إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حرارة قياسية زمن الوباء.. طواقم طبية بتوزر تعاني التعرق والاغماء والارهاق ولا مفرّ من المكيف

درجات حرارة قياسية تجاوزت 45 درجة، اذ فاقت المعدّلات العادية في مثل هذا الشهر، وولاية توزر من الولايات المُصنّفة كأكثر الجهات التي تشهد موجات حرّ في الجمهورية، ورغم ذلك توجد أطقم طبية لا تزال تقاوم الحرارة والوباء، تُصرّ على العطاء والتغلّب على التعب في اطار نداء الواجب والانسانية من أجل انقاذ أرواح أنهكتها الجائحة.

أطباء ومُمرّضون يصلون الليل بالنهار بين أروقة المستشفى وبين الأسرة وبين أصوات أنين المرضى ودموعهم وتوسّلاتهم ودعائهم.

وبيّنت الدكتورة هدى ماطر استشفائية جامعية ورئيسة قسم الانعاش الطبي بالمستشفى الجهوي بتوزر لـ "الصباح نيوز" أن ارتفاع درجات الحرارة ساهم في زيادة ارهاق الطاقم الطبي، لدرجة أنها كثيرا ما تنزع نظاراتها الطبية في غرفة الانعاش رغم أنها تحتاج اليها، وكلما ترتدي السترات الكاملة المضادة للسوائل بما يشمل ملابس طبية الا وتتصبّب عرقا وجميع أطراف جسدها تتبلّل، حتى الملابس الداخلية ووصفت هذه الملابس الطبية بأنها لا "تطاق"، وأضافت "ارتفاع درجات الحرارة لم يُتعبنا فقط بل دمّرنا".

وعبّرت عن خشيتها أن يتسبّب لها التعرّق مع استعمال المكيف في الاصابة بالتهابات حادة.

اغماء مُمرّض أثناء العمل واصابته بجلطة خفيفة

وذكرت ماطر أن أحد الممرّضين دخل، مؤخرا، الى غرفة مخصّصة لتغيير الملابس، لينزع عنه الملابس الواقية، وعندما تأخر في الخروج منها، اقتحم زملاؤه الغرفة ليجدوه مرميا على الأرض مغمى عليه ويتصبّب عرقا، ليتم اكتشاف أن ضغط الدم قد ارتفع لديه، وأنه يعاني من جلطة دماغية خفيفة، ورغم ذلك يزاول عمله الى اليوم في قسم الانعاش لأنه لا يوجد من يُعوّضه وبالتالي لم ينتقل للعمل في قسم آخر.

وتحدثت عن أنه أحيانا تتعكّر حالة المريض بفعل ارتفاع درجات الحرارة، خاصة عندما يأتي به على متن سيارة أسعاف من مدن قريبة من نفس الولاية.

ضيق مساحة غرفة الانعاش

وأكدت ماطر أن المكان المخصّض لأسرة الانعاش ضيق من حيث المساحة، ويتم التنقل فيه من سرير الى آخر بصعوبة، وتكاد الأسرة تلاصق بعضها البعض مما يصعّب في أحيان كثيرة مهمة الأطباء والمُمرّضين وحتى التقنيين خاصة عندما يقع الاكثار من عدد الأجهزة الطبية والمعدّات بجانب كل سرير .

نقص الاطار الطبي وشبه الطبي

وبخصوص النقص في عدد الاطارات الطبية وشبه الطبية أفادت أنه يوجد طبيبان فقط اختصاص انعاش لمرضى كورونا، و12 اطارا شبه طبي و8 مُتعاقدين أين يعملون بنظام التعاقد كل ثلاثة أشهر، يقع تغييرهم.

وفي سياق مُتّصل، قالت ماطر أنه صحيح أنها تلقّت جرعتين من اللقاح لكنها تخشى أن تتسرّب لها العدوى وتنقلها الى ابنتيها أو والديها.

ولفتت أن أهالي المرضى يخفون بعض التفاصيل التي قد تفيد الأطقم الطبية في عملية التقصي، فلا يصرّحون بتنقّلات المريض، ان كان قد سافر الى ولاية تشهد ارتفاعا كبيرا في عدد الاصابات أو حضر حفل زواج أو مأتم ويكتفون بالقول أنه لم يغادر المنزل، بينما الحقيقية هي غير ذلك وعكسها تماما.

لا مفرّ من المكيف رغم كورونا

كورونا وطئتها قد تكون أشد في قسم الانعاش، لكن لها قسوتها الخاصة مع ارتفاع درجات الحرارة حتى في المستوصفات وتقول ابتسام الطرابلسي مُمرّضة في مستوصف حي المطار بمدينة توزر، أنه لا يوجد فرز ولا مسلك لكوفيد في المستوصف وجميع المرضى ينتظرون دورهم معا، وذلك تحت أشعة الشمس الحارقة خارج المستوصف اذ لا يدخلونه توقّيا من كورونا، لكن الطبيبة ارتأت أن تغلّف المنطقة خارج المستوصف بـ "باش"، وأفادت أنها في أحيانا كثيرة تسمح للمرضى وبأعداد كبيرة للدخول الى بهو المستشفى والانتظار في قاعة كبيرة مُكيّفة خاصة كبار السن، اذ تجد أن ارتفاع الحرارة قد أثر عليهم في طوابير الانتظار.

وتُدرك الطرابلسي أن من بين النصائح الهامة هي عدم وضع المُكيّف في وضع استخدام وعدم غلق الأبواب والنوافذ في مقرّ العمل، لكن تجد أنه لا مفرّ من ذلك وأنه لا سبيل للتغلب على الحرّ غير المُكيّف رغم مضاره في مثل هذه الحالات مع احتمال وجود أحد المصابين في نفس القاعة.

واستطردت أنه أحيانا أثناء العمل تضطر لارتداء كماماتها القديمة أو شراء كمامات أخرى من حسابها الخاص نظرا لوجود نقص في التزود بالكمامات في المستوصف.

عزم على مواصلة المعركة

"الصباح نيوز" تحدّثت الى الاطار شبه الطبي حسان السكوري الذي أكد أنه في الأصل يعمل في قسم الكلى والمسالك البولية ورغم ذلك عمل في قسم كوفيد في جميع الموجات الأربعة من الوباء التي مرّت بالبلاد، وبيّن أن كورونا قد طال أمدها للعام الثاني ولا تزال مُتواصلة وهو ما أرهقه وأتعبه نفسيا وجسديا، الا أنه سيواصل المعركة وسيعمل في قسم كوفيد كلما تمت دعوته وقت الحاجة، وأنه يشعر بالمسؤولية ازاء المرضى، ولن تثنيه درجات الحرارة المرتفعة أو نقص الاطار الطبي وشبه الطبي، معتبرا أن أحوال الطقس وعد تواجد الأطقم الطبية الكافية قد التقيا ليزيدا متاعب الأطباء والمُمرّضين.

 

درصاف اللموشي

حرارة قياسية زمن الوباء.. طواقم طبية بتوزر تعاني التعرق والاغماء والارهاق ولا مفرّ من المكيف

درجات حرارة قياسية تجاوزت 45 درجة، اذ فاقت المعدّلات العادية في مثل هذا الشهر، وولاية توزر من الولايات المُصنّفة كأكثر الجهات التي تشهد موجات حرّ في الجمهورية، ورغم ذلك توجد أطقم طبية لا تزال تقاوم الحرارة والوباء، تُصرّ على العطاء والتغلّب على التعب في اطار نداء الواجب والانسانية من أجل انقاذ أرواح أنهكتها الجائحة.

أطباء ومُمرّضون يصلون الليل بالنهار بين أروقة المستشفى وبين الأسرة وبين أصوات أنين المرضى ودموعهم وتوسّلاتهم ودعائهم.

وبيّنت الدكتورة هدى ماطر استشفائية جامعية ورئيسة قسم الانعاش الطبي بالمستشفى الجهوي بتوزر لـ "الصباح نيوز" أن ارتفاع درجات الحرارة ساهم في زيادة ارهاق الطاقم الطبي، لدرجة أنها كثيرا ما تنزع نظاراتها الطبية في غرفة الانعاش رغم أنها تحتاج اليها، وكلما ترتدي السترات الكاملة المضادة للسوائل بما يشمل ملابس طبية الا وتتصبّب عرقا وجميع أطراف جسدها تتبلّل، حتى الملابس الداخلية ووصفت هذه الملابس الطبية بأنها لا "تطاق"، وأضافت "ارتفاع درجات الحرارة لم يُتعبنا فقط بل دمّرنا".

وعبّرت عن خشيتها أن يتسبّب لها التعرّق مع استعمال المكيف في الاصابة بالتهابات حادة.

اغماء مُمرّض أثناء العمل واصابته بجلطة خفيفة

وذكرت ماطر أن أحد الممرّضين دخل، مؤخرا، الى غرفة مخصّصة لتغيير الملابس، لينزع عنه الملابس الواقية، وعندما تأخر في الخروج منها، اقتحم زملاؤه الغرفة ليجدوه مرميا على الأرض مغمى عليه ويتصبّب عرقا، ليتم اكتشاف أن ضغط الدم قد ارتفع لديه، وأنه يعاني من جلطة دماغية خفيفة، ورغم ذلك يزاول عمله الى اليوم في قسم الانعاش لأنه لا يوجد من يُعوّضه وبالتالي لم ينتقل للعمل في قسم آخر.

وتحدثت عن أنه أحيانا تتعكّر حالة المريض بفعل ارتفاع درجات الحرارة، خاصة عندما يأتي به على متن سيارة أسعاف من مدن قريبة من نفس الولاية.

ضيق مساحة غرفة الانعاش

وأكدت ماطر أن المكان المخصّض لأسرة الانعاش ضيق من حيث المساحة، ويتم التنقل فيه من سرير الى آخر بصعوبة، وتكاد الأسرة تلاصق بعضها البعض مما يصعّب في أحيان كثيرة مهمة الأطباء والمُمرّضين وحتى التقنيين خاصة عندما يقع الاكثار من عدد الأجهزة الطبية والمعدّات بجانب كل سرير .

نقص الاطار الطبي وشبه الطبي

وبخصوص النقص في عدد الاطارات الطبية وشبه الطبية أفادت أنه يوجد طبيبان فقط اختصاص انعاش لمرضى كورونا، و12 اطارا شبه طبي و8 مُتعاقدين أين يعملون بنظام التعاقد كل ثلاثة أشهر، يقع تغييرهم.

وفي سياق مُتّصل، قالت ماطر أنه صحيح أنها تلقّت جرعتين من اللقاح لكنها تخشى أن تتسرّب لها العدوى وتنقلها الى ابنتيها أو والديها.

ولفتت أن أهالي المرضى يخفون بعض التفاصيل التي قد تفيد الأطقم الطبية في عملية التقصي، فلا يصرّحون بتنقّلات المريض، ان كان قد سافر الى ولاية تشهد ارتفاعا كبيرا في عدد الاصابات أو حضر حفل زواج أو مأتم ويكتفون بالقول أنه لم يغادر المنزل، بينما الحقيقية هي غير ذلك وعكسها تماما.

لا مفرّ من المكيف رغم كورونا

كورونا وطئتها قد تكون أشد في قسم الانعاش، لكن لها قسوتها الخاصة مع ارتفاع درجات الحرارة حتى في المستوصفات وتقول ابتسام الطرابلسي مُمرّضة في مستوصف حي المطار بمدينة توزر، أنه لا يوجد فرز ولا مسلك لكوفيد في المستوصف وجميع المرضى ينتظرون دورهم معا، وذلك تحت أشعة الشمس الحارقة خارج المستوصف اذ لا يدخلونه توقّيا من كورونا، لكن الطبيبة ارتأت أن تغلّف المنطقة خارج المستوصف بـ "باش"، وأفادت أنها في أحيانا كثيرة تسمح للمرضى وبأعداد كبيرة للدخول الى بهو المستشفى والانتظار في قاعة كبيرة مُكيّفة خاصة كبار السن، اذ تجد أن ارتفاع الحرارة قد أثر عليهم في طوابير الانتظار.

وتُدرك الطرابلسي أن من بين النصائح الهامة هي عدم وضع المُكيّف في وضع استخدام وعدم غلق الأبواب والنوافذ في مقرّ العمل، لكن تجد أنه لا مفرّ من ذلك وأنه لا سبيل للتغلب على الحرّ غير المُكيّف رغم مضاره في مثل هذه الحالات مع احتمال وجود أحد المصابين في نفس القاعة.

واستطردت أنه أحيانا أثناء العمل تضطر لارتداء كماماتها القديمة أو شراء كمامات أخرى من حسابها الخاص نظرا لوجود نقص في التزود بالكمامات في المستوصف.

عزم على مواصلة المعركة

"الصباح نيوز" تحدّثت الى الاطار شبه الطبي حسان السكوري الذي أكد أنه في الأصل يعمل في قسم الكلى والمسالك البولية ورغم ذلك عمل في قسم كوفيد في جميع الموجات الأربعة من الوباء التي مرّت بالبلاد، وبيّن أن كورونا قد طال أمدها للعام الثاني ولا تزال مُتواصلة وهو ما أرهقه وأتعبه نفسيا وجسديا، الا أنه سيواصل المعركة وسيعمل في قسم كوفيد كلما تمت دعوته وقت الحاجة، وأنه يشعر بالمسؤولية ازاء المرضى، ولن تثنيه درجات الحرارة المرتفعة أو نقص الاطار الطبي وشبه الطبي، معتبرا أن أحوال الطقس وعد تواجد الأطقم الطبية الكافية قد التقيا ليزيدا متاعب الأطباء والمُمرّضين.

 

درصاف اللموشي

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews