في إطار تثمين المناطق الرّطبة وحماية التّنوّع البيولوجي، أشرف اليوم الجمعة 07 فيفري 2025، نيابة عن وزير الفلاحة والموارد المائيّة والصّيد البحري هيكل حشلاف رئيس الدّيوان على افتتاح فعاليات اليوم العالمي للمناطق الرّطبة رفقة مدير مكتب الصّندوق العالمي للطّبيعة في شمال إفريقيا WWF وبحضور المدير العام للغابات وثلّة من إطارات وزارتي الفلاحة والبيئة وممثّلي المنظّمات الدّوليّة والوطنيّة.
وخلال كلمة الافتتاح، أكّد هيكل حشلاف أنّ بلادنا تُعدّ عضوًا في اللّجنة الدائمة لاتفاقيّة رامسار منذ انضمامها إليها عام 1981 وأنّه قد تمّ تحديد وتصنيف الى حدّ اليوم 940 منطقة رطبة، من بينها حوالي أربعين منطقة ذات أهميّة دوليّة، مضيفا أنّ هذه المناطق الرّطبة تحتضن تنوّعًا بيولوجيًا غنيًا، حيث تستقبل سنويًا حوالي 500 ألف طائر، ممّا يجعل تونس نقطة عبور هامّة في مسارات الهجرة بين آسيا وأوروبا وإفريقيا، فضلا عن أنّ تونس تضم 46 منطقة مهمّة لحفظ الطّيور، وفق ما افادت به وزارة الفلاحة.
وأضاف أنّه تمّ إنشاء شبكة هامّة من المناطق المحميّة، تشمل 17 حديقة وطنيّة و27 محميّة طبيعيّة، كما تمّ إعلان العديد من مواقع رامسار كمناطق محميّة، مبرزا أنّه حاليا تمّ تصنيف مدينة غار الملح كمدينة حاصلة على "علامة مدينة رامسار".
وفي هذا السّياق، أكّد رئيس الدّيوان أن بلادنا تحتفل سنويًا باليوم العالمي للمناطق الرّطبة، التّي تعدّ فرصة لتقييم التّقدّم المحرز في هذا المجال والتّحدّيات التّي نواجهها، وكذلك لرفع الوعي العام بقيمة وفوائد هذه المناطق، واقتراح التّدابير اللاّزمة لمعالجة أوجه القصور، مشيرا إلى الدّور الهام الذّي تلعبه منظّمات المجتمع المدني في بلادنا على غرار شبكة الجمعيات البيئيّة "تونس للمناطق الرطبة" ( TunWet) التّي تمّ انشائها بدعم من الصّندوق العالمي للطبيعة WWF.
كما أكّد أنّ المناطق الرّطبة في تونس تحظى باهتمام متزايد وحماية متنامية، نظرًا لدورها الأساسي في إدارة الموارد المائيّة، والحماية من الفيضانات، ودورها في الحفاظ على البيئة والمناطق السّاحليّة، مستدركا أنّه على الرّغم من هذه الجهود، لا تزال مناطقنا الرّطبة تواجه العديد من التّحدّيات على غرار التّلوّث والمصبّات العشوائيّة والتّوسّع العمراني غير المنظم والاستغلال المفرط للموارد السمكيّة والصّيد العشوائي، فضلا عن أنّ المناطق الرطبة من بين النّظم البيئية التّي تتأثّر بالتغيّرات المناخيّة.
وفي هذا الإطار، دعا رئيس الدّيوان ممثّلي المنظّمات الدّوليّة والوطنيّة الى مزيد دعم وتعزيز المشاريع الجديدة للمناطق الرّطب بتونس خاصّة وأنّها تتناغم مع اتفاقية رامسار، وذلك من خلال تشجيع المعارف والخبرات التّقليديّة والمحليّة ودعم السّياحة البيئيّة وإنتاج الطّاقات النّظيفة وتحسين الخدمات الصّحيّة، وتعزيز الاستثمارات بالتّعاون مع القطاع الخاص، فضلا عن تحقيق التّنمية المستدامة للمناطق المجاورة.