسك بمرحلة انتقال واضحة الملامح حتى لا يستمر الوضع الاستثنائي أكثر مما يجب.
عرفت المواقف بعد ذلك مراوحة بين الثقة الكاملة للاتحاد في قرارات الرئيس الاستثنائية وبين انتظار كشف خريطة طريق واضحة والإسراع في تشكيل حكومة جديدة، كما صرح الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل حفيظ حفيظ في تصريح لإذاعة "الرباط إف إم".
كتب الجغرافيا
ولكن رئيس الجمهورية قيس سعيد لم يخط إلى الآن خطوة في ذلك الاتجاه، بل قال في هذه السياق عبارته الشهيرة وهي أن خارطة الطريق في كتب الجغرافيا، كما جاء على لسانه " يتحدثون عن خارطة الطريق هذه المفاهيم التي تأتينا من الخارج من يتحدث عن الخرائط ليذهب إلى كتب الجغرافيا الطريق الوحيدة التي اسلكها والتي سأسلكها بنفس الثبات هي الطريق التي خطها الشعب التونسي".
بالرغم من ذلك مازال هنالك تمسك داخل الاتحاد بوجود حكومة ورئيس حكومة في المرحلة الحالية، فقد كتب أمين عام مساعد لاتحاد الشغل سامي الطاهري في بداية الشهر الحالي على حسابه على فايسبوك أن تسمية الحكومة غير مهمة يمكن أن تكون حكومة إنقاذ، حكومة وحدة، حكومة تكنوقراط، حكومة إدارية، حكومة تسيير أعمال، ولكن المهم من وجهة نظره هو أن تكون هنالك حكومة وفريق واضح ورئيس فريق ينسق بين أعضاء الحكومة، وأن تكون للحكومة أولويات بدل سيناريو التفكيك الذي تسير له البلاد.
ما يقوم به سعيد وما يريده الاتحاد
قد يوحي ذلك بفتور بين المنظمة الشغيلة والرئيس، فهنالك اختلاف بين ما يقوم به سعيد وما يطالب به الاتحاد الذي يبقى صاحب تأثير في المشهد السياسي التونسي في العشر سنوات الأخيرة، ولكن يلجأ هذه المرة إلى تفهم الرئيس فقد صرح أمين عام الاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي لوكالة تونس إفريقيا للأنباء أنه يلتمس العذر للرئيس في التأني، مرجحا الذهاب إلى تنظيم استفتاء للخروج من الوضع الراهن مؤكدا أهمية "الخروج من الوضعية الحالية".
اختار الرئيس ألا يكون الاتحاد صاحب المبادرة هذه المرة وبقي على نفس المسافة من كل منظمات المجتمع المدني، وإن كانت لدى الاتحاد مطالب واضحة وإن كان يرى أن تكوين حكومة في أقرب الآجال يعد أولوية، فإن ما سيحدث بالفعل هو ما سيذهب إليه قيس سعيد.
أروى الكعلي
تونس-الصباح
منذ إعلان رئيس الجمهورية قيس سعيد عن الإجراءات الاستثنائية بتاريخ 25 جويلية، دعت المنظمة الشغيلة إلى "ضرورة ضبط أهداف التدابير الاستثنائية بعيدا عن التوسع والاجتهاد والمركزية المفرطة وتحديد مدة تطبيق الإجراءات الاستثنائية والإسراع بإنهائها، حتى لا تتحوّل إلى إجراء دائم والعودة في الآجال إلى السير العادي وإلى مؤسسات الدولة، وكذلك ضمان احترام الحقوق والحريات بما فيها الحقوق الاقتصادية والاجتماعية"، بدا في ذلك أن الإتحاد العام التونسي للشغل وإن أيد قرارات الرئيس فهو متمسك بمرحلة انتقال واضحة الملامح حتى لا يستمر الوضع الاستثنائي أكثر مما يجب.
عرفت المواقف بعد ذلك مراوحة بين الثقة الكاملة للاتحاد في قرارات الرئيس الاستثنائية وبين انتظار كشف خريطة طريق واضحة والإسراع في تشكيل حكومة جديدة، كما صرح الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل حفيظ حفيظ في تصريح لإذاعة "الرباط إف إم".
كتب الجغرافيا
ولكن رئيس الجمهورية قيس سعيد لم يخط إلى الآن خطوة في ذلك الاتجاه، بل قال في هذه السياق عبارته الشهيرة وهي أن خارطة الطريق في كتب الجغرافيا، كما جاء على لسانه " يتحدثون عن خارطة الطريق هذه المفاهيم التي تأتينا من الخارج من يتحدث عن الخرائط ليذهب إلى كتب الجغرافيا الطريق الوحيدة التي اسلكها والتي سأسلكها بنفس الثبات هي الطريق التي خطها الشعب التونسي".
بالرغم من ذلك مازال هنالك تمسك داخل الاتحاد بوجود حكومة ورئيس حكومة في المرحلة الحالية، فقد كتب أمين عام مساعد لاتحاد الشغل سامي الطاهري في بداية الشهر الحالي على حسابه على فايسبوك أن تسمية الحكومة غير مهمة يمكن أن تكون حكومة إنقاذ، حكومة وحدة، حكومة تكنوقراط، حكومة إدارية، حكومة تسيير أعمال، ولكن المهم من وجهة نظره هو أن تكون هنالك حكومة وفريق واضح ورئيس فريق ينسق بين أعضاء الحكومة، وأن تكون للحكومة أولويات بدل سيناريو التفكيك الذي تسير له البلاد.
ما يقوم به سعيد وما يريده الاتحاد
قد يوحي ذلك بفتور بين المنظمة الشغيلة والرئيس، فهنالك اختلاف بين ما يقوم به سعيد وما يطالب به الاتحاد الذي يبقى صاحب تأثير في المشهد السياسي التونسي في العشر سنوات الأخيرة، ولكن يلجأ هذه المرة إلى تفهم الرئيس فقد صرح أمين عام الاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي لوكالة تونس إفريقيا للأنباء أنه يلتمس العذر للرئيس في التأني، مرجحا الذهاب إلى تنظيم استفتاء للخروج من الوضع الراهن مؤكدا أهمية "الخروج من الوضعية الحالية".
اختار الرئيس ألا يكون الاتحاد صاحب المبادرة هذه المرة وبقي على نفس المسافة من كل منظمات المجتمع المدني، وإن كانت لدى الاتحاد مطالب واضحة وإن كان يرى أن تكوين حكومة في أقرب الآجال يعد أولوية، فإن ما سيحدث بالفعل هو ما سيذهب إليه قيس سعيد.