أسدل الستار، اليوم الأحد 12 ماي ، على فعاليات مهرجان الحصان البربري وأيام التنمية والاستثمار بتالة الذي يعود بعد انقطاع دام 19 سنة .
وكانت انطلاقة فعاليات هذا المهرجان يوم الخميس 9 ماي الجاري ، باستعراضات فلكلورية للخيول وكرنفال بالشارع وعرض فني بالمسرح البلدي.. كما كانت هناك طيلة أيام المهرجان، مراوحة بين العروض الفرجوية للفروسية والرماية التي استقطبت جماهير غفيرة وصلت حدود 5 الاف متفرج ،والعروض الفنية الليلية وندوات قيّمة اهتمت بتاريخ الخيول البربرية الأصيلة وسبل تثمينه وتنميته خاصة مع مايعانيه هذا القطاع والموروث العريق للجهة من صعوبات مختلفة عبّر عنها أهل القطاع ومنتسبيه لتجاوز ما قد يهدد مربي الخيول الاصيلة بالجهة من عراقيل تجبره على ترك توارث هذه الارث الذي دخل مؤخرا دائرة الشباب داخل العائلات بالجهة منذ الصغر . كما انتظمت ندوات أخرى علمية تنموية اهتمت بالقطاعات التي يمكن الاهتمام بها وتدعيمها وبعث مشاريع من خلالها انطلاقا من مقدرات معتمدية تالة من مشاريع سلاسل القيمة تهم تثمين خيرات الجهة فلاحيا وسياحيا وبيئيا وبعث مشاريع بصور حديثة ومختلفة وتحميع مختلف الفاعلين الاقتصاديين حولها لتطبيقها وتغيير الصورة التنموية للمعتمدية وجيرانها من معتمديات شمال الولاية. وقد قدم خبير في قطاع التمويل وبعث مشاريع سلاسل القيمة والهياكل الفلاحية كمال مبروكي لـ"الصباح نيوز" البعض منها مثل الانطلاق في العمل على مشروع كبير من خلال شركة تعاونية للخدمات الفلاحية انخرط بها حوالي 119 فلاحا بمنطقة برماجنة في معتمدية تالة في فكرة مشروع فلاحي يشمل إحداث نقطة لتربية الأبقار ومركزية لتجميع الحليب ومجبنة ونقطة لبيع المواد المحلية ما من شأنه ادخال حركية اقتصادية وأنشطة مختلفة للجهة، وسيغير من صورة هذه المنطقة الفلاحية التي تتوفر على مخزون مائي ومساحات شاسعة وهي التي كانت تسمى تاريخيا بـ"مرمى جنة" ومايحيله اسمها على عناصر هامة (بر،ماء،جنة) مايجعل منها مكانا مثاليا لأن تكون منطقة نموذجية للمشروع المذكور ، اضافة مشروع بعث شركة أهلية في طور التكوين حاليا تتكون من 50 فرد تعنى بتقطير زيوت الاكليل وتطويره إلى استخراج زيوت أخرى طبية وعطرية بالتعاون مع الفلاحين. كما تم طرح توجه جديد في الندوات التي عقدت على هامش هذا المهرجان وتركيز البوصلة حول التوجه مستقبلا للعمل على قطاعات الرخام والحجارة الجافة والذي لطالما كان نقمة على أهالي عدة مناطق بتالة لانعكاساته السلبية ،من خلال تثمين الاسقاطات الرخامية لبعث شبكة عنقودية متعددة الأطراف محليا ومركزيا في تصورات لمشاريع جديدة في هذا المجال ، كما هو الشأن للحجر الجاف الذي يعرف آفاقا كبيرة في العالم وتالة تزخر بخيرات هامة لهذا الحجر الذي يعود عمر استغلاله من أهالي تالة في البناءات يعود لآلاف السنين وفقا للخبراء المشاركين في الندوات.
كما تضمن المهرجان معارض فلاحية واقتصادية وزيارة لضيعة فلاحية نموذجية بمنطقة شاكر بمعتمدية تالة.
صفوة قرمازي
