أكد سمير ديلو في حوار لـ "الصباح نيوز" أن الأيام القادمة ستكون صعبة على الجميع خاصة على حركة النهضة، ووصف اجراءات ما بعد 25 جويلية بـ "المخالفة للتّمشّي التّقليدي المُدستر" وأشار الى أن بعض القرارات خلال نصف شهر بعد اعلان رئيس الجمهورية لقراراته الاستثنائية، تثير مخاوف مشروعةً كالمنع من السّفر دون أسباب واضحة ووضع بعض الشّخصيّات تحت الإقامة الجبريّة بقرارات إداريَة غير معلّلة، واعتبر أن بعض الأقاويل حول ركوبه على الأحداث واحدة من مفردات خطاب عاطفيّ تحريضيّ، وأبرز أن مخرجات مجلس شورى النهضة لم تقدم ما يفيد أنّهم تلقّوا أيّ رسالة وهمّ بعضهم قد لا يتجاوز تأمين السنتيمترات المربّعة التي يجلس عليه .
وأبرز أن هناك تنسيقا في في المواقف بينه وبين عبد اللطيف المكي ومحمد بن سالم لم ينقطع منذ سنوات وقيادت أخرى من الحركة.
وفي ما يلي فحوى الحوار:
اليوم يمر نصف شهر على الاجراءات الاستثنائية التي قررها رئيس الجمهورية في 25 جويلية، ماهو تقييمك لهذه المدة نصف شهر من القرارات المتتالية تعيين مكلفيين بتسيير وزارات يوم للتلقيح المكثف ايقافات تحجير سفر إقامات جبرية؟
من المبكّر إصدار حكم أو تقييم في ظلّ عدم تقديم خارطة طريق تبيّن تصوّر رئيس الجمهوريّة وفريقه للفترة القادمة، نحن في منتصف المدّة التي أعلنت في البداية لسريان الاجراءات الاستثنائيّة، وهذه مدّة شهدت إجراءات وأحداثا كثيرة، بعضها لا جدال في إيجابيته كالحملة الواسعة للتّلقيح، وبعضها مفاجئ وغير معتاد كتعيين مكلّفين بتسيير وزارات يؤدّون اليمين دون نيل ثقة (بعد أن تعوّدنا طيلة أكثر من نصف سنة على .. وزراء نالوا الثّقة ولم يؤدّوا اليمين.!)، وبعضها الآخر يثير مخاوف مشروعةً كالمنع من السّفر دون أسباب واضحة ووضع بعض الشّخصيّات تحت الإقامة الجبريّة بقرارات إداريَة غير معلّلة.
هل ترى بأن تعيين رئيس للحكومة وتركيز حكومة جديدة قد تأخّر؟
لست مطّلعا على ما يدور في ذهن صاحب القرار ولا ما يحكم نسق تقدّمه في تركيز ما ينويه ولكن من الواضح أنّ ما يجري مخالف للتّمشّي التّقليدي المُدستر وهو تعيين رئيس حكومة يتولّى اختيار فريقه بالتّشاور مع رئيس الجمهوريّة.
وشخصيّا كنت أتوقّع تعيين رئيس حكومة في ال 48 ساعة الموالية للإجراءات التي أعلنت يوم 25 جويلية .
ما هو ردك على الأقاويل بأن أصوات عدد من قيادات النهضة الداعية لقيادة جديدة للحركة هي محاولة للهروب من السفينة وركوب على الأحداث؟
الأمر يختلف حسب هويّة القائل : فغير المطّلع معذور، أمّا إن كان هذا القول صادرا عن أشخاص مطّلعين على المواقف المعلنة والصّريحة والمستقرّة لمن يوجّه لهم هذا " الإتّهام "، وخاصّة مواقفهم من القرارات والمواقف والتّصريحات التي ساهمت في تدحرج الأوضاع إلى ما وصلنا إليه فقولهم لا يحتاج حتّى لمجرّد الرّدّ عليه وإن كان لا بدّ من ردّ ففي شكل أسئلة لا أجوبة : بماذا تشعرون!؟ هل تحسّون براحة الضّمير!؟ هل من خيارات أخرى لديكم غير المكابرة!؟
أمّا قضيّة القفز من السّفينة فهي واحدة من مفردات خطاب عاطفيّ تحريضيّ لا علاقة له بواقع الأمور، فالذين نصحوا عندما كان التّدارك وتعديل المسار ممكنين، ولم يُسمَع لهم، هم الأحرص بروح وطنيّة، على المساهمة الفاعلة في إنقاذ ما يمكن إنقاذه وعدم ترك المجال فسيحا لبعض الذين يسعون إلى تدمير ما بقي قابلا للتّدمير وبعضهم يحسب أنّه يُحسن صُنعا.
ماهو رأيك بخصوص القرارات الصادرة من مجلس الشورى حول اعتبار ما حدث انقلابا والدعوة الى حوار وبأن كل الطبقة السياسية مسؤولة على ما آلت اليه الأوضاع وباحداث خلية أزمة داخل الحركة؟
دورة الشّورى جرت في ظروف استثنائيّة، ودون الخوض في تفاصيل ما جرى فيها، فالمجالس بأماناتها، أكتفي بالقول أنّ طريقة إدارتها ومضمون مآلاتها يؤكّدان أنّ المعنيّين مباشرة برسالة الزلزال الذي حصل لم يقدّموا ما يفيد أنّهم تلقّوا أيّ رسالة ولا أنّهم مستعدّون لتغيير حقيقي وهمّ بعضهم قد لا يتجاوز تأمين السنتيمترات المربّعة التي يجلس عليها
أمّا المصطلحات فلا مشاحّة فيها: إذ لا فائدة من الإكتفاء بالتّوصيف دون تشخيص حقيقي وعميق وتحمّل شجاع للمسؤوليّة دون الإطمئنان لأنّ أخطاء الطّرف المقابل أو تأويله المرجوح للنّصّ الدّستوري كافيان لوضع حدّ للمسار الذي انبنى على ذلك أو تفادي المخاطر التي يمليها التّخوّف المشروع من تجميع كلّ السّلطات في يد شخص واحد .
الحوار لا يتحقّق بمجرّد الدّعوة له بل بالمساهمة في توفير الشّروط السّياسيّة (والنّفسيّة ) له، عبر بناء الثقة (المنهارة) والقيام بخطوات عمليّة لتسهيل ذلك .
أمّا خليّة الأزمة فأحتفظ بتعليقي حتّى تتكوّن.
هل هناك تنسيق في المواقف بينك وبين عبد اللطيف المكي ومحمد بن سالم داخل النهضة؟
التّنسيق في المواقف لم ينقطع منذ سنوات بين عدد كبير من أعضاء حركة النّهضة ( من كلّ المراكز القياديّة) ، وليس فقط من ذكرت، ولم يكن محور التقائهم فقط تطابق وجهات النّظر بخصوص تحدّيات الحوكمة داخل الحزب ومقتضيات تحقّق ديمقراطيّته الدّاخليّة بل ( وخاصّة ) الخيارات السّياسيّة وتنزيلها وحوكمة الأداء السّياسي حزبيّا وبرلمانيّا وقد شهدت محطّات عديدة تباينات في وجهة النّظر بين هذا الفريق ومجموعة تتبنّى خيارات مختلفة وخاصّة إبّان تشكيل حكومة الحبيب الجملي ومبرّرات الإستعجال في إسقاط حكومة الفخفاخ ومدى مناسبة الإصرار على التّحوير الوزاري وضوابط الخطاب تجاه رئيس الجمهوريّة. ثمّ ضرورة القيام بإجراءات عاجلة، بعد القرارات الرّئاسيّة في 25 جويلية، تطال الخطّ السّياسيّ والوجوه التي تقوم على تنفيذه.
الى أين تسير النهضة وفق نظرك في الفترة القادمة؟
الأيّام القادمة في تقديري صعبة على الجميع وخاصّة على حركة النّهضة إن لم تستجمع أنفاسها وتتّخذ القرارات السّليمة (المبنيّة على تشخيص صحيح) ويتوقّف بعض قادتها عن المكابرة ويبادروا بدعوة بعض المتفرّغين لمهاجمة وتشويه من يختلفون معهم، إلى الصّمت ابتغاء مصلحة البلاد والعباد .
هل يمكن أن يعود البرلمان الى العمل بعد نصف شهر آخر؟
من شبه المستحيل أن يعود البرلمان في صورته القديمة فالمانع من عودته ليس فقط الإجراءات الإستثنائيّة بل صورته التي أغلقت أمامه قلوب النّاس قبل أن تغلق بوّابتَه مدرّعةٌ عسكريّة .
قد يختلف الجواب بعد تغييرات تطال صورته وحوكمته وآليّات عمله ووسائل فرض النّظام أثناء جلساته.
درصاف اللموشي
*على بعض قيادات النهضة التوقف عن المكابرة
أكد سمير ديلو في حوار لـ "الصباح نيوز" أن الأيام القادمة ستكون صعبة على الجميع خاصة على حركة النهضة، ووصف اجراءات ما بعد 25 جويلية بـ "المخالفة للتّمشّي التّقليدي المُدستر" وأشار الى أن بعض القرارات خلال نصف شهر بعد اعلان رئيس الجمهورية لقراراته الاستثنائية، تثير مخاوف مشروعةً كالمنع من السّفر دون أسباب واضحة ووضع بعض الشّخصيّات تحت الإقامة الجبريّة بقرارات إداريَة غير معلّلة، واعتبر أن بعض الأقاويل حول ركوبه على الأحداث واحدة من مفردات خطاب عاطفيّ تحريضيّ، وأبرز أن مخرجات مجلس شورى النهضة لم تقدم ما يفيد أنّهم تلقّوا أيّ رسالة وهمّ بعضهم قد لا يتجاوز تأمين السنتيمترات المربّعة التي يجلس عليه .
وأبرز أن هناك تنسيقا في في المواقف بينه وبين عبد اللطيف المكي ومحمد بن سالم لم ينقطع منذ سنوات وقيادت أخرى من الحركة.
وفي ما يلي فحوى الحوار:
اليوم يمر نصف شهر على الاجراءات الاستثنائية التي قررها رئيس الجمهورية في 25 جويلية، ماهو تقييمك لهذه المدة نصف شهر من القرارات المتتالية تعيين مكلفيين بتسيير وزارات يوم للتلقيح المكثف ايقافات تحجير سفر إقامات جبرية؟
من المبكّر إصدار حكم أو تقييم في ظلّ عدم تقديم خارطة طريق تبيّن تصوّر رئيس الجمهوريّة وفريقه للفترة القادمة، نحن في منتصف المدّة التي أعلنت في البداية لسريان الاجراءات الاستثنائيّة، وهذه مدّة شهدت إجراءات وأحداثا كثيرة، بعضها لا جدال في إيجابيته كالحملة الواسعة للتّلقيح، وبعضها مفاجئ وغير معتاد كتعيين مكلّفين بتسيير وزارات يؤدّون اليمين دون نيل ثقة (بعد أن تعوّدنا طيلة أكثر من نصف سنة على .. وزراء نالوا الثّقة ولم يؤدّوا اليمين.!)، وبعضها الآخر يثير مخاوف مشروعةً كالمنع من السّفر دون أسباب واضحة ووضع بعض الشّخصيّات تحت الإقامة الجبريّة بقرارات إداريَة غير معلّلة.
هل ترى بأن تعيين رئيس للحكومة وتركيز حكومة جديدة قد تأخّر؟
لست مطّلعا على ما يدور في ذهن صاحب القرار ولا ما يحكم نسق تقدّمه في تركيز ما ينويه ولكن من الواضح أنّ ما يجري مخالف للتّمشّي التّقليدي المُدستر وهو تعيين رئيس حكومة يتولّى اختيار فريقه بالتّشاور مع رئيس الجمهوريّة.
وشخصيّا كنت أتوقّع تعيين رئيس حكومة في ال 48 ساعة الموالية للإجراءات التي أعلنت يوم 25 جويلية .
ما هو ردك على الأقاويل بأن أصوات عدد من قيادات النهضة الداعية لقيادة جديدة للحركة هي محاولة للهروب من السفينة وركوب على الأحداث؟
الأمر يختلف حسب هويّة القائل : فغير المطّلع معذور، أمّا إن كان هذا القول صادرا عن أشخاص مطّلعين على المواقف المعلنة والصّريحة والمستقرّة لمن يوجّه لهم هذا " الإتّهام "، وخاصّة مواقفهم من القرارات والمواقف والتّصريحات التي ساهمت في تدحرج الأوضاع إلى ما وصلنا إليه فقولهم لا يحتاج حتّى لمجرّد الرّدّ عليه وإن كان لا بدّ من ردّ ففي شكل أسئلة لا أجوبة : بماذا تشعرون!؟ هل تحسّون براحة الضّمير!؟ هل من خيارات أخرى لديكم غير المكابرة!؟
أمّا قضيّة القفز من السّفينة فهي واحدة من مفردات خطاب عاطفيّ تحريضيّ لا علاقة له بواقع الأمور، فالذين نصحوا عندما كان التّدارك وتعديل المسار ممكنين، ولم يُسمَع لهم، هم الأحرص بروح وطنيّة، على المساهمة الفاعلة في إنقاذ ما يمكن إنقاذه وعدم ترك المجال فسيحا لبعض الذين يسعون إلى تدمير ما بقي قابلا للتّدمير وبعضهم يحسب أنّه يُحسن صُنعا.
ماهو رأيك بخصوص القرارات الصادرة من مجلس الشورى حول اعتبار ما حدث انقلابا والدعوة الى حوار وبأن كل الطبقة السياسية مسؤولة على ما آلت اليه الأوضاع وباحداث خلية أزمة داخل الحركة؟
دورة الشّورى جرت في ظروف استثنائيّة، ودون الخوض في تفاصيل ما جرى فيها، فالمجالس بأماناتها، أكتفي بالقول أنّ طريقة إدارتها ومضمون مآلاتها يؤكّدان أنّ المعنيّين مباشرة برسالة الزلزال الذي حصل لم يقدّموا ما يفيد أنّهم تلقّوا أيّ رسالة ولا أنّهم مستعدّون لتغيير حقيقي وهمّ بعضهم قد لا يتجاوز تأمين السنتيمترات المربّعة التي يجلس عليها
أمّا المصطلحات فلا مشاحّة فيها: إذ لا فائدة من الإكتفاء بالتّوصيف دون تشخيص حقيقي وعميق وتحمّل شجاع للمسؤوليّة دون الإطمئنان لأنّ أخطاء الطّرف المقابل أو تأويله المرجوح للنّصّ الدّستوري كافيان لوضع حدّ للمسار الذي انبنى على ذلك أو تفادي المخاطر التي يمليها التّخوّف المشروع من تجميع كلّ السّلطات في يد شخص واحد .
الحوار لا يتحقّق بمجرّد الدّعوة له بل بالمساهمة في توفير الشّروط السّياسيّة (والنّفسيّة ) له، عبر بناء الثقة (المنهارة) والقيام بخطوات عمليّة لتسهيل ذلك .
أمّا خليّة الأزمة فأحتفظ بتعليقي حتّى تتكوّن.
هل هناك تنسيق في المواقف بينك وبين عبد اللطيف المكي ومحمد بن سالم داخل النهضة؟
التّنسيق في المواقف لم ينقطع منذ سنوات بين عدد كبير من أعضاء حركة النّهضة ( من كلّ المراكز القياديّة) ، وليس فقط من ذكرت، ولم يكن محور التقائهم فقط تطابق وجهات النّظر بخصوص تحدّيات الحوكمة داخل الحزب ومقتضيات تحقّق ديمقراطيّته الدّاخليّة بل ( وخاصّة ) الخيارات السّياسيّة وتنزيلها وحوكمة الأداء السّياسي حزبيّا وبرلمانيّا وقد شهدت محطّات عديدة تباينات في وجهة النّظر بين هذا الفريق ومجموعة تتبنّى خيارات مختلفة وخاصّة إبّان تشكيل حكومة الحبيب الجملي ومبرّرات الإستعجال في إسقاط حكومة الفخفاخ ومدى مناسبة الإصرار على التّحوير الوزاري وضوابط الخطاب تجاه رئيس الجمهوريّة. ثمّ ضرورة القيام بإجراءات عاجلة، بعد القرارات الرّئاسيّة في 25 جويلية، تطال الخطّ السّياسيّ والوجوه التي تقوم على تنفيذه.
الى أين تسير النهضة وفق نظرك في الفترة القادمة؟
الأيّام القادمة في تقديري صعبة على الجميع وخاصّة على حركة النّهضة إن لم تستجمع أنفاسها وتتّخذ القرارات السّليمة (المبنيّة على تشخيص صحيح) ويتوقّف بعض قادتها عن المكابرة ويبادروا بدعوة بعض المتفرّغين لمهاجمة وتشويه من يختلفون معهم، إلى الصّمت ابتغاء مصلحة البلاد والعباد .
هل يمكن أن يعود البرلمان الى العمل بعد نصف شهر آخر؟
من شبه المستحيل أن يعود البرلمان في صورته القديمة فالمانع من عودته ليس فقط الإجراءات الإستثنائيّة بل صورته التي أغلقت أمامه قلوب النّاس قبل أن تغلق بوّابتَه مدرّعةٌ عسكريّة .
قد يختلف الجواب بعد تغييرات تطال صورته وحوكمته وآليّات عمله ووسائل فرض النّظام أثناء جلساته.